كلما شاهدت وزيرا يتحدث فى وسائل الإعلام ، أو مسئولا كبيرا يعرض الخطط التى جادت بها قرائح اللجان العديدة التى شكلها لبحث موضوع أو علاج مشكلة أكاد أن أستلقى على قفاى من الضحك ، وأتساءل عما إذا كان هناك جين لم يكتشفه العلماء بعد يجعلهم يصدقون مايقولون ويتصرفون بثقة غريبة من أن تشكيل اللجان كاف لحل أى مشكلة ، وأن مجرد تقديم تقرير ينهى المشكلة تماما ، وإذا تكررت فذلك إدعاء كاذب من مغرضين يكرهون الحكومة العظيمة لشعب مصر والتى تتفانى فى خدمته وتعمل على راحته وتوفر له الحياة الكريمة ولكنه شعب ناكر للجميل "لايعجبه العجب ولا الصيام فى رجب" ولذلك فإن الحكومة تصبر وتحتسب على هذا الشعب الظالم الذى يبطر بالنعم والأفضال التى تغرقه بها الحكومة .. سبب رغبتى فى الضحك تكمن فى سؤال بسيط يراودنى كلما تكرر مشهد المتحدثين عن خطط الدولة فى هذا أو ذاك .. السؤال هو : هل هناك دولة فى الدنيا ليس لديها حنفيات حريق يستخدمها الدفاع المدنى لكى يطفئ الحرائق المتكررة ويعتمد عوضا عن ذلك بفناطيس مياه يصطحبها معه وتعيد إلى الشارع المصرى مشاهد فرق الإطفاء فى القرون الوسطى ؟ أحترقت دار الأوبرا المصرية عن آخرها .. واحترق قصر الجوهرة المجاور للقلعة .. واحترق المسرح القومى .. واحترق مجلس الشورى .. وكلها قيمة أثرية وتراث تاريخى نملكه .. وكلها تحمل الشعب المصرى تكاليف إقامتها وتكاليف ترميمها أو إعادة بنائها حسب الأحوال .. والآن تحترق عمارات وسط القاهرة وهى تحف معمارية هى الوحيدة التى نجت حتى الآن من الهدد العشوائى ولم تتحول بعد إلى مبان قبيحة قميئة لاتسر الناظرين. وقبل أن يخرج علينا مسئول يقسم بأغلظ الإيمان أن فى عاصمة مصر حنفيات حريق ، أتحدى أن يعرض علينا خريطة بأماكن تلك الحنفيات التى هى ولاشك مدفونة فى باطن الأرض من أيام محمد على وتحتاج إلى بعثات أثرية تنقب عنها وتكتشفها ، وقد يتطلب الأمر هدم بعض الفيلات والمبان الأثرية حتى يتيسر الوصول أليها .. لدينا وزارة للتخطيط وثلاثين محافظة بكل منها فى المتوسط عشرة أحياء ولازلنا حين تندلع الحرائق نتبع فى إجرائها أسلوب " جردل مية وإيدك معانا الله يخليك " .. مطلوب حنفيات حريق بطول مصر وعرضها لكى تشكل خريطة إطفاء لحرائق تتم عمدا وأخرى تشتعل ذاتيا :
· نحتاج إلى حنفيات حريق تطفئ لهيب الأسعار التى تشوى المصريين بصفة يومية ، وتجعل شروق شمس يوم جديد عذابا لايحتمل لأكثر من 60% من شعب مصر يعيشون على وتحت خط الفقر والباقون – باستثناء 5ر2% - من طبقة النبلاء والمليونيرات والترليونات يكافحون لكى يوفروا لأنفسهم وأسرهم حياة كريمة بقدر الإمكان توفى باحتياجاتهم الأساسية دون رفاهية ولا متعة بريئة بسيطة تجلى صدأ النفوس بشمة هواء نقى أو فرجة ولو على "صندوق الدنيا".
· ونحتاج إلى حنفيات حريق تطفئ القلوب والنفوس المحترقة لفئات الشعب التى تعانى ظلما بينا وجحودا من الدولة والذين لايجدون غير الشارع وسلالم النقابات ليعبروا عن غضبهم وسخطهم وإحساسهم بعدم الأمان والمطالبة بحقوقهم الضائعة . الصيادلة والأطباء والمهندسون والمحامون والصحفيون وأساتذة الجامعات والطلاب وعمال المصانع والمزارعون لايمكن – ياحكومة مصر – أن يكونوا مخطئين أو مغالين فى طلباتهم والبحث عن حقوقهم المسلوبة وطلبهم للعدل فى التعامل معهم. يريدون جميعا أن تسحب الحكومة يدها من جيوبهم التى لايوجد بها أحيانا سوى قروش قليلة لاتصلح لشراء شيئ أو توفير حاجة .. جميعهم رفعوا لافتات ونادوا بشعارات تعبر عما يعتمل فى نفوسهم وقلوبهم وفات عليهم الشعار الذى رفعه أجدادهم من قبل فى وجه جابى مصر أيام المماليك "إيش تاخد من تفليسى يابرديسى؟" 1250 إضرابا خلال الستة شهور الماضية يمكن أن يرشح مصر لكى تدخل " موسوعة جينيس للأرقام القياسية " وفى مستوى عدم رضى الشعب بكافة طوائفه عن الحكومة التى جاءت لتحكمه وتسير أمور حياته .
· ونحتاج إلى حنفيات حريق تبرد نار شعب مصر من المجرمين الهاربين الذين نهبوا ودائع البنوك أو قتلوا الشعب بالمبيدات أو ألقوا به طعاما لسمك القرش فى البحر الأحمر.. جميعهم يرتعون فى خير مصر المهرب إلى الخارج لاتطالهم يد العدالة .. وحتى الذين لايزالون داخل مصر من القتلة لايجرؤ أحد على أن يحاسبهم أو حتى يخضعهم للتحقيق أو يستدعيهم للشهادة فى جرائم القتل الجماعى التى ارتكبوها فى "تسميم" شعب مصر وإصابتهم بالأمراض تأكل أجسامهم ويدفع شعب مصر مرتين : مرة من صحته ومرة ثمن الأدوية التى تحاول فقط أن توقف استفحال الداء وليس علاجه .. نسمع كثيرا أن لاأحد فوق القانون ، ولكن اتضح أن ذلك مجرد شعار ينطبق فقط على عامة الناس من شعب مصر ، أما الكبار فلهم قانون خاص ومعاملة خاصة ومكانة ترفعهم فوق دستور الأمة وأبو القوانين فيها.
· ونحتاج إلى حنفيات حريق تطفئ النيران المشتعلة فى كل بيت به عاطل لايجد عملا فلا هو قادر على أن يعول نفسه ، ولاهو قادر على أن يساعد اسرته ، وبالقطع عاجز تماما على أن يخطط لبناء أى مستقبل .. اليأس والإحباط الذى يلف شبابنا فى شرنقة تخنقه وتضغط على أعصابه وتحوله تدريجيا إلى كائن غير منتمى لايدين بأى ولاء لبلده ولايشعر بأى دين عليه سداده .. ويسهل طبعا استمالة مواطن لاجذور له إلى أى تيار مخرب يخطط لخراب مصر وإضعافها وتفشى الجهل والمرض والخيانة بها واختفاء القيم والمثل الرفيعة التى كانت تميز هذا الشعب فأصبحت الآن تاريخا يحكى وأمنيات وذكريات يعيشها من مارسها من الأجيال القديمة حين يريد أن يهرب من الواقع الأليم والمخزى للشارع المصرى الآن.
· ونحتاج إلى حنفيات حريق تقلل من الغيظ المكتوم من تزايد ظاهرة التسول فى الشارع المصرى حتى أصبحت مصر كما قلت قبلا " مشحتة " كبيرة لايمكن لأحد أن يسير فى شارع أو حارة أو زقاق راكبا أو مترجلا إلا ويعترضه متسولون يمدون أيديهم ويتحرشون به وقد يسبونه إذا لم يستجب لابتزازهم .. ومن بين هؤلاء مجرمون عتاه أفرج عنهم من السجون ، ومرضى عصبيون بل ومجانين رسميون سرحهم مستشفى الأمراض العقلية لعدم وجود أسرة يبيتون عليها أو لرفض أسرهم استلامهم .. بعضهم يقف فى إشارات المرور ينظم المرور دون أن يتعرض له أحد ، وبعضهم يتظاهر ببيع سلع تافهة حتى لايقبض عليه متلبسا بالتسول .. حتى موظفى الدولة لم يعودوا يجدون حرجا فى أن يمدوا أيديهم لطلاب الخدمة انتظارا لمقابل أدائهم لعملهم الذى يتقاضون عليه مرتباتهم من خزينة الدولة لأن رواتبهم لم تعد تكفى حاجاتهم الأساسية .. أين الضمان الإجتماعى الذى تتحدث عنه الحكومة ، وأين الشرطة المفروض فيه أن تحمى الناس من شر المحترفين من هؤلاء ؟
· ونحتاج إلى حنفيات حريق تطفئ جشع تجار الدروس الخصوصية الذين ألغوا دور المدرسة تماما ، ولم يعد لهم حاجة بالفصل الدراسى سوى كونه مكانا يتم فيه الإتفاق على فصل دراسى آخر " قطاع خاص " فى مدرسة يديرها المدرس فى منزله أو فى شقة أى طالب يبدى استعداده لاستضافة زملائه فى درس خاص مشترك ويجمع المدرس الحصيلة لنفسه ، ولكنه يتقاضى مرتبا ثابتا من وزارة التربية والتعليم .. مرتبا مهما كان صغيرا إلا أنه بالقطع لايستحقه ، ولم يؤد فى مقابله أى عمل رسمى .. تحولت المدارس إلى خرابات وهياكل خرسانية لاتصلح لأى عملية تعليمية فى أدنى بقاع الأرض . وهناك غشاشون آخرون يستوردون ويبيعون بضائع مهربة ومقلدة مجهولة المصدر وأحيانا مصنعة من مواد خطرة قاتلة ولاحياة لمن تنادى .. كل حين يقبض على حفنة من هؤلاء لكى يدفعوا الغرامة المقررة ثم يعودون إلى ممارسة تجارتهم الغير مشروعة طولا وعرضا بلا رقيب والشعب لايجد بديلا سوى التعامل معهم وشراء بضائعهم الرخيصة التى يمكنه توفير ثمنها.. التعليم وقطع الغيار كلاهما غش فى وضح النهار والشعب هو الضحية التى لاتجد من يدافع عنها.
· وأخيرا ، نحتاج إلى حنفيات حريق للتصريحات الحكومية الملتهبة التى يتحدث فيها المسئول إلى نفسه لايبالى أن يسمعه أو يصدقه أحد .. يبشر بمستقبل مشرق ، ورغد من العيش ، وسعة فى الرزق ، ويستشهد بالمحافل الدولية التى دائما تضع مصر رقم واحد فى مصاف أكثر الدول تقدما فى الممارسات السياسية والإقتصادية والرعاية الإجتماعية وحقوق الإنسان وتعترف لها بالريادة فى كثير من التجارب الجديدةالمبتكرة التى لم يسبقها إليها أحد .. مسئولون عمت بصيرتهم وأبصارهم فلا يرون ولايسمعون أنين الناس ولامعاناتهم ولا كيف يعيشون أو حتى كيف يموتون .. يظنون أن مصر كلها ملاعب جولف وشاليهات وفلل ونوادى خاصة فخمة وخدمة طبية منزلية وعيش أبيض يتم توصيله لمن يطلبه بالتليفون وكروت إئتمانية يحملها كل مصرى ويتعامل بها فى صرف راتبه أو معاشه الذى يفيض عن حاجته ولايعرف من كثرته كيف يصرفه.
هناك أسلوبان للإدارة – حتى لو كانت إدارة دولة : " الإدارة بالأهداف " وهذه تتطلب خبرة عالية فى التخطيط والتنبؤ بالمشاكل والإستعداد لها وإدارة الكوارث والشفافية فى عرض الحقائق على الناس وقد أثبتت التجارب أننا لم نسمع ولانؤمن بهذا النوع من الإدارة .. والإدارة بأسلوب " إطفاء الحرائق " ولدينا ماشاء الله خبرة متراكمة وطويلة فيه ، بل إننا صرنا أمة متفردة فى هذا الأسلوب حيث يمكن لنا أن نواجه أى حريقة مهما كان حجم انتشارها وضراوتها بخراطيم الإطفاء فقط دون حنفيات حريق .. مصر كلها ياسادة أصبحت قابلة للإشتعال .. وبدون خريطة واضحة لمواجهة الحرائق سوف تنفجر القنابل الموقوتة تحت الرماد بصورة تعجز عن مواحهتها كل فناطيس المياه المتوافرة فى بر مصر المحروسة بعناية الله .. فقط لاغير ..!
· نحتاج إلى حنفيات حريق تطفئ لهيب الأسعار التى تشوى المصريين بصفة يومية ، وتجعل شروق شمس يوم جديد عذابا لايحتمل لأكثر من 60% من شعب مصر يعيشون على وتحت خط الفقر والباقون – باستثناء 5ر2% - من طبقة النبلاء والمليونيرات والترليونات يكافحون لكى يوفروا لأنفسهم وأسرهم حياة كريمة بقدر الإمكان توفى باحتياجاتهم الأساسية دون رفاهية ولا متعة بريئة بسيطة تجلى صدأ النفوس بشمة هواء نقى أو فرجة ولو على "صندوق الدنيا".
· ونحتاج إلى حنفيات حريق تطفئ القلوب والنفوس المحترقة لفئات الشعب التى تعانى ظلما بينا وجحودا من الدولة والذين لايجدون غير الشارع وسلالم النقابات ليعبروا عن غضبهم وسخطهم وإحساسهم بعدم الأمان والمطالبة بحقوقهم الضائعة . الصيادلة والأطباء والمهندسون والمحامون والصحفيون وأساتذة الجامعات والطلاب وعمال المصانع والمزارعون لايمكن – ياحكومة مصر – أن يكونوا مخطئين أو مغالين فى طلباتهم والبحث عن حقوقهم المسلوبة وطلبهم للعدل فى التعامل معهم. يريدون جميعا أن تسحب الحكومة يدها من جيوبهم التى لايوجد بها أحيانا سوى قروش قليلة لاتصلح لشراء شيئ أو توفير حاجة .. جميعهم رفعوا لافتات ونادوا بشعارات تعبر عما يعتمل فى نفوسهم وقلوبهم وفات عليهم الشعار الذى رفعه أجدادهم من قبل فى وجه جابى مصر أيام المماليك "إيش تاخد من تفليسى يابرديسى؟" 1250 إضرابا خلال الستة شهور الماضية يمكن أن يرشح مصر لكى تدخل " موسوعة جينيس للأرقام القياسية " وفى مستوى عدم رضى الشعب بكافة طوائفه عن الحكومة التى جاءت لتحكمه وتسير أمور حياته .
· ونحتاج إلى حنفيات حريق تبرد نار شعب مصر من المجرمين الهاربين الذين نهبوا ودائع البنوك أو قتلوا الشعب بالمبيدات أو ألقوا به طعاما لسمك القرش فى البحر الأحمر.. جميعهم يرتعون فى خير مصر المهرب إلى الخارج لاتطالهم يد العدالة .. وحتى الذين لايزالون داخل مصر من القتلة لايجرؤ أحد على أن يحاسبهم أو حتى يخضعهم للتحقيق أو يستدعيهم للشهادة فى جرائم القتل الجماعى التى ارتكبوها فى "تسميم" شعب مصر وإصابتهم بالأمراض تأكل أجسامهم ويدفع شعب مصر مرتين : مرة من صحته ومرة ثمن الأدوية التى تحاول فقط أن توقف استفحال الداء وليس علاجه .. نسمع كثيرا أن لاأحد فوق القانون ، ولكن اتضح أن ذلك مجرد شعار ينطبق فقط على عامة الناس من شعب مصر ، أما الكبار فلهم قانون خاص ومعاملة خاصة ومكانة ترفعهم فوق دستور الأمة وأبو القوانين فيها.
· ونحتاج إلى حنفيات حريق تطفئ النيران المشتعلة فى كل بيت به عاطل لايجد عملا فلا هو قادر على أن يعول نفسه ، ولاهو قادر على أن يساعد اسرته ، وبالقطع عاجز تماما على أن يخطط لبناء أى مستقبل .. اليأس والإحباط الذى يلف شبابنا فى شرنقة تخنقه وتضغط على أعصابه وتحوله تدريجيا إلى كائن غير منتمى لايدين بأى ولاء لبلده ولايشعر بأى دين عليه سداده .. ويسهل طبعا استمالة مواطن لاجذور له إلى أى تيار مخرب يخطط لخراب مصر وإضعافها وتفشى الجهل والمرض والخيانة بها واختفاء القيم والمثل الرفيعة التى كانت تميز هذا الشعب فأصبحت الآن تاريخا يحكى وأمنيات وذكريات يعيشها من مارسها من الأجيال القديمة حين يريد أن يهرب من الواقع الأليم والمخزى للشارع المصرى الآن.
· ونحتاج إلى حنفيات حريق تقلل من الغيظ المكتوم من تزايد ظاهرة التسول فى الشارع المصرى حتى أصبحت مصر كما قلت قبلا " مشحتة " كبيرة لايمكن لأحد أن يسير فى شارع أو حارة أو زقاق راكبا أو مترجلا إلا ويعترضه متسولون يمدون أيديهم ويتحرشون به وقد يسبونه إذا لم يستجب لابتزازهم .. ومن بين هؤلاء مجرمون عتاه أفرج عنهم من السجون ، ومرضى عصبيون بل ومجانين رسميون سرحهم مستشفى الأمراض العقلية لعدم وجود أسرة يبيتون عليها أو لرفض أسرهم استلامهم .. بعضهم يقف فى إشارات المرور ينظم المرور دون أن يتعرض له أحد ، وبعضهم يتظاهر ببيع سلع تافهة حتى لايقبض عليه متلبسا بالتسول .. حتى موظفى الدولة لم يعودوا يجدون حرجا فى أن يمدوا أيديهم لطلاب الخدمة انتظارا لمقابل أدائهم لعملهم الذى يتقاضون عليه مرتباتهم من خزينة الدولة لأن رواتبهم لم تعد تكفى حاجاتهم الأساسية .. أين الضمان الإجتماعى الذى تتحدث عنه الحكومة ، وأين الشرطة المفروض فيه أن تحمى الناس من شر المحترفين من هؤلاء ؟
· ونحتاج إلى حنفيات حريق تطفئ جشع تجار الدروس الخصوصية الذين ألغوا دور المدرسة تماما ، ولم يعد لهم حاجة بالفصل الدراسى سوى كونه مكانا يتم فيه الإتفاق على فصل دراسى آخر " قطاع خاص " فى مدرسة يديرها المدرس فى منزله أو فى شقة أى طالب يبدى استعداده لاستضافة زملائه فى درس خاص مشترك ويجمع المدرس الحصيلة لنفسه ، ولكنه يتقاضى مرتبا ثابتا من وزارة التربية والتعليم .. مرتبا مهما كان صغيرا إلا أنه بالقطع لايستحقه ، ولم يؤد فى مقابله أى عمل رسمى .. تحولت المدارس إلى خرابات وهياكل خرسانية لاتصلح لأى عملية تعليمية فى أدنى بقاع الأرض . وهناك غشاشون آخرون يستوردون ويبيعون بضائع مهربة ومقلدة مجهولة المصدر وأحيانا مصنعة من مواد خطرة قاتلة ولاحياة لمن تنادى .. كل حين يقبض على حفنة من هؤلاء لكى يدفعوا الغرامة المقررة ثم يعودون إلى ممارسة تجارتهم الغير مشروعة طولا وعرضا بلا رقيب والشعب لايجد بديلا سوى التعامل معهم وشراء بضائعهم الرخيصة التى يمكنه توفير ثمنها.. التعليم وقطع الغيار كلاهما غش فى وضح النهار والشعب هو الضحية التى لاتجد من يدافع عنها.
· وأخيرا ، نحتاج إلى حنفيات حريق للتصريحات الحكومية الملتهبة التى يتحدث فيها المسئول إلى نفسه لايبالى أن يسمعه أو يصدقه أحد .. يبشر بمستقبل مشرق ، ورغد من العيش ، وسعة فى الرزق ، ويستشهد بالمحافل الدولية التى دائما تضع مصر رقم واحد فى مصاف أكثر الدول تقدما فى الممارسات السياسية والإقتصادية والرعاية الإجتماعية وحقوق الإنسان وتعترف لها بالريادة فى كثير من التجارب الجديدةالمبتكرة التى لم يسبقها إليها أحد .. مسئولون عمت بصيرتهم وأبصارهم فلا يرون ولايسمعون أنين الناس ولامعاناتهم ولا كيف يعيشون أو حتى كيف يموتون .. يظنون أن مصر كلها ملاعب جولف وشاليهات وفلل ونوادى خاصة فخمة وخدمة طبية منزلية وعيش أبيض يتم توصيله لمن يطلبه بالتليفون وكروت إئتمانية يحملها كل مصرى ويتعامل بها فى صرف راتبه أو معاشه الذى يفيض عن حاجته ولايعرف من كثرته كيف يصرفه.
هناك أسلوبان للإدارة – حتى لو كانت إدارة دولة : " الإدارة بالأهداف " وهذه تتطلب خبرة عالية فى التخطيط والتنبؤ بالمشاكل والإستعداد لها وإدارة الكوارث والشفافية فى عرض الحقائق على الناس وقد أثبتت التجارب أننا لم نسمع ولانؤمن بهذا النوع من الإدارة .. والإدارة بأسلوب " إطفاء الحرائق " ولدينا ماشاء الله خبرة متراكمة وطويلة فيه ، بل إننا صرنا أمة متفردة فى هذا الأسلوب حيث يمكن لنا أن نواجه أى حريقة مهما كان حجم انتشارها وضراوتها بخراطيم الإطفاء فقط دون حنفيات حريق .. مصر كلها ياسادة أصبحت قابلة للإشتعال .. وبدون خريطة واضحة لمواجهة الحرائق سوف تنفجر القنابل الموقوتة تحت الرماد بصورة تعجز عن مواحهتها كل فناطيس المياه المتوافرة فى بر مصر المحروسة بعناية الله .. فقط لاغير ..!
No comments:
Post a Comment