Wednesday, November 02, 2011

تحريض على التفكير - 2


أواصل تحريضى على التفكير، ولعل حالة الإسترخاء التى تصاحب أجازة العيد ومايصاحبها من الخير والعطاء تغرى على تهيئة الجو للإنخراط فى حالة من التأمل لما أطرحه هنا من موضوعات وآراء :

§       إضراب أمناء الشرطة يعيد إلى الأذهان أحداث الأمن المركزى منذ مايقرب من ثلاثين سنة ، المخيف فى الحالتين أن حراس الأمن تخلوا عن مواقعهم وتركوا الشارع المصرى لبلطحية محترفين مرتزقة يعملون لحساب نظام لازال يصر على إثبات نظرية "إما أنا أو الفوضى" حتى يموت قائلها مزهوا بلمحة الذكاء الوحيدة فى حياته حين قال حكمة تتحول إلى واقع على أيدى مأجورى النظام .. الشارع المصرى خائف ومهتز ومرعوب وتقهقرت أولويات الثورة ليحتل الأمن الموقع رقم واحد وإثنين وثلاثة وبعد ذلك تأتى باقى المطالب، ولكن تحقيق المطلب معلق برضاء من يقدرون على تحقيقه وقد لايرضون فيظل عرض الشارع المصرى مباحا للمغتصبين .. فى أحداث الأمن المركزى واجه الوزير الموقف بشجاعة وتحمل المسئولية واستقال، أما اليوم فالوزير المسئول يجلس على كرسى بغير وزارة وينتظر الإقالة.

§       أجهزة الإنذار بالسيارات أصبحت من معالم الشارع المصرى، وتحظى بنصيب الأسد فى إحداث ضجيج متواصل فى تتابع وتزامن نشاز يمثل خلفية مزعجة تسبب مزيدا من التلوث السمعى وتقف شاهدا على تبديد الثورة على معدات تكنولوجية لافائدة منها وتثبت كم الأنانية الموجود فى مصر هذه الأيام وتبلد الشعور بالمسئولية الإجتماعية تجاه الآخرين فلايهم أن يهنأ الناس بالراحة أو بالتركيز فى عمل يؤدونه أو مريض يرعونه مادامت السيارة فى أمان – أو هكذا يحسب من يركبون تلك الإنذارات ويضبطونها على حساسية عالية تجعل الإنذار يعمل لو وقفت ذبابة على باب السيارة او مر بجوارها أحد دون أن يلمسها.. الذى لابد وأن يعيه أصحاب حزب أجهزة الإنذار أن إنذاراتهم لاتخيف اللصوص المتمرسين على إسكاتها أو حتى سرقة السيارة والإنذار يدوى اعتمادا على أن الناس – بما فيهم صاحب السيارة نفسه – لم يعودوا يعبأون حين تنطلق وينزعجون من كثرة ماتعودوا على الصوت.

§       عصابة اللصوص والنهابين الذين كانوا يحكمون مصر تركوها "مشحتة" كبيرة وخلقوا جيوشا من المتسولين يمللأون شوارع العاصمة والأقاليم بعضهم يستحق المساعدة وتخلت عنهم الدولة وأكثرهم وجد فى التسول حرفة مريحة تدر عليه دخلا يزداد كلما ازدادت حرفيته فى إبتكار الوسائل التى تدر عليه دخلا دون عمل .. المقشة وفوطة التلميع وعلب المناديل الورقية أصبحت أدوات تسول ومعها الأعياد والموالد وصناديق النذور التى نسمع عن تقسيم إيرادها عجبا .. كلنا حين نشجع متسولا لايستحق ونستسهل التصدق فى غير مواضع الصدقة مسئولون عن كل تلك المظاهر التى تنتشر على وجه مصر فتملؤه بالبقع والبثور .. ألم يأن الأوان لكى نكون أكثر إيجابية ونبحث عن الجهات التى تذهب إليها صدقاتنا وزكاتنا فتنشئ بها مشروعات يعمل بها هؤلاء، أو على الأقل مساعدة من يستحق منهم على بدء مشروع صغير بماكينة خياطة أو بقرة أو مشغل يدوى أو نول لعمل الأكلمة أو السجاد؟

§       حرصت على أن أشاهد أطول صارى فى العالم رفع عليه علم مصر.. كنت من فرط سذاجتى أتخيله ساريا بحق وحقيق فإذا بى أجده برجا حديديا نسخة طبق الأصل من أبراج الكهرباء أو محطات المحمول التى تنتشر بين المزارع وأعلى أسطح المنازل ومعلق بقمته قماش العلم الذى يظهر من هذا الإرتفاع الشاهق كما لو كان خرقة بالية المتهالكة لالون لها .. أطالب كل صاحب قلم ورأى أن يطالب بإزالة هذا البرج القمئ الذى شوه جمال المنطقة التى أقيم فيها وأساء إلى رمز مصر وصاحبه إشاعات كثيرة حاولت أن تستغل تربط تاريخ رفع العلم على الصارى بمناسبة شخصية بحتة وأن مصر سوف تدخل موسوعة جنيس بهذا الإنجاز الهزيل.

§       أتساءل: هل نسهم بحكم العادة فى الوصول بكارثة المرور فى مصر إلى ماوصلت إليه لتصبح سببا مباشرا فى تلوث البيئة وحرق الأعصاب وضياع الوقت واستنزاف الثروات التى تصرف على محروقات نستلكها والسيارات واقفة فى مكانها؟ نظرت حولى وأنا فى تاكسى إلى مشوار لايمكن فى الظروف العادية أن يتستغرق أكثر من نصف ساعة فإذا بى أصل بعد ساعة ونصف .. نظرت للسيارات على كلا الجانبين باكتشفت أن أكثر من 90% منها على طول الطريق يقودها شخص واحد .. هل العيب فينا أم فى حكومة لم توفر وسائل انتقال آدمية يستخدمها الناس فى قضاء حوائجهم؟

تحريض على التفكير - 1


من الله علينا بنعمة العقل لكى نفكر .. والتفكير يعنى إجهاد العقل فى محاولة فهم مايدور حولنا وتحليل الظواهر واكتشاف أى نمط يمكن أن يساعدنا فى إيجاد روابط بين مايحدث وأسبابه ومن ثم تحديد حجم المشكلات والتوفيق فى إيجاد الحلول لها.

 والمخ الذى يدير تلك العملية هو الدينامو الذى يصوغ عملية التفكير ويشكل السلوك والحافز الذى يدفع الإنسان إلى السعى لكى يتفاعل مع ماحوله ويصبح جزءا منه، وهو عضو يمثل معجزة أمام علماء الدنيا الحائرون فى كنهه التائهون فى تلافيفه ودهاليزه .. الشيئ المؤكد الذى أجمعوا عليه أنه لا الآن ولا مستقبلا بعد ملايين السنين سوف ينجح الإنسان بكل التقدم العلمى الذى يملكه أن يخترع آلة تحاكى المخ فى وظائفه وتتسع للطاقة الجبارة التى يتمتع بها، ويضربون لذلك مثلا معجزا فيقولون إن الإنسان – أى إنسان – لو عاش حتى سن الثمانين يتعلم كل دقيقة شيئا جديدا فإنه لايحرق أكثر من 2% فقط من خلايا مخه والتى يعاد تعويضها فورا مجانا وبلا مقابل بفضل الله وكرمه.. من هنا كانت محاولتى للتحريض على إعادة التفكير باستقراء بعض مايدور حولنا لمزيد من الفهم القائم على إعمال العقل:

§     حكاية "القلة المندسة" التى لايخلو منها تصريح رسمى يبرر أى رد فعل رسمى خاطئ لمواجهة أى مطلب أو حركة شعبية، وتواجد هذه القلة وسط أى تجمع أو مسيرة وقدرتها على تحويل أى مظاهرة سلمية إلى مجزرة ومواجهة وحرب بين فئات الشعب من ناحية وبين الشعب والجيش والحكومة من جهة أخرى .. أعتبر التسمية إهانة بالغة حيث لايمكن لقلة مندسة أن تفعل ذلك فى شعب واع متحضر ذو تاريخ خاض أكثر من حرب وقام بأكثر من ثورة وربى أكثر من زعيموبطل شعبى يقود .. إذا كان ولابد أن يكون هناك مندسون فلنسمهم "كثرة مندسة" حتى نصدق أن شعب مصر كله قد أصيب بفيروسات نقص الوعى والغفلة والرغبة فى الفرقة والتشرذم وسلبت إرادته بالكامل وصار تابعا لمن يريدون خراب مصر ولازالوا يلعبون بمصيرها ومستقبلها.

§     أتعاطف مع كل المطالب الفئوية وعدالة معظمها ومحاولات استرداد الحقوق وإزالة ظلم استمر لعقود ، ولكنى لاأتعاطف مطلقا مع تعطيل الإنتاج واستعرضات القوة التى تصاحب تلك المطالب من اعتصامات وإضرابات تضر بالإقتصاد القومى ولايمكن أن يتحقق فى ظلها أى مطالب .. التصعيد السريع للوقفات الإحتجاجية وفرض الإرادة بالقوة يصل بنا إلى طريق مسدود فى ظل موارد محدودة وظروف غير عادية وضغوط رهيبة لأطراف الصراع لايمك التعامل معها سوى بالتفاوض والوصول إلى أحسن الحلول المتاحة .. لو كنت مكان الحكومة لنظمت للقيادات العمالية دورات فى فن التفاوض يقوم بها خبير مستقل لايتبع الحكومة فالتعامل مع مفاوض يملك أدوات التفاوض خير ألف مرة من أساليب الحروب التى تتبع فى الوقفات الإحتجاجية التى أراها على الساحة اليوم.. أبسط مثال على ماأقول أن من لهم مطالب يثيرون القضية ويصرون على الحل دون أن يقدموا حلولا مقترحة أو بدائل لصاحب القرار يتم التفاوض بشأنها .. مش كده وإلا ايه؟

§     لو كنت مكان المشير طنطاوة لخرجت على الناس فورا ببيان واضح ومقتضب ينفى نفيا قاطعا ترشحه أو ترشح أى عضو فى المجلس الأعلى للرئاسة .. لايكفى مطلقا أن يصدر بيان من المتحدث الرسمى ينفى – كما قال رئيس التحرير فى مقال سابق – صلته بالحملة التى تؤيد ترشيح المشير أو من وراء الحملة .. مالم يحدث ذلك سوف يظل الناس يضربون أخماسا فى اسداس ويتخيلون سيناريوهات تزيد من هوة تآكل الثقة بالمجلس وتفتح الباب أمام فتن جديدة نحن فى غنى عنها.

§     عقلية المؤامرة لازالت تحكم التعامل بين الجهات الحكومية التى تربت وترعرعت فى حضن النظام السابق وبين المواطنين ، ومعها بعضا من الدس والوقيعة كلما أمكن .. وأى تقصير فى الأداء لابد وأن يكون المسئول عنه طرف ثالث وليس سوء إدارة المرفق .. حدث ذلك فى وحدة مرور سقطت شبكة الكمبيوتر فتعطل العمل بالوحدة وتعطلت مصالح الناس فلم يجد المسئولون إلا أن يلصقوا ماحدث بإضراب العاملين فى المصرية للإتصالات ، مع أنهم هؤلاء نفوا نفيا قاطعا فى أجهزة الإعلام المختلفة أكثر من مرة لجوئهم إلى مثل تلك الأساليب ووعيهم الكامل بمسئوليتهم تجاه انتظام الخدمة .. مثل من أمثلة استغلال مايحدث على الساحة فى إشعال الفتن.

Tuesday, October 25, 2011

حين يبيع الإنسان مخه "عالزيرو


فى المجتمعات ذات نسب الأمية المرتفعة والمشاركة المنخفضة يأنفون كثيرا من التحدث بالعلم وتحليل المشكلات لتحديد الأسباب وإقتراح الوسائل للقضاء عليها وحلها جذريا .. الناس فى تلك المجتمعات يستسهلون الحلول السريعة الفورية كمن يرضى بقرص مسكن يريحه من الألم مؤقتا ولايهمه بعد ذلك أن يظل المرض كما هو بلا علاج يستشرى فى جسده حتى يصبح عضالا يحتاج إما إلى جراحة تستأصل دون تأجيل أو مسكنات من نوع خاص آلامها تفوق آلام المرض نفسه .. وحتى يهرب الناس من مسئولية المواجهة أو الإعتراف بالتقصير يلجأون إلى أساليب يخترعونها تعطيهم إحساسا زائفا بعدم الذنب وانعدام المسئولية تجاه مايحدث مثل إلقاء اللوم على شخص آخر أو ظروف تسببت فى المشكلات، أو سك تعبيرات يرددونها كثيرا حتى يصدقونها وتصبح أسلوبا ينتهجونه فى حياتهم مثل "كبر مخك" أو "ريح نفسك" أو "إشترى دماغك" بل إنهم يتمادون فى امتداح من يفعل كل ذلك فيخلعون عليه وصفا يميزه بأنه "دماغ".. ومن يقرأ الفلكلور المصرى والأمثال الشعبية والعامية سوف يجد آلافا من الأمثلة التى تكرس للسلبية وقتل الوقت وتجنب فعل الخير، وكثيرا مادعوت أن نعيد تدبر الأمثلة التى نتداولها كل يوم دون أن ندرى خطورتها على العلاقات بيننا مثل "إتق شر من أحسنت إليه" أو "خيِر تعمل شر تلقى".

طبيعى بعد ذلك أن يتصدى الكثيرون لأى محاولة جادة للتطبيق العلمى فى حل المشكلات وأن يتم التخلص من كل صاحب منهج بقوة الطرد المركزى لجهلاء الأمة وأنصاف المتعلمين بها الذين ولاهم النظام السابق بتدبير محكم وسبق إصرار وترصد للنخبة المثقفة وعلماء الأمة على أمور الدولة وزرعهم فى كل مؤسساتها بل ومراكز قيادة الفكر بها والأحزاب السياسية التى نجح فى جعلها "جوقة" تنشد وراء قياداته أى نشيد أو طقطوقة سياسية من تلحينه وأدائه ووزعهم على كوادر الحزب الحقيقى الأوحد بالملايين لكى يشكلوا معا أذرع وأنياب الديناصور الذى كان يجثم على صدر مصر كلها يخيف ويرعب ويلتهم من يريد وقتما يريد .. وطبيعى أيضا أن يكون كل هؤلاء قد تربوا على حكم الفرد وعبادة الذات والإيمان بأن اتخاذ القرارات المنفردة أكثر راحة وأسرع من ضياع الوقت فى أخذ رأى الجماعة المفروض أنها تشترك فى الحل وتحمل المسئولية، كما دربوا جيدا على استغلال من حولهم وجعلهم يبدون مؤيدين لقراراتهم ونسخ خيوط الإغواء بالمناصب والجاه والمال حول من يسكره ذلك ويسحره فيتحول إلى بوق يردد ويروج لما يريدون لإضفاء الشرعية على قراراتهم التى تخدم فقط مصالحهم.

الواقع المرير أن جحافل الوطنى أكثر بكثير من أن يحصيهم أحد أو يحد من حركتهم أو أنتشارهم فى كافة الأحزاب الموجودة على الساحة والتى يرى بعضها أن انضمامها إليه وترشحها على قوائمه سوف تضمن لهم عددا من كراسى المجلسين التشريعيين فلا "يخرجون من المولد بلا حمص"  والحسبة بسيطة: إذا كانت الحكومة قد فشلت أو خافت أو تباطأت فى إبعاد من شاركوا فى إفساد الحياة السياسية بالفعل من أسماء معروفة لازالت تتولى أعلى المناصب بمؤسسات الدولة الحيوية والهامة والحساسة وهم معروفون ويقدروا بالمئات وليس بالألوف ولا بالملايين وتداولت أجهزة الإعلام سيرتهم وتاريخهم منذ قيام الثورة فى يناير أى مايقرب من عام فكيف للأحزاب أن تحصر من كان عضوا بالحزب الوطنى وتمنعه من التسلل إلى صفوفها؟ بعضهم كان ولايزال معينا على درجة وزير قبل الثورة، وبعضهم عين وزيرا بعد الثورة ولم يتم اقتلاعه من منصبه إلا بعد ضغط جماهيرى هائل كان يهدد حكومة شرف بكاملها، وأكثرهم لايزال ينعم بمزايا المناصب التى أهديت إليهم من "أصحاب العزبة" على سبيل المكافأة والولاء الأعمى للنظام وسدنته.. جهاز الشرطة العاجز عن حماية الشارع المصرى حاليا خرب من الداخل ولايزال بعناصر لايزال بعضها يحتل مناصب قيادية فيه، والذين تركوا الخدمة طوعا أو كرها إنضموا للأحزاب بل ويترشحون الآن على رؤوس قوائمها.

وهناك سؤال بديهى هام يطرح نفسه هنا: من أين للناخبين أن يعرفوا هؤلاء فلا ينتخبونهم وقد ساهمت الأحزاب فى تضليلهم؟ المحصلة النهائية – وتلك كارثة كبرى – هى أن مجلس الشعب القادم سوف تكون غالبيته "حزب وطنى" طبعة جديدة مطعمة بأسماء أحزاب قائمة .. سوف يحتل معظم كراسى المجلس من كانوا معاول هدم فى عهد مبارك، فكيف نطلب منهم أن يستبدلوا تلك المعاول بأدوات تبنى مصر مابعد الثورة؟ كيف للذين كانت تأتيهم القوانين جاهزة فيوافقوا عليها بالإجماع أن يختاروا أو حتى يشتركوا فى اختيار الجمعية التأسيسية التى تضع دستور البلاد ويحاسبوا الحكومة ويراقبوا أداء الرئيس المنتخب القادم؟ أمريكا ليس بها عدد الأحزاب الموجودة بمصر الآن والتى تتصارع على كراسى المجلسين التشريعيين دون برامج سياسية تعالج وبسرعة مشاكل الناس معتمدة على مرشحين يستندون إلى عصبيات ومؤيدين وقواعد يملكون تغيير نتائج الإنتخابات لصالح مرشحيهم دون أن يعنى ذلك بالضرورة تلبية توقعات الجماهير وطموحاتهم .. صرفنا كثيرا من الجهد والوقت فى تعريف "الفلول" مع أن ذلك علميا من أبسط مايمكن، أى "كل من يحمل عضوية الحزب الوطنى وشارك فى إفساد الحياة السياسية ولو بالصمت ولم يستقل اعتراضا على مايحدث".. صعبة دى؟

Wednesday, October 19, 2011

Working for a Psychopathic Boss

That means they lack empathy and remorse, are egocentric, and prone to abusive treatment of others. That’s the bad news, and it’s pretty bad. If you’re one of the unlucky ones working for a psychopath, your only real options are to get transferred to a new post within your company or to find a new job altogether.
The good news, however, is that companies already have some pretty good clues as to who most of those psychopaths are. They just need to have the guts to get rid of them.
The researchers, consultant Paul Babiak, Craig S. Neumann of the University of North Texas, and Robert D. Hare of the University of British Columbia, were able to get personality information on 203 professionals who had been selected by their companies either as ‘high potentials’ or for leadership development. These are people who were deemed to have the skills that could eventually set them up to be senior managers within their companies. A few were already directors or vice-presidents, but were thought to have the ability to rise further.
Paul Babiak was already acting as a consultant to these companies, and had gained a level of trust with management when the research was conducted. Over a period of two years he interviewed many of the 203 professionals but also had access to their performance reviews and the 360 degree feedback provided by the people who reported to them. The main findings of the study:
  • About one in 25 managers qualified as psychopaths. Eight of the 203 subjects, or 3.9%, had scores on a test of psychotic traits that put them at the threshold for psychopathy. That compares with just 0.2% of the general population. An additional three study subjects had scores that were significantly higher, meaning their psychopathy was likely to be significantly worse.
  • The potential for “possible” psychopathy was much higher. In the corporate group, nearly six percent of the subjects qualified as potentially or possibly psychopathic (in addition to the four percent who clearly appeared psychotic), compared to just 1.2% of the population as a whole.
  • Psychopaths can and do get ahead. Of the nine people with the highest scores for psychopathy, seven were already managers. Two were vice presidents, two were directors, two were managers or supervisors, and one had another management position.
  • The “average” scores for psychopathy were not any different in the corporate sample than they are thought to be in the general population. But there’s clearly a lot of difference at the extremes.
Why would there be more psychopathy in the corporate world than elsewhere? Here’s how the researchers explain it:
Lack of realistic life goals, while a clearly negative trait which often leads the psychopath toward a downward spiraling personal life, when couched in the appropriate business language, can be misinterpreted as strategic thinking or ‘‘visioning,” a rare and highly valued executive talent. Even those traits that reflect a severe lack of human feelings or emotional poverty (lack of remorse, guilt, empathy) can be put into service by corporate psychopaths, where being ‘‘tough” or ‘‘strong” (making hard, unpopular decisions) or ‘‘cool under fire” (not displaying emotions in the face of unpleasant circumstances) can work in their favor. In sum, the very skills that make the psychopath so unpleasant (and sometimes abusive) in society can facilitate a career in business even in the face of negative performance ratings.
Identifying the dangerous ones
The group that tested high in psychopathy shared several traits that distinguished them from their colleagues, and these trends could all be seen in their performance reviews and in their evaluations by their employees. In general:
  • Psychopaths had very high ratings on communication, strategic thinking, and creative abilities
  • At the same time, they had been dinged for poor management style, failing to act as team players, and even had poor performance reviews. That’s right. Poor performance reviews–and they still managed to get selected as “high potential” performers. The researchers suggest this is testament to their superior communications skills and their ability to manipulate decision makers.
I don’t think anyone would suggest that these traits alone should be enough to get someone labeled a psychopath. But in a few instances, the companies being studied knew they had trouble on their hands. The researchers say that
Two individuals, both scoring high on the [test of psychopathic traits] were disciplined and placed on probationary review, one for conflict with his boss and the other for poor technical performance. Although still employed at the time, these latter two individuals initiated legal action against their respective companies, the outcomes of which are unknown.

Tuesday, October 18, 2011

إطفاء الحرائق بأسلوب الخرطوم المثقوب

الطريقة التى تعالج بها الحكومة مشاكل الوطن الملتهبة تشبه من يمشك بيده خرطوما مليئا بالثقوب يحاول أن يطفئ به حريقا هائلا يكتسح كل مايعترضه وينشرالدمار والخراب ، وأحيانا – وهذا هو الأسوأ –تكتفى بالدعاء والتمنى أن تسقط السماء مطرا يطفئ النيران ويخمدها دون حتى أن تحاول استبدال الخرطوم بآخر .. وأحيانا أخرى تستخدم الحكومة التصريحات والبيانات التى ترجع نشوب الحريق إلى جهات خارجية ومؤامرات تتربص بنا لترقيع الثقوب طنا منها أنها تمنع تسرب المياه بينما الحريق يتحول بسرعة مخيفة إلى إعصار مدمر مركزه سجن طره الذى يقطنه إرهابيون متمرسون يعيشون على حساب الشعب المصرى ويلعبون على عنصر الوقت لكى يغيروا إرادته ويعودوا إلى مواقعهم أو يقتصوا من الشعب الذى أطاح بهم وبحكمهم .. الحكومة تفكر بأسلوب "الهرم المقلوب" فتترك فعاليات الشارع للناس يطالبون ويخططون وينفذون، بينما تعقد الحكومة الإجتماعات فى غرف مغلقة تخطط لمستقبل مصر فى النصف قرن القادم بمشاريع عملاقة تحتاج إلى اقتصاد عملاق لانملكه وموارد متجدده جفت ينابيعها واستحوذ عليها أئمه نظام مبارك ودراويشه حتى خامس جيل.. والحكومة بهذا تشبه أى حكومة تكنوقراطية بيروقراطية تضع حلولا للمشكلات بالورقة والقلم وتنفتقد روح الثورة التى أطاحت برؤوس النظام فى ثمانية عشرة يوما وكان لابد وأن يواكب تقدمها حكومة ثورية تسابق الزمن لكى تواجه المشاكل الملحة العاجلة وتستكمل بناء الدولة وتسلم السلطة لنواب ورئيس منتخبين يديرون شئون البلاد ويعبرون بها إلى بر الأمان.
أنا – مثل غيرى من عقلاء الأمة – أرفض تماما أسلوب البلطجة وأدواتها فى التعامل مع المشاكل ، وهو أسلوب اعتمده النظام السابق لتصفية معارضيه وفرض إرادته وإذلال من يتجرأ على رفع صوته أمام أسياده، وطبيعى أن أرفض كذلك بلطجة الدولة فى الرد على أسلوب البلطجة بمثله مستخدمة كل ماتملك من أدوات قمع وترهيب .. أرفض ذلك لأنى مصرى أعيش على أرض هبطت عليها كل الرسالات السماوية التى تدعوا إلى السلام والأمان والمحبة والتواد والتراحم بين من يعيشون على ارضها حكاما ومحكومين، وارفض ذلك لأن لاأحب أن يطلق على أرض كانت منارة العلم وسلة غذاء العالم إلى أن ابتليت بحكام ظلموا شعبها ونهبوا ثرواتها وأفقروا عقولها وإضعفوا إرادتها وأذلوا كبريائها.. أتفهم مطالب الناس وأتعاطف معها وأشاركهم المطالبة بها وأضغط لتحقيقها ولكن دون أن أحرق أو أدمر أو أقتل .. العنف لايولد سوى العنف ، والدم يبدأ بنقطة ثم يصير بركه، والتخريب يستعدى أبناء الوطن بعضهم على بعض ويحصرهم فى دائرة جهنمية من الإنتقام والقصاص وإخضاع الآخر وتركيعه أو "تثبيته" بلغة البلطجة .. ألعن مافى دائرة العنف والتخريب أن الحقيقة تضيع والفاعل يظل مجهولا والإشاعات تصبح سيد الموقف ، تهدر الدماء وتزهق الأرواح وينتشر الدمار ولانجد أحدا نسائله أو ندينه أو نقتص منه بالقانون، وتتداخل دوائر الشر وتتقاطع وتختلط عناصره ويزيد حجم الفتن وتتقطع أوصال الوطن فنصبح لقمة سائغة لموتورين مأجورين يعيشون خارج مصر ويعبثون بأمنها لصالح أعدائها، وتفتح أبواب المعمورة على مصراعيها لأجهزة المخابرات التى يهمها ألا نتوحد وألا نقوى فنهدد مصالح دولها وحلفائها والدول التى ترعاها والأنظمة التى تحميها.
الحلول لوأد الفتنة متاحة فقط لو فكرنا بطرق غير تقليدية لاحتواء الخلافات وحل المشكلات .. أرفض أن أصدق أن يوم "الأحد الحزين" باحداثه الدامية المخيفة وتداعياته التى سنعانى منها طويلا يمكن أن يكون بسبب مخالفة قانونية هنا أو هناك، أو حتى حق اغتصب هنا أو هناك فالعقل والمنطق يرفضان مارأيناه وعشناه .. لايمكن أن يكون هناك دولة يلجأ أى من كان فيها إلى أخذ الحق بالقوة وإلى سد الشوارع وحرق المنشئات والممتلكات وإلى استخدام السلاح .. ولايمكن أن – إدا كان هناك دولة – أن يقتل جيشها أو شرطتها المتظاهرين مهما حدث أو تسويهم بالأرض وإذا كان ذلك قد حدث قلابد أن يحاكم المسئول أيا كان موقعه .. أي القاننف كل ماحدث ؟ هل حاول أحد الخروج عليه ويصر على ذلك أم أن من يقومون على تنفيذ القانون يتعسفون فى تطبيقه فيهيجون الخواطر ويزرعون الفتن ويأججون نيران البغض والكراهية بين أبناء الوطن؟ لماذا نخاف من نشر الحقيقة والإعتراف بالخطأ وإصلاحه بسرعة حتى لاتتفاقم المشاكل وتصل إلى حالة التدهور التى يتعصى معها كل إصلاح؟ أين قيادات أبناء الوطن من المتظاهرين الذين يفضلون البعد عن الشارع على الرغم من أن مكانهم الطبيعى لابد وأن يكون بين تابعيهم؟ أدعو الأزهر والكنيسة معا أن يصدرا بيانا مشتركا عاجلا بمطالبة المجلس العسكرى الذى يحكم البلاد حاليا أن يصدر قرارا بوقف بناء أى منشآت دينية إسلامية أو مسيحية تحت أى مسمى لحين صدور قانون دور العبادة الموحد، وأن يصدر هذا القانون فورا ويفعل تنفيذه ، وفى المقابل أدعو أبناء الوطن أن يحترموا القانون وأن يلتزموا بنصوصه وأن يتحركوا فى إطاره ولايخرجوا عليه .. الحلول موجودة ولكن البطء فى اتخاذ القرار والتلكؤ فى مواجهة المشكلات لابد وأن تشعر الناس بالقلق وعدم الأمان والتوجس ، وحينما يزيد الإحساس بعدم الأمان تضيع الثقة ويصبح العنف هو السبيل للدفاع عن المصالح وفرض الإرادة.

Sunday, October 09, 2011

التعليم والجودة : جناحا "عقل مصر" المكسورين


حديثان فى نفس الصحيفة فى نفس اليوم تجسدان مأساة مصر وجرائم نصف قرن مضى تم خلاله "تجريف" عقل مصر وتحويلها إلى أمة غالبيتها جهلاء أميون بمقاييس القرن التاسع عشر قبل ثورة تكنولوجيا المعلومات، أى لايقرأون ولايكتبون .. فارسى الحديثين مستشار وزير التربية والتعليم الذى ظل فى عهد النظام السابق يتولى مسئولية الهيئة القومية لمحو الأمية وتعليم الكبار لأكثر من ربع قرن صرف خلالها مليارات ولاتزال نسبة الأمية فى مصر تتحدى تلال التصريحات الوردية التى توالى صدورها لكى تبشر بمصر التى لايوجد بها أمى واحد قبل أن يتولى منصبه الجديد مستشارا لوزير التعليم ، والثانى رئيس الهيئة القومية لجودة التعليم الغير موجود أصلا لكى نقيس جودته والذى أهدر مايقرب من مليار جنيه مصر فى أقل من سبع سنوات لكى يصدر شهادات جودة "بالأمر المباشر" من سيدة مصر الأولى والأخيرة لعدد من المدارس التى كانت ترعاها أو تضع إسمها عليها تيمنا بأن ينالها نصيب من العطايا والمنح والتميز الذى لاتستحقه، وعدد لايتجاوز أصابع اليد الواحدة من كليات الجامعة ذرا للرماد فى العيون وتبريرا للأموال التى صرفت على المرتبات والمكافآت وسفريات المحظوطين واستيراد الخبراء من كل الدنيا يمنحونا "بالأجر" صكوك الصلاحية ويضفون شرعية على كيان حكومى يدعى أنه مستقل ومسئول عن "عقل" الأمة .. المفروض أن الجهاز المركزى للمحاسبات المسئول عن كل مليم تصرفه وزارة أو هيئة أو مؤسسة حكومية يراقب ميزانيات تلك الجهات ويتابع تنفيذها لخططها وأهدافها التى وعدت بها ويقارن ذلك بما صرف من ميزانية الدولة على حساب توفير فرص العمل للعاطلين ولقمة العيش للجائعين والعلاج لضحايا مبيدات يوسف والى وفقراء وضحايا بطرس غالى .

تعالوا نقرأ العجب فى حديث الرجلين .. مستشار التعليم يقول بالفم المليان أن التعليم فى مصر فى مأزق خطير لأن أدوات الحل ضد الحل ، ويضع الحلول التى جادت بها عبقريته ومنها اللجوء إلى التكنولوجيا وتغيير نظم الإمتحانات لكى تعتمد على الإبداع والتفكير وتشغيل العقل وربط المناهج بعضها ببعض وتخفيض عددها .. الحلول إذن موجودة لدى سيادته، فلماذا لم ينفذها على الأقل لكى يحلل مئات الألوف من الجنيهات التى تقاضاها نظير عمله حتى الآن؟ الإجابة حاضرة وجاهزة ولكنها تشى بحجم المأساة .. سيادته يصرح – لافض فوه – بأن الوزارة تطبع 500 مليون كتاب  بتكلفة 1ر1 مليار جنيه تكفى لسنوات قادمة ولذلك نحتاج من 3 – 5 سنوات لكى نستنفذ المخزون أولا قبل أن نغير المناهج، ويضيف بأن "القطار يسير ولا أحد يستطيع إيقافه" .. ولما سأله المحرر لماذا فشل فى برامج محو الأمية طوال السنوات الماضية أجاب قائلا بجرأة يحسد عليها وتجريم لنفسه يستحق تقديمه للمحاكمة بتهمة إهدار المال العام "كان الأمر مقصودا سياسيا، لأن الأمة الجاهلة أسهل واسلس فى القيادة من الأمة المتعلمة" .. إذن سيادته اشترك عمدا مع سبق الإصرار والترصد فى خداع الشعب المصرى "وتجهيله" وتقاضى على ذلك أجرا من نظام مبارك الفاسد ، والأدهى من ذلك أنه لايزال فى منصبه مستشارا لوزير التعليم الحالى ولايزال يقبض مخصصاته بمئات الألوف من جيب الشعب الذى أسهم فى تضليله وتدمير عقله .. إليست تلك جريمة ترقى إلى مستوى الخيانة العظمى وتستحق أن تقديمه ومن كان خلفه إلى المحاكمة؟

الفارس الثانى جريمته لاتقل فداحة حيث إنشئت هيئته لكى "تقنن" الخطأ وتضفى الشرعية على مؤسسات تعليمية لايوجد بفصولها كراسى لجلوس الطلاب، ولا مناهج متطورة تواكب العصر، ولا معلمين أكفاء محفزين أصحاب رسالة يؤدون عملهم بإتقان، ولا ملاعب تربى الجسم لكى يصح العقل فتكتمل منظومة التعليم .. الرجل يطالب فى صدر الحديث "بوضع قواعد حازمة ومعايير لضمان جودة المدارس الخاصة" ونسأل – وليعذر لنا عدم الفهم – من الذى سوف يضع تلك المعايير إذا لم يكن ذلك من صميم عمل الهيئة التى يرأسها؟ ويطالب – أى والله العظيم يطالب – بأن يكون هناك معايير عامة للسياسات التعليمية لاتتغير بتغير الوزراء والمسئولين " على أن يرعى تنفيذ هذه المعايير والسياسات مجلس أو جهاز دائم يقوم بمتابعتها ومحاسبتها على المستوى القومى" .. اليس ذلك من صميم عمل الهيئة ياسيادة رئيس الهيئة؟ إذن سيادتك وجيش مستشاريك ورؤساء القطاعات التى تكتظ بها الهيئة تجلسون بلا عمل وتتقاضون مئات الألوف شهريا من ميزانية الدولة لمجرد إصدار تقارير ودراسات لايستفيد بها أحد ولايلتزم بها أحد .. هل هناك تسمية أخرى لذلك سوى "إهدار المال العام" ؟ سيادته لايعترف فى الحديث بأن 300 مدرسة فقط من بين أربعين ألف مدرسة قد حصلت على شهادة الجودة ويصر على أن 1200 مدرسة قد تم اعتمادها كما لو كان ذلك إنجازا يستحق التسجيل ، ويقول – وليته ماقال – أن الهيئة ليست مسئولة عن تقدم المؤسسات التعليمية للحصول على الإعتماد .. بلاغ أتقدم به باعتبارى مواطنا مصريا ومعلما صاحب رسالة , مطالبا بالتحقيق مع هذين المسئولين بتهمة إهدار المال العام ، وأن تفتحوا ملف "تطوير التعليم فى مصر" والذى صرف عليه أكثر من 60 مليون دولار من أموال المعونات الأجنبية حتى الآن وسوف تكتشفون عجبا.

Monday, September 19, 2011

درس فى اقتناص الفرص

لن أتعرض هنا لما حدث وقد يحدث فى مبارتى كرة القدم للتأهل لكأس العالم فمن حسن حظى أنى أحب كرة القدم ضمن باقة من الرياضات الراقية التى يشدنى إليها مستوى المهارات المطلوبة للتفوق فيها والتشويق والإثارة التى تحدثها فيمن يتابعون فنونها وقوة الإحتمال التى يتمتع بها لاعبوها وقدرتهم على الصراع والكسب تحت ضغوط نفسية رهيبة عرفتها حين كنت أمارس أحد تلك الألعاب الفردية العنيفة وقرر والدى يرحمه الله أن يحضر مباراة البطولة فكدت أخسر البطولة لأن تركيزى قد تشتت بين صوت المدرب وتعليماته واختلاسى النظر إلى الوالد بين الحين والآخر وأصوات المشجعين لى ولخصمى على الحلقة.
أريد هنا أن أهدى إلى شبابنا نموذجا لاقتناص الفرص يتعلمون منه كيف يبدأون عملا بسيطا يتطور ليصبح كبيرا لو نظروا حولهم ورصدوا مايحتاجه الناس وهو كثير وقاموا بتوفيره إما بتصنيعه أو التوسط لجلبه أو بيعه لحساب الغير .. لو فعلنا ذلك لما كان بيننا عاطل بالمعنى الحرفى للكلمة .. الصين أصبحت نموذجا للتسويق المقتحم الذى يراقب الأسواق بعينى الصقر وينقض على الفرص المتاحة بسرعة خاطفة يعجز أهل البلد أنفسهم عن الظفر بها .. وإليكم أمثلة نتعلم منها أسلوب الكوماندوز فى فنون التسويق والبيع:
• السعودية سوق عملاقة باعتبارها ملتقى العالم العربى والإسلامى يرتادها ملايين الناس طوال العام لزيارة الأماكن المقدسة وأداء شعائر الحج والعمرة .. وهؤلاء يحتاجون إلى ثلاثة أشياء أساسية يستكملون بها مشاويرهم الروحانية : ملابس إحرام وسجاجيد صلاة وسبح بأشكالها المختلفة .. ولايقتصر الأمر على الإستخدام الشخصى وإنما يتجاوز ذلك إلى إصطحاب تلك الأشياء معهم كهدايا لأحبائهم فى البلدان التى قدموا منها .. يدخل الصينيون منافسين شرسين يقدمون تلك السلع بأسعار رخيصة فى متناول كل الطبقات تكتسح أمامها كل ماعداها .. فرصة نادرة استغلها الصينيون واقتنصوها لسد حاجة ماسة إلى منتجات بأعداد ضخمة ومستوى أسعار منخفض وجودة معقولة تتناسب مع الأسعار.
• فى مصر لايزال الناس يقبلون الشراء من الباعة الجائلين الذين يدقون الأبواب يعرضون بضاعتهم ويفاوضون على السعر على الرغم من المحاذير الأمنية .. فرص كثيرة متاخة فى مجتمع الكثافة السكانية التى يتركز معظمها فى الأحياء الفقيرة التى يجاهد الناس فيها لكى يوفروا لأنفسهم وأسرهم سلعا ضرورية بأسعار تتناسب مع دخولهم الضعيفة .. يحمل الصينى أو الصينية شنطة ضعف حجمه ، يدخل العمائر ويدق أبواب الشقق يبيع بضاعته من الملابس والأجهزة المنزلية والإلكترونية والإكسسوارات الرخيصة المهربة دون كلل أو تعب .. جزء ليس بالقليل منهم إختاروا وسيلة أقل مخاطرة وهى مشاركة مصرى فى محل يعرضون فيه بضاعتهم يستهدفون المجمعات فى الأماكن الراقية ويظلون على اتصال دائم بالعملاء والأسواق يحددون احتياجاتها ويلبون تلك الإحتياجات بسرعة.. بل إن بعضهم أصبح ينافس الحرفيين فى أعمال الكهرباء والسباكة والنجارة بل وقص الشعر بالمنازل بأسعار تبلغ نصف مايدفع عادة فى مثل تلك الأمور .. اسواق موازية اصطنعوها مستفيدين من ضعف الرقابة واستهانة الأجهزة المعنية وسلبيتها.
• وأخيرا تنزل فرق من الصينين إلى مصر تحدد احتياجات مشجعى كرة القدم فى المباريات ذات الأهمية الخاصة مثل التأهل لكأس العالم فتغرق السوق بأعلام متقنة الصنع وبأحجام مختلفة تناسب كل الأغراض ومستويات الدخول .. ملايين الأعلام بيعت وسوف تباع يحملها الناس ويعلقونها ويزينون بها سياراتهم .. والذى يغيظ فى كل ذلك أن صناعة الأعلام بالذات لاتحتاج إلى تكنولوجيا متقدمة ولا ماكينات معقدة ولا تكلفة مرتفعة للإنتاج ، ولكن أحدا فى مصر لم يفكر فيما فكر فيه الصينيون ، فماذا حدث لنا لكى نفضل الإستهلاك على الإنتاج ، والراحة والكسل على السعى والتعب ، والوظيفة التى لاتجيئ على العمل الحر بكل مكاسبه ؟
حتى الأفكار الإبتكارية أصبحت وسيلة لاقتناص الفرص فنجد البليونير الأمريكى "وارن بافيت" يدعو ثمانية أشخاص كل عام لكى يتناولوا العشاء معه من خلال مزاد يشعل نار المنافسة بين من يريدون أن يحظوا بتلك الفرصة لحجز مقعد على مائدة رجل الأعمال الأسطورة .. ويفتح المزاد عادة بحد أدنى قدره 35 ألف دولار للمقعد الواحد وصلت هذا العام إلى أكثر من 860 ألف دولار.. ولما استغرب الإعلام من ضخامة المبالغ التى يتسابق أصحاب الملايين على دفعها والتى يخصصها بافيت كلها لأعمال الخير قال أحد المزايدين " لم يكن ممكنا لقاء بافيت بغير هذه الطريقة والحصول على استشارة من خبير مثله تزدهر بها أعمالى فأصبح مليارديرا مثله"

Writing Job Descriptions

Writing Job Descriptions include summarizing job functions using the Internet and traditional methods.

The employer almost uses the job analysis to (at least) produce a job description. A job description is a written statement of what the worker actually does, now he or she does it, and what the job’s working conditions are. You use this information to write a job specification; this lists the knowledge abilities and skills required to perform the job satisfactorily.

There is no standard format for writing a job description. However most descriptions contain sections that cover

1) Job identification
2) Job summary
3) Responsibilities and duties
4) Authority of incumbent
5) Standards of performance
6) Working conditions
7) Job specifications.

Job Identification: The job identification section (on top) contains several types of information. The job title specifies the name of the job such as supervisor of data processing operations, marketing manager, or inventory control clerk. In the United States, the status under fair Labor Standards Act (FLSA status) identifies whether a job is exempt or non exempt. Under the Fair labor standards act, certain positions, primarily administrative and professional, are exempt from the act’s overtime wage provision. A comparable system does not exist in India though mentioning unionized and non-unionized status will help in quick identification of job status. Date is the date the job description was actually written.

There may also be a place to indicate who approved the description and perhaps a space that show the location of the job in terms of its facility / division and department / section. This section might also include the immediate supervisor’s title and information regarding salary and/or pay scale. Here provide space for the grade / level of the job, if there is such a category. For example, a firm may classify programmers as programmer II, programmer III, and so on.

Job summary:

The job summary should summarize the essence of the job, and include only its major functions or activities. Thus the “telesales rep” is responsible for selling college textbooks. For the job of materials manager, the summary might state that the materials manager purchases economically, regulates deliveries of, stores and distributes all materials necessary on the production line. For the job mailroom supervisor, the mailroom supervisor receives, sorts, and delivers all incoming mail properly and he or she handles all outgoing mail including the accurate and timely posting of such mail.

While it’s common to do so, include general statement like performs other assignments as required with care. Such statements do give supervisors more flexibility in assigning duties. Some experts, however state unequivocally that one item frequently found that should never be included in a job description is a cop-out clause like other duties as assigned since this leaves open the nature of the job and the people needed to staff it. However, to avoid any ambiguities in case the assignment does not work out, it’s advisable to make it clear in the job summary that the employer expects the job incumbent to carry out his or her duties efficiently attentively an conscientiously.

Relationships:

There may be a relationships statement (not in the example) which shows the jobholder’s relationships with others inside and outside the organization. For a human resource manager, such a statement might look like this:

Reports to: Vice president of employee relations:

Supervises: Human resource clerk, test administrator labor relations director and one secretary

Works with: all department managers and executive management

Outside the company: Employment agencies, executive recruiting firms, union representatives, state and federal employment offices, and various vendors.

حين تحسن الحكومات إدارة الموارد

المقارنة بين حكوماتنا وبين حكومات الدول المتقدمة مقارنة ظالمة بكل المقاييس ، فلا يمكن مقارنة من يتعلم السباحة بمن يعبر المانش ، ولا من يجرب ركوب الدراجة بمن يقود النفاثة .. هناك حكومات لاتملك إلا أن تخدم شعوبها وإلا رحلت ، وهناك حكومات تعتقد أن الشعب موجود لكى يحافظ على بقائها يلهج بالشكر والثناء على تفضلها بقبول حكمه وتحمل سخافاته ورزالته والمعانة الرهيبة التى تتحملها فى الحفاظ على نحطاطه وتخلفه.
كلما عدت من رحلة عمل بالخارج أظل لعدة أيام أحاول أن أطرد أفكارا وهواجس تؤرقنى وتزلزل كيانى ، وبين كل هاجس وهاجس تبرز لافتة مشهورة تحتفظ حكوماتنا المتعاقبة بآلاف النسخ منها فى مخازنها لكى تستعملها كلما عن لها أن تخرج علينا ببدعة أو قانون جديد ترقع به الثوب المهلهل للحكم الرشيد .. لافتة "لسنا وحدنا الذين نفعل ذلك ..." التى زاد استخدامها خلال الثلاثين عاما الماضية أصبحت مثل المحلل الذى يعلم أن الزواج باطل ولكنه يقنع نفسه أنه يتطوع لكى يجمع راسين فى الحلال .. تعالوا نأخذ بعض الأمثلة :
• صحيح أن الضريبة العقارية تدفع عن كل وحدة سكنية والهروب من دفعها مستحيل وإن حدث فهو جريمة تستوجب العقاب .. ولكن المواطن يراقب أوجه صرف تلك الضريبة التى يدفعها للحى الذى يتبعه بالمليم .. تتواصل الأحياء مع الملاك والسكان الجدد وتقوم بإرسال خطاب رقيق يرحب بهم ومرفق به كتيب مفصل يحتوى على كل السياسات والنظم التى تحكم عمل الحى فيما يختص بالصيانة الدورية للطرق والمرافق والحدائق بما فى ذلك خدمات المرور والبوليس والمطافى والمستشفيات التابعة لكل حى .. وليس ذلك فقط وإنما يقوم كل حى بإرسال فاتورة شهرية مفصلة بأوجه صرف الضريبة المحصلة موزعة على كل قطاعات الخدمات لكى يراجعها المواطن ويعترض عليها إذا اراد .. هل هناك احترام لرأى المواطن ورقابة أدق من ذلك ؟ هنا يتصرف وزير المالية فى أى أموال على أنها جزء من بيت المال حتى لو كانت صناديق خاصة أو أموال المعاشات التى تديرها الدولة ولكنها بالقطع ليست بندا من بنود ميزانيتها ولاتملك حرية التصرف فيها فى غير الغرض المخصصة لأجله.. المواطن هناك يدفع ويحصل فى المقابل على خدمات منتظمة بمستوى وهنا يدفع دون أن يكون له حتى حق السؤال عن العائد على مايدفعه.
• شوارع عواصم الدول ليست أوسع من شوارع القاهرة ولكن الإلتزام يجعلها تكفى وتزيد لكى تستوعب كل أنواع المركبات التى تسير فى مسارات محددة لكل نوع منها .. الإنتظار مسموح به فى كل الشوارع ولكن بنظام دقيق وصارم يحدد الوقت المسموح به والغرض من الإنتظارعلى امتداد أيام الأسبوع وفى أيام العطلات الرسمية وبألوان تحدد ذلك .. الشوارع هناك مخصصة فقط للسيارات والمشاة بأرصفة عريضة تسمح بحرية الحركة وسلاستها والتمتع بالنظر إلى ماتعرضه المحال من منتجات .. حتى حين يتهافت الناس على منتج جديد يريدون أن يكونوا أول من يقتنيه فإنهم يقفون فى صفوف منتظمة لعدة أيام فى حراسة عدد قليل من رجال الشرطة .. وطبيعى أن يكون ذلك هو نفس السلوك عند التظاهر الذى يتم دون إذن مسبق من أى جهة ولكن فى حراسة الشرطة المتواجدة فى كل وقت دون استعراض للقوة ودون كثافة عددية كما هو الحال عندنا.. الإستجابة سريعة عند طلب النجدة فتالشرطة والإسعاف عندك خلال دقائق جاهزة للحركة طبقا للحالة .. فوضى اللوحات الإعلانية التى تخنق شوارعنا وتلوثها جماليا وتحتل أرصفة المشاة لكى تحرم الناس من حقها فى التجول بحرية على الأقدام غير موجودة فى التدول المتقدمة .. اللآفتات الوحيدة المسموح بها هى اللافتات الرسمية المكتوب عليها تعليمات المرور والإنتظار وأماكن الإتصال بالخدمات العاجلة والمطلوب من الناس أن يركزوا عليها ويستوعبونها حتى لايخالفوا القانون فضلا عن الشكر المزرى والفوضى التى تسببها لوحات الإعلان لوتركت لسلطان المال بغير تنظيم ، وقد تتسبب فى حجب الرؤية والحوادث للمشاة والسيارات على السواء.
• أما مايثير الإعجاب فعلا فهو أن الناس يستغلون بمهارة فائقة المساحات المتاحة لهم والإمكانات والأجواء التى توفر لهم الراحة فى أداء أعمالهم فتجد المقاهى منتشرة فى كل مكان بما فى ذلك المحال الكبرى ولكنها تستغل لأكثر من تناول قدح من القهوة أو الشاى .. هناك أماكن بسيطة ومريحة ومجهزة لاستقبال إشارات الإتصال لاستخدام الإنترنت المجانى مخصصة لإجتماع بسيط تناقش فيه الأعمال أو تعقد الصفقات أو تجرى المقابلات الشخصية لطالبى الوظائف فى جو غير رسمى فيضرب صاحب المكان عصفورين بحجر واحد : تزداد مبيعاته وشهرته ويصبح التنافس على قدر الراحة التى يحس بها من يرتاد المكان، ويقلل من التوتر المعتاد فى بعض لقاءات العمل التى قد لاتتطلب فى أحد مراحلها أجواء العمل الرسمية التى تفرض قيودا وضغوطا يمكن تجنبها.. طبعا لاأريد هناك أن أتحدث عن مستوى النظافة وحسن السلوك والتسابق على إرضاء العميل والإنصات باهتمام لأى ملاحظة أو اقتراح من شأنه أن يحسن من مستوى الخدمة .. العاملون فى تلك الأماكن يعرفون أن بقاءهم فى وظائفهم رهن بتفانيهم فى خدمة العميل وتتأثر دخولهم تبعا لذلك ومعها مستوياتهم الوظيفية .. الحدائق المجانية موجودة فى كل مكان لمن يريد الإستمتاع المجانى بالطبيعة ، وفى كل مجمع سكنى صغير حديقة مشتركة يقوم الحى على صيانتها ويحافظ عليها الناس.. يحافظون على أى مساحة خضراء وحين تنحسر المياه عن الأنهار فى بعض مواسم الزراعة يسارع الناس باللقاء على الشاطئ فى أجازات قصيرة يقتنصونها ومعهم كراسيهم ووسائل التسلية البسيطة يتعارفون ويتسامرون فى لهو برئ .
أعلم أن الإتهامات بسوء السلوك والسمعة للناس فى لعبة البيضة والفرخة التى تلعبها معنا حكومات مصر المتعاقبة جاهزة، ولكنى أعلم أيضا أن الإصرار على تطبيق القانون على المسيئ وبالتساوى دون تفرقه كفيل بأن يردع من يتعمدون إفساد المرافق العامة أو يسهمون فى انتشار العشوائيات .. وتلك قصة أخرى.

الحوار الوطنى فى مصر وتسليم الفار مفتاح الكرار

أثارت افتتاحية الوفد يوم الجمعة الماضى شجونى بخصوص بدء جلسات الحوار الوطنى وماشابها من سوء تنظيم وعدم وضوح الأهداف وتجاهل تمثيل الأحزاب وعلى رأسها حزب الوفد أكبر وأعرق الأحزاب الموجودة على الساحة .. ولقد تابعت الجلسة الأولى كاملة ، والحقيقة أن السادة المتحدثين فى الجلسة وجميعهم من رموز المجتمع المحترمين الذين لهم كل التقدير قد عبروا عن خيبة أملهم فى فعاليات الجلسة وعدم تمثيل شرائح المجتمع المختلفة فيها وبالذات شباب الثورة الذين على مايبدو أنهم قاطعوها لعدم تأكدهم من جدواها ولديهم كل الحق فى ذلك مالم يتم تدارك الأخطاء الفادحة التى ارتكبت فى أول حوار وطنى كان يمكن أن يكون نموذجا لما ينبغى أن يكون عليه التوافق المجتمعى على مستقبل مصر بعد ثورة 25 يناير.


والحقيقة أن مادار فى الجلسة الأولى لم يكن مفاجأة بالنسبة لى وكذلك جدوى استمراره بنفس التوجه ، وقد كتبت أكثر من مرة عن مركز المعلومات التابع لمجلس الوزراء ونبهت إلى دوره الهامشى ومظاهر الفساد به والملايين التى تصرف عليه دون عائد يذكر، وتصدى للرد على أعضاء جمعية المنتفعين ممن يهمهم بقاء الحال على ماهو عليه .. والمركز هو الجهة التى نظمت الحوار من خلال وحدة من وحداته تسمى "العقد الإجتماعى" وهو عنوان براق لايحمل فى طياته أهدافا واقعية تسهم فى تطوير المجتمع، وأظن أن رئيس المركز الذى يشغل حاليا منصب وزير الإتصالات كان له دور فى ذلك .. ولدى الأسباب التى تدعم وحهة نظرى وتجعلنى على يقين مما ذهبت إليه:

 تاريخ المركز المذكور – على الأقل فى ظل حكومة نظيف الأولى والثانية – لايؤهله على الإطلاق للقيام بدور المنظم لأهم آليات التوافق الوطنى ، فقد اكتفى – رغم الملايين التى صرفت عليه من ميزانية الدولة – باستقصاءات رأى تجمل وجه الحكومة والنظام .. وكلنا نذكر الفضيحة المشهورة بنتائج استقصاءات رأى ساذجة بأن أكثر من 86% من المصريين يشعرون بالرضى على حكومة نظيف ، وأن مستويات المعيشة فى مصر قد ارتفعت فى ظل حكومة الفساد بدليل زيادة عدد الموبايلات فى أيدى الناس والثلاجات وأجهزة التكييف فى منازلهم .. ويوم تجرأ المركز بنشر نتيجة استقصاء عن زيادة شعبية أحد رموز المعارضة فى مجلس الشعب على أحمد عز كاد رئيس المركز أن يفقد منصبه.

 رئيس المركز من "شلة" رئيس الوزراء السابق الذى زامله فى نفس المركز قبل أن يصبح رئيسا للوزراء ولصيق الصلة به وكان يتبعه شخصيا وهو الذى أتى به إلى منصبه ،ومن ثم فهو من نفس المدرسة وله نفس التوجه الخاص بإقصاء المعارضة واعتبار رموزها أعداء يهددون مصالح الحزب الحاكم واتباعه ومريديه ، ومن ثم لايكون منطقيا أن يدعى إلى جلسات الحوار من يملك الكلام عن خطايا النظام السابق وجرائمه لثلاثة عقود مضت والوفد على رأس هؤلاء.

 الوحدة التى نظمت الحوار تعيش على المعونات الأجنبية وتركز على نشر الدراسات والبحوث النظرية عن تطوير القرى ومشروعات وهمية مثل "الألف قرية" التى رفعت شعارا فى مرحلة ما للتسويق لتوريث الحكم دون أن يحدث أى تطوير أو تتحقق أى نتائج تمثل ولو جزءا يسيرا من الملايين التى صرفت على تلك البحوث ومن قاموا بها وهم يعلمون أنها عديمة الجدوى وغير قابلة للتنفيذ .. وفى كل الأحوال شتان بين بحوث مجتمعية تستهدف شريحة مجتمعية بعينها، وبين حوار وطنى يرسم خريطة لمصر المستقبل بعد ثورة أطاحت بالنظام القديم ولكن رموزه وأتباعهم لايزالون يشغلون مراكز هامة فى مؤسسات الدولة ، بل ويتجرأون على تنظيم آليات ترسم لمصر طريقها للمستقبل.

أكرر أن كل من تم دعوتهم للحوار رموز مجتمعية محترمة ولكنهم تم اختيارهم بغرض "الشو الإعلامى" للمركز المذكور لاأكثر وتلميعا إعلاميا لرئيسه فى موقعه الجديد لتثبيته حين يعاد تشكيل الوزارة، وإلا فأين رموز الأحزاب السياسية، وممثلى النقابات العمالية والمهنية، والفلاحين وممثلى شباب الثورة أنفسهم ؟ إذا كانت الحكومة جادة فى بدء حوار وطنى فليختاروا لجنة من المؤهلين لهذا العمل تضع أهدافا واضحة يتم الحوار عليها ويدعى للحوار حولها "أصحاب المصلحة" جميعهم وليس "عينة" منتقاه، وأن يتم ذلك بعيدا عن ذيول الفساد وإلا نكون كمن "يسلم الفار مفتاح الكرار".

قواعد الأخلاق ولعبة السياسة

الفربق بين "تأسيس" حزب .. و "تأثيث" حزب


الفرق حروف قليلة قد تتشابه كثيرا فى النطق بعد أن أهملنا لغتنا العربية الجميلة وأصبحنا نباهى بأن ثقافتنا غربية وبعدد اللغات الأجنبية التى نجيدها ، ولكن الفرق فى المعنى بعيد بعد الشمس عن القمر فى الحياة السياسية .. كثير من الأحزاب الموجودة على الساحة الآن تعانى من مياه بيضاء وزرقاء تحجب رؤيتها لما تحتاجه مصر مابعد ثورة يناير، وتحتاج إلى مشرط الجراح لكى يعيد إليها بصرها .. وقد لايجدى ذلك  إذا كان المرض بسبب عيوب خلقية ولدت بها تلك الأحزاب أوفيروسات نقلت إليها عبر من تسللوا إلى قواعدها وتنظيماتها وتمكنوا من جهازها المناعى وأضعفوه إلى الحد الذى أصبح يتقبل السلوك البهلوانى على أنه نشاط حزبى، والصوت العالى على أنه تأثير شعبى، والنفاق والتودد والابتذال فى الطلب لتولى المناصب على أنه ولاء مطلوب، والتسابق على احتلال الغرف وتأثيثها على أنه تواجد مطلوب.

أى حزب سياسى مؤسسة، والمؤسسات تدار بالعلم ومقتضيات الواقع معا لكى تقوم على رؤية واضحة ورسالة محددة وخطة استراتيجية بأهداف محددة واستراتيجية عامة ينتهجها الحزب ، وخطط عمل تفصيلية تترجم كل ذلك إلى برامج تتحقق بها الأهداف وتقاس فاعليتها وتأثيرها، وبمرور الوقت تتشكل "ثقافة" الحزب وهى بمثابة البوصلة التى تحدد إتجاه الحزب والقيم الحاكمة التى تحكم سلوك أعضائه  .. والمؤسسات تحتاج إلى هياكل تنظيمية تحدد العلاقة بين الكيانات المختلفة للحزب والعلاقة بينها، وكذلك عملية اتخاذ القرار والآليات المختلفة لكى يأتى القرار متوافقا مع رأى الأغلبية ومحققا للأهداف التى تم الإتفاق عليها من قبل.. ومالم تتحدد الأدوار بدقة داخل تنظيمات الحزب تحول الأمر إلى فوضى وضاعت المسئولية وتكاثر عدد من نسميهم Free Riders أى "المتسلقون" من هواة ركوب القطار دون تذكرة أو يتنطعون على الطرق أملا فى "توصيلة" مجانية .. هؤلاء الذين يعيشون على جهد الآخرين وينسبون الفضل لأنفسهم فى أى نجاح ويتنصلون بسهولة من أى فشل أو تقصير ومن ثم أى حساب.. خطورة ذلك أنه بمرور الوقت تضيع هوية الحزب ويتحلل من قيمه ومبادئه، ويصبح ساحة للصراع على المصالح وبدلا من أن يحتل مكانا متقدما بين القوى السياسية المؤثرة يرضى بالجرى لاهثا على القضبان لعله يلحق بآخر عربة فى القطار .

الجالس على مقعد القيادة فى الأحزاب التى وصفناها لابد وأن يكون لدية خارطة طريق واضحة المعالم يشترك فى إعدادها من جاءوا به وتكون نابعة من احتياجات مشروعة لجموع الشعب وليس فقط من ينتمون إلى الحزب، ولأن كل حزب لابد وأن يسعى إلى الحكم وإلى تحقيق الأغلبية فى المجالس النيابية فبديهى أن يكون لدى الحزب "كشافون للمواهب" يضعون أعينهم على الكفاءات التى تتوافر بالحزب وتصعيدها لكى يكون لها دور مؤثر فى رسم سياسات الحزب ، وهى مهمة تعترضها كثير من الألغام التى يضعها أصحاب المصالح وجماعات الضغط فى طريق كل تسول له نفسه أن يهدد مصالحهم أو يحاول أن يكون موضوعيا فى اختياره لمن يجلسون فى الصفوف الأولى التى تمثل الواجهة التى تعلن عن الحزب وتروج لبرامجه وتجتذب الأعضاء الجدد والمؤيدين لبرامجه والذين يمثلون قاعدة إطلاق الصواريخ لمستقبل الحزب وحائط الصد ضد أى تآمر عليه أو محاولات إضعافه.. الأحزاب كلها لديها الشخصيات والكوادر التى تستطيع ذلك وأكثر ، ولكن المشكلة أنهم لايجيدون فنون "عرض البضاعة" أمام أعين صاحب القرار والتفرغ للإلتفاف حوله وعزله عن القاعدة والاستئثار بأذنه فلا يسمع سواهم واعتراض مجال رؤيته فلا يرى غيرهم.

أما "تأثيث" الأحزاب فأمر سهل طالما توفر المال الذى سوف يتوافر دائما طالما فتح الحزب أبوابه لمن يريد أن يشترى إسما أو منصبا أو جاها أو واجهة تقدمه للناس حتى لو كانت شبه شرفية لاتحقق للحزب أى قيمة مضافة سوى زيادة رصيد البنك بعدة آلاف وأحيانا ملايين يصرف جزء منها على تأثيث المقرات والمكاتب التى يمكن أن تغطى كل مدينة وشارع وحاره فى طول البلاد وعرضها ولكن معظمها يظل لافتة بلا مضمون أو نشاط أو أعضاء تجمعهم مبادئ وأهداف وإرادة فى مواصلة العمل لخدمة أهداف قومية عليا من خلال الحزب .. تلك المكاتب واللجان قد تكون نوعا من بيع الوهم تعطى انطباعا بوجود أخطبوط حزبى تمتد أذرعه إلى كل شبر من الوطن ولكنها ليست بالقطع مصادر قوة حقيقية لقدرة الحزب على الوصول للقواعد العريضة من الناخبين وتعبئتهم وتحريكهم وكسب تأييدهم لكى يصل الحزب إلى الحكم.. مستقبل الحياة السياسية إذن لايتحقق إلا من خلال "مأسسة" الأحزاب ، أى تحويلها إلى أحزاب مؤسسية بالمعنى الذى شرحناه، وليس بتأثيث الأحزاب لكى تمتلئ "بورد قاعد على الكراسى" يحولونه طوال الوقت إلى "مكلمة" على غرار الحزب الوطنى تناقش وتنظر وتعطى انطباعا زائفا بالحركة والنشاط دون أن يتحقق من وراءها أى عائد فعلى .

الكم والكيف .. وقيمة الأحزاب


واضح أن معظم الأحزاب تسعى لزيادة عدد اعضائها ويرون فى ذلك دليلا قويا على شعبية الحزب. لذلك نرى كل اساليب الترغيب لكى تتضاعف أرقام العضوية ويتباهى الحزب بالقاعدة التى يبنى عليها وجوده .. الخطورة فى ذلك أن كل من ينضم إلى حزب لايكون بالضرورة مؤمنا بمبادئه وثوابته التى تقوم عليها نشاطاته وسعيه للوصول إلى الحكم لكى يطبقها. مبادئ الحزب هى الدستور الذى يحكم توجهاته ويعتبر الخروج عليها خرقا للدستور يستوجب الفزع والحساب باعتباره جريمة حزبية كبرى تهدد مصداقيته، ولكننا إذا سألنا أى عضو جديد ينضم إلى الحزب عن تلك المبادئ لفوجئنا بأنه لايحفظها عن ظهر قلب وإذا كان لايحفظها فقد لايعمل بها ويجعلها الأساس الذى يحكم سلوكه الحزبى .. والحزب فى ذلك مثله مثل أى مؤسسة يجتهد مديروها التنفيذيون فى وضع اللافتات على جدرات المؤسسة لتغطى كل ركن فيها تحمل رؤية ورسالة المؤسسة ولكنهم هم أنفسهم يرسبون فى أول اختبار يطلب منهم ترديد تلك الشعارات أو شرح معناها .. مارست ذلك مع طلابى الذين يمثلون الصفوة فى مؤسسات الأعمال  وفى العديد من الدورات التدريبية لمثلهم من القيادات التى أسهمت فى تدريبها على علوم وفنون الإدارة وتنمية الموارد البشرية .. وحتى يصدقنى القارئ تعالوا نجرى تجربة بسيطة على عينة ممن ينضمون إلى الأحزاب والمفترض فيهم أنهم فعلوا ذلك إيمانا بمبادئ وبرنامج  تلك الأحزاب فنسألهم: هل أتيح لهم فرصة قراءة المطبوعات الفاخرة للحزب والتى تتضمن برنامجه، وهل ناقشهم أحد فيها قبل التصديق على عضويتهم والتأكد من استيعابهم لها؟ وفى المقابل دعونا نسأل الأحزاب عن الوسائل التى تتبعها – إن وجدت - للتأكد من أن من ينضمون إليها يمثلون قيمة مضافة تضيف إلى رصيد الحزب من الخبرات فى المجالات المختلفة التى تضمن تنفيذ برنامجه .. لو فعلنا ذلك سوف نجد عجبا.

كما حزبا يضع شروطا للعضوية ومنهجا لاختيار أعضائه ؟ وأعنى هنا التمسك بتلك الشروط عند قبول العضوية وليس مجرد صياغتها وطباعتها فى كتيبات أنيقة .. كم واحدا من هؤلاء يرى فى برنامج الحزب "قضية" تعبر عن آماله وطموحاته فى مستقبل أفضل ، وكم واحدا من هؤلاء مستعد أن يناضل بكل مايملك من قوة وإمكانات من أجل تلك القضية ولكى يصل حزبه إلى الحكم ويحقق تلك الطموحات والآمال؟ بل إنى سوف أكون أكثر جرأة وأسأل كم طلبا للإنضمام رفضه الحزب – أى حزب – لأن صاحب الطلب لاينطبق عليه شروط العضوية، وكم عدد الذين استقالوا احتجاجا على الواقع المغاير لما توقعوه حين انضموا للحزب بشرط أن يكونوا قد استنفذوا كل الوسائل لتعديل المسار ؟ كثرة العدد إذن لاتعكس قوة الحزب وإلا أصبح المشهد السياسى مزادا يباهى فيه كل حزب بعدد أعضائه وتغلغله فى الشارع المصرى .. حسابيا نعم ، علميا لا وألف لا خاصة وأننا نتحدث عن العمل السياسي الذى هو فى جوهره عمل يهدف إلى التغيير المجتمعى من خلال "وسطاء تغيير" يقودون الجماهير ويؤثرون فيها ويستنهضون هممها ويجمعون طاقاتها لإحداث هذا التغيير.. بغير ذلك يصبح العدد "لمة" أو "عزوة" أو تجمع قبلى يناصر شيخ القبيلة ظالما أو مظلوما وتضيع الرؤية وتتغير الرسالة بتغير الموقف وتغير مراكز القوى داخل الحزب .. هناك فارق بين الإستراتيجية والتكتيك، فبينما الإستراتيجية تهدف إلى تحقيق غاية وهدف أسمى لإحداث تغيير بحجم الوطن كله يلبى احتياجات الغالبية العظمى من الناس ، تختلف التكيتيكات التى تمثل الوسائل والأساليب التى يمكن استخدامها لتحقيق ذلك .

من هنا فإن العمل داخل أى حزب لابد وأن يكون جماعيا مؤسسيا منظما توزع فيه الأدوار داخل منظومة متكاملة العناصروتضامن فى المسئولية تجاه أى قرار هام يتخذ باعتبار أن عضوية الحزب تعنى على أقل تقدير المشاركة بسهم يتيح لصاحبه أن يكون له رأى فيما يحدث وصوت فيما سيحدث وحق اختيار من يمثله والإعتراض على مايخالف العقد الضمنى بينه وبين الحزب ممثلا فى قياداته والتزامهم بمبادئ الحزب وسياساته.. أما الإنضمام إلى الأحزاب لتحقيق أهداف ومصالح شخصية استغلالا لاسم الحزب فهو إعادة لسيناريو كئيب متهتك من وضع حزب التوريث والذى كان مقررا علينا لأكثر من ثلاثة عقود متوالية ونتج عنه نمو طبقة جديدة من المصريين محترفى سياسة المصالح تكتشف الثغرات التى ينفذون منها إلى أى حزب ويتغلغلون فى تنظيماته بأساليب تدربوا عليها جيدا فى حضن نظام بوليسى فيحكمون سيطرتهم عليه ويوجهون سياساته لاسيما فى ظل قيادات ضعيفة تسمع وتتكلم أكثر مما تفعل .. عمليات "القرصنة" تلك والتى تمارس على الأحزاب تعيد إلى الإذهان ممارسات "الحزب غير الوطنى" الذى عاث فى مصر فسادا ضربت جذوره فى الأرض لأعماق سحيقة ويحتاج اقتلاعها إلى عشرات السنين من العمل الشاق والوعى واليقظة وشجاعة  المواجهة .. لابد أن تقتنع قيادات الأحزاب بأن ضمان بقاءها على الساحة رهن بوجود معارضة داخلية موضوعية وبناءة ، وأن سر قوتها يكمن فى استغلال الطاقات المعطلة واكتشاف مواهب الكوادر الموجودة بها وتصعيدها دون خوف من عصبيات أو تكتلات .. تطهير الأحزاب لأنفسها اصبح أمرا مقضيا والمشهد السياسى الهزلى الذى كان سائدا قبل الثورة سوف يختفى بالتدريج.

قصة الزبالة .. ومركز المعلوما


لم أصدق عينى وأنا أقرأ المنشور على الصفحة الرسمية لرئاسة مجلس الوزراء الأسبوع الماضى .. رئيس الحكومة يعلن أنه سيتم اتخاذ إجراءات فورية تلتزم بها محافظتى القاهرة والجيزة تحت إشراف السادة المحافظين شخصيا بعملية نظافة شاملة تظهر نتيجتها خلال 72 ساعة بالإمكانيات الذاتية لكل محافظة ، على أن يقوم مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار برصد التقدم فى عملية نظافة وتطهير الشوارع والمحاور الرئيسية ورفع تقرير بذلك لرئيس الوزراء.. خبر كوميدى يستدر الضحك والبكاء على ماصرنا إليه .. رئيس الوزراء يحاول أن يجد عملا للمركز الذى نبهنا مرارا وبالمستندات التى نقلتها عن "الوفد" أكثر من صحيفة إلى مظاهر الفساد به والذى كان ذراعا "للحزب اللاوطنى" فى تضليل الرأى العام والتمهيد للتوريث وتلميع حكومات عهد مبارك، والذى يعمل به مايقرب من 600 موظف نصفهم عمالة مؤقتة اشتكوا لطوب الأرض يطلبون التثبيت لاسيما وأنهم من يقوم بالعمل الحقيقى بالمركز بينما يعيش على جهدهم باقى قوة العمل من استشاريين بالعشرات تتراوح رواتبهم مابين 15-30 ألف جنيه لكل واحد شهريا، وباقى الموظفين من المحظوظين أبناء المسئولين الذين عينهم رئيس المركز السابق بمرتبات مجزية ومزايا لايحلمون بها ترضية لذويهم وإبقاء على منصبه الذى تسلل من خلاله إلى تقلد منصب وزارى خرج منه بعد أن اقتنع رئيس الحكومة بأنه كان قياديا فى حزب الفساد الذى سقط .. وبدلا من إعادة هيكلة المركز لكى يستغنى عن أصحاب الدخول المنتفخة ممن يجلسون بلا عمل ويستوعب العمالة الفنية الحقيقية المنتجة أصبح متابعة رفع القمامة ضمن اختصاصات المركز.

لم يقل لنا رئيس الوزراء كيف سيمارس المركز دوره المكلف به .. هل المقصود إنتاج إحصاءات تافهة "مضروبة" مثلما كان يفعل فى الماضى تجميلا لوجه النظام تقول أن كل شوارع القاهرة والجيزة نظيفة "وزى الفل" ومغسولة بالشامبو، وأن شكاوى الناس المفترية من أهل المحروسة بتحويل شوارع القاهرة الكبرى إلى مقلب كبير للزبالة مبالغ فيها؟ أم أنه سيقوم بوزن الزبالة المرفوعة ومطابقتها بالفعلى حتى لايحدث تلاعب أو خداع فى حجم العمل باعتبار أن المركز مدرب على مثل هذا الألاعيب بحكم معايشته للنظام الفاسد السابق؟ وهل سيقوم أخصائيو المركز بتتبع عربات رفع القمامة إلى المقالب والتأكد من التخلص منها بطريقة آمنة تقلل من التلوث البيئى الذى فاق كل تصور وأحاط بعاصمة مصر يوزع الأمراض ويرفع فاتورة العلاج ومعها عدد الضحايا والأموات ؟ هل هناك نيه لتغيير إسم المركز إلى "مركز معلومات زبالة مصر" وإذا كانت الإمكانات الذاتية لمحافظتى القاهرة والجيزة تكفيان لرفع أطنان الزبالة من الشوارع فلماذا الملايين التى تصرف على شركات النظافة الأجنبية التى تلحق فقراء المصريين للعمل بها وتحولهم رسميا إلى متسولين بزى ومقشة يقفون على النواصى وتلتقط لهم الصور بجوار أكوام الزبالة التى يبتزون بها الناس حتى يدفعوا لهم إذا أرادوا أن يزيلوها؟

ياسيادة رئيس الوزراء .. طالبتك فى مقال سابق أن تدخل من الباب الفاصل بين مكتبك وبين مركز المعلومات التابع للمجلس الذى ترأسه لكى تكتشف بنفسك حجم الفساد وصدق كل كلمة قلناها، وحذرت حين وقع اختيارك لرئيس المركز السابق وزيرا فى حكومتك إلى أن قررت تحت ضغط مطالب الثوار أن تستغنى عنه مع من خرجوا فى التعديل الوزارى الأخير من أتباع وذيول النظام السابق واستبداله برئيس جديد للمركز كل همه أن يحافظ على وظيفته ويسلم رقبته لنفس المجموعة التى أحاطت برئيس المركز السابق بل ويمنحهم الترقيات لكى يستمروا فى أداء نفس الأدوار التى كانوا يقومون بها من قبل .. واليوم أقول لك : لو أنك – بدلا من هذا البيان الهزيل الذى ظهر على صفحتكم – ارسلت نداء لثوار 25 يناير لتنظيف بلدهم لتدافع المتطوعون منهم لاليراقبوا رفع القمامة فحسب وإنما ليقضوا عليها ويزيلونها من الشوارع بأنفسهم لأنهم لايقبلون أبدا على مصر التى ضحوا بدمائهم من أجلها ولم يتركوا ورقة على أرض ميدان التحرير عقب كل مليونية تشوه الميدان أو الشوارع المحيطة به .. ولعلك لازلت تذكر صورة الثائر المصرى القعيد وهو يشترك على كرسى متحرك فى تنظيف ميدان التحرير.

أرجو ألا تراهن ياسيدى على أن الناس فى مصر ينسون بعد حين ، وأن مطالبهم بتطهير مؤسسات الدولة من الفاسدين والمفسدين ممن أكلوا حتى التخمة على موائد الفساد لعقود طويلة قد وهنت وضعفت فلايزال ذلك مطلبا شعبيا ضمن مطالب الثورة التى تعجز حكومتك عن تلبيتها بالسرعة والأولويات التى تفرضها الظروف.. فساد المحليات ياسيدى يتجاوز بكثير تحويل مصر إلى مزبلة كبيرة ، وأدعوك لزيارة حى مثل المعادى تحولت شوارعه إلى "مدقات" بعد أن هجم تتار المحليات ومقاولوهم قبل رمضان على كل الشوارع الرئيسية يحفرونها ويحولونها إلى أكوام من التراب والحجارة دون إبداء الأسباب ، ويرصعون جدران المبانى بأكوام الزبالة ومخلفات الحفر بما فى ذلك مستشفى القوات المسلحة نفسه .. كلما احتاج المقاولون ومن يشرفون عليهم إلى قرشين شرعوا فى هدم مابنوه وسفلته ماتم سفلتته وتعلية الأرصفة بأرتال من البلاط ترص إلى جانب بعضها البعض دون تثبيت لزوم إعادة الرصف.. من يطهر الشوارع لابد وأن يكون طاهرا .. مش كده وإلا إيه؟!

البيضة والفرخة .. ولعبة السياسة


فى بعض الأحزاب فئة يمكن أن نطلق عليها "مسجلون خطر أحزاب" ، وهم مجموعة من محترفى النصب السياسى يجيدون رسم الخطط التى تضمن لهم السيطرة على الحزب والإستئثار بالقرب من صانع القرار والحرص على أن الإحاطة به وتطويقه بسياج عازل يمنع عنه أى كفاءة مخلصة أو خبرة متميزة يحتاجها الحزب حتى لاتهدد وجودهم وتتيح فرصة المقارنة بينهم وبين تلك الكفاءات فيختفى نفوذهم وتضعف سطوتهم وتتعطل مصالحهم الخاصة التى انضموا للحزب لتحقيقها دون أى اعتبار لمصلحة الحزب ومبادئه وثوابته وأخلاقه .. يطلقون على هؤلاء فى الخارج Street Smarts أى بلطجية النواصى وهم يتمتعون بذكاء النصابين وخفة يد النشالين وانتهازية رموز الحزب الوطنى المنحل، وتلك إشكالية تهدد كيان الأحزاب التى ينضم إليها هؤلاء على المدى الطويل نتيجة لتراكمات من المشاكل والصراعات والألعاب القذرة التى تشغل قيادات الأحزاب عن الأهداف الإستراتيجية التى يبنون عليها سمعة الحزب وخلق قبول له لدى الجماهير..تجد الأحزاب التى تبتلى بمثل هؤلاء نفسها نهبا لاستنفاذ طاقاتها وكوادرها داخل دائرة جهنمية يدورن بداخلها تبدأ من نقطة وتنتهى عندها فى جو تآمرى لايشجع على التفكير الإيجابى والمبادرة ويجهض أى مشروع يبتغى صالح الحزب مالم يكن لهم فيه نصيب .. أدواتهم فى السيطرة على الأحزاب عيون فى كل مكان وتجسس على مايدور، وكتائب استطلاع تراقب أى محاولات لاختراق الشرنقة التى يحبسون فيها قيادة الحزب، والدس والوقيعة بين تلك القيادات وبين الكوادر التى تندفع بإخلاص لخدمة الحزب وتقوية دعائمه وستر عوراته.

بهذا تجد الأحزاب نفسها رهائن تحتاج إلى من يحررها من هؤلاء حتى لو بدفع فدية منصب أو جاه أو سلطان أو كسب مادى أو معنوى بغض النظر عن القيمة المضافة لتأثير الحزب فى الشارع وسمعته وإسمه.. المهم أن يستمر العرض وإعطاء انطباع بالحركة والنشاط بأسماء براقة ولافتات خادعة دون محتوى ولا عائد حقيقى .. والعصابات المنظمة التى تدربت فى معسكرات "الحزب اللاوطنى" الذى إنهار سريعا تحت وقع ضربات الأطهار المخلصين من أبناء هذا الوطن الغير طامعين فى مغانم شخصية العازفين عن التكالب المسعور على متاع الدنيا وصلوا بنا مانحن فيه الآن .. 9 ملايين فتاه بدون زواج، ونصف أطفال مصر مطابون بالأنيما وسوء التغذية، ومثلهم بالتقزم وربعهم قصار القامة، فضلا عن 8 ملايين مواطن مصرى مصابون بأمراض مزمنة مختلفة .. تلك العصابات التى اختطفت مصر كلها بمؤسساتها وأحزابها جعلت مصر تحتل المركز 57 من بين 60 دولة فى تقرير الؤس العالمى على مؤشر بلومبرج، وأصبح 40% من سكان مصر يعيشون تحت خط الفقر، ومثلهم على خط الفقر، وانتشرت العشوائيات حتى بلغ عددها 1109 منطقة فى دولة القانون كما كان نصابو الحزب يروجون، وبلغ عدد من لايجدون سقف ينامون تحته 12 مليون مصرى، ونسبة البطالة أكثر من 22%.. هل يهتم خريجى مدرسة حزب الفساد أن يكون فى مصر أحزاب وطنية قوية ذات رسالة ورؤية تحققان العدالة الإجتماعية والديموقراطية وحقوق المواطنة وقد اعتادوا أن يعيشوا كالخفافيش فى الظلام يمتصون دماء الناس بلا تفرقة أو تمييز؟

كتائب "المسجلين خطر أحزاب" يساندها خارج الأحزاب قيادات لازالت تقبع فى كل مؤسسات الدولة، تختبئ وتتوارى عن الأنظار إلى حين ترتب أوراقها وتتخلص من أدلة إدانتها بالفساد والتربح وتبديد المال العام، وتغرف بغير حساب من أموال المعونات الأجنبية التى لازالت تنهال على تلك المؤسسات – وبعضها للأسف تابع لمجلس وزراء مصر – بمسميات براقة ولافتات بلا مضمون ولا معنى حتى لايكتشف أحد الغاية من وراء ضخ تلك الأموال .. واحد من تلك المؤسسات نظم حملة إعلامية مرئية ومسموعة ومنشورة تطلب من المواطنين أن يشاركوا فى صياغة "العقد الإجتماعى" ولاأدرى أى عقد اجتماعى يتحدثون عنه ولم تتفق القوى الوطنية والإئتلافات حتى الآن على المبادئ التى سوف تجرى عليها الإنتخابات .. لم يقل لنا أحد كيف سيشترك الناس فى صياغة هذا العقد، وهل يفهم الأميون فى مصر الذين يبلغون نصف السكان تقريبا معنى ذلك ؟ هل الناس بحاجة إلى عقد اجتماعى أم إلى عقد عمل يعينهم على الحياة الكريمة ويرفع عن كاهل أسر الشباب هما ثقيلا وعبئا تنوء بحمله الجبال؟ ومثلما تتحالف الأحزاب بعد طول انتظار لكى يشتد عودها وتتعاظم قوتها ، فإن عناصر الثورة المضادة التى تسللت إليها تتشح بأثواب الطهر والعفاف والنقاء الثورى تتآمر على حقن تلك الأحزاب بفيروسات ضعف المناعة السياسية ، وتعطل أى قرار يمكن أن يقوى أجهزتها المناعية لكى تظل نمورا من ورق تحدث ضجيجا وتزأر فى الهواء دون مخالب أو أنياب تظهر شراستها فى الحق وفى التمسك بحقوق الناس والدفاع عن مطالبهم المشروعة وتبنى قضاياهم وتعظيم قدراتهم على التغيير .. فى مصر هيئة قومية لمحو الأمية أنشئت منذ عشرات السنين وصرف عليها مئات الملايين دون أن تتحرك نسبة الأمية إلى أى مستوى محترم يمكن اعتباره إنجازا ولم يحاسب أحد، وفى مصر هيئة قومية لضمان جودة التعليم صرف عليها هى الأخرى أكثر من مليارى جنيه حتى الآن ولم يتم اعتماد سوى أعداد بائسة من المدارس والجامعات ولم يحاسب أحد ..هل تطهر الأحزاب نفسها أولا قبل أن تخوض معركة الإنتخابات، أم تدخل الإنتخابات بخطاياها ومفسديها ثم تطهر نفسها بعد ذلك بقوة الطرد المركزى؟ تلك هى لعبة البيضة والفرخة ..!

Wednesday, August 24, 2011

السيرك السياسى

فى عهد مبارك عشنا سيركا سياسيا من نوع فريد، فالسيرك المعتاد تتنوع فقراته ومن بينها فقرة المهرج الذى يظهر فى ملابس واسعة ويطلى وجهه بالمساحيق ويقوم بحركات ضاحكة نابعة من مواقف ساذجة تسبب له المشاكل التى يحاول حلها فيزيدها تعقيدا .. أما سيرك النظام السابق فلم يكن يقدم غير فقرة واحدة على امتداد السنوات الطوال التى حكم فيها مصر وحولها إلى ساحة مولد كبيرة يتزاحم الناس فيها على رؤية مايعرضه عليهم أرجوزات النظام الذين تتغير مواقعهم ولكن الفقرة التى يقدمونها واحدة لاتتغير. وذهب عهد مبارك وظننا أن السيرك السياسى قد ولى إلى غير رجعة لكى يحل محله عمل سياسى جاد تقوم به قوى سياسية واعية لها قضية تؤمن بها وأهداف عليا تسعى لتحقيقها لمصلحة الوطن حتى لو كان ذلك على حساب مصالح أيديولوجية أو شخصية قد تتعارض وتتداخل وتتصارع مع الهدف الأسمى من العمل السياسى .


صاحب السيرك فى عهد مبارك كان معروفا ، وكان من مصلحته أن يضم تحت جناحه كيانات أصغر تقنع بدور المهرجين يلهون الناس عن مطالبهم المشروعة فى حكم رشيد ومشاركة فى الحكم وديموقراطية حقة وليست مجرد واجهة لتجميل وجه النظام تخفى وراءها مسالخ ومعتقلات وسجون يزج فيها بكل من يجرؤ على المعارضة الحقيقية أو يعلو صوته على صوت الحزب الأوحد أو يلمع فى الشارع بما يهدد خطط التوريث وإعداد ولى عهد الأسرة الحاكمة لتولى الحكم خلفا للإمبراطور والتى كانت الشغل الشاغل لكل أجهزة الدولة .. المشكلة أن السيرك الأم حين أغلقت ثورة 25 يناير أبوابه لايزال له فروع منتشرة فى كل مكان بأسماء مستعارة يسمونها أحزابا وأحيانا تحالفات أو إئتلافات وتنتشر فى كل محافظات مصر بفرق مؤهلة من محترفى التهريج السياسى يروجون لبرامج متنوعة ومختلفة عما كان يقدمه "السيرك الوطنى" ويطمعون فى أن ينجذب إليهم البسطاء وحسنى النية من الناس الذين تداعب أحلامهم البيانات العنترية التى تصدر بمعدل بيان كل ساعة وتلهفهم على مشاهدة "شجيع السيما" وهو يقهر عشرات الأعداء فى حركات بهلوانية تنافس حركات "جاكى شان" فى السينما الأمريكية.

الأحزاب التى أقصدها هى التى يتنقل فيها "مطاريد" الحزب الوطنى من "جوعى" السلطة الذين يأكلون على كل الموائد لاولاء لهم إلا لمصالحهم يتهافتون على المناصب ليس بغرض الخدمة والصالح العام ولكن لزوم الوجاهة الإجتماعية ، يجيدون تدليك الذات ويحيطون بصاحب القرار يسمعونه مايحب ويوغروا صدره على كل صاحب كفاءة لأنه يمثل تهديدا لهم ويتحالفون معا فى كيان طحلبى متسلق يمنع عنه الشمس والهواء وينتهى به وبهم إلى قرارات طائشة غير مدروسة تطيح بهم معا بعد حين لتبدأ الدورة من جديد .. رؤساء الأحزاب الذين يقعون فى حبائل هؤلاء يخطئون الحساب ويظنون أنهم بكثرة عددهم تزداد "العزوة" التى تحيط بهم ومن ثم يزداد رصيدهم لدى الشارع بينما هم فى واقع الأمر مجرد أصفار على الشمال عديمة القيمة لايمثل مجموعها واحد صحيح .. مجرد حاملى شنط وكتبة أو "كدابين زفة" كان الأتراك يسمونهم "المهمندار" وهم من يسبق الوالى يعلن قدومه ويوسع له الطريق، وهم أناس لايملكون أى رؤية أو فكر، مصابون بمرض "نقص المناعة السياسية" الذى قضى على نظام مبارك وحزبه الأوحد الهش وأطاح بسدنته خلال أيام وانتشرت جحافلهم بمسميات مختلفة وأقنعة تخفى وجوها كريهة فى كل الأحزاب والكيانات الموجودة على الساحة الآن يبحثون عن دور ويخربون الحياة السياسية ينقلون فيروس المرض من خلال علاقات سياسية غير مشروعة ويعرضون صحة الوطن ومصالحه وأمنه لمخاطر جسيمة .. لقد حول نظام مبارك مصر كلها إلى "مشحتة" كبيرة بما فى ذلك المناصب السياسية وخلق طبقة من السياسيين يسمونهم فى الخارج "المتشردون" Carpet Baggers وهؤلاء هم مستحقى الصدقة السياسية ممن تمتلئ بهم كثير من الأحزاب الموجودة على الساحة الآن.

لاسبيل لتطهير الأحزاب من هؤلاء إلا بأن تتحول الأحزاب الكبرى فى مصر بشكل جاد وليس كلاما إلى أحزاب مؤسسية تعتمد على الإدارة الرشيدة وليس مجرد العمل التلقائى وردود الأفعال والقرارات الوقتية غير المدروسة .. إدارة الفرد ليس من العمل المؤسسى فى شيئ، والعمل المؤسسى لايعنى كثرة اللجان ولا التنظيمات ولا المكاتب المنتشرة فى طول البلاد وعرضها وإنما بتفعيل كل ذلك فى عمل منظم يدر عائدا مجتمعيا يسهم فى تنمية مصر ، ويستغل قدرات الكوادر المؤهلة صاحبة الرصيد الغنى من الخبرات القادرة على العطاء الوفية لوطن يستحقهم واستبعاد جحافل المرتزقة من تلك الأحزاب.. وأتساءل: إذا لم تكن الأحزاب فى مصر قد قامت من أجل عبد العاطى صائد الدبابات ومحمد العباسى الذى رفع العلم على خط بارليف بعد أن داسته أقدام جنود مصر وأحمد الشحات الذى لم يفكر لحظة فى تسلق واحد وعشرين طابقا لكى ينزل العلم الإسرائيلى ويعود به إلى الثوار لكى يحرقوه ويضع علم مصر بدلا منه .. أقول إذا لم تكن الأحزاب قد قامت لكى تستوعب أحلام هؤلاء ومطالبهم المشروعة فلماذا هى موجودة أصلا؟ إسألوا أيا من هؤلاء الأبطال البسطاء من أبناء مصر أى الأحزاب يحبون أن ينضموا إليه لو عرض عليهم ذلك وسوف يكون ردهم جميعا قاطعا: " ولا حزب " وفى ذلك أبلغ دليل على حجم وقيمة الأحزاب القائمة المنشغلة بالصراعات والتكالب على المناصب وطبول الدعاية التى أصبحت تمثل تلوثا سمعيا يحتاج أن يتوقف فورا.

صندوق الدنيا وفساد الأحزاب

لاشك أن أبناء جيلى لازالوا يذكرون كيف كنا نحن صغارا نقطع المسافات الطويلة سيرا على الأقدام خلف رجل يحمل على ظهره صندوقا خشبيا ودكة صغيرة لندفع له جزءا من مصروفنا اليوم فنجلس منفردين أو مجتمعين على الدكة التى يحملها وننظر من خلال فتحة فى الصندوق بعد أن يغطى رؤوسنا بملاءة متصلة نحدق بانبهار فى الصور المتتالية داخل الصندوق والتى يحركها الرجل يدويا بينما يحكى لنا قصص البطولات الخارقة لأبو زيد الهلالى وعنترة إبن شداد والزناتى خليفة وكيف أن كل واحد من هؤلاء كان يطيح بألف رجل فى كل ضربة سيف ، ويحارب قبيلة بأكملها لكى ينقذ حبيبته التى اختطفها الأعداء ويعلو زئيره جلجلا فيفرون هاربين من أمامه كالفئران .. قصة "رامبو" العربى التى طورتها السينما الأمريكية فى سلسلة من الأفلام تمجد الإنسان الغربى وتذكر العرب دوما ببؤسهم وضعفهم وهوانهم على أنفسه أولا ثم على باقى الناس فى كل بقاع الأرض، وكانت تلك هى البداية لممارسة بعضنا للرياضات العنيفة مثل الملاكمة والمصارعة حتى نرتقى فى سلم الرجال ونزداد طولا ولو بشبر واحد.. وحين شببنا عن الطوق وبدأنا نقرأ الصحف المحترمة التى كانت تصدر فى هذا الزمن الجميل أكتشفنا عالما آخر يضم أبطالا من نوع آخر لايقلون أهمية عن أبطال صندوق الدنيا فى السياسة والقانون والإقتصاد والتنمية الإجتماعية والتنظيمات النقابية يزلزلون العروش ويحاسبون الحكام ويدافعون عن الدستور بل ويسقطون النظم المستبدة.


لذلك أعتقد أن الأحزاب السياسية فى أى بلد – وبالذات فى مصر - كانت ولاتزال "دنيا" لاتحتاج إلى صندوق أو إلى "غجرى" يتولى عملية السرد المشوق لما يجرى بعد أن صار مايدور بداخلها مشاعا يعرفه القاصى والدانى وينتشر إلكترونيا فى ثوانى من خلال جماعات التواصل الإجتماعى، وإن كان بعضها لايزال يعتقد أن إخفاء رأسه فى الرمال تجعله غير مرئى على غرار "طاقية الإخفاء" التى كان يرتديها البطل فى فيلم يحمل نفس الإسم كنا نتابعه ونتمنى أن نجد تلك الطاقية بأى ثمن لكى نفعل مانريد بعيدا عن أعين الأهل والناس بعيدا عن الحرج أو التأنيب الذى كان ينالنا منه الشيئ الكثير، وأحيانا "عمال على بطال" فقد كان سوء الظن بنا مقدما فى كثير من الأحيان على حسن الظن .. مسرح كبير توزع فيه أدوار البطولة والأدوار الثانوية طبقا لحجم ووزن كل حزب ، والصالة تتسع لكل من يريد أن يرصد أحداث الدراما الإنسانية والسياسية التى تدور أمامه فى تتابع ينافس الأساطير الإغريقية فى عمقها ومآسيها .. أحيانا يكون هناك مخرج واحد يحتكر المسرح السياسى ويجيز ويمنع أى عرض يعرف أنه لن يرضى سيده فيتدخل لتعديل السيناريو ويعيد توزيع الأدوار لكى تخرج المسرحية بالشكل المطلوب الذى يخدم الشعارات المطروحة والتى تمجد النظام وتتغنى وتتفاخر بإنجازاته مثلما كان يفعل صفوت الشريف ، وأحيانا تفرض ضخامة الإنتاج إمكانات مخرج واحد فيتصدى لإتمام العمل أكثر من مخرج يحاولون العمل معا كفريق متجانس على الرغم من أنهم جاءوا من مدارس فنية مختلفة ولذلك يخرج العمل تجريديا يذكرنا بمسرحيات العبث التى لاتشترط وجود قصة ولا حبكة ولا تسلسل فى الأحداث وإنما مجرد حركة توهم المشاهد أن شيئا ما يحدث، وهذا مانشاهده على الساحة السياسية الآن.

الفساد السياسى فى رأيى بدأ بإفساد الأحزاب فى مصر وتحويلها لساحات للصراع - الذى انقلب داميا فى بعض الأحيان – بين أعضاء الحزب الواحد ، وبين الأحزاب بعضها البعض .. صفقات ووعود وتقسيم للكراسى على قدر الدور والحجم والوزن وقوة التأثير فى الشارع وصنع لزعامات توزع عليها "ماسكات" يضعونها على وجوهم فيبدون أضحم بكثير من حجمهم، ثم يأتى بعد ذلك سلاح المال فيحدث التزاوج بينه وبين السلطة .. عمليات تجميل "وتكبير" لتضاريس الجسم الحزبى فى مصر حتى يبدو مؤسسيا ديموقراطيا ليبراليا ذو آليات فى عملية اتخاذ القرار على غير الواقع فيكتمل بذلك ديكور الديموقراطية التى كان نظام حكم مبارك يتغنى بها ويروج لإسم مضحك أطلقه على نفسه وتبنته صحف النظام ظنا منها أن تكرار استخدامه سوف يقنع الناس فى مصر المحروسة أنهم يعيشون بحق "أزهى عصور الديموقراطية" .. إشتركت بعض الأحزاب ولا شك فى جريمة إفساد الحياة السياسية فى مصر، وبعضها لايزال يلعب نفس الدور الذى لايجيد غيره حتى أصبح لايحتاج إلى "ملقن" يسعفه إن نسى الكلام أو شكل الحركة على المسرح ، وكثرت الإئتلافات والتكتلات والحركات والفصائل بأسماء مختلفة تخفف بنزقها ورعونتها تركيز العمل السياسى فى مصر، وانتشر فلول الحزب الوطنى يحملون اللافتات الجديدة بأسماء تلك الأحزاب أو يتسللون إلى أحزاب قائمة يشترونها بأموالهم ويحتلون أماكن القيادة فيها لو استطاعوا .. لكل ذلك أقول أن تطهير الحياة السياسية فى مصر يبدأ بتطهير الأحزاب لنفسها أولا، وتصفية الفلول الذين نجحوا أو يسعون لتوجيه دفتها إلى موانى الوصول التى يريدون وينقلون ولاءهم بين الأحزاب والإئتلافات التى أصبحت تفوق الحصر بالبساطة التى ينتقلون بها بعض "الفكة" التى يحملونها من جيب لآخر.. وحتى يحدث ذلك التطهير الذاتى للأحزاب لابد أن نتوقف عن الكلام عن ديموقراطية حقيقية وحكم مدنى وانتخابات نزيهة ودستور يليق بمصر الحديثة.

الثوار والفلول : مشاهد ولقطات

حين اندلعت شرارة الثورة كنت لازلت بمنزلى استعد للخروج إلى عملى، وإذا بى اسمع صوتا يتعالى كهدير الموج يأتى من بعيد ثم يقترب تدريجيا بهتافات مدوية تنادى بسقوط نظام مبارك .. حين أصبحت المظاهرة على بعد خطوات من منزلى كانت زوجتى بالشرفة المطلة على الشارع تبكى وتدعو للثوار بالنصر وبجانبها ابنتى التى كانت تفعل نفس النشيئ ولكنها بحاستها الصحفية صارت تلتقط صورا نادرة وتسجل مايحدث بالشارع من تلاحم وتوحد يتحولان إلى قوة جبارة تزيح أمامها أعتى النظم وأكثرها شراسة وجبروت وتشبثا بالسلطة وتفننا فى مظاهر الفساد والظلم والقهر لشعب لم يفهمه لا الحاكم ولا خدامه من "فلول" النظام .. أما أنا فوجدت نفسى أجرى على السلم دون انتظار للمصعد لكى أنضم للثوار فى مسيرتهم متوجها إلى التحرير أهتف حين يهتفون وأغنى حين يغنون .. عاد إلى شبابى وشحنت بطاقة هائلة مستمدة من طاقة الشباب حولى، طاقة تتجاوز طرق القياس التقليدية المعروفة تضيئ القلوب والنفوس بإشعاعات تملأ الفراغ الكونى كله بين السماء والأرض ، وخلال المسافة ما بين بيتى فى المعادى حتى ميدان التحرير عشت دراما إنسانية رهيبة لايمكن أن يصل إلى الإبداع فى صياغتها بأمهر كتاب السيناريو فى العالم إلى مستوى حركتها وتفاعلها وأحداثها .. أختار بعض المشاهد التى تعبر أبلغ تعبير عن المعدن الأصيل النادر للشعب الذى لم تفهمه عصابات عصر مبارك الذين كانوا يحكمون فى عالم خيالى من صنعهم داخل قصور وفلل وضياع وإقطاعيات داخل أسوار عالية تحجب صاحب الأرض وتحول بينه وبين وصول صوته إلى المغتصب الذى لايريد أن يسمع أو يرى إلا مايحب.. أفعل ذلك بغرض إبراز المفارقة الساخرة لمشاهد من محاكمة رأس النظام ورموزه رسمتها ريشة التاريخ بمهارة فائقة لكل من يريد أن يتعظ ويتعلم كيف تحكم الشعوب.


المفارقة الأولى أن النظام اعتمد فى محاولة كسر شوكة الشعب "وتدجينه" وترويضه على قبول الظلم بخلق دائرة جهنمية بحجم مصر كلها يتقاتل الناس فيها على لقمة العيش ويسعون بلا كلل لتوفيرها لهم ولمن يعولون ويقنعون بحد الكفاف منها فلا يعود لديهم وقت لكى يصبحوا تهديدا يهز عروش النظام وسدنته .. كانوا يعتقدون أن الناس يمكن أن تضحى بأى شيئ فى سبيل لقمة العيش فإذا بى أرى نفس هؤلاء الناس من أصحاب محال البقالة التى مررنا بها فى طريقنا إلى التحرير يلقون إلينا بزجاجات المياه المعبأة وقطع الحلوى والمأكولات المغلفة وهم يهتفون ويصفقون تعبيرا عن مساندتهم ومؤزارتهم للثورة وشحنا لهمم الثوار فى أول استفتاء شعبى لحظى فى التاريخ.. مطالب الثوار إذن تتجاوز الجرى بلا توقف وراء لقمة العيش وتسمو عليها، بل إن عجوزا تبيع الفاكهة على عربة يساعدها ابنها أخذت تزغرد بينما إبنها يلقى إلى بحباب اليوسفى تعبيرا عن فرحه ومشاركته للثوار .. هؤلاء أناس بسطاء ضحوا بلقمة العيش وتحرروا من الخوف من عدم توافرها وأصبحوا ثوارا تعنيهم مصر وليس حياتهم الخاصة .. فى المقابل – ومهما قيل عن المعاملات الخاصة لرأس النظام وذيوله – لم يعد لهؤلاء من أمل سوى "العيش" والإفلات من العقاب والإستعداد للرضى بأقل القليل لو نجح "بهلوانات" القوانين بدلا من "ترزية أو إسكافية" القوانين الذين كانوا يعتمدون عليهم فى إنفاذ مشيئتهم خلف واجهة قانونية يحتمون بها فى تخفيف الحكم عليهم أو تبرأتهم من بعض التهم الموجه إليهم.

المفارقة الثانية كانت حين مررنا بقسم بوليس نهتف "سلمية .. سلمية" فإذا بالضباط والجنود يصطفون أمام القسم يصفقون لنا ويشيرون بأصابعهم بعلامة النصر وقد علت وجوههم ابتسامات حقيقية نابعة من القلب .. نفس الضباط والجنود الذين كانوا "بالأمر" يستخدمون أدوات قمع وإرهاب وتخويف لنفس المواطنين الذين يصفقون لهم اليوم، وهم أنفسهم كذلك من يضعون القيود الحديدية فى يد الظالم فى رحلات متكررة للتحقيق معهم داخل سيارات الشرطة التى كانت تستخدم "لتعبئة" كل من يتجرأ على رفع صوته فى وجه النظام وشحنه إلى مصيره المجهول فى سجون ومعتقلات النظام التى كانت محجوزة فقط للشعب إلى أن تبدل الحال وأصبح الظلمة يزاحمون الشعب فى سجونه .. لايهم الآن إذا كانت زنازين السادة مكيفة أو أكثر اتساعا، أو أن بعض أصحاب الأيادى والذمم المرتعشة لايزالون يعاملونهم بتوقير واحترام لايستحقونه أو يخافون من وضع القيود الحديدة فى أيديهم عند نقلهم للمحاكمة .. المهم أن السجان قد أصبح سجينا خلف القضبان يحميه المسجون الذى ذاق مرارة الظلم لثلاثة عقود ومع ذلك يوفر لسجانه معاملة أفضل ومحاكمة عادلة.. أما القفص فكان قمة الدراما حيث يرقد رأس النظام الذى قدم صحفيا للمحاكمة وكاد يحبسه حين تجرأ وتحدث عن صحته لولا قضاء مصر الشامخ .. رأس النظام الآن "يتاجر" بتدهور صحته – ربما بنصيحة ممن ينالهم جزء من الغنائم – لكى يفلت من العقاب، وسبحان مغير الأحوال.

Friday, August 19, 2011

Avoid Negotiation Traps

Whether you’re trying to put together a joint venture with another company or trying to get a better job offer out of another firm, staying out of these traps will help you get the best deal.


1-Poor planning. Before you go into a negotiation, set your priorities. At what point are you willing to walk away from the bargaining table? If you fail to reach an agreement, what’s your backup plan? Also, is this the only session you’ll have to work things out, or is it just the first step in a longer negotiation? Then try on the other person’s shoes: What are their preferences, timeline, and alternatives? Once you sit down to negotiate, ask a few questions to make sure you do indeed understand their priorities and point of view.

2-Looking at the negotiation as a zero-sum game, or, as Neale puts it, “thinking the pie is fixed.” Neale says that in many negotiations, people fail to realize that both sides want the same thing. An employee who gets promoted may also want to be transferred to San Francisco. But once he or she gets the promotion, they may suggest or accept a transfer to Atlanta, thinking they can’t get everything. But what if the boss really does want them to go to San Francisco? Yes, this sounds unlikely. But Neale says her research shows that in 20 to 35 percent of negotiations, people actually fail to find common ground that already exists, and miss opportunities to get what both sides want.

3-Improper framing. Neale uses the example of negotiating a new deal with a subcontractor to illustrate this one. You may currently be paying the subcontractor $10 an hour, but you know competitors are paying $12. You’re willing to go to $11 an hour, but not $12. You want to pitch this to the subcontractor by emphasizing that you’re raising your rate. Then, point out all the non-monetary ways your contract is better than the one offered by your competitors. The worst approach would be to say, “Well, we know those guys across the street pay $12 an hour, but we can only afford $11.”

4-Ignoring cultural differences. Neale says the developers of a U.S.-based theme park, trying to get approval to build a similar park in Europe, took the European officials on a junket to the existing U.S. park. The European officials were horrified. The commercialism of the park was not something they wanted for their quaint countryside. If the Americans had had someone on the ground in Europe, they might have been able to come up with a proposal for a theme park that would incorporate the U.S. park’s strengths without causing a culture clash.

5-Fixating on anchors. Essentially, this is the inability to call a do-over. If the other person makes an offer that you really can’t consider or use as a starting point, Neale suggests telling them to get back to you when they’re ready to make a ‘reasonable’ offer. That second offer then becomes the starting point for negotiations. The fact that the other party has come up in price to get to a ‘reasonable’ point is irrelevant-you start negotiating from the reasonable offer, not the unreasonable one.

6-Caving in too quickly. “Never give anyone their first offer; it makes them crazy,” says Neale. That’s because they naturally wonder if they should have asked for more, and wonder if they did a bad job negotiating. So whatever that first offer is, at least ask for a concession. The other person may refuse, but believe it or not, they’ll feel better about the deal in the end.

7-If the negotiation goes well for you, don’t gloat! It’s a small world, and it just takes one job-hop for your opponent to become your partner next time around.

How To Become A Good Boss

There’s all sorts of rhetoric about what good bosses should and shouldn’t do these days. I guess that’s a good thing. Unfortunately, most of it’s pretty basic, generic fluff that sort of blends together after a while.
Even worse, a lot of it’s, well, utopian. It panders to what employees want to hear instead of giving truly practical and insightful advice on what makes a manager effective in the real world where business is everything and everything’s on the line.
This list is different. It’s different because, to derive it, I went back in time to the best characteristics of the best CEOs (primarily) I’ve worked for and with over the past 40 years. It’s based entirely on my own experience with executives who made a real difference at extraordinary companies.
Some were big, some were small, but all were successful in their respective markets, primarily because of the attributes of these CEOs. Each anecdote taught me a critical lesson that advanced my career and helped me to be a better leader. Hope you get as much out of reading it as I did living it.

10 Things Great Managers Do


1-Maintain your cool and sense of humor, especially during a crisis. When our biggest customer - and I mean big - thought I leaked a front-page story to the press, I offered to resign to save the relationship. My boss, a great CEO, gave me this serious look, like he was thinking about it, and said, “You’re not getting off that easy.” Then he broke out into a big smile.

2-Tell subordinates when they’re shooting themselves in the foot. Sometimes I can be pretty intimidating and I’ve had CEOs who shied away from giving it to me straight when my emotions got the better of me. Not this one guy. We’d be in a heated meeting and he’d quietly take me aside and read me the riot act. He was so genuine about it that it always opened my eyes and helped me to achieve perspective.

3-Be the boss, but behave like a peer. I’ve worked with loads of CEOs who let their egos get the better of them. They act like they’re better than everyone else, are distant and emotionally detached, or flaunt their knowledge and power. That kind of behavior diminishes leaders, makes them seem small, and keeps them from really connecting with people. They’re not always the most successful, but the most admired CEOs I know are genuinely humble.

4-Let your guard down and really be yourself outside of work. You know, teambuilding is so overrated. All you really need to do outside of work to build a cohesive team is break some bread, have some drinks, relax, let your guard down, and be a regular human being. When you get to be really confident, you can be that way all the time. That’s the mark of a great leader.

5-Stand behind and make big bets on people you believe in. One CEO would constantly challenge you and your thinking to the point of being abusive. But once he trusted and believed in you, he put his full weight behind you 100 percent to help you succeed. He’d stand up for you even when he wasn’t sure what the heck you were up to. And he’d give you new functional responsibilities - something up-and-coming execs need to grow. Okay, he wasn’t perfect, but who is?

6-Complement your subordinate’s weaknesses. I often say it’s every employee’s job to complement her boss’s weaknesses. The only reason that’s even doable is because we’ve all only got one boss. But I actually had a CEO who did that with each and every one of his staff. For example, I’m more of a big picture strategy guy and he would really hold my feat to the fire by tracking my commitments. It felt like micromanaging at first, but I eventually realized it helped me to be a more effective and strengthened the entire management team.

7-Compliment your employee’s strengths. It takes a strong, confident leader to go out on a limb and tell an employee what they’re great at. Why? I don’t know, but I suspect it’s hard for alpha males that primarily inhabit executive offices. Anyway, it’s important because we can’t always see ourselves objectively. Twenty years ago a CEO identified how effectively I cut through a boatload of BS to reach unique solutions to tough problems. Today, that’s what I do for a living.

8-Teach the toughest, most painful lessons you’ve ever learned. As a young manager at Texas Instruments, I once asked my boss’s boss for advice about a promotion I didn’t get. He told me a candid story about the hardest lesson he’d ever learned, the reason he was stuck in his job. He made himself indispensible and didn’t groom his replacement. It was painful for him to share, but it opened my eyes and made a huge difference in my career.

9-Do the right thing. Just about everyone says it, but I’ve only known one CEO who both preached and practiced it to the point where it became a big part of the company culture. You’d walk the halls and hear people say it all the time. He meant two things by it. When he said it to you, it meant he trusted you to do just that. He also meant it regardless of status quo or consequences. He had extraordinary faith in that phrase. Now I do too.

10-Do what has to be done, no matter what. It’s a rare executive who jumps on a plane at a moment’s notice to close a deal or gives an impromptu presentation when a potential investor shows up unexpectedly. It’s even more rare when he does it without asking questions or hemming and hawing about it. He just does what has to be done. That kind of drive and focus on the business is relatively common with entrepreneurs in high-tech startups - but it shouldn’t be. It’s the mark of a great manager who will find success, that’s for sure.