Sunday, March 23, 2014

مهزلة جودة التعليم

في 2006 صدر قرار جمهورى بإنشاء مايسمى "الهيئة القومية لضمان جودة التعليم والإعتماد" (تشكل مجلس إدارتها في 2007) ورئيسها بدرجة وزير ويتبع أيضا رئيس مجلس الوزراء مثل الأفندى الذى يتربع على كرسى مركز المعلومات الذى كتبت عنه أمس .. وخصص لهذه الهيئة مليار جينه من ميزانية الدولة على 5 سنوات (يعنى لحد آخر 2013) لإصلاح حال التعليم في مصر من الحضانة حتى الجامعة.
ايوه ياحزمبل جودة التعليم اللى اتصرف عليها المبلغ ده مرتبات وحوافر وبدلات سفر لرئيس الهيئة وطاقم مكتبه ومستشاريه واستقدام الخبراء من الخارج.
تدخل على موقع الهيئة فتجد أنها قد منحت شهادات الجودة لآلاف المدارس والكليات الجامعية في عهد مبارك (لن أتحدث عن مستوى التعليم وأنا أحد رجاله ولا الفصول ولا عدد الطلاب ولا المناهج وإنما اقرر أن معظمها ليس به دورات مياه تصلح للاستخدام الآدمى).
إتصرف المليار واتصرف معاهم 44 مليون دولار قرض من البنك الدولى (يعنى مصر سوف تسدد من ميزانيتها أيضا) للنهوض بجودة التعليم العالى ولاتزال جامعات مصر تؤدى دور المطابع التى تطبع شهادات وتمنحها لطلاب لم يتعلموا شيئا.. وتحول الأمر في النهاية إلى سركى يوقع فيه أساتذه الجامعة حضور وانصراف إذا أرادوا الحصول على "بدل الجودة" كل شهر.
الحكومة لابد وأن تبدأ بنفسها فتطهر مؤسساتها أولا .. هذا أهم بكثير من منع المياه المعبأة في زجاجات تقشفا من اجتماعات مجلس الوزراء 

Saturday, March 08, 2014

The Art Of Shaking Hands

http://www.linkedin.com/today/post/article/20140303071202-64875646-how-not-to-shake-hands?trk=eml-mktg-inf-w-top-p9

Getting A New Job

http://www.linkedin.com/today/post/article/20140303063506-52594-how-to-get-a-job-no-matter-what?trk=eml-mktg-inf-w-top-p7

Interviewing Traps

http://www.linkedin.com/today/post/article/20140306120617-32175171-what-not-to-say-in-a-job-interview?trk=eml-mktg-inf-w-top-p2

دروس فى الحب


فكرت كيف يمكن أن يكون لكلامى عنها معنى يصل للقارئ ويخرج به عن كونه حزنا على فراقها إلى دروس عملية فى الحب وحسن العشرة والتفكير الإبتكارى فى حل المشكلات ومواجهة الحياة بصلابة وعزم يتخطى كل الصعاب ويضمن استمرار الحياة بحلوها ومرها .. لماذا لاأحول لوعتى عليها إلى ذكريات جميلة تتناول حياتنا معا من خلال مواقف مختلفة أصفها وأتناولها بالتحليل وأخرج منها بعبر تفيد من يقرأها وتدعوه إلى تأملها والاستفادة منها وبذلك تكون مقالاتى موجهة لكل قراء "حريتى" وليست خاصة تفرض على القارئ موضوع شديد الخصوصية يهمنى وحدى:
§       فى زماننا لم نكن نتمتع بحرية العلاقات التى يتمتع بها أبناؤنا .. وكنا نتحايل حتى نتقابل لكى نتبادل كلمات قليلة، ونخطط لكسر الحصار المفروض عليها من أسرتها المحافظة بتهريب الرسائل التى تتحدث عن حياتنا معا فى المستقبل فى قالب رومانسى .. وحين ذهبنا إلى الجامعة سويا صار لدينا مساحة أكبر من الحرية وصرنا نرتاد الأماكن معا ونحتك بالحياة ونناقش مستقبلنا بواقعية.
§       كنا مختلفين فى التربية والثقافة وإيقاع السلوك ولكن كان يجمعنا القيم والمبادئ التى تربينا عليها فمثلا كانت تأخذ وقتها قبل أن تقرر، وتسمع أكثر مما تتكلم وكان بذلك تخرج بتفسيرات ومواقف لم أكن ألحظها بإيقاعى الأسرع فى ردود الأفعال واتخاذ القرارات .. تعلمنا بالتجربة كيف نحول الإختلاف إلى "تكامل" يجعلنا معا واحد صحيح فما ينقص أحدنا يكمله الآخر.
§       كانت إبنة بارة .. ليس فقط لوالديها وإنما لوالدى بنفس المقدار وأكثر تكرم وفادتهم وتحنو عليهم، وكسبت بذلك اجماع الأسرتين على حبها يرحم الله الجميع .. كنا حين يحتدم الخلاف بيننا وفى المرات القليلة التى تصادف أن كان يزورنا أحد أن يأخذ والدى صفها ويدافعوا عنها فأتوقف عن الشكوى وأتمنى لو يتوقفوا عن لومها، ويأخذ والديها صفى ويعددون مناقبى فتتوقف هى الأخرى عن الشكوى .. وبهذا ينتهى الخلاف ويموت موتا طبيعيا.
§       عينيها كانت المرآة الحقيقية التى أنظر فيها قبل أن أخرج لموعد هام .. أقرأ فيهما كيف ترانى فإذا ابتسمت زادتنى اطمئنانا وإذا لم تفعل سألتها فترد برقة: كان عندك كرافته منقطة ب ... شكلها بيبقى حلو عليك" .. أفهم أنها لاتريد انتقادى وإنما تعبر عن حرصها في أن أكون دائما كما تحب أن ترانى.. رقة في النقد‘ ومرونة في الإستجابة تنزع فتيل الخلاف وتزيد من مساحة الفهم لما يحبه الطرف الآخر .. أو هكذا أظن.
§       "ياعينى عليك يا ..." (وتقول إسمى كاملا) .. كانت عبارتها المأثورة كلما فضفضت أمامها باعتراض على وضع أو شكوى من موقف أو خطر داهم أراه قادما .. تقولها وتبتسم ابتسامه من يفهم مايعتمل فى نفسى ويتعاطف مع مشاعرى ويدعو الله لى أن يساندنى ويشد من أزرى.. أشعر بعدها أنى لست وحدى، وأن هناك من يفهمنى ويقدر مشاعرى ومستعد لمساعدتى على تجاوز أزمتى والتغلب على مشاعرى السلبية وأننى أقوى مما أتصور مادمت أحمل على كتفى كل هذا الهم واستمر فى مسيرة الحياة.

ثورة سرقها الشيوخ


سرت كما سار غيرى خلف شباب 25 يناير ورددت هتافاتهم واختلطت كما اختلط غيرى بهم فى التحرير واحتفلت معهم مثلما احتفل غالبية المصريين حين تحقق الهدف الأسمى من الثورة وهو إسقاط حكم مبارك الذى جثم على صدر مصر لأكثر من ثلاثين عاما إتسمت العشر الأواخر منها بعلانية الفساد والمجاهرة بالإعداد لتوريث الحكم بكل رموزه وانعدام تساوى الفرص بين الناس وتدهور الحالة الإقتصادية وانتشار البطالة بصورة لاتبشر بأى أمل فى مستقبل واعد .. فعلت ذلك وسعدت به ولكنى صارحت كل من يعرفنى وقتها بخوفى من أن ثورة شعبية حقيقية بهذا الحجم والشكل يمكن أن تستمر حتى تتحقق كل مطالبها دون قيادة يلتف حولها الشباب وكوادر ذات خبرة تعمل معهم ولو فى الظل لوضع أهداف استراتيجية ومخطط بإطار زمنى واقعى وعاقل يحقق آمال المصريين فى التغيير إلى الأحسن وبناء مصر الجديدة الحديثة على أنقاض النظام الذى سقط.
دارت الأحداث بتلقائية وعفوية وتداخلت الرؤى وتعددت المطالب وتصارعت المصالح وضاع شباب الثورة بين كل هؤلاء، بل وأصابتهم هم أنفسهم عدوى الخلاف فتحول الإختلاف الطبيعى الذى يثرى أى عمل جماعى إلى تطاحن وتشويه للسمعة وإقصاء .. كنت مؤمنا أن دور الشيوخ ينبغى أن يظل فى خلفية المشهد يقدمون خبرتهم العملية ومشورتهم حين يطلب منهم ذلك  فى الإقتصاد والسياسة والشئون الإجتماعية التى تصاحب الثورات وتحتاج لدراسة وتشخيص وحلول وتحرك دائم ومستمر لايتوقف حتى لاتفقد الثورة قوة الدفع الجبارة التى تولدت بحماس الشباب ومساندة باقى فئات الشعب واحتضانهم لهم .. كنت آمل أن ماتحقق يقترب كثيرا من الحلم ولكن لم يفاجئنى على الإطلاق أن يتسابق كل من كان له يد فى نجاح الثورة أو لم يكن فى غزو الفضائيات يدلى بدلوه فيما يجرى حتى لو كان لايعلم ويضخم دورة ويقزم دور باقى الثوار .. تلقف الإعلام ذلك باعتباره نشاطا مثيرا ينطوى على أخبار تهم الناس حتى وإن كانت غير موثقة، ودارت الآلة الإعلامية الجبارة تجلب مزيدا من الإثارة وتزكى نيران الغيرة بين رفقاء الأمس وسباق إثبات الذات بين الباحثين عن دور.. بدأ دور الثوار الحقيقيين يتضعضع ويتفتت ويتوارى أمام الهجمات الشرسة من جمعيات أصحاب المصالح الذين وجدوا فى التحالفات وسيلة للإستقواء محاولين إحكام قبضتهم على الشارع والإعلام معا.
المشكلة فى كل ماتقدم أن من ظلوا يقدمون أنفسهم ليل نهار على أنهم البديل للقيادة التى غابت عن ثورة يناير كلهم من القيادات التى تصلح لزمن آخر ولى ولايمكن أن يعود الزمن إلى الوراء، وليس لعهد جديد ولا لعصر سريع الإيقاع تحكمه العولمة بمنهجها فى توحيد أسواق العالم فى سوق عالمى كبير، وتجميع أفكار الناس والمعلومات التى تتيحها لهم على موجة واحدة تخدم مصالح الدول الكبرى التى تقدمت تكنولوجيا وامتلكت أسرار ألاعيب السياسة والإقتصاد وأساليب إخضاع الشعوب لرغباتها وجعلها ترقص على إيقاع تتحكم فى سرعته وبطئه طبقا لظروف كل مجتمع تضع أعينها عليه وبما يتناسب مع توقيتاتها لمساندة أو إجهاض أى نشاطات ترى أنها تهدد مصالحها .. لم يجد شيوخ السياسيين بأسا من التعاون مع من يحقق لهم بعضا من تطلعاتهم فى الحكم، ولجأ بعضهم إلى الاعيب الحواة فى احتواء حماس الشباب ورغبتهم الجامحة فى سرعة التغيير فى إئتلافات كثرت بصورة هزلية حتى عدنا لانعرف أسماءها ولا الفارق بينها ، والبعض الآخر ترخص إلى حد التبذل فى عرض نفسه على ساحة المناصب أملا فى أن يرسو عليه المزاد فيخرج من المولد ببعض الحمص .

 اختفى الشباب من المشهد الرسمى واحتل المقاعد الآباء والجدود ممن لايملكون لا لغة الخطاب المناسبة ولا الحلول للمشكلات القائمة ومحرك الثورة يدور دون أن يولد قوة تجر القطار فى الإتجاه الصحيح، وعلى الرغم من ذلك فإن عدد العربات يزيد والركاب يتكاثرون ويتصارعون على الركوب رغم ثقتهم بأن القطار قد لايتحرك لأن الحمولة فاقت بكثير قدرة المحرك على الجر ..!

سيكولوجية التنجيم

فى نهاية كل عام يتسابق المنجمون والفلكيون فى التنبؤ بما سيحدث فى العالم خلال العام الجديد، معظمهم يلجأ إلى العبارات الفخيمة فارغة المضمون والتى تتحدث عن كوارث طبيعية هائلة دون تحديد لمكان حدوثها، أو وفاة شخصيات هامة، أو تغييرات جوهرية فى نظام الكون أو نظم الحكم، بينما الأكثر ذكاء يستقرئون أحداث العام المنصرم ويبنون على توقعاتهم تنبؤات بما يمكن أن يحدث كنتيجة منطقية للمقدمات التى حدثت بالفعل .. أما على المستوى الشخصى فتكون التنبؤات فى عبارة مختصرة تبعث الأمل فى نفس القارئ أو تزغزغه بلطف فى أسلوب حياته وصداقاته وعلاقاته الإجتماعية.
ويعتمد أصحاب التنبؤات على الناس سوف تنسى بعد حين وأن أحدا لن يتابع على مدار العام الجديد ماتنبئوا به مثل الفريق الفلانى سوف يصعد لدور كذا، أو فلان أو علان سوف يرشح نفسه، أو سوف يموت (كلنا سوف نموت ولكنهم يختارون شخصا بلغ من العمر أرذله وبات على مشارف الموت) ولامانع طبعا من إضافة بعض التوابل الحريفة للتنبؤات فتمتد إلى العلاقات الحميمية بين المشاهيرأو النزاعات بينهم فتتحدث عن الزواج والطلاق، أو مجالات العمل التى غالبا لايفقه المنجم فيها شيئا كالحالة الإقتصادية وأعمال البورصات أو الأفلام أو المسرحيات الجديدة والتى قد يكون أصحابها قد أعلنوا عنها قبل حين أو سربوا عن قصد أخبارها، ولكن فى كثير من الأحيان يستخدم الأذكياء من الشخصيات الشهيرة والمثيرة للجدل سلاح التنبؤات لكى يشيعوا عن أنفسهم وأعمالهم مايحبون تداوله بين الناس لبناء صورة إيجابية جذابة عن أنفسهم.
والغريب أن للمنجمين والمتنبئين سوقا رائجة فى أجهزة الإعلام فنجد أن أصحاب البرامج الخفيفة يتصلون بهم ويمنحونهم مساحة فى برامجهم لكى يتحدثوا عما يحمله العام الجديد من أخبار ساخنة حريفة تثير شهية جمهور تلك البرامج ويدور حولها الجدل حتى أن أحد مقدمى البرامج فى إحدى القنوات الشهيرة جاء على الهواء بشخص لم يعلن عن نفسه ولا إسمه ولكنه معروف لمقدم البرنامج واخذ يعلن عن تنبؤاته فى مستقبل مصر ومن سيحكمها بل وتمادى فى ذلك فتناول نظام الحكم ومؤسساته بالمرة ومقدم البرنامج مشدوه معجب بقدرة مصدر أخباره المجهول الغامض الذى ادعى على الهواء أنه سبق وأن تنبؤ بأشياء أخبر بها مقدم البرنامج ولكنه يرفض الإفصاح عن مصدرها.
فى الخارج برامج متخصصة فى أخبار النجوم والإشاعات المتداولة عنهم، وهناك كذلك أعمدة متخصصة لكتاب معروفين فى كثير من الصحف ذات الطابع الشعبى التى لاتعنى كثيرا بالرأى والتحليل، ولكن كل هؤلاء يتصلون إما بالشخص أو الجهة التى صدرت عنها الشائعة أو من تناولته من أشخاص أو جهات للتحقق منها وبهذا يجمعون بين متابعة مايتداوله الناس فى حياتهم من أخبار واهتمامات وبين صحة أو زيف مايقال وتحقيقه .. وطبعا يمكن "التربيط" مع أصحاب تلك البرامج فى الكيفية التى يؤكد بها الخبر أو ينفى والطريقة التى تقدم صاحبها للرأى العام لزيادة عدد معجبيه، أو حتى لتشويه صورة خصومه ومنافسيه، وفى هذه الحالة يكون لكل خدمة تقدم ثمن معروف يسدد إما سرا لصاحب البرنامج الذى يتظاهر بالحياد أو يكون فى شكل إعلان مدفوع للمحطة نفسها التى يعمل بها مقدم البرنامج الذى سيحاول طول الوقت ألا يظهر مايقدمه على أنه إعلان.
وهناك جانب نفسى يفسر إقبال الناس على التنبؤات فالإنسان بطبعه محب للإستطلاعن شغوف باكتشاف الأسرار، بل ويسعى دائما لإثبات أنه محق فيما يقول ويفعل وينتهز الفرص لكى يتباهى بين أقرانه وأصدقائه بصواب آرائه وحسن بصيرته، وهذا يفسر كيف أن الإقبال على التنبؤ بأحداث العام الجديد ليس قاصرا على فئة دون الأخرى ..  وكلما كان هدف التنبؤ شخصية مشهورة كلما كان اهتمام الناس أكبر حيث يصبح الموضوع مادة خصبة لجلسات السمر والتندر أو التشفى حسب الأحوال.

Thursday, March 06, 2014

عــذاب حــب مصــــر

حب الوطن عذاب لاينافسه فى شدته وتنوعه سوى الحب الأول الذى يداهم القلب فى مرحلة مبكرة من العمر قبل أن تكتمل مقومات الشخصية وتتراكم خبرة السنين وتستقر العواطف والمشاعر وتصبح الأحلام اكثر واقعية .. وقد يكون الحب الأول متبادلا – وغالبا لايكون كذلك – أو من طرف واحد، وأحيانا تكون المحبوبة بعيدة المنال يطمع فى الوصول إلى قلبها متنافسون كثر تعذبهم بدلالها وتمنعها وتسعد بتنافسهم على كسب ودها ومحاولاتهم اليائسة المستميته لإثبات مدى تفانيهم فى حبها وحرصهم على إسعادها واستعدادهم لفعل المستحيل لإثبات ذلك.
تظل المحبوبة واحد وإن اختلف محبوها .. والمشكلة هنا أن المحبين يعيشون تجربة الحب كل بطريقته مابين محب يكتفى باجترار مشاعره فى صمت ولايبوح به لأحد، أو شاعر يفرغ مشاعره كلاما يكتبه ويحتفظ به أو يرسله للمحبوبة عله يداعب عواطفها ويهز مشاعرها، أو يتمخطر أمامها مستعرضا لعله يلفت نظرها فيحظى بالتفاتة أو إشارة أو نظرة يعيش عليها زمنا حتى تحدث المعجزة فيلقاها، أو يقوم جبأعمال غير مألوفة يظن أنها تعجبها فيدافع عن مظلوم أو يستعرض قوته أو يباهى بمظهر من مظاهر التميز، ولكن فى كل الأحوال لايحتمل على محبوبته كلمة نقد أو تعريض .. يقبل فقط كل مايتوافق مع الصورة الذهنية التى كونها عن المحبوبة ولايرى أى مبالغة فى وصفها بالتفرد وأنه لايوجد مثلها فى الوجود.
كل ماعرضته نماذج من المحبين الذين قد يعذبهم الحب الأول والذى يشاع عنه أنه أيضا الأخير على اعتبار أن أى حب يأتى بعده لايمكن أن يدانيه فى مستوى العواطف الجياشة ولا المشاعر الفضفاضة ولا حالة الذوبان التى تمتلك الحس وتطبع السلوك وتسيطر على الكيان كله فلا يعود هناك متسعا لشيئ غيره يشغل الفكر ويشكل الوجدان .. ولكن كل المحبين لابد وأن يتربص بهم بلطجى يتحين الفرص لكى يفسد على المحبين سعادتهم وينصب لهم الفخاخ لكى يضبطهم متلبسين بالجرم المشهود الذى هو فى غالب الأحيان سلوك تلقائى غير مخطط بلقاء خاطف أو تقرب بنظرة أو إشارة أو رسالة بطلب ساذج يؤكد العلاقة ويعد باستمرارها.. البلطجى إما عاشق حاقد أو مأجور من محب سابق أو كاره لحياته وظروفه يريد أن ينتقم من كل من شاء القدر أن يكون أكثر منه سعادة، ووسيلة فى التنكيد على المحبين الحقيقيين هى التهديد بالفضيحة أوالتجريس والتحريض والإستعداء والترهيب حتى لاتستمر العلاقة .. وأحيانا يلجأ إلى الإبتزاز لكى يخضع الحبين لإرادته تجنبا لما يسفر عنه عمل البلطجى المحترف من تخريب للعلاقة وإفشال أى محاولة لترميمها.
مسرح الحياة فى مصر تلك الأيام فيه كل النماذج التى عرضتها وزيادة .. معشوقة إسمها مصر نذور عشقا فى هواها ونتسابق على التقرب منها وكسب رضاها كل بطريقته مابين عاشق أهوج يرى أن كل منافس خطر يتهدده ولابد من إزاحته عن الطريق بشتى الوسائل حتى لو كانت القتل، وثائر عاقل يرفع الصوت محاولا إثبات حسن نواياه، ومتفرج يكتفى بالمتابعة عن بعد عاجز عن أن ينحاز لطرف، وبلطجى محرض يستفيد من حالة الهياج التى اصيب بها كل المحبين ويحرص على استمرارها .. كل هؤلاء رغم اختلاف الأسلوب يسيئون – حتى ولو بحسن نية – إلى سمعة الحبيبة ويمنعون إقامة أى افراح أو احتفلات تتوج علاقة الحب الجميلة، وتشوه وجه العروس بماء النار حتى يكررها الخطاب وينصرفوا عنها.حف

أحلم بسرادق كبير بحجم مصر نتلقى فيه التهانى وليس العزاء، ويجتمع به كل المصريين على هدف واحد هو دعم البيت الكبير الذى يضم الأسرة المصرية ويكفل لها الأمن والأمان ويحوطها بالحب والمودة والرحمة ويضع عينه على نسلها الذى سوف يتولى حكم مصر المستقبل ويحقن الأحقاد ويداوى الجراح لكى تستمر مسيرة الحياة وتتسع مساحة الأمل والحب وتنقشع معها كل سحابات الغل والحقد والتخوين والريبة والقلق واليأس والإحباط.

حــال مصــر المـــايل

"إيش تعمل الماشطة فى الوش العكر؟" مثل شعبى جميل يحارب الخداع والنفاق ويكشف الزيف مهما حاول صاحب الطبع السيئ والسلوك المنحرف أن يخفى حقيقته خلف قناع زائف يبدع فى تجميله بالمساحيق والأصباغ .. والعكر هنا لادخل لها مطلقا بالوسامة أو الدمامة فتلك خلقة الله التى لايملك فيها أحد شيئا، ولا دخل لشكل الوجه بروح الإنسان وجاذبيته وحب الناس له لو كان إنسانا سويا يشاركهم آلامهم وأحزانهم وأفراحهم .. المعنى إذن يعبر عن مكنون الإنسان الذى يظهر على وجهه فلا يملك السيطرة عليه مهما حاول  أن يجمله بالمساحيق .. وطبيعى أن هناك من ينخدع بالقناع ويصدق مايرى مكتفيا به ولايحاول أن يؤكده بمراقبة من يتعامل معه فى مواقف مختلفة وعلى امتداد فترة زمنية تكفى للحكم عليه والربط بين ردود أفعاله وسلوكه الذى يعبر عما يجول بخاطره حتى تكتمل الصورة ويكون الحكم موضوعيا مجردا عن الهوى وعواطف الكره والحب التى تشوش على العقل فترهقه وتربكه وتمنعه من الوصول إلى الحقيقة.
ويأخذ تجميل الوجه العكر بالمعنى الذى شرحته أشكالا عده، ويظهر فى مجالات كثيرة من حياتنا ، ولو غفلنا عنه لأصبحت حياتنا بالتدريج مسخا شائها لايمت للحقيقة بصلة ، ولعشنا فى عالم مصطنع يتوارى فيه الواقع تدريجيا أمام الخيال .. السياسيون مثلا هم أكثر الناس حرفية فى إخفاء حقيقة مايشعرون ومايفكرون فيه، وهم يتلونون حسب المواقف المختلفة ويجيدون مخاطبة الناس بما يحبوا أن يسمعوه ويسرفون فى وعود يعلمون جيدا أنهم لن يستطيعوا الوفاء بها.. يلعبون على عواطف الناس ويحركونهم فى الإتجاه الذى يريدون والذى يضمن لهم مكانا مؤثرا مرموقا ومتميزا يحققون به أحلامهم الشخصية أولا ثم يجودون بالباقى على من أوصلوهم لتلك المكانة.. وقد يكون السياسى مدفوعا بنوايا طيبة ووطنية مخلصة ويرغب فى الخدمة العامة، ولكنه دائما يريد أن يصل للكرسى أولا ثم يفكر كيف يحقق ماوعد الناس به ، وغالبا ماتتغير أولوياته خلال تلك الرحلة فتطغى مصالحه الشخصية على المصلحة العامة وذلك يفسر الكثير من التحالفات التى تظهر قبل وأثناء وبعد أى انتخابات محتمله فى أى بلد كان.
وبعض الفنانون يجيدون حرفتهم لدرجة أقناع الناس بما يقولون ويفعلون أثناء أدائهم لدورهم، ويأتى ذلك من تكرار التدرب على تقمص الشخصيات على امتداد تاريخهم الفنى ، ولكن من يهزك من الأعماق ويجعلك تتفاعل معه أو معها هو الفنان الذى يعيش دوره ويؤديه باقتناع أنه هو من يريدك أن تراه وتسمعه فيبكيك ويضحكك أو على الأقل يجعلك تفكر فيما قال وفعل لوقت طويل بعد أن تشاهده .. الصريخ والعويل المفتعل هيستريا الضحك والمبالغة فى الحركة والتعبير كلها أدوات يلجأ إليها الفنان الذى يختفى تحت قناع الحرفية على حساب الأحاسيس الإنسانية التى تشكل ملامح الشخصية التى يلعبها .. هناك فنانون لازلنا نذكرهم منذ أكثر من نصف قرن، وبعضهم لم يزد دوره أو دورها عن بضعة دقائق على الشاشة أو المسرح لتلقائيتهم فى الأداء وإبداعاتهم العفوية أحيانا التى تخرج فى الوقت المناسب والموقف المناسب دون افتعال .. هؤلاء لم يكونوا يحتاجون لأدوار البطولة المطلقة لكى يحركوا مشاعرنا وكان يكفيهم أن يعبروا بإخلاص عن الشخصيات التى يتقمصونها فلا تملك إلا أن تتابعهم بانبهار حين يظهرون.

وحتى فى أوجه الخير والعمل الأهلى هناك من يختفى خلف قناع البر والتقوى والخدمة العامة وهو أو هى لايؤمن حقيقة بذلك وإنما يحارب لكى يحقق مكاسب شخصية أو منافع تبقى اللافتات التى يرفعها فى مكانها مصدرا للرزق وتلقى المعونات والتبرعات والمكانة والإحترام والتبجيل .. هؤلاء من كان الشيخ الشعراوى يرحمه الله يقول عنهم "فعلت ليقال وقد قيل" أى أنك كنت تفعل ماتفعل ابتغاء مرضاة الناس وقد عبروا لك عن رضائهم وبذلك تكون قد أخذت حقك ولم يعد لك حق تطالب به فى الآخرة .. اللهم اجعلنا ممن يبتغون وجه الله فى كل مايفعلون.

واحـــــة القرفـــــــــان


عشت طول عمرى أحب الكتب بكل أنواعها باعتبارها نوافذ تطل على عوالم من المعرفة يستحيل لأحد أن يرتادها ويتجول بين دروبها حتى لو امتد عمره لآلاف السنين .. وظل الإحترام الشديد والإحتفاء بكل كتاب جديد أقتنيه يلازمنى حتى الآن فأعامله برفق وأفرد له مكانا بين الكتب التى تعالج نفس الموضوع أو قريبة منه فى مكتبتى .. قطعت رحلات تعد بالسنوات الضوئية وليس بحساب السنين أقرأ كل شيئ واى شيئ حتى تكونت لدى حاسة الحكم على مايجمعه أى كتاب بين دفتيه من معرفة فأقبل عليه أو دجل ونصب بما فى ذلك دغدغة المشاعر وإثارة الغرائز فأبتعد عنه، ولكنى فى كل الأحوال اكتسبت معلومات لم يكن ممكنا أن أكتسبها أو أقتنع بها لو لم أقرأ بنفسى كل أنواع الكتب التى لم يترك مؤلفوها مجالا إلا وخاضوا فيه.
أغرانى ذلك ومازلت شابا يافعا أن أؤلف مجموعة قصصية مع زميل فى المدرسة ونبيعها لمن أشفقوا علينا من زملائنا بقرشين (أيامها) وسبقنا عصرنا فتجرأنا واستطعنا أن نقنع صاحب محل نظارات مشهور فى المدينة التى كنا نعيش فيها على دلتا نهر النيل أن يعلن على غلاف الكتاب فوفرنا بذلك تكاليف طبع الكتاب فى مطبعة خصص صاحبها عاملا يغلق علينا المطبعة بعد انتهاء العمل مساء ونظل حتى طلوع الشمس نملى عليه بالتناوب ماكتبناه وهو يجمعه كلمة كلمة من حروف من الرصاص أمامه ثم يقوم بطباعة كل صفحة يجمعها حتى اكتمل طبع الكتاب ( كان ذلك طبعا قبل اختراع الكمبيوتر والجمع الآلى المتوافر حاليا والذى يستخدم فى كل مكان حتى المتواضع من المطابع الصغيرة).
قرانا ونحن صغارا أمهات الكتب بقروش قليلة كان يشجعنا على اقتنائها مدرسونا ممن كانوا هم أنفسهم يؤلفون الكتب ويقرضون الشعر، وذقنا طعم الكلمة الجميلة تقال فى موضعها، والعبارة الرصينة تصف موقفا أو شيئا فتتخيل أنك جزء من المشهد أو أنك تمسك بالشيئ الموصوف بيديك وتنظر إليه بعينيك .. شجعونا أن نكتب مجلات حائط بخط اليد ونلونها وأن نجمع بها مواد متنوعة من الأدب والفكاهة والشعر نجمعها بمجهود شخصى من ذوى المواهب من زملائنا، وكنا – وبنفس التحفيز الذى نلقاه ممن علمونا – نمسك ميكروفون الإذاعة المدرسية ونذيع المواد التى كان مسموحا بها فى ذلك الحين من أناشيد وطنية وتلاوات القرآن أو قصائد الشعر ومقطوعات الأدب يقرؤها المتفوقون من الطلاب الذين يرشحهم الأساتذة أنفسهم والذين برز منها بعد ذلك كتابا وفنانين قابلتهم فى الصحف والمجلات الكبرى التى كنت ولازلت أنشر مقالاتى بها.
من الكتب التى أقتنيها وأحرض على اقتنائها كل من أعرف من الأصدقاء والطلاب والمعارف كتاب قديم للأديب الباحث العلامة أحمد تيمور باشا إسمه "الأمثال العامية" جمع فيه ثلاثة آلاف ومائة وثمانية عشرة مثلا عاميا معظمها لم يسمع به أحد من قبل ورتبها أبجديا، وفهرسها حسب الموضوع فى مرجع قيم جميل ومسلى أهرب إليه كلما أردت أن استريح من وجبة علمية دسمة لكتاب قرأته أو ندوة حضرتها أو مقال كتبته .. أتقاسم ماأقرأه فى هذا الكتاب على صفحات التواصل الإجتماعى، وفى جلساتى واستشهاداتى للتدليل على موقف معين أو انتقاد لوضع قائم يعجبنى أو لا يعجبنى فى كلمات قليلة ولكنها قمة التعبير .. حكمة مقطرة كما أسميها وتراث للجدود لابد للأجيال الجديدة أن تعيه وألا تفرط فيه وأن تحافظ عليه وتتوارثه حتى لايجرفها ويجرفنا التيار الدافق لتكنولوجيا المعلومات وأدواتها التى اصابت عقولنا بالكسل فأصبحنا نأنس للمس للكمبيوتر والتليفون الذكى واللوحى أكثر مما نأنس لكتاب نحس أوراقه ونشم رائحته ونقلب صفحاته.

الأمثلة التى أقرأها فى هذا الكتاب تعيدنى إلى طفولتى، وتطير بى فى عالم خيالى يعود بآلة الزمن إلى مئات السنين ، ويزرعنى بين شيوخ كبار يجلسون تحت ضوء القمر يتسامرون ويضحكون أو صامتون حزانى، أو متأملون لحال البشر يعجبون لما اصابهم، ويصفون كل هذا فى كلمات قليلة تخرج من القلب نحتوها من البيئة والمجتمع الذى يعيشون بمهارة الجراح الذى يعرف مكامن النفس البشرية ودوافعها لكى تعيش آلاف السنين بعدهم تتداولها الأجيال.

التطوير وإرادة الحياة

التطوير .. وإرادة الحياة ؟!
أى عملية تطوير تعنى بالضرورة محاولة تغيير وضع قائم إلى وضع أفضل، وهى بهذا المعنى تمرد على التسليم بالأمر الواقع وقبوله على أنه أحسن مايمكن، وبالتالى رفض التعلل بأسباب الظروف والملابسات والمواءمات التى تتخذ فى كثير من الأحيان حججا تجهض التطوير أو تعرقل انطلاقه .. التطوير الجيد بطبيعته مثل مرآة للواقع يرى فيها الناس أخطاءهم بوضوح ويرون نتائج أعمالهم ومايترتب عليها من نتائج يمكن أن تكون ضارة للغير او للمؤسسات التى يعملون بها ، ومن هنا فهو يمثل تهديدا للمراكز التى كونوها بفعل الزمن، والمزايا التى اكتسبوها، ومعظمها يكون بغير وجه حق لأنهم اقتنصوها بسبب وجودهم فى المكان المناسب فى الوقت المناسب وليس لأنهم يستحقونها عن علم أو خبرة أو بالتحالفات التى تكونت للدفاع عن تلك المراكز .. والتطوير يمثل كذلك عبئا على "تنابلة السلطان" الذين يأكلون ويشربون وتلتقط صورهم بجانبه، ثم يذهبون للنوم وهم يظنون أنهم قد حققوا إنجازات رائعة، وحين يستيقظون يظلوا يسبحون بحمد السلطان فى حلقات ذكر جماعية أو فى عزف منفرد ثم يروحون مرة أخرى فى غيبوبة استعدادا ليوم جديد من النفاق والمداهنة "والبهللة" قانعين بأن يكونوا أصفارا، رافضين لأى تكليف ذا قيمة يتطلب عملا ومجهودا أو حتى تفكير.
عرضت مرة إطارا عاما لخطة تطوير – لاحظ أنى اقول إطارا عاما للخطة وليس الخطة نفسها بتفاصيلها- على أعلى سلطة اتخاذ قرار فى مؤسسة عريقة واستغرق العرض أقل من ساعة .. كان العرض بسيطا واضحا بلغة سهلة لاتحتمل أى تأويل ولا يرصعها تعبيرات علمية معقدة، وطلبت فى آخر العرض رأى من حضروا، وشجعتهم على طرح الأسئلة ولكن أحدا مهم لم ينطق لا بتعليق ولا بسؤال، ولكنى حين تحاورت مع رئيس المؤسسة عن انطباعاته فوجئت به يضحك قائلا أن البعض لم يفهم كلمة مما قلت وأنهم ذهبوا إليه ليعاتبوه على السماح لى بهذا الوقت قائلين "منك لله".. بديهى أن هؤلاء سوف يتربصون بأى خطة تطوير ويتحينون الفرص لإثبات عجز من تجرأ وأزعجهم "بهز" المركب التى يجلسون على حافتها من كل الجوانب يحيطون بالربان ويرصدون بالساعة ماتم إنجازه ويشككون فى النوايا ويتفاخرون بأنهم كانوا على حق حين رفضوا فكرة التطوير من الأساس.
قارن ذلك بمجموعة أخرى متحفزة للتغيير، غير راضية عن الأمر الواقع، ومتمردة على النمط الذى تدار به المؤسسة التى ينتمون إليها، وغيورين على إسم المؤسسة وسمعتها وتاريخها، تزاحموا لكى يحضروا لقاءا مماثلا عرضت فيه نتائج مرحلة من مراحل خطة مكتملة للتطوير فى نفس الوقت الذى قضيته لعرض الإطار العام على للمشروع على المجموعة الأولى من ذوات "المكالم" (جمع مكلمة) وكان المفروض طبقا لأجندة الإجتماع أن تكون الأسئلة والإقتراحات – إن وجدت – فى حدود نفس مدة عرض الخطة أى ساعة فإذا بالإجتماع يمتد لساعتين أخريين طرحت فيها أفكار واقترحت مسارات واتخذت مبادرات كلها تصب فى اتجاه التطوير والتغيير لكى تصبح المؤسسة جاهزة لمواجهة التحديات الهائلة وملاحقة التغيير المتسارع فى الشارع المصرى بعد ثورة 25 يناير.
الفرق بين الحضور فى المناسبتين فى نظرى يتلخص فى أمرين محددين هما مستوى الولاء للمؤسسة، ودرجة الوعى بالمصلحة العامة وتغليبها على المصلحة الشخصية..مجموعة تهرب من مرارة الواقع الذى ساهموا فى صنعه بحقن أنفسهم بمخدر أحلام اليقظة الذى يجمل الواقع، ومجموعة تصر على البقاء متيقظة لمواجهة الخطر بالتفكير الواعى فى وسائل تغيير هذا الواقع .. مجموعة تظن أن الصراخ والعويل سوف يخيف شيطان الفشل ويصرفه، ومجموعة تعلم أن ذلك سوف لايصرف الشيطان بل سيغريه باستدعاء أنصاره لكى يشتركوا فى حفلات "الزار الخطابى" يحمس المشتركين فى حلقة الزار ويجعهلهم يتمايلون فى هستيريا تتصاعد تدريجيا كلما زاد الصراخ ويبقى على حالة الغيبوبه والغياب عن الواقع، يلعبون دور "الملقن" يذكر الممثلين على خشبة المسرح  بما نسوه ويعيدهم إلى النص إذا خرجوا عنه .