Wednesday, June 25, 2008

الإدارة بالمشاركة والتغيير من القاعدة إلى القمة

ماحدث فى دمياط يصلح نموذجا يحتذى فى قوة الإجماع الشعبى وقدرة المجتمع المدنى على إحداث التغيير من القاعدة إلى القمة، وهو نموذج لطالما نادينا به أسلوبا فاعلا للتغيير فى مصر يأخذ أصحاب المصلحة فيه زمام المبادرة، ويقودون التغيير مستخدمين فى ذلك وسائل الضغط المشروعة لعرض قضيتهم، وكسب التأييد والمساندة، واستصدار القرارات اللازمة لإحداث التغيير وتحقيق أهدافه بما يحقق الصالح العام بموافقة كل أطراف المعادلة حكومة وشعبا. قصة تحكى توجت فيها دمياط – بفضل سلوك مواطنيها المتحضر وحسن إدارتهم للمشكلة – نفسها فى موقع الصدارة بالنسبة لباقى المحافظات والريادة فى العمل المدنى المنظم الذى ينبغى الاقتداء به والاستفادة من تجربته. استجابت الحكومة بحكمة فى إلغاء إقامة مصنع " أجريوم " فاكتملت بذلك منظومة رائعه لشكل متحضر يجمع بين الحكومة والناس يقدم فيه الجميع المصحلة العامة على العناد والخوف من الرجوع عن قرار خاطئ إذا تبين حجم الضرر من تنفيذ القرار. نفس التسلسل الذى اتبع فى حل المشكلة يصلح مثلا لعلاج الكثير من مشاكلنا القومية بعد أن أصبح لدينا قصة نجاح صنعها الناس واستجابت لها الحكومة. تعالوا نتابع آلية ماحدث ونحاول تطبيقه على مثل أو إثنين من المشاكل التى تحاصرنا وتنذر بكوارث تستهلك طاقات الأمة فى محاولة التغلب عليها لو لم نستعد لها بحسن استغلال مالدينا من موارد فى إطار من احترام حقوق الناس فى العيش فى وطن يشاركون فى صنع مستقبله وحريتهم فى الإعتراض على مايهدد صحتهم وأمنهم وسلامتهم.
كل أصحاب المصلحة فى أزمة مصنع "أجريوم" قد حققوا مكاسب جمة عن طريق المشاركة فى صنع القرار بداية بالإعتراض وحتى صدور قرار الحكومة بنقل المصنع إلى منطقة أخرى : كسب شعب دمياط معركته المشروعة فى الحفاظ على البيئة والصحة العامة وعلى رونق وكفاءة رأس البر بخصوصيتها وتفردها. ونبه شعب دمياط باقى المحافظات لكى تأخذ حذرها من نقل المصنع إليها فأدى بذلك خدمة جليلة لمصر كلها وجعل التفكير يتجه إلى نقل المصنع إلى أحد المناطق الصناعية. وكسب نواب الشعب أبناطا كثيرة فى الالتصاق بالناس والوقوف معهم فى عرض قضيتهم، وتشكيل لجنة لتقصى الحقائق تتسم بالحيدة والموضوعية، وتبحث المشكلة من كافة جوانبها وتصوغ تقريرها بالنتائج لكى تساعد القيادة السياسية فى اتخاذ القرار العادل المناسب. وكسبت الأحزاب السياسية التى وقفت مع أبناء الإقليم والتى وجدت سبيلا مشروعا للخروج إلى الشارع دون اعتراض الأمن ودون الحاجة إلى استصدار إذن مسبق . أثبتت الأحزاب وجودها والتصاقها بالناس فى تجربة عملية للتواجد والإحساس بنبض الشارع والتفاعل الإيجابى مع مشاكل الناس . وكسبت الدولة كلها احترامها لرعاياها ومواطنيها بدءا من رئيس الدولة الذى مهد لاتخار القرار الصائب بتصريحه أن المصنع لن يقام دون موافقة أهل دمياط مرورا بالحكومة ومحافظ الإقليم والحكم المحلى . بل إن الحكومة قد قضت بتصرفها على أقاويل كثيرة وإشاعات كان يمكن أن تنال من سمعة وزرائها وأجهزة الدولة المعنية بمنح التراخيص. وكسبت مصر تجربة فريدة ونموذجا متحضرا تتعامل به مستقبلا بعد أن توقن أن الأسلوب الديموقراطى التى اتبع فى معالجة الأزمة قد ساعد على كشف ثغرات عديدة قانونية وبيئية يمكن أن تكون قد شابت عملية التعاقد وينبغى تلافيها فى أية مشروعات أخرى. لو كانت الحكومة قد استخدمت قبضتها الثقيلة وحولت الأزمة إلى مسألة أمنية لتعقدت الأمور ولتحولت الأزمة إلى كارثة يصعب بل يستحيل حلها خاصة وأن شعب دمياط بسلوكه المتحضر وإصراره واستغلاله المؤثر لوسائل الإعلام ، وحسن تمثيله قانونيا واجتماعيا عن طريق متحدثين درسوا الموضوع دراسة وافية وتحدثوا بفهم ووعى قد كسب تعاطف الرأى العام كله فى مصر.
حتى الشركة المستثمرة نفسها لو فكرت عمليا بأنها كانت سوف تزرع نفسها قسرا فى مجتمع كاره لها ومعاد لمنتجاتها وتأثير ذلك عليها فى المدى البعيد لربما أيقنت أنها هى الأخرى قد حققت كسبا بالتنازل عن الموقع الذى تتمسك به. ولو كنت فى موقع المسئولية من تلك الشركة لقمت باستغلال الموقف بحملة علاقات عامة تعلن فيها الشركة تعاطفها مع أهل دمياط ، وتركز على أن المصنع يعمل بتكنولوجيا متطورة صديقة للبيئة، ولكنه يتنازل عن حقه فى التمسك بالموقع تلبية لرغبة المجتمع المدنى ويقبل التفاوض مع الحكومة المصرية لنقل المصنع إلى موقع آخر مناسب. أما إذا أصرت الشركة المالكة للمصنع أن تحشد الرأى العام بالخارج ضد مصر والتجريح فى سياسة الإستثمار بها وإن كانت سوف تسعى لامحالة إلى طلب التعويض عما لحق بها من أضرار، فهنا لابد أن تستعد الحكومة فى شفافية كاملة بملف واف يتضمن كل المعلومات المتعلقة بالمشروع يكون أساسا للتفاوض العادل – وأكرر العادل – يعطى الشركة حقها فى تعويض عادل إذا كانت تستحق التعويض، وفى المقابل لاتتنازل عن حق أو تجاوز بحق الدولة لو صح أن الشركة قد تجاوزت حدود التعاقد بأى شكل من الأشكال. وحتى ذلك لايكفى. ينبغى أن تستعد الحكومة بحملة علاقات عامة موضوعية ومدروسة توجه للداخل والخارج على السواء وتوضح الأسباب المشروعة لما حدث مستخدمة أمثلة عديدة لدول مرت بنفس الظروف واتخذت نفس القرارات احتراما لضغوط المجتمع المدنى.
من عواقب سوء الإدارة إذن أن تتصرف الحكومات باعتبارها "الأخ الأكبر" صاحبة الولاية على شعب من القصر الذين لايعرفون مصلحتهم، وتأتى القرارات فوقية تفرض على المحكومين المفروض فيهم أن يلهجوا بالشكر على نعم الحكومة ومجهوداتها. بنفس المنطق قضى على منطقة حلوان بالكامل بمجموعة مصانع ملوثة للبيئة حاصرتها من كل جانب حتى تحجرت صدور الناس ومات الشجر منن تراب الأسمنت المتناثر والحديد المنصهر وإسبستوس مواسير الصرف الصحى أربعة وعشرون ساعة فى اليوم. وعشش الإهمال داخل مداخن تلك المصانع حين أصبحت موارد الدولة لاتسمح باستيراد فلاتر جديدة، ولاحتى صناعتها محليا. قضى على حلوان كمشتى عالمى يفد إليه الناس من كل أنحاء الدنيا، ومات من مات من الناس بأمراض عديدة، وعاش من عاش عليلا يعانى من أمراض تفتك به وبأسرته. تورمت عقولنا من وعود الحكومات المتعاقبة وقدراتنا الجبارة على التصنيع "من الإبرة إلى الصاروخ". أنكشفت قدراتنا الحقيقية أمام تصنيع فلتر، وكان ينبغى أن نعى الدرس وأن نأخذ بأسباب العلم ، وأن نخطط للمدى الطويل كيف نعظم قيمة مانملك من موارد، وكيف نخطط استراتيجيا بخطوات محسوبة تقوم على التنبؤ لآجال طويلة وهنا مربط الفرس. المناصب العليا بالدولة تكاد تكون حكرا على غير المؤهلين من المحاسيب والموالين والبهاليل ممن يقعون فى مرمى البصر للوالى الذى يعطى المنح والعطايا لمن يشاء ويمنعها عمن يشاء دون أن يسأل فى الحالتين عما فعل. سوء الإدارة هو آفة الآفات فى مصر. بسببها تهدر الموارد وتضيع الفرص ونتصرف بسفه لايليق إلا بالفقراء المصابين بعقدة التظاهر بأنهم أغنياء وأنهم قادرون وأن باستطاعتهم أن يناطحوا بالكلام كبرى الدول. سموم من الماضى تم حقنها فى أمخاخ الناس لتغييبهم ولحشدهم عدديا خلف من تولوا حكمنا واعتبرونا شعبا من المرتزقة " يأكل ويشكر" وليس له بعد ذلك مطالب.

لن أمل النداء بتدريس علوم الإدارة فى جميع مراحل التعليم بدءا من المرحلة الإعدادية. فلا قيمة لمهندس ولا طبيب ولامحاسب ولاصيدلى دون أن يكون قادرا على حسن إدارة الموارد المتاحة له فى المشروع الذى يديره من أموال وأجهزة ومعدات وعاملين ووقت متاح. علوم الإدارة لايختلف أحد فى العالم – باستثناء منطقتنا – على أنها استثمار وقيمة مضافة تحفز الناس وتزيد الإنتاج وترفع مستويات جودة الأداء، ليس هذا فقط وإنما تؤثر فى منهج إدارة الإنسان لشئون حياته وإدراة نفسه ووقته وقدراته وطموحاته وقد يمتد تأثير ذلك على من حوله من أفراد أسرته وأصدقائه ومعارفه ومن يتعامل معهم. تدريس علوم الإدارة يجعل المتعلمين فى مصر أكثر فهما لخطط الدولة وتجاوبا معها، ويحول الوطن إلى مؤسسة كبيرة تدار بالمشاركة من قبل "كل أصحاب المصلحة" وهم هنا المواطنون بكل فئاتهم.

الإدارة بالكوارث

الإدارة بالكوارث تعبير يستخدم للدلالة على نمط إدارة تعتمد على ردود الفعل وعلى التعامل مع الكوارث حين تحدث، بدلا من التنبؤ العلمى بحدوث الكوارث والاستعداد لها بالخطط اللازمة لمنع حدوثها أولا، ثم بالتعامل معها حين تحدث. وعلى الرغم من أن ماقلت يعد بديهيا ومن مبادئ علم الإدارة إلا أن مايحدث فى مصر – وبالذات فى الآونة الأخيرة – يدعونى مع الأسف إلى أن أتوقف محاولا فهم مايحدث والذى أصبح يستعصى على أى فهم. وعلى الرغم من أنى من المؤمنين أن من يتعرض للعمل العام بدافع الإحساس بالمسئولية تجاه المجتمع لابد وأن يكون متفائلا بطبعه لكى يستمد القدرة على الإستمرار فى الخدمة العامة ويساعد غيره على تخطى الإحساس بالإحباط واليأس، إلا أن الكوارث المتلاحقة حولنا فاقت قدرتى على الملاحقة وعلى التفسير. حكومة معظم إن لم يكن كل وزرائها من رجال الأعمال، أداروا العديد من الشركات الكبيرة، جميعهم على أعلى قدر من العلم ، تخرجوا فى جامعات مرموقة، وطافوا العالم ، واختلطوا بالعديد من الثقافات، وحضروا مئات المؤتمرات الاقتصادية، ولابد أنهم قرأوا ويقرأون عن نظم الحكم فى العالم، ومع ذلك فإن أقل مايوصف به الأداء الحكومى لدينا أنه "عشوائى" يعتمد على تسكين الأزمات وليس حلها، وعلى "الترقيع" فى محاولات متكررة للتجميل. استلمت الحكومة الحالية ثوبا لم يعد به مكانا لرقعة جديدة فتفننت بأن يبقى الحال على ماهو عليه حتى تنتهى مدتها إن آجلا أو عاجلا مثلها فى ذلك مثل كل الحكومات التى سبقتها. تهتك الثوب عن الجسد حتى لم يبق منه بالكاد إلا مايستر العورة . حين أنظر حولى وأتساءل: " أين هى الخطط التى تحدثنا عنها الحكومة منذ سنوات، وماهو العائد منها؟" فلا أجد إلا الكارثة تلو الأخرى، أو نذر وبشائر كوارث بطريقها إلى الحدوث، وكأن حكومتنا الرشيدة تتفنن فى زيادة عدد الكوارث أو كأن بقاءها مرتبط بألا يجد الناس وقتا للتفكير فى شيئ سوى مشاكل الحصول على رغيف الخبز أو تحقيق المعادلة المستحيلة فى العيش فى وطن أصبح الحد الأدنى للعيش فيه صعب المنال ، وأصبح الوصول إلى مستوى خط الفقر حلما يداعب جفون المساكين الذين لايعرفون النوم إما جوعا أو فزعا مما تحمله الأيام . ولعله من المفيد هنا أن نستشهد بنماذج قليلة من الكوارث التى نعيشها أو التى نتوقعها نتيجة فى فشل التخطيط الاستراتيجى عندنا للتدليل على ماقلت:

· الفشل فى إدارة العملية التعليمية لأكثر من نصف قرن الآن حتى يتطور الأمر إلى فساد العملية التعليمية برمتها وامتحانات أصبحت مشاعا لكل من يرغب فى الارتزاق سواء من الإداريين المسئولين عن الطباعة أو مندوبى المناطق أو المراقبين، بل يتجاوز الأمر أن ترسل الأسئلة بالفاكس لمن يطلبها نظير ثمن، أو تباع ببعض المكتبات لمن يشترى. هذه كارثة قومية بكل المقاييس تمس 700 ألف أسرة ، فهل كان هناك خطة لدى الوزارة لكى تمنع حدوث ذلك، أو حتى لمواجهة الكارثة حين تحدث؟ هل فكرت الوزارة فى تطوير طبع الامتحانات وسريتها وتأمينها وطرق توزيعها، وهل وضعت خطة للمراقبة والسيطرة تضمن لها التحرك السريع لاحتواء الكارثة لو حدثت بدلا من التخبط فى التصريحات والقرارات التى تعالج أعراضا ولاتتطرق لأصل المشكلة لكى تحلها حلا جذريا؟ وماذا عن كارثة التعليم فى كل مراحله ؟ هل هناك خطة قومية حقيقية للنهوض به واستعادة عافيته أو حتى وقف التدهور الحاصل الآن حتى أصبحنا "أمة فى خطر" يجتاحها طوفان الأمية التقليدية من جهة، والأمية العلمية من جهة أخرى كفكى الكماشة، وأصبح البحث العلمى يعتمد على مبادرات شخصية هنا وهناك دون خطة؟ وماذا عن المليارات التى تصرف على التعليم، وبعضها من أموال دافعى الضرائب ومعظمها قروض بفوائد من الخارج ؟ إن اللجان القومية التى أنشئت لهذا الغرض مثل الهم على القلب، ولكن معظمها – إن لم يكن كلها – ليس لديها خططا قومية استراتيجية تعمل من خلالها، وإنما مجرد "أنشطة" توحى لمن يراقب أن شيئا ما يحدث، وأنا أتحدث هنا عن علم وليس مجرد تخمينات أو كلام مرسل بغير دليل وإلا فليكذبنى أحد بخطة استراتيجية قومية متكاملة تحتوى على كل العناصر التى تحدد أهدافها وطرق تحقيق تلك الأهداف وتوقيتاتها وتكلفة ذلك. وهل من أهداف تلك الخطط – وأوكد أنها غير موجودة – أن تقرر الحكومة فجأة أن تحرم المدارس والجامعات الخاصة التى يلتحق بها أكثر من مليون طالب حاليا ويتلقون تعليما متميزا من الإعفاءات الضريبية التى أقام المستثمرون مشروعاتهم على أساسها؟
· حين يتعرض الأمن القومى المصرى للتهديد فى مقتل من خلال تعدد سرقات كابلات ومعدات السد العالى على الرغم من عدد الجهات التى تقوم على تأمينه وحراسته، والمفروض أنها تستخدم فى ذلك أحدث الأجهزة والمعدات التى تصمم خصيصا لهذا الغرض وتستخدمها دول أخرى قبلنا وبعدنا. وهل يعقل أن نقنع بتفسيرات ساذجة بأنه تم القبض على من قاموا بأحد تلك السرقات من بين صيادى بحيرة ناصر؟ ألا يحق لنا أن نسأل كيف توصل الصيادون إلى الكابلات تحت الماء، وكيف قطعوها، وماهى وسيلة النقل التى استخدموها لنقل آلاف الأطنان من الكابلات؟ هل فى مراكب الصيد، أم على ظهور الحمير والبغال؟ ماهو الوقت الذى تستغرقه عملية السرقة، وأين الحراسة المشددة على جسم السد والتى تتواءم مع أهميته كهدف استراتيجى مستهدف من أكثر من جهة تخطط حاليا لضربنا فى مقتل ، بل إن بعضها قد صرح فى عنجهية واستهتار بنواياه فى استهداف السد لإغراق مصر كلها، وأين كانت كاميرات المراقبة ال 129 أم أنها قد سرقت هى الأخرى ؟ هل هناك خطط لمواجهة كارثة عظمى مثل تلك لو حدثت لاقدر الله ؟ وإذا كانت الإجابة بنعم ، أفلا يقتضى الأمر أن يكون هناك تدريبا عليها كل عدة سنوات مثلما يفعلون فى الخارج حين يدربون الطلاب فى المدارس على اللجوء إلى المخابئ فى حالة الهجوم الذرى وكيفية التعامل مع الفيضانات أو الأعاصير ؟
· هل فى مصر خطة لمواجهة الانفجار السكانى؟ كم مليارا صرفت على إعلانات ساذجة ربما وفرت تسلية للمستهدفين دون أن تؤثر فيهم، وماذا فعلت الدولة لكى تتابع تطور الزيادة السكانية ، ولماذا لم تتخذ السبل الكفيلة بتخطيط الزيادة السكانية بالتوعية والتشريعات مثلما فعلت دول كثيرة قبلنا؟ تلك كارثة بكل المقاييس ترتبط ارتباطا وثيقا بكارثة أخرى نعيشها هى العشوائيات التى انتشرت بالآلاف على طول البلاد وعرضها حتى امتلأت مصر ببقع وبؤر تهدد أمنها وسلامتها، وجرفت الأرض الزراعية وأصبحنا مهددين بمجاعة خلال السنوات القليلة القادمة. وتجاهلت الحكومات المتعاقبة التعمير للتنمية، وحل محلها التعمير للاستثمار والاستغلال والتربح. أضف إلى ذلك كارثة البطالة ومآسى الشباب الذى يفعل المستحيل للبحث عن فرصة عمل بالخارج فينتهى إما إلى قاع البحار أو إلى السجون على حدود الدول التى يحاولون الهروب إليها ، وارتفاع نسبة التضخم لأكثر من 22 %، وجنون الأسعار بصفة يومية، ونسب الأمية الغير مسبوقة وكلها قنابل موقوتة سوف تنفجر لامحالة مالم نواجهها بأساليب علمية عملية فاعلة ومؤثرة.

إن مصر بحكومتها الحالية التى تخلق الكوارث وتمهد لها، يمكن أن تكون نموذجا متفردا لدولة فى القرن الحادى والعشرين تدارطول الوقت وليس بعض الوقت بأسلوب "إطفاء الحرائق" فى الوقت الذى يعيش فيه العالم "عصر المعرفة" ويسخرها للتنبؤ ومسح المجال العالمى فى السياسة والاجتماع والاقتصاد ووضع الخطط طويلة المدى لتقوم عليها دعائم الدولة والتصرف فى أمكاناتها وضبط إيقاع الشارع ضمانا لعدم حدوث الكوارث والاستعداد لها لو حدثت نتيجة لظروف خاصة حالت دون التنبؤ بها. ويبدو أنه ليس لدينا مايدعونا للخوف من تكرار الأزمات مادامت حبال الصبر فى بلدنا لاتنتهى ، ولاخوف من شعب تم "تدجينه" لكى يتقبل الحد الأدنى وماهو أقل كثيرا من الحد الأدنى للعيش لكل من يكسب أكثر من 167 جنيها طبقا لتقدير الباشا الوالى وزير التخطيط والاقتصاد المصرى .

Thursday, June 19, 2008

Controlling Price Increases

When driving these days, do you look at the prices every time you pass a gas station? Do you notice yourself paying more attention to the prices of everything you buy? You are not alone. Consumers everywhere are more price aware. People who've been indifferent to price increases for years are suddenly amazed at what things now cost. How can marketers cope not just with inflation but with consumer sticker shock?
1. Understand Your Customers. There are at least four ways in which customers can respond to higher gas prices: downgrade from premium to regular; take fewer trips by car, consolidate errands, switch to public transportation; take the same number of trips but reduce the miles driven per trip by, for example, vacationing closer to home; drive more economically and less aggressively to improve miles per gallon; and buy a specific dollar amount of gas rather than filling up every time, even though this may mean more visits to the pump. Some consumers may even trade in (at a loss) the SUV for a hybrid, an example of how price inflation on one product can cause demand shifts in a second, related, category.
More customers than usual will be looking out for price promotions, but don't give away the store to those who don't need the discount.
2. Invest in Market Research. You must discard your existing customer segmentation assumptions and segment consumers around product usage behavior and price sensitivity. You must get out into the marketplace yourself and talk to consumers directly to understand their pain points and how they are changing attitudes and behaviors in response to price inflation. You must then quantify these shifts and develop product and pricing strategies that balance the need to maintain both profitability and market share.
3. Redefine Value. Customers buying soft drinks can think about price in three ways: the absolute cost per can or bottle, the cost per ounce, and, less common in this category, the monthly consumption cost. Customers short on cash will focus much more on the absolute price. They'll go for the 99 cent soft drink rather than the $1.29 container with 50 percent more volume. To motivate cash-poor consumers, marketers must reverse engineer products and packaging to hit key retail price points. This may mean downsizing package sizes, something the candy industry always does in response to inflation.
4. Use Promotions. If you've always passed through raw material price increases to the end consumer, you don't necessarily need to change that policy. However, lagging competitors in passing on price increases can have the same effect as a temporary price promotion. More customers than usual will be looking out for price promotions, but don't give away the store to those who don't need the discount, and cut prices not across the board but only on items selected as your inflation-busters. For cash poor consumers, these promotions should hit the key price points on small pack sizes. For cash rich consumers, encourage multi-unit purchases ahead of the inevitable next price increase.
Strong brands can hold consumer loyalty while increasing retail price points.
5. Unbundle. Customers who previously welcomed the convenience of buying product, options, and services rolled into one may now ask for a detailed price breakdown. Make it easy for your more price-sensitive customers to better cherry-pick the options and services that they truly need by giving them an unbundled menu of options.
6. Monitor Trade Terms. Beware of powerful distributors paying you more slowly than they turn the inventory they buy from you. In an inflationary environment, they're making money on the float by stretching their payables. Manage your inventory on a last-in, first-out basis to insure that increases in your realized selling prices do not trail the increases in your input costs.
7. Increase Relevance. You need to persuade customers to cut back their expenditures on other products, not on yours. In tough times, consumers more than ever need and deserve the occasional treat. So, if you are Haagen Dazs, tell the consumer to substitute private label peas for the name brand but to not forego the comfort of curling up on the sofa with a tub of her favorite ice cream. Strong brands can hold consumer loyalty while increasing retail price points. Weaker brands risk private label and generic substitution.
Clearly, not all marketers are equally affected by price inflation. Commodities like gasoline, where the manufacturer adds little value before the product reaches the end consumer, are more vulnerable, while sales of the most exclusive global luxury brands hold up pretty well regardless of price. Especially challenged are marketers of goods and services for which consumers don't necessarily understand the input costs: decorative candles, for example, are highly sensitive to oil prices and the purchases are discretionary. The key here is to educate the consumer, apologize for the uncontrollable price increases, give price-sensitive consumers some promotional options, and reemphasize product benefits.

Friday, June 13, 2008

People Do Not Feel The Same


People Don’t Feel the Same Way
Five years ago, I was meeting with an executive from a global financial services firm who revealed to me, “I can handle most types of complaint calls, but if the complainer implies that I am the problem, I get defensive and my chest turns red and flashes hot. Fortunately for me, I’m wearing a shirt. No one can see this when it happens.” Since then, I’ve often wondered about the range of reactions people experience when their emotions kick into gear.This fall, TalentSmart® had the unique opportunity to explore this concern with 89 worldwide sales professionals gathered in Florida for their annual meeting. The following query was posed to them as part of a 13-question pre-work packet on emotional
intelligence: What happens to you when your emotions get the best of you? Specific emotions were purposely not mentioned in the packet in order to gather the full range of the participants’ experiences.The sales professionals’ responses fell into twobasic groups—physical reactions to emotions and behavioral reactions to emotions—and most had multiple reactions to a single emotional
event. The results reveal something surprising—accurately reading the emotional reactions of other people is far more complicated than we might think.
Up, Down, and All Around
We found that sales professionals behave in one of three ways when their emotions take over: they become louder/faster (52% of behavioral
reactions), slower/quieter (18%), or they become distracted altogether (30%). While one sales professional gets amped by his emotions (“Italk faster”), the next sales person gets shut down by them (“I become tongue-tied”), and the next befuddled by them (“My thoughts fray”). Interpreting how a coworker feels at work may require more than looking for the emotional behaviors and signs that you’re familiar with. Why? Under similar emotional distress, your behavior is likely going to be quite different from that of the person sitting next to you.
Eight Physical Symptoms to Watch For
Next time you’re speaking to someone whom you think might be emotional, remember that the diversity of emotional reactions includes physical
symptoms, too. They may feel what you feel, but you might not know it if you don’t know what to look for. When emotions got the best of the sales
people we studied, they described physical symptoms in eight different areas of the body. Twenty-one respondents mentioned physical symptoms affecting their head, such as “My face gets flushed.” More specifically, they felt reactions in their mouth (“I bite my tongue” or “I grit my teeth”), their voice (“My voice trembles), their eyes (“I squint my eyes”), their ears (“My ears turn red”), their forehead (“My forehead sweats”), and even their scalp (“My scalp tingles. Weird, huh?”). Other areas of the body affected were the hands, heart, stomach, skin, lungs, and muscles (often in the neck and shoulders).
People Don’t Feel the Same Way
Social Awareness Skills Require Three
Important Strategies
Emotions affect us in many ways, even among one group of employees within one department at one organization. You have to know that one colleague whose hands tremble is just as upset as the person who paces and talks louder.
Becoming socially aware requires a sophistication that few bring with them to work. So what can we all do to get better at reading the variety of behavioral and physical cues? There are three essential strategies for becoming a master at reading reactions. They are 1) paying attention (noticing the symptoms and behaviors that are visible), 2) asking questions (“What are you feeling?”),
and 3) remembering what you observe over time (e.g., “the last time I saw my boss pace, she was worried about budgets being cut”). The strategies are not difficult; it’s the diversity of emotional reactions that makes becoming socially aware complex. We know how important it is to be able to identify and recognize emotional cues from others. It’s critical to understand what’s really going on before charging ahead to judge or act on our assumptions. Since the emotional cues from one person may be very different from the next, the best way to find out how good you are at reading them is to ask the people you work with. Literally go to the source and find out how good a job you are doing of reading their emotions. Once probed, your coworkers will have much to say about your social awareness skills. The Emotional Intelligence AppraisalTM – Multi-Rater Edition is a quick and accurate 360º feedback tool that measures EQ in the #1 benchmark model of EQ. The assessment invites your coworkers to share their perceptions of your EQ in an anonymous and constructive way. The test takes just 10 minutes to complete, and the online results include specific scores for the self-awareness, self-management, social awareness, and relationship management skills. The feedback report includes more than 10 hours of e-learning targeted to your unique score profile. People use the Appraisal to learn which areas are their strengths, which areas they should work on, and what EQ looks like in action via interactive, Hollywood moviebased e-learning. Users also monitor their progress with our proprietary Goal Tracking System™, which reminds them to work on new skills and share their progress with others*

Roadrunner: The Fastest Computer Ever

U.S. scientists announce world's fastest supercomputer; dub it Roadrunner
09/06/2008 6:28:00 PM
Josef Hebert, THE ASSOCIATED PRESS
WASHINGTON - Scientists unveiled the Roadrunner, the world's fastest supercomputer Monday, a $100 million machine that for the first time has performed 1,000 trillion calculations per second in a sustained exercise.
To put its speed in perspective, if every one of the six billion people on Earth used a hand-held computer and worked 24 hours a day it would take them 46 years to do what the Roadrunner can do in a single day. Or, it has roughly the computing power of 100,000 of today's most powerful laptops stacked 2.5 kilometres high. The technology breakthrough was accomplished by engineers from the Los Alamos National Laboratory and IBM Corp. on a computer to be used primarily on nuclear weapons work, including simulating nuclear explosions. The Roadrunner is twice as fast as IBM's Blue Gene system at Lawrence Livermore National Laboratory, which itself is three times faster than any of the world's other supercomputers, according to IBM. "The computer is a speed demon. It will allow us to solve tremendous problems," said Thomas D'Agostino, head of the National Nuclear Security Administration, which oversees nuclear weapons research and maintains the warhead stockpile. But officials said the computer also could have a wide range of other applications in civilian engineering, medicine and science, from developing biofuels and designing more fuel-efficient cars to finding drug therapies and providing services to the financial industry. The IBM and Los Alamos engineers worked six years on the computer technology. Some elements of the Roadrunner can be traced back to popular video games, said David Turek, vice-president of IBM's supercomputing programs. In some ways, he said, it's "a very souped-up Sony PlayStation 3." "We took the basic chip design (of a PlayStation) and advanced its capability," said Turek. But the Roadrunner supercomputer, named after the New Mexico state bird, is nothing like a video game. The interconnecting system occupies nearly 560 square metres with 92 kilometres of fibre optics and weighs almost 227,000 kilograms. Although made from commercial parts, the computer consists of 6,948 dual-core computer chips and 12,960 cell engines, and it has 80 terabytes of memory housed in 288 connected refrigerator-sized racks. The cost: $100 million. Turek said the computer in a two-hour test May 25 achieved a "petaflop" speed of sustained performance, something no other computer had ever done. It did so again in several real applications involving classified nuclear weapons work this past weekend. "This is a huge and remarkable achievement," said Turek in a conference call with reporters. A "flop" is an acronym meaning floating-point-operations per second. One petaflop is 1,000 trillion operations per second. Only two years ago, there were no actual applications where a computer achieved 100 teraflops - a tenth of Roadrunner's speed - said Turek, noting that the tenfold advancement came over a relatively short time. The Roadrunner, now housed at the IBM research laboratory in Poughkeepsie, N.Y., will be moved next month to the Los Alamos National Laboratory in New Mexico. Along with other supercomputers, it will be key "to assure the safety and security of our (weapons) stockpile," said D'Agostino. With its extraordinary speed it will be able to simulate the performances of a warhead and help weapons scientists track warhead aging, he said. But the computer - and more so the technology that it represents - marks a future for a wide range of other research and uses. "The technology will be pronounced in its employment across industry in the years to come," predicted Turek, the IBM executive. Michael Anastasio, director of the Los Alamos lab, said that for the first six months the computer will be used in unclassified work including activities not related to the weapons program. After that, about three-fourths of the work will involve weapons and other classified government activities. Anastasio said the computer, in its unclassified applications, is expected to be used not only by Los Alamos scientists but others as well. He said there can be broad applications such as helping to develop a vaccine for the HIV virus, examine the chemistry in the production of cellulosic ethanol, or to understand the origins of the universe. Turek said the computer represents still another breakthrough, particularly important in these days of expensive energy: It is an energy miser compared with other supercomputers, performing 376 million calculations for every watt of electricity used.