طبيعى أن تظل العملية التعليمية والارتقاء بها شاغلا قوميا يسيطر على معظم إن لم يكن كل تفكيرنا ونحن نخطط لتحديث مصر بالشكل الذى يليق بحضارتها وتاريخها ، ويحافظ فى نفس الوقت على الثوابت الثقافية والقيم التى تشكل هويتها وتميز طابعها وشخصيتها. وحين نتحدث عن العملية التعليمية فإنما نعنى بها كافة مراحل التعليم الذى ننظر إليها على أنها حلقات متصلة ومنظومة متكاملة لايصح أن نناقش مرحلة منها باعتبارها أهم من الأخرى مادام المنتج النهائى الذى نسعى إليه هو مواطن واع بقضايا وطنه جاد فى مسعاه للمشاركة فى حل مشاكله . ينبغى إذن أن ننظر نظرة جديدة لعناصر العملية التعليمية على ضوء المتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية التى طرأت على مجتمعنا وعلى المسرح الدولى من حولنا. فى رأيى أن العملية التعليمية لم تعد تعتمد على الثالوث الكلاسيكى المعتاد الذى يتكون من الطالب والأستاذ والمقرر ، وإنما استجدت عناصر أخرى لابد من اعتبارها إذا أردنا أن نحدث التغيير الجذرى المطلوب الذى يحقق لمصر طموحاتها خلال هذا القرن والاستعداد للقرن القادم. تعالوا نستعرض معا بمنظور جديد أعمدة الحكمة السبعة التى أعنيها والتى وليس لدى أدنى شك فى أننا نملك الكوادر الفنية والإنسانية والإمكانات القادرة على تفعيلها أن نبنى عليها " صرح المؤسسة التعليمية " المصرى الذى يفرز الإنسان المصرى العصرى الجديد:
· الطالب هو المادة الخام التى سوف يجرى عليها " عمليات " التشغيل لكى تتحول إلى منتج عالى الجودة ، مواطن صالح مؤهل يخرج إلى سوق العمل فيزيد الطلب عليه ويتخاطفه أصحاب المشروعات باعتباره سلعة نادرة يحتاجونها لازدهار أعمالهم. والطالب مهما كانت المرحلة التعليمية التى ينتسب إليها يأتى إلينا ببعض الخبرات الموروثة والمكتسبة التى ينبغى ألا نغفلها بل الواجب علينا أن نجعلها مدخلا وجزءا أصيلا للعملية التعليمية التى تزيد فعاليتها كلما ارتبطت باهتمامات الطالب وخبراته وصيغت لكى توفر له فهم مايدرسه على ضوء تلك الخبرات. نوع الدراسة والتخصص ينبغى أن يأخذ فى الحسبان مواهب الطالب وقدراته الخاصة إن وجدت.
· والمدرس لم يعد يستطيع أن يكتفى بدور الناقل للمعلومات ، وإنما أصبح موصلا جيدا لها ، وينبغى الآن أن يتغير دوره إلى " التحريض " على التفكير والبحث وربط المعلومات بالخبرات الشخصية للطالب والبيئة الاجتماعية التى يحيي فيها وكيفية الاستفادة بها وتحويلها إلى قيمة مضافة تنفع الطالب أثناء دراسته وحين خروجه إلى معترك الحياة بعد تخرجه . ويلعب المدرس دور القدوة الذى يغرس فى الطالب القيم والمثل العليا ، ويدربه على القيادة وحسن الإدارة وينمى مواهبه ويصحح مساره . لذلك ينبغى ألا نبخل بمال أو جهد فى سبيل إعداده وتأهيله لهذا الدور الهام ورفع مستواه الاجتماعى لكى يبتكر وينتج ويؤدى دوره بفعالية وإيمان.
· والمقررات لابد وأن تتسم بالمرونة ، وتتيح هامشا عريضا للاجتهاد والبحث وإبراز شخصية الطالب وتشجيعه على التفكير الابتكارى ، ولابد كذلك أن تشمل على جوانب تقيس فى الطالب استعداده الشخصى ومواهبه وتشجعه على الانخراط فى الأعمال التطوعية لخدمة مجتمعه والاحتكاك المباشر بمشاكله والمساهمة بالجهود الذاتية فى حلها ، ولايتخرج الطالب مالم يؤدى هذا الجزء من المقرر بنجاح حتى لاتصبح الدراسة أيا كان نوعها مجرد نظريات ومعلومات غامضة المعانى مطموسة الملامح. لابد أن يلقن الطالب أن للمجتمع حقا عليه لابد أن يسدده وأن استشعار المسئولية والإيجابية والمشاركة هم السبيل لتحقيق ذلك.
· والبيئة التعليمية هى المجال الذى يدور فى فلكه العناصر الثلاثة السابقة من العملية التعليمية والتى لايمكن لها أن تتفاعل بنجاح لو افتقدت تلك البيئة للعناصر اللازمة لإنجاحها. سعة الفصول الدراسية وكثافتها ونظافتها وتوافر الملاعب بالمدارس ، وتعدد الأنشطة الترفيهية. لابد أن ينظر إلى الرياضة على أنها جزء من العملية التعليمية تربى العقل وتعلم الانتظام وتساعد الطالب على التركيز وحسن الاستيعاب والإيمان بالمنافسة الشريفة والرغبة فى الإنجاز وتحقيق النجاح. والرياضة فى رأيى تحقق الجانب الأخلاقى والتربوى فى تنشاة الطالب بصورة أكثر تأثيرا من المقررات الدراسية.
· والوسائل التكنولوجية التى تتيح للطالب التعامل مع شبكة المعلومات وتدريبه على الاستفادة منها وجعلها جزءا من حياته التعليمية تفتح آفاقا عريضة للفكر والثقافة ، وتعتبر البوابة السحرية التى تتيح لمن يملك مفتاحها أن يدخل إلى عالم المعرفة ويطلع على كنوز المعلومات التى يسخرها لخدمته ويجعلها منفذا لتعدد الرؤى وتوسيع المدارك والنظر إلى الموضوع الواحد من أكثر من منظور وزاوية. الدخول إلى عالم المعرفة والمعلومات تخرج بالطالب من حدود العالمية إلى آفاق العالمية فيطلع على الثقافات المختلفة ويطل على العوالم الأخرى وتزداد معرفته بها ومن ثم فهمها بعمق أكثر.
· ورجال الاعمال وجمعياتهم المختلفة فى مصر أعتبرهم جزءا فاعلا واصيلا فى العملية التعليمية حيث أن الفرق بين التعليم والتعلم هو إتاحة الفرصة للطلاب أن يطبقوا ماتعلموه نظريا ولن يتاح ذلك بوجه كامل إلا لو فتح رجال الأعمال مصانعهم للطلاب ومنحوهم فرص التدريب الصيفى اثناء الدراسة ، واعتبروا ذلك استثمارا يتح لهم اكتشاف النابهين من الطلاب وتعيينهم بعد تخرجهم فى الوظائف الشاغرة لديهم فيضمنوا جودتهم وولاءهم وتفانيهم فى عملهم مما يعود على أى مؤسسة بعائد مجز.
· أما عامود الحكمة السابع فيتمثل فى آلية لقياس " العائد التعليميى " لكل مرحلة تعليمية قبل انتقال الطالب إلى المرحلة التى تليها. ولاأعنى هنا الامتحانات وحدها وإنما آلية تكون الامتحانات جزءا منها فقط ولكنها تعتمد أساسا على قياس الاستيعاب العملى للمقرر والقدرة على اكتشاف العلاقة بينه وبين البيئة المحيطة وفرص التطبيق العملى على النشاطات اليومية المختلفة فى حياة الطالب. الامتحانات ربما يعاد صياغتها لكى تسمح للطالب بأن يعبر أكثر عن وجهة نظره فى موضوع السؤال وإلا يكتفى " باسترجاع " ماوعته ذاكرته من معلومات خوفا من الرسوب.
والسؤال الآن : هل نحن قادرون على كل ذلك؟ والإجابة بلا تردد هى : " نعم نستطيع " فقط لو اقتنع أطراف المعادلة بأن جودة التعليم فى أى دولة هو الذى يحدد " جودة الحياة " بها. نعم نستطيع ، بالتخطيط الجيد وإرادة الإنجاز وهما العنصران اللذان تحقق بهما نصر أكتوبر العظيم.
· الطالب هو المادة الخام التى سوف يجرى عليها " عمليات " التشغيل لكى تتحول إلى منتج عالى الجودة ، مواطن صالح مؤهل يخرج إلى سوق العمل فيزيد الطلب عليه ويتخاطفه أصحاب المشروعات باعتباره سلعة نادرة يحتاجونها لازدهار أعمالهم. والطالب مهما كانت المرحلة التعليمية التى ينتسب إليها يأتى إلينا ببعض الخبرات الموروثة والمكتسبة التى ينبغى ألا نغفلها بل الواجب علينا أن نجعلها مدخلا وجزءا أصيلا للعملية التعليمية التى تزيد فعاليتها كلما ارتبطت باهتمامات الطالب وخبراته وصيغت لكى توفر له فهم مايدرسه على ضوء تلك الخبرات. نوع الدراسة والتخصص ينبغى أن يأخذ فى الحسبان مواهب الطالب وقدراته الخاصة إن وجدت.
· والمدرس لم يعد يستطيع أن يكتفى بدور الناقل للمعلومات ، وإنما أصبح موصلا جيدا لها ، وينبغى الآن أن يتغير دوره إلى " التحريض " على التفكير والبحث وربط المعلومات بالخبرات الشخصية للطالب والبيئة الاجتماعية التى يحيي فيها وكيفية الاستفادة بها وتحويلها إلى قيمة مضافة تنفع الطالب أثناء دراسته وحين خروجه إلى معترك الحياة بعد تخرجه . ويلعب المدرس دور القدوة الذى يغرس فى الطالب القيم والمثل العليا ، ويدربه على القيادة وحسن الإدارة وينمى مواهبه ويصحح مساره . لذلك ينبغى ألا نبخل بمال أو جهد فى سبيل إعداده وتأهيله لهذا الدور الهام ورفع مستواه الاجتماعى لكى يبتكر وينتج ويؤدى دوره بفعالية وإيمان.
· والمقررات لابد وأن تتسم بالمرونة ، وتتيح هامشا عريضا للاجتهاد والبحث وإبراز شخصية الطالب وتشجيعه على التفكير الابتكارى ، ولابد كذلك أن تشمل على جوانب تقيس فى الطالب استعداده الشخصى ومواهبه وتشجعه على الانخراط فى الأعمال التطوعية لخدمة مجتمعه والاحتكاك المباشر بمشاكله والمساهمة بالجهود الذاتية فى حلها ، ولايتخرج الطالب مالم يؤدى هذا الجزء من المقرر بنجاح حتى لاتصبح الدراسة أيا كان نوعها مجرد نظريات ومعلومات غامضة المعانى مطموسة الملامح. لابد أن يلقن الطالب أن للمجتمع حقا عليه لابد أن يسدده وأن استشعار المسئولية والإيجابية والمشاركة هم السبيل لتحقيق ذلك.
· والبيئة التعليمية هى المجال الذى يدور فى فلكه العناصر الثلاثة السابقة من العملية التعليمية والتى لايمكن لها أن تتفاعل بنجاح لو افتقدت تلك البيئة للعناصر اللازمة لإنجاحها. سعة الفصول الدراسية وكثافتها ونظافتها وتوافر الملاعب بالمدارس ، وتعدد الأنشطة الترفيهية. لابد أن ينظر إلى الرياضة على أنها جزء من العملية التعليمية تربى العقل وتعلم الانتظام وتساعد الطالب على التركيز وحسن الاستيعاب والإيمان بالمنافسة الشريفة والرغبة فى الإنجاز وتحقيق النجاح. والرياضة فى رأيى تحقق الجانب الأخلاقى والتربوى فى تنشاة الطالب بصورة أكثر تأثيرا من المقررات الدراسية.
· والوسائل التكنولوجية التى تتيح للطالب التعامل مع شبكة المعلومات وتدريبه على الاستفادة منها وجعلها جزءا من حياته التعليمية تفتح آفاقا عريضة للفكر والثقافة ، وتعتبر البوابة السحرية التى تتيح لمن يملك مفتاحها أن يدخل إلى عالم المعرفة ويطلع على كنوز المعلومات التى يسخرها لخدمته ويجعلها منفذا لتعدد الرؤى وتوسيع المدارك والنظر إلى الموضوع الواحد من أكثر من منظور وزاوية. الدخول إلى عالم المعرفة والمعلومات تخرج بالطالب من حدود العالمية إلى آفاق العالمية فيطلع على الثقافات المختلفة ويطل على العوالم الأخرى وتزداد معرفته بها ومن ثم فهمها بعمق أكثر.
· ورجال الاعمال وجمعياتهم المختلفة فى مصر أعتبرهم جزءا فاعلا واصيلا فى العملية التعليمية حيث أن الفرق بين التعليم والتعلم هو إتاحة الفرصة للطلاب أن يطبقوا ماتعلموه نظريا ولن يتاح ذلك بوجه كامل إلا لو فتح رجال الأعمال مصانعهم للطلاب ومنحوهم فرص التدريب الصيفى اثناء الدراسة ، واعتبروا ذلك استثمارا يتح لهم اكتشاف النابهين من الطلاب وتعيينهم بعد تخرجهم فى الوظائف الشاغرة لديهم فيضمنوا جودتهم وولاءهم وتفانيهم فى عملهم مما يعود على أى مؤسسة بعائد مجز.
· أما عامود الحكمة السابع فيتمثل فى آلية لقياس " العائد التعليميى " لكل مرحلة تعليمية قبل انتقال الطالب إلى المرحلة التى تليها. ولاأعنى هنا الامتحانات وحدها وإنما آلية تكون الامتحانات جزءا منها فقط ولكنها تعتمد أساسا على قياس الاستيعاب العملى للمقرر والقدرة على اكتشاف العلاقة بينه وبين البيئة المحيطة وفرص التطبيق العملى على النشاطات اليومية المختلفة فى حياة الطالب. الامتحانات ربما يعاد صياغتها لكى تسمح للطالب بأن يعبر أكثر عن وجهة نظره فى موضوع السؤال وإلا يكتفى " باسترجاع " ماوعته ذاكرته من معلومات خوفا من الرسوب.
والسؤال الآن : هل نحن قادرون على كل ذلك؟ والإجابة بلا تردد هى : " نعم نستطيع " فقط لو اقتنع أطراف المعادلة بأن جودة التعليم فى أى دولة هو الذى يحدد " جودة الحياة " بها. نعم نستطيع ، بالتخطيط الجيد وإرادة الإنجاز وهما العنصران اللذان تحقق بهما نصر أكتوبر العظيم.
No comments:
Post a Comment