لست أحاول هنا أن أتناول قضية النقاب ومااثير حولها فأنا لاأعتبر أن القضية أن نثبت مشروعيته من عدمه وإنما فى حرية الناس وحرية العقيدة دون جبر أو إلزام .. أحاول هنا أن أنبه إلى استغراقنا فى مشاكل فرعية تستنفذ ماتبقى من طاقة قومية كان يجب أن نوفرها لما هو أهم ولحل العديد من المشاكل المعقدة التى نعانى منها والتى لن يحلها إرتداء النقاب أو خلعه ويستحيل أن تشغل المؤسسة الدينية نفسها بها عن أمور أخرى من صحيح الدين وليست محل خلاف بين الأمة والتى لو تغير الخطاب الدينى يمكن أن تتحول إلى طاقة رهيبة على العمل والإنتاج وحسن المعاملة بين الناس والنهوض بالمجتمع كله وتنمية قدراته .. وطبيعى ألا يعنينى الحديث عن أشخاص وأنا اثير تلك القضية الهامة حتى لو كان شخص شيخ الأزهر بكل مؤسساته الدينية والعلمية ومنها جامعة الأزهر ، فالمقصود مرة ثانية هو أن ندق ناقوس الخطر لما صار إليه الخطاب الدينى فى ظل إنحسار دور الأزهر وجامعته ومؤسساته التى كان يمكن أن تقوم بدور أكثر فعالية ينتظره الشعب المصرى منها اليوم أكثر من اى وقت مضى .
لايختلف أحد على أن دور الأزهر قد تضاءل وزاد ضعفا بطريقة ملحوظة خلال العقد الماضى، ولاينبغى إطلاقا أن يرهبنا شخص من يتولى مشيخة الأزهر عن أن نقول كلمة حق وأن نبدى رأينا موضوعيا لكى تقوم تلك المؤسسة العريقة بدورها مهما كان نوع التغيير المطلوب .. وإذا كان الحوار الذى دار بين شيخ الأزهر وطفلة فى الحادية عشرة من عمرها فى الصف السادس الإبتدائى قد دل على شيئ فإنما يدعم وجهة نظرنا فى ضرورة التدخل السريع كما تقدم لكى يستعيد الأزهر مكانه ومكانته ويعود له تأثيره الذى كان .. وبعد أن شاهدت واستمعت كغيرى للأحاديث التى أجريب مع شيخ الأزهرحول تلك الواقعة من محطات ومقدمى برامج موضوعيين لهم وزنهم واحترامهم ، فإنى فى تحليلى هنا سوف ألتزم بما شاهدته وسمعته حتى لايدعى أحد بغير الحقيقة التى سوف أبنى حولها دعوتى الصارخة :
• لاأشك لحظة فى أن اعتراض شيخ الأزهر على ارتداء طفلة للنقاب داخل فصل دراسى وسط زميلاتها له مايبرره منطقيا ، ولكن الأسلوب الذى اتبع لايمكن أن يقره أحد حين يدخل رجل بمكانته فى جدل حاد مع الطفلة وينفعل عليها ويرد على لسانه عبارات صادمة أقر ببعضها فى أحاديثه بل وزاد عليها .. لم يكن فضيلته فى معرض الحكم على مدى علمه ومرجعيته الدينية ، ولم يتحدى أحد مكانته ورغبته فى ايضاح الأمر وحكم الشرع ولو كان الأمر قد تم " بالحكمة والموعظة الحسنة " لكان مثالا جميلا لسلوك إسلامى ونموذجا للدعاة الذين تمتلئ بهم مساجدنا ويظنون أنهم يملكون الحكمة المطلقة ويحتكرون توزيعها بين الناس بأساليب التخويف والقهر والصراخ فلا حال إنصلح ولاسلوك تغير.. ينبغى على الشيخ ان يراجع أسلوبه فى التخاطب – والجماهيرى منه على وجه الخصوص - لكى يتوافق مع كرامة المنصب الذى يشغله .
• الخلاف الحاد بين شيخ الأزهر وهيئة علمائه حول كثير من القضايا والمسائل والفتاوى ينذر بشر مستطير ، ويزلزل الأرض تحت مكانة الأزهر فى العالم العربى والإسلامى ويثير البلبلة بين الناس ويفتح الباب على مصراعيه لمدعى العلم ومفتيي الفضائيات أن يزيدوا شك الناس فى دينهم ويجعلهم فريسة سهلة للمتطرفين الذين اصبحوا شيعا وفرقا يأكل بعضها بعضا وتجاهد لكى تنسف أمن المجتمع وأمانه بأفكار مدمرة وأساليب متأخرة ومعارك تستهدف قيم التسامح والمؤاخاة فى مجتمع يشتعل حاليا بالخلافات وببذور فتنة يرويها ويرعاها اصحاب المصلحة فى إشعال فتنة طائفية لاتبقى ولاتذر.. وحدة الرأى فى الأزهر أمر بالغ الأهمية ، ولكنها لاتعنى وحدة رأى شيخ الأزهر بل إجماع علمائه على الأمور الدينية التى تصلح أحوال الناس .. أقول ذلك لأن الشيخ الجليل صرح بحدة فى الفضائيات بأنه سوف يجمع المجلس الأعلى للأزهر لكى يتخذ قرارا يمنع دخول المنتقبات إلى مدارس ومعاهد وكليات الأزهر قبل أن يجتمع المجلس ويقرر ذلك.
• جامعة الأزهر التى كانت الأمل فى تخريج دعاة يؤمنون بالوسطية وينتشرون فى كل بقاع الأرض برسالة الإسلام السمح الذى يعترف بكل الأديان السماوية ويتعايش معها فى سلام ، وتستقبل مبعوثين من أكثر من مائة دولة أسلامية لكى تعدهم كدعاة مستنيرين يسهمون فى نشر تلك المبادئ السماوية السامية .. هذه الجامعة العريقة يحكمها فكر جامد غير متطور لايلاحق أيقاع العصر ، ولا يسعى لتطوير برامجه ولا مقرراته لكى تتناول دور الدين فى تناول مشاكل المجتمع بمفهوم عصرى لايخل بثوابت الدين ولكنه يتصدى لكل مايستجد من تيارات مدمرة .. خريجو الأزهر ينضمون إلى طابور الدعاة التقليديين الذين يملئون الساحة حاليا موظفين فى وزارة الأوقاف يحفظون نصوصا قديمة لخطب عفا عليها الزمن لاعلاقة بينها وبين التعاملات بين الناس ولا المشاكل العصرية التى يعانون منها.. خريجو الأزهر الذين نبعث بهم للخارج لايجيدون أى لغة أجنبية على الرغم من وجود كلية للغات والترجمة تابعة للجامعة .. الكتب التى يشتريها الطلاب لم يتغير فيها حرف منذ أكثر من ربع قرن .. قلعة حصينة مغلقة الأبواب فى وجه أى تيار إصلاحى يهدد المستفيدين من بقاء الحال على ماهو عليه.. ولكى اثبت كلامى سوف أذكر حادثة كنت شاهدا عليها : توجد على ناصية جامعة الأزهر لافتة تشير إلى موقع الجامعة باللغتين العربية والإنجليزية وهناك خطأ بشع فى الترجمة الإنجليزية حيث كتبت كلمة جامعة خطأ هكذا UNIVERISTY بعد كلمة الأزهر .. المصيبة أننى نبهت أحد نواب رئيس الجامعة منذ أكثر من عامين فى اجتماع ضم كل عمداء كليات الجامعة إلى هذا الخطأ وضرورة إزالة اللافتة واستبدالها ، ولكن اللافتة لاتزال على حالها فى مكانها تخرج لسانها لأى محاولة لاختراق الجامعة بأى مشروعات إصلاحية تفتت الجمود الذى أصاب الجامعة بالشيخوخة المبكرة حتى لو كان استبدال لافتة تسيئ إلى كل من يقرأها ولايحرك ساكنا.
لايختلف أحد على أن دور الأزهر قد تضاءل وزاد ضعفا بطريقة ملحوظة خلال العقد الماضى، ولاينبغى إطلاقا أن يرهبنا شخص من يتولى مشيخة الأزهر عن أن نقول كلمة حق وأن نبدى رأينا موضوعيا لكى تقوم تلك المؤسسة العريقة بدورها مهما كان نوع التغيير المطلوب .. وإذا كان الحوار الذى دار بين شيخ الأزهر وطفلة فى الحادية عشرة من عمرها فى الصف السادس الإبتدائى قد دل على شيئ فإنما يدعم وجهة نظرنا فى ضرورة التدخل السريع كما تقدم لكى يستعيد الأزهر مكانه ومكانته ويعود له تأثيره الذى كان .. وبعد أن شاهدت واستمعت كغيرى للأحاديث التى أجريب مع شيخ الأزهرحول تلك الواقعة من محطات ومقدمى برامج موضوعيين لهم وزنهم واحترامهم ، فإنى فى تحليلى هنا سوف ألتزم بما شاهدته وسمعته حتى لايدعى أحد بغير الحقيقة التى سوف أبنى حولها دعوتى الصارخة :
• لاأشك لحظة فى أن اعتراض شيخ الأزهر على ارتداء طفلة للنقاب داخل فصل دراسى وسط زميلاتها له مايبرره منطقيا ، ولكن الأسلوب الذى اتبع لايمكن أن يقره أحد حين يدخل رجل بمكانته فى جدل حاد مع الطفلة وينفعل عليها ويرد على لسانه عبارات صادمة أقر ببعضها فى أحاديثه بل وزاد عليها .. لم يكن فضيلته فى معرض الحكم على مدى علمه ومرجعيته الدينية ، ولم يتحدى أحد مكانته ورغبته فى ايضاح الأمر وحكم الشرع ولو كان الأمر قد تم " بالحكمة والموعظة الحسنة " لكان مثالا جميلا لسلوك إسلامى ونموذجا للدعاة الذين تمتلئ بهم مساجدنا ويظنون أنهم يملكون الحكمة المطلقة ويحتكرون توزيعها بين الناس بأساليب التخويف والقهر والصراخ فلا حال إنصلح ولاسلوك تغير.. ينبغى على الشيخ ان يراجع أسلوبه فى التخاطب – والجماهيرى منه على وجه الخصوص - لكى يتوافق مع كرامة المنصب الذى يشغله .
• الخلاف الحاد بين شيخ الأزهر وهيئة علمائه حول كثير من القضايا والمسائل والفتاوى ينذر بشر مستطير ، ويزلزل الأرض تحت مكانة الأزهر فى العالم العربى والإسلامى ويثير البلبلة بين الناس ويفتح الباب على مصراعيه لمدعى العلم ومفتيي الفضائيات أن يزيدوا شك الناس فى دينهم ويجعلهم فريسة سهلة للمتطرفين الذين اصبحوا شيعا وفرقا يأكل بعضها بعضا وتجاهد لكى تنسف أمن المجتمع وأمانه بأفكار مدمرة وأساليب متأخرة ومعارك تستهدف قيم التسامح والمؤاخاة فى مجتمع يشتعل حاليا بالخلافات وببذور فتنة يرويها ويرعاها اصحاب المصلحة فى إشعال فتنة طائفية لاتبقى ولاتذر.. وحدة الرأى فى الأزهر أمر بالغ الأهمية ، ولكنها لاتعنى وحدة رأى شيخ الأزهر بل إجماع علمائه على الأمور الدينية التى تصلح أحوال الناس .. أقول ذلك لأن الشيخ الجليل صرح بحدة فى الفضائيات بأنه سوف يجمع المجلس الأعلى للأزهر لكى يتخذ قرارا يمنع دخول المنتقبات إلى مدارس ومعاهد وكليات الأزهر قبل أن يجتمع المجلس ويقرر ذلك.
• جامعة الأزهر التى كانت الأمل فى تخريج دعاة يؤمنون بالوسطية وينتشرون فى كل بقاع الأرض برسالة الإسلام السمح الذى يعترف بكل الأديان السماوية ويتعايش معها فى سلام ، وتستقبل مبعوثين من أكثر من مائة دولة أسلامية لكى تعدهم كدعاة مستنيرين يسهمون فى نشر تلك المبادئ السماوية السامية .. هذه الجامعة العريقة يحكمها فكر جامد غير متطور لايلاحق أيقاع العصر ، ولا يسعى لتطوير برامجه ولا مقرراته لكى تتناول دور الدين فى تناول مشاكل المجتمع بمفهوم عصرى لايخل بثوابت الدين ولكنه يتصدى لكل مايستجد من تيارات مدمرة .. خريجو الأزهر ينضمون إلى طابور الدعاة التقليديين الذين يملئون الساحة حاليا موظفين فى وزارة الأوقاف يحفظون نصوصا قديمة لخطب عفا عليها الزمن لاعلاقة بينها وبين التعاملات بين الناس ولا المشاكل العصرية التى يعانون منها.. خريجو الأزهر الذين نبعث بهم للخارج لايجيدون أى لغة أجنبية على الرغم من وجود كلية للغات والترجمة تابعة للجامعة .. الكتب التى يشتريها الطلاب لم يتغير فيها حرف منذ أكثر من ربع قرن .. قلعة حصينة مغلقة الأبواب فى وجه أى تيار إصلاحى يهدد المستفيدين من بقاء الحال على ماهو عليه.. ولكى اثبت كلامى سوف أذكر حادثة كنت شاهدا عليها : توجد على ناصية جامعة الأزهر لافتة تشير إلى موقع الجامعة باللغتين العربية والإنجليزية وهناك خطأ بشع فى الترجمة الإنجليزية حيث كتبت كلمة جامعة خطأ هكذا UNIVERISTY بعد كلمة الأزهر .. المصيبة أننى نبهت أحد نواب رئيس الجامعة منذ أكثر من عامين فى اجتماع ضم كل عمداء كليات الجامعة إلى هذا الخطأ وضرورة إزالة اللافتة واستبدالها ، ولكن اللافتة لاتزال على حالها فى مكانها تخرج لسانها لأى محاولة لاختراق الجامعة بأى مشروعات إصلاحية تفتت الجمود الذى أصاب الجامعة بالشيخوخة المبكرة حتى لو كان استبدال لافتة تسيئ إلى كل من يقرأها ولايحرك ساكنا.
No comments:
Post a Comment