لن أتطرق إلى محتوى خطاب "أوباما" فقد تناوله قبلى العديد من الكتاب بين مؤيد ومعارض ومحايد، ولكنى سوف أقصر تحليلى للخطاب على علم وفن الإتصال واستغلالهما فى التأثير على الجماهير بالإستخادام الأمثل للأدوات التى تساعد على توصيل محتوى الرسالة ووضوحها والتأكد من فهمها ومن ثم تبنى الأفكار التى وردت بها. وأنا أفضل أن أقول "علم التواصل" بدلا من الإتصال للتأكيد على أننا بصدد عملية "تصنيع" لرسالة ما لابد وأن تصاغ فى شكل يجعل المتلقى يستوعب المعنى بدقة ، وأن تتحقق أهداف تلك الرسالة باستخدام وسائل التواصل المناسبة بمهارة وحرفية ، ثم يأتى دور الجاذبية الشخصية التى تطبع عملية التواصل بنمط الإتصال الذى يميز كل منا. تعالوا نتحدث عن عملية التواصل بين "أوباما" والعالم ونطبق بأمثلة من واقع الخطاب الفريد الذى ألقاه من القاهرة :
· عملية التواصل الناجحة تتطلب معرفة تامة بخلفية المتلقى وثقافته والقيم التى تحكم عقليته وتوقعاته ممن يلقى الخطاب ، ومن ثم تصاغ الرسالة لكى تخاطب هذا العقل وتؤثر فيه .. وكان التحدى الذى واجهه الرئيس الأمريكى هو تعدد ثقافات المتلقين واهتماماتهم وتوقعاتهم وارتباط تلك التوقعات " بصورة ذهنية " سلبية للدور الأمريكى فى المنطقة التى يتم التواصل معها والرغبة فى التأثير عليها لتغيير تلك الصورة .. لذلك كان لابد من الإستعانة بخبراء من المنطقة واستشاريين يفهمون جيدا تلك الأمور بما فى ذلك ثوابت الأديان الثلاثة والمشاكل السياسية المتفجرة ، وأن يشترك هؤلاء الخبراء مع فريق الكتاب الذين يتولون مهمة صياغة خطابات الرئيس .. وقد اتضح ذلك من استخدام ألفاظ لها مدلولات ثقافية إيجابية مستمدة من الأديان الثلاثة التى ارتبط نزولها بالمكان الذى سوف يلقى منه الخطاب وكذلك من ردود الفعل الإيجابية أثناء إلقاء الخطاب تصفيقا أو بعد الخطاب تحليلا .
· إختيار الوسيلة المناسبة والمكان المناسب لكى تصل الرسالة بأقصى قدر من الفعالية للمستهدفين من الخطاب والرمز الذى سوف يرتبط ذهنيا بالخطاب والمعانى التى وردت به .. كان هناك خيارات عدة ولكن الرأى استقر على أعرق جامعة فى المنطقة فيصبح المعنى هو الحيدة وعدم التحيز لعرق أو جنس أو دين لو تم اختيار مكان يعد رمزا لآى منها ، وساعد اختيار جامعة القاهرة أيضا فى الإيحاء المقصود بأن الخطاب للنخبة المثقفة وقادة الرأى واصحاب الفكر الليبرالى الحر بما يسمح للرئيس أن يقول مايريد بصراحة حتى لو اختلف فى رؤاه مع بعض منهم ، وعلى الرغم من ذلك صيغ الخطاب بلغة بسيطة سهلة وسعت دائرة المستهدفين لتشمل رجل الشارع فى مصر والعالم العربى كله وطبعا الغرب وأوروبا.
· التنوع فى أسلوب الإلقاء كان أداة حاسمة فى فعالية الرسالة وتأثيرها على المستمعين ممن حضروا الخطاب أو تابعوه فى أجهزة الإعلام المرئية ، فالرئيس يعلو صوته حين يريد أن يؤكد على تبنيه لموقف أو قضية ويخفت حين يتحدث عن الدين والسلام أو التحية وقاطع حاسم لأيصال رسالة تطمئن طرفا من الأطراف أن أمريكا لم ولن تغير موقفها .. ولنفس الأسباب نجد أن سرعة إلقاء الخطاب أيضا قد تفاوتت بين السرعة والتأنى بل والصمت لثوان أحيانا للتأكد من أن المعنى الذى يقصده قد وصل وأن رد الفعل أو التأثير أو الهدف مما قيل قد تحقق.
· يأتى بعد ذلك لغة الجسد والطريقة التى يقف بها المتحدث والألوان التى يرتديها فتوحى بالمعانى مثل لون ربطة العنق ذات اللون الأزرق والذى كان واضحا حسن تدريب واستيعاب "أوباما" لأهميتها نظرا للتدريب الجيد من كثرة الخطابات التى ألقاها منذ حملاته الإنتخابية المتعددة نائبا فى مجلس الشيوخ ثم رئيسا ، بالإضافة إلى كونه محاميا اعتاد على الإعداد الجيد لدفاعه ومواجهة المحكمة والمحلفين بدفوعاته وتوجيه انتباههم لمناطق تضمن له التأثير عليهم وعلى أحكامهم .. كان "أوباما" يتحرك بسهولة شديدة على المنبر الذى ألقى منه خطابه ، وحريصا على ألا ينظر فقط إلى الأمام مركزا على من يجلسون وسط القاعة وإنما يغطى بعينيه جانبى القاعة ولاينسى وهو يفعل ذلك النظر كل حين إلى أعلى حيث كان يجلس مجموعات من المدعوين لكى يؤكد أنه يخاطب الجميع وأنه لايخص أحدا بما يقول .
· وأخيرا يأتى دور التكنولوجيا التى اعتاد الرؤساء الأمريكيين كلهم على استغلالها لكى يظهروا كما لو كانوا يرتجلون خطاباتهم وهم فى الواقع يلتزمون بالنص المكتوب لهم التزاما تاما بعد مراجعته والتمرن عليه .. الشاشات الشفافة المثبتة أعلى كاميرات التصوير والتى لايراها سوى من يقف على المسرح تعرض الخطاب سطرا سطرا طبقا لسرعة الإلقاء وتتوقف حين يتوقف الكلام وتكون فى مستوى عين من يلقى الخطاب فلا يظهر أنه يقرأ وإنما يتحرك بصورة طبيعية مستعرضا بلاغته اللفظية وروح الفكاهة والتساؤل الذى يشرك به المستعمين فى رأى أو موضوع وكلها مكتوبة أمامه على شاشات "التلى سين".
· عملية التواصل الناجحة تتطلب معرفة تامة بخلفية المتلقى وثقافته والقيم التى تحكم عقليته وتوقعاته ممن يلقى الخطاب ، ومن ثم تصاغ الرسالة لكى تخاطب هذا العقل وتؤثر فيه .. وكان التحدى الذى واجهه الرئيس الأمريكى هو تعدد ثقافات المتلقين واهتماماتهم وتوقعاتهم وارتباط تلك التوقعات " بصورة ذهنية " سلبية للدور الأمريكى فى المنطقة التى يتم التواصل معها والرغبة فى التأثير عليها لتغيير تلك الصورة .. لذلك كان لابد من الإستعانة بخبراء من المنطقة واستشاريين يفهمون جيدا تلك الأمور بما فى ذلك ثوابت الأديان الثلاثة والمشاكل السياسية المتفجرة ، وأن يشترك هؤلاء الخبراء مع فريق الكتاب الذين يتولون مهمة صياغة خطابات الرئيس .. وقد اتضح ذلك من استخدام ألفاظ لها مدلولات ثقافية إيجابية مستمدة من الأديان الثلاثة التى ارتبط نزولها بالمكان الذى سوف يلقى منه الخطاب وكذلك من ردود الفعل الإيجابية أثناء إلقاء الخطاب تصفيقا أو بعد الخطاب تحليلا .
· إختيار الوسيلة المناسبة والمكان المناسب لكى تصل الرسالة بأقصى قدر من الفعالية للمستهدفين من الخطاب والرمز الذى سوف يرتبط ذهنيا بالخطاب والمعانى التى وردت به .. كان هناك خيارات عدة ولكن الرأى استقر على أعرق جامعة فى المنطقة فيصبح المعنى هو الحيدة وعدم التحيز لعرق أو جنس أو دين لو تم اختيار مكان يعد رمزا لآى منها ، وساعد اختيار جامعة القاهرة أيضا فى الإيحاء المقصود بأن الخطاب للنخبة المثقفة وقادة الرأى واصحاب الفكر الليبرالى الحر بما يسمح للرئيس أن يقول مايريد بصراحة حتى لو اختلف فى رؤاه مع بعض منهم ، وعلى الرغم من ذلك صيغ الخطاب بلغة بسيطة سهلة وسعت دائرة المستهدفين لتشمل رجل الشارع فى مصر والعالم العربى كله وطبعا الغرب وأوروبا.
· التنوع فى أسلوب الإلقاء كان أداة حاسمة فى فعالية الرسالة وتأثيرها على المستمعين ممن حضروا الخطاب أو تابعوه فى أجهزة الإعلام المرئية ، فالرئيس يعلو صوته حين يريد أن يؤكد على تبنيه لموقف أو قضية ويخفت حين يتحدث عن الدين والسلام أو التحية وقاطع حاسم لأيصال رسالة تطمئن طرفا من الأطراف أن أمريكا لم ولن تغير موقفها .. ولنفس الأسباب نجد أن سرعة إلقاء الخطاب أيضا قد تفاوتت بين السرعة والتأنى بل والصمت لثوان أحيانا للتأكد من أن المعنى الذى يقصده قد وصل وأن رد الفعل أو التأثير أو الهدف مما قيل قد تحقق.
· يأتى بعد ذلك لغة الجسد والطريقة التى يقف بها المتحدث والألوان التى يرتديها فتوحى بالمعانى مثل لون ربطة العنق ذات اللون الأزرق والذى كان واضحا حسن تدريب واستيعاب "أوباما" لأهميتها نظرا للتدريب الجيد من كثرة الخطابات التى ألقاها منذ حملاته الإنتخابية المتعددة نائبا فى مجلس الشيوخ ثم رئيسا ، بالإضافة إلى كونه محاميا اعتاد على الإعداد الجيد لدفاعه ومواجهة المحكمة والمحلفين بدفوعاته وتوجيه انتباههم لمناطق تضمن له التأثير عليهم وعلى أحكامهم .. كان "أوباما" يتحرك بسهولة شديدة على المنبر الذى ألقى منه خطابه ، وحريصا على ألا ينظر فقط إلى الأمام مركزا على من يجلسون وسط القاعة وإنما يغطى بعينيه جانبى القاعة ولاينسى وهو يفعل ذلك النظر كل حين إلى أعلى حيث كان يجلس مجموعات من المدعوين لكى يؤكد أنه يخاطب الجميع وأنه لايخص أحدا بما يقول .
· وأخيرا يأتى دور التكنولوجيا التى اعتاد الرؤساء الأمريكيين كلهم على استغلالها لكى يظهروا كما لو كانوا يرتجلون خطاباتهم وهم فى الواقع يلتزمون بالنص المكتوب لهم التزاما تاما بعد مراجعته والتمرن عليه .. الشاشات الشفافة المثبتة أعلى كاميرات التصوير والتى لايراها سوى من يقف على المسرح تعرض الخطاب سطرا سطرا طبقا لسرعة الإلقاء وتتوقف حين يتوقف الكلام وتكون فى مستوى عين من يلقى الخطاب فلا يظهر أنه يقرأ وإنما يتحرك بصورة طبيعية مستعرضا بلاغته اللفظية وروح الفكاهة والتساؤل الذى يشرك به المستعمين فى رأى أو موضوع وكلها مكتوبة أمامه على شاشات "التلى سين".
No comments:
Post a Comment