دخلت المحاضرة بعد الحوادث المؤسفة ، وبعد نصف ساعة من الشرح أيقنت أن الطلاب ينظرون إلى ولكنهم لايسمعون شيئا مما أقول ، ولايرون شيئا حتى لو كانت عيونهم شاخصة إلى شاشة العرض ، ولما سألت قيل لى "الناس حزانى ياأستاذ".. وقعت الواقعة إذن ، ووجدنا أنفسنا فى ورطة عويصة وظروف تدفعنا بفعل فاعل وتخطيط مدبر إلى أن نتصرف برد الفعل وتصاعد يعلم الله إلى أين يأخذنا .. تسب الهوس الكروى وانعدام الخلق والإجرام السياسى وشهوة النصر بأى ثمن حتى لو كان بدق إسفين بين دولتين عربيتين فى سقوط الضحايا وامتهان الكرامة وتأكيد الصورة الذهنية للعرب أنهم متخلفون إرهابيون دمويون .. ماحدث أثبت أن مباراة كرة عربية واحدة كفيل بأن ينسف جهد سنين من العمل الدبلوماسى والوطنى لتحسين صورة العرب أو لحل مشكلة دولية مزمنة .. وبعد أن هدأت عاصفة الغضب المبرر قليلا هناك أسئلة حائرة الإجابة عليها تضاف إلى رصيدنا فى العجز عن التنبؤ بالأزمات والإستعداد لها بالقدر الكافى ، وميلنا الغريزى إلى الإنتظار حتى تحدث الأزمة أو الكارثة ثم نبدأ فى التفكير ماذا نفعل.
سيناريو ماحدث بتفاصيله كان معروفا بالكامل لكل الأجهزة المعنية فى مصر وأولها الإتحاد الذى يدير شئون اللعبة ، وطرحت المعلومات التى حصل عليها صحفى ومحقق لامع علانية فى نقاش بإحدى القنوات الفضائية ، ولابد أن المسئولين فى اتحاد الكرة قد وصلتهم تلك المعلومات أو استمعوا إلى البرنامج ، ومع ذلك لم يتخذوا إجراء واحدا يضمن أن تقام مباراة العودة فى جو يهيئ الظروف لتنافس شريف ونتيجة عادلة للأحسن لعبا.. الإتحاد يهرول الآن بعد فوات الأوان لكى يقدم ملفا للإتحاد الدولى لن يقدم ولن يؤخر فى نتيجة المباراة ، ولايبقى أمامنا إلا اللجوء إلى القانون نسترد به حقوق من وقع عليهم الإعتداء الهمجى من جحافل البلطجية وشراذم مسعورة من الخارجين على القانون لايمثلون بالقطع كل الشعب الجزائرى الذى أصبحت صورته عالميا فى الحضيض.
وسفيرينا فى الجزائر والسودان كلاهما لابد قد تجمعت لديه معلومات مؤكدة عن التخطيط مسبقا لما حدث ، وإلا فإنهما يكونا مغيبين عما يحدث حولهما .. وهناك احتمال من إثنين : إما أنهما قد أرسلا مالديهما من معلومات لم يلتفت أحد إليها ولم يتعامل معها بالجدية المطلوبة للوزارة المسئولة مع توصيات محددة ، وإما أنهما لم يفعلا وتلك مصيبة كبرى تفتح المجال أمام تساؤل مشروع عن نوعية ومنهج اختيار سفراؤنا فى الخارج .. حدود علمى أن السفير فى بلد ما يصبح عينا وأذنا ورادارا يرصد كل تحرك سياسى أو اقتصادى أو شعبى ويحلله ويبعث برأيه لدولته لكى تستعد بالإجراءات المناسبة قبل وقوع الأحداث وليس بعدها. هل كان سرا أن عشرات الألوف من الجزائريين يعسكرون فى شوارع الخرطوم قبل المباراة بأيام ؟ وإذا كانوا لم يدخلوا السودان بالأسلحة التى كانوا يحملونها ونقلت الفضائيات صورهم وهم يرقصون ويهددون بها ، وأنهم قد اشتروها بكميات كبيرة من أسواق الخرطوم ، أقلا يلفت ذلك نظر سفارتنا هناك فتبعث بتحذيرات عاجلة وملحة أن يتخذ إجراء ما أو تعزز الإجراءات الأمينة ؟ أم أن ذلك قد حدث بالفعل ولم يستجب أحد لنداءات السفير؟
أما مشكلة المشاكل فى إدارة الأزمة فإننا اعتمدنا سيناريو واحد يعتمد على أن الفوز مضمون وأنه لن يحدث اسوأ مما حدث قبل وأثناء وبعد المباراة الأولى التى فزنا بها .. لم يفكر أحد فى سيناريو بديل يفترض حدوث الأسوأ .. غاب عنا سؤال بديهى لايحتاج إلى كثير من الذكاء ولا العلم وهو "ماذا لو لم نوفق وفاز الفريق الآخر" وتداعيات ذلك على الموقف برمته .. ولايزال شهود العيان ممن وقع عليهم الإعتداء البشع وهم يصفون ماحدث لهم مسبوقا بعبارة "الإخوة الجزائريين .. هذا هو الفارق الحقيقى بين الحضارة والتخلف.
سيناريو ماحدث بتفاصيله كان معروفا بالكامل لكل الأجهزة المعنية فى مصر وأولها الإتحاد الذى يدير شئون اللعبة ، وطرحت المعلومات التى حصل عليها صحفى ومحقق لامع علانية فى نقاش بإحدى القنوات الفضائية ، ولابد أن المسئولين فى اتحاد الكرة قد وصلتهم تلك المعلومات أو استمعوا إلى البرنامج ، ومع ذلك لم يتخذوا إجراء واحدا يضمن أن تقام مباراة العودة فى جو يهيئ الظروف لتنافس شريف ونتيجة عادلة للأحسن لعبا.. الإتحاد يهرول الآن بعد فوات الأوان لكى يقدم ملفا للإتحاد الدولى لن يقدم ولن يؤخر فى نتيجة المباراة ، ولايبقى أمامنا إلا اللجوء إلى القانون نسترد به حقوق من وقع عليهم الإعتداء الهمجى من جحافل البلطجية وشراذم مسعورة من الخارجين على القانون لايمثلون بالقطع كل الشعب الجزائرى الذى أصبحت صورته عالميا فى الحضيض.
وسفيرينا فى الجزائر والسودان كلاهما لابد قد تجمعت لديه معلومات مؤكدة عن التخطيط مسبقا لما حدث ، وإلا فإنهما يكونا مغيبين عما يحدث حولهما .. وهناك احتمال من إثنين : إما أنهما قد أرسلا مالديهما من معلومات لم يلتفت أحد إليها ولم يتعامل معها بالجدية المطلوبة للوزارة المسئولة مع توصيات محددة ، وإما أنهما لم يفعلا وتلك مصيبة كبرى تفتح المجال أمام تساؤل مشروع عن نوعية ومنهج اختيار سفراؤنا فى الخارج .. حدود علمى أن السفير فى بلد ما يصبح عينا وأذنا ورادارا يرصد كل تحرك سياسى أو اقتصادى أو شعبى ويحلله ويبعث برأيه لدولته لكى تستعد بالإجراءات المناسبة قبل وقوع الأحداث وليس بعدها. هل كان سرا أن عشرات الألوف من الجزائريين يعسكرون فى شوارع الخرطوم قبل المباراة بأيام ؟ وإذا كانوا لم يدخلوا السودان بالأسلحة التى كانوا يحملونها ونقلت الفضائيات صورهم وهم يرقصون ويهددون بها ، وأنهم قد اشتروها بكميات كبيرة من أسواق الخرطوم ، أقلا يلفت ذلك نظر سفارتنا هناك فتبعث بتحذيرات عاجلة وملحة أن يتخذ إجراء ما أو تعزز الإجراءات الأمينة ؟ أم أن ذلك قد حدث بالفعل ولم يستجب أحد لنداءات السفير؟
أما مشكلة المشاكل فى إدارة الأزمة فإننا اعتمدنا سيناريو واحد يعتمد على أن الفوز مضمون وأنه لن يحدث اسوأ مما حدث قبل وأثناء وبعد المباراة الأولى التى فزنا بها .. لم يفكر أحد فى سيناريو بديل يفترض حدوث الأسوأ .. غاب عنا سؤال بديهى لايحتاج إلى كثير من الذكاء ولا العلم وهو "ماذا لو لم نوفق وفاز الفريق الآخر" وتداعيات ذلك على الموقف برمته .. ولايزال شهود العيان ممن وقع عليهم الإعتداء البشع وهم يصفون ماحدث لهم مسبوقا بعبارة "الإخوة الجزائريين .. هذا هو الفارق الحقيقى بين الحضارة والتخلف.