ونحن نناقش قضية التعليم قبيل بدء العام الدراسى الجديد ، لابد لنا من أن نعرض لدور شبكة المعلومات فى العملية التعليمية وتأثيرها على العناصر المختلفة للعملية التعليمية، والتعليم الجامعى على وجه الخصوص . كذلك لابد لنا ونحن نفعل ذلك من أن نتناول بالتحليل تغير الأدوار بين المدرس والطالب والذى تفرضه المتغيرات الدولية بما فى ذلك التقدم التكنولوجى والثورة المعلوماتية الهائلة التى نعيشها الآن. فى رأيى أن أهم تغيير ينبغى لنا أن نعيه ونسرع الخطى فى إعداد أنفسنا له ونحن نخطط لتحديث التعليم كنقطة بداية لتحديث مصر هو أن الدور لتقليدى للمدرس فى جميع مراحل التعليم لابد وأن يتغير تغيرا جذريا . لم يعد يجدى أو يكفى أن يكتفى المدرس بدور " الملقن" الذى يقاس نجاحه بمدى قدرته على مساعدة الطلاب على استيعاب المعلومات التى يقدمها لهم ويختزنوها ثم يستدعونها عند الامتحان لكى يضعوا على أوراق الإجابة صورة طبق الأصل مما اختزنوه استعدادا لاجتياز الامتحان ولايهم بعد ذلك أن ينسوه كله أو المدرس بذلك يسهم فى زيادة عدد " المستهلكين " للمعلبات التعليمية السابقة التجهيز ، ويخرج طلابا لم يعتادوا على منهج البحث العلمى الذى يقوم أساسا على الشك قبل الوصول إلى اليقين عن طريق التحليل والمقارنة والتجريب. ولم يعد يكفى أن يحيل المدرس طلابه إلى شبكة المعلومات سعيا وراء المعرفة ، أو المراجع المنشورة وينقلوا منها مايستشهدون به على وجهة نظرهم أو يدعمها. أظن أن دور المدرس لابد وأن يتغير لكى يصبح " محرضا " لعقول طلابه ، يثير الموضوع ولايتسرع فى إبداء الرأى لكى يدفع الطلاب إلى التفكير والاجتهاد فى البحث عن إجابة. التحريض يعنى أيضا أن نحرك فى طلابنا القدرة على الإبداع والابتكار ، وعلى " تشغيل و تصنيع " المعلومات ليخرج منها منتج جديد ذو قيمة مضافة عالية القيمة. بذلك يكون المدرس قد زاد من عدد " المنتجين " للمعلومات ويصبح لما يدريه معنى يرتبط بحياة الناس وحاجاتهم.
الطرق الحديثة للتعليم تعتمد الآن إلى حد كبير على الاستفادة بالخبرات الشخصية والعملية للطالب حيث أن كل طالب مهما كانت المرحلة التعليمية التى ينتسب إليها لابد وأن يكون لديه خبرات حياتية مكتسبة سابقة على انتظامه فى الدراسة بما فى ذلك الخبرات التى يكتسبها فى عمله لو كان يعمل. ومن هنا فإن إرجاع المعلومات التى يتلقاها الطالب فى الفصل أو قاعة المحاضرات إلى خبراته الشخصية وربطها بتجارب واقعية شخصية وعملية تعد الآن أقصر الطرق إلى العقل ، ومن ثم إلى تفعيل العملية التعليمية لكى " تضيف " إلى مايعرفه الطالب فعلا بدلا من أن " تهدر" رصيد سنوات من عمره قضاها فى خبرة عملية ساعدت على تكوينه وشكلت إدراكه للأشياء وموقفه منها. وأظن أن هذا التناول يمثل حجر الزاوية فى عملية " التعلم " كما أفهمها وأعرفها : أن التعلم لايتم مالم تتح الفرصة للطالب لكى يطبق ماتعلمه أو ماأتيح له جمعه من معلومات ، وعن طريق الخطأ والصواب يتعلم الطالب عمليا وتستفز قدراته فيسعى إلى مزيد من التعلم وتتسع دائرة " خبرته " العملية التى تسهم بدورها فى سرعة استيعابه لمعلومات وخبرات جديدة وهكذا. المناهج التعليمية إذن سوف تتغير فى المستقبل لكى تستوعب هذا الجانب الهام الذى ينبغى مراعاته فى الطلاب الذين نفترض خطأ فى كل مرحلة تعليمية أنهم لايعرفون شيئا أو لايعرفون الكثير عن موضوعات المناهج الدراسية التى نقوم بتدريسها فى مراحل التعليم المختلفة.
ومن الضرورى كذلك أن يتغير دور الطالب فى التعليم الجامعى ومابعد الجامعى بالذات، والذى يريد أن يكون مميزا ومتفوقا من مجرد " متلقى" الذى يسمع مايقال وربما يكتبه كله أو بعضه ، ويجهد عقله وذاكرته فى اختزانه بكل مافى هذا الدور من سلبية إلى دور من يأخذ المبادأة ويقوم بدور إيجابى فاعل فى العملية التعليمية تقوم على المساهمة بالرأى فيما يقال ، والتفكير الابتكارى فى حل المسائل التى تطرح للمناقشة فى الفصل ، والتحاور والمناظرة مع قرنائه ، وتبادل الخبرة العملية معهم مما يثرى المناقشة ويفتح آفاقا جديدة للبحث فى موضوعات متصلة بالموضوع الرئيسى. لم يعد يكفى أن يزيد الطالب من قدراته على التحصيل والمذاكرة والتذكر ، وإنما أصبح من الضرورى أن يختبر"رغبته" فى التعلم، وصلابة "الإرادة" لديه لكى يستمر فى مشوار التعليم واعتباره نزهة عقلية ومصدرا للمتعة وليس عذابا والتزاما صارما وحملا ثقيلا يريد أن يتخفف منه فى أسرع وقت باجتياز الامتحان والحصول على الدرجة العلمية فكون تلك نهاية المطاف بدلا من أن تكون بدايته.
هنا يثور سؤال : هل لو تغيرت الأدوار كما قدمنا ومعها المناهج التعليمية لكى تواكب روح العصر وزاد الاعتماد على شبكة المعلومات كمصدر رئيسى للمعلومات سوف تتغير العلاقة الشخصية بين الأستاذ والطالب ؟ أتصور أن العلاقة المباشرة سوف تصبح أكثر إنسانية ، وأن اعتماد العملية التعليمية على الأستاذ والطالب فى أدوارهما المختلفة الجديدة سوف تدعم دوام الاتصال بينهما فلا يصبح قاصرا على قاعات الدرس بل يتجاوزه إلى حركة الحياة وأنشطتها المختلفة ، وحوارا دائما ومراحل نجاح متصلة يحتفلان بها معا. والأهم من كل هذا أن المجتمع سوف يلمس عمليا عائد التعليم حين ينعكس على سلوك أفراده وأدائهم وحسن فهمهم لمشاكله وواقعيتهم فى حلها. حالة واحدة فقط يمكن أن تؤثر بالسلب فى تلك العلاقة : وأعنى بها حين يستعبدنا الكمبيوتر فيصبح هو كل عالمنا ومصدر معرفتنا وخبرتنا فنتحول تدريجيا إلى مرحلة خطيرة وهمية من الاكتفاء الذاتى فى العملية التعليمية ، ونظن أن بإمكاننا أن نتحول إلى كائنات يتسم تفكيرها بالآلية وردود الفعل المبرمجة مسبقا. المطلوب هو إدراك أن الكمبيوتر هو وسيلة وليس غاية ، وأنه من نتاج العقل ، ولذلك فإنه لامنافسة بينه على الإطلاق وبين العقل وقدرته الهائلة على الابتكار ، وإنه مجرد أداة ووسيلة عصرية لازمة وضرورية فى العملية التعليمية توفر لنا – لو أحسنا استغلالها – وقتا أطول لكى نتواصل على المستوى الإنسانى ومن ثم نستمتع أكثر بحياتنا.
الطرق الحديثة للتعليم تعتمد الآن إلى حد كبير على الاستفادة بالخبرات الشخصية والعملية للطالب حيث أن كل طالب مهما كانت المرحلة التعليمية التى ينتسب إليها لابد وأن يكون لديه خبرات حياتية مكتسبة سابقة على انتظامه فى الدراسة بما فى ذلك الخبرات التى يكتسبها فى عمله لو كان يعمل. ومن هنا فإن إرجاع المعلومات التى يتلقاها الطالب فى الفصل أو قاعة المحاضرات إلى خبراته الشخصية وربطها بتجارب واقعية شخصية وعملية تعد الآن أقصر الطرق إلى العقل ، ومن ثم إلى تفعيل العملية التعليمية لكى " تضيف " إلى مايعرفه الطالب فعلا بدلا من أن " تهدر" رصيد سنوات من عمره قضاها فى خبرة عملية ساعدت على تكوينه وشكلت إدراكه للأشياء وموقفه منها. وأظن أن هذا التناول يمثل حجر الزاوية فى عملية " التعلم " كما أفهمها وأعرفها : أن التعلم لايتم مالم تتح الفرصة للطالب لكى يطبق ماتعلمه أو ماأتيح له جمعه من معلومات ، وعن طريق الخطأ والصواب يتعلم الطالب عمليا وتستفز قدراته فيسعى إلى مزيد من التعلم وتتسع دائرة " خبرته " العملية التى تسهم بدورها فى سرعة استيعابه لمعلومات وخبرات جديدة وهكذا. المناهج التعليمية إذن سوف تتغير فى المستقبل لكى تستوعب هذا الجانب الهام الذى ينبغى مراعاته فى الطلاب الذين نفترض خطأ فى كل مرحلة تعليمية أنهم لايعرفون شيئا أو لايعرفون الكثير عن موضوعات المناهج الدراسية التى نقوم بتدريسها فى مراحل التعليم المختلفة.
ومن الضرورى كذلك أن يتغير دور الطالب فى التعليم الجامعى ومابعد الجامعى بالذات، والذى يريد أن يكون مميزا ومتفوقا من مجرد " متلقى" الذى يسمع مايقال وربما يكتبه كله أو بعضه ، ويجهد عقله وذاكرته فى اختزانه بكل مافى هذا الدور من سلبية إلى دور من يأخذ المبادأة ويقوم بدور إيجابى فاعل فى العملية التعليمية تقوم على المساهمة بالرأى فيما يقال ، والتفكير الابتكارى فى حل المسائل التى تطرح للمناقشة فى الفصل ، والتحاور والمناظرة مع قرنائه ، وتبادل الخبرة العملية معهم مما يثرى المناقشة ويفتح آفاقا جديدة للبحث فى موضوعات متصلة بالموضوع الرئيسى. لم يعد يكفى أن يزيد الطالب من قدراته على التحصيل والمذاكرة والتذكر ، وإنما أصبح من الضرورى أن يختبر"رغبته" فى التعلم، وصلابة "الإرادة" لديه لكى يستمر فى مشوار التعليم واعتباره نزهة عقلية ومصدرا للمتعة وليس عذابا والتزاما صارما وحملا ثقيلا يريد أن يتخفف منه فى أسرع وقت باجتياز الامتحان والحصول على الدرجة العلمية فكون تلك نهاية المطاف بدلا من أن تكون بدايته.
هنا يثور سؤال : هل لو تغيرت الأدوار كما قدمنا ومعها المناهج التعليمية لكى تواكب روح العصر وزاد الاعتماد على شبكة المعلومات كمصدر رئيسى للمعلومات سوف تتغير العلاقة الشخصية بين الأستاذ والطالب ؟ أتصور أن العلاقة المباشرة سوف تصبح أكثر إنسانية ، وأن اعتماد العملية التعليمية على الأستاذ والطالب فى أدوارهما المختلفة الجديدة سوف تدعم دوام الاتصال بينهما فلا يصبح قاصرا على قاعات الدرس بل يتجاوزه إلى حركة الحياة وأنشطتها المختلفة ، وحوارا دائما ومراحل نجاح متصلة يحتفلان بها معا. والأهم من كل هذا أن المجتمع سوف يلمس عمليا عائد التعليم حين ينعكس على سلوك أفراده وأدائهم وحسن فهمهم لمشاكله وواقعيتهم فى حلها. حالة واحدة فقط يمكن أن تؤثر بالسلب فى تلك العلاقة : وأعنى بها حين يستعبدنا الكمبيوتر فيصبح هو كل عالمنا ومصدر معرفتنا وخبرتنا فنتحول تدريجيا إلى مرحلة خطيرة وهمية من الاكتفاء الذاتى فى العملية التعليمية ، ونظن أن بإمكاننا أن نتحول إلى كائنات يتسم تفكيرها بالآلية وردود الفعل المبرمجة مسبقا. المطلوب هو إدراك أن الكمبيوتر هو وسيلة وليس غاية ، وأنه من نتاج العقل ، ولذلك فإنه لامنافسة بينه على الإطلاق وبين العقل وقدرته الهائلة على الابتكار ، وإنه مجرد أداة ووسيلة عصرية لازمة وضرورية فى العملية التعليمية توفر لنا – لو أحسنا استغلالها – وقتا أطول لكى نتواصل على المستوى الإنسانى ومن ثم نستمتع أكثر بحياتنا.
No comments:
Post a Comment