عقب زرع دولة إسرائيل فى وسط العالم العربى بسنوات قليلة ظلوا حتى الآن يفخرون فى كل المنتديات الدولية بأنهم الديموقراطية الوحيدة فى منطقة الشرق الأوسط .. صفعات متتالية على وجه حكام المنطقة كلهم بلا استثناء وتثبيتا لمكانتها فى قلب أمريكا التى تتبناها دون قيد ولا شرط وتجاهر بذلك .
كان بإمكان العرب - لو أرادوا - أن يتحدوا ويختاروا الديموقراطية نظاما للحكم يمنح شعوبهم حق اختيار حاكمهم من خلال انتخابات حرة نزيهة وإنشاء دول تعتمد على مؤسسات دستورية تراقب وتحاسب وتشرع القوانين .. ولكن...هم اختاروا القمع والقهر وفرض الإرادة واستسهلوا ذلك تأمينا لنظم حكمهم بإرادة فردية مطلقة.
لم يعد ذلك ممكنا الآن بعد أن تعقدت الأمور وتغير المسرح الدولى وأصبح لايعبأ بما يجرى فى المنطقة سوى مايمس أمن إسرائيل ويهدد وجودها ولطالما استأنسوا حكام المنطقة وطبَّعوهم لكى يخدموا مصالحهم .. بل إنهم يتسابقون الآن لكسب ود إسرائيل وعقد الإتفاقات معها خوفا منها وإرضاء لأمريكا.
كل التحاليل التى أقرأها عن رعاية أمريكا للإرهاب تخطئ التقدير .. الموضوع ليس بن لادن ولا داعش وأمثالهما .. أمريكى ترعى الإرهاب منذ عام 47 ممثلا فى إسرائيل .. أطلقت يدها فى تقتيل الفلسطينين وتهجيرهم والإستيلاء على أرضهم وتدمير البنية التحتية لجزء الأرض الذى يعيشون عليهم من دولتهم .. وكل حكام إسرائيل ورؤساء وزرائها منذ الحين ينطبق أى تعريف للإرهاب.
تفرغ العرب لخلافاتهم على الزعامة وجمدوا عمل الكيان المنظم الوحيد الذى كان يمكن أن يجمعهم على رأى أو على الأقل يجعلهم قوة اقتصادية جبارة يعمل لها ألف حساب خاصة وأن الله قد حبا المطقة بثروات طبيعية يسعى لامتلاكها كل الدول.
ماذا ستقولون لرب العباد حين تلقونه يوم الحساب ؟
No comments:
Post a Comment