يتوقع العلماء أنه بحلول العام المقبل سوف تكون السيارات التى نركبها مجهزة بتكنولوجيا متقدمة تفوق كل التكنولوجيا التى استخدمت فى مركبة الفضاء " أبولو 11 " التى حطت على سطح القمر فى 20 يوليو عام 69 تحمل أول رائدى فضاء تجولا على سطح قبل نفاذ الوقود بأقل من 30 ثانية واللذين قضيا مايزيد عن 21 ساعة يتجولان على سطح القمر يصفان مايريان على الهواء مباشرة لبلايين المشاهدين بالقمر الصناعى ويعودان بثمانية عشرة كيلوجراما من صخوره لكى يدرسها العلماء على الأرض .. كما يتوقع العلماء أنه بحلول عام 2013 سوف يكون باستطاعة الوالدين أن يختارا مواصفات البصمة الوراثية DNA لمولودهما.. أقول ذلك بمناسبة ماأراه فى الشارع المصرى من انفلات ومظاهر صارخة على التخلف الحضارى الذى أصابنا بعد أن كانت مصر حتى مطلع القرن الماضى منارة للعلم والثقافة تستند إلى تاريخ ضارب فى القدم أضاء الطريق لمستقبل العالم ومهد للتقدم التكنولوجى المادى الذى أصبح علامة مسجلة لدول العالم الأول والثانى وتركنا فى ذيل قائمة دول العالم الثالث.
يحدث هذا حولنا فى الوقت الذى نستهلك طاقاتنا فى الشارع المصرى فى فوضى عارمة يحكمها قانون الغاب بلا ضابط ولارابط .. سلوك جماعى منفلت وعنيف وصارخ يصل إلى حد القتل العمد لمن يحاول أن يضبط إيقاعه أو يهذبه ناهيك عن فرض القانون أو الإختصام إلى جهات الإختصاص .. السلوك القومى العام للمصريين أصبح يتسم بالأنانية المفرطة ، وبركان من الغضب والسخط من كل شيئ وعلى كل شيئ ينفجر ويرمى بحممه ونيرانه الحارقة فى كل إتجاه فيدمر القيم والأخلاق والسلوك المتحضر الراقى الذى كان يميز شعبا عريقا ذو حضارة مثل شعب مصر.. نوع من "البلطجة القومية" تستخدم أساليبا همجية فى فرض السطوة والهيمنة والتحكم على مقدرات الشارع المصرى بكل تناقضاته .. شارع يسير فيه الناس جزرا منعزلة تفكر فقط فى الحيز الضيق الذى لايسع إلا صاحبه ، يستخدمه برجا للمراقبة ينقض منه على أقرب فرصة متاحة لكسب أرض أو إزاحة منافس أو استعراض عضلات جسمانية أو "التلسين" بلغة دخيلة تنطلق بفيروسات إجتماعية قاتلة تصيب كل من يتعرض لها.
مايحدث حولنا نوع من " الغباء الإجتماعى " يوسع دائرة وضع اليد والعشوائية فى التعامل وفى فرض السطوة وفى القهر الذى لاتمارسه سلطة رسمية وإنما يمارسه الناس ضد بعضهم البعض.. إحساس بعدم الأمان والتمركز حول الذات يجعل صاحبه لايفكر إلا فى نفسه ، ولايعبأ برأى الآخرين فيه ولايعترف بحقوقهم .. افتقدنا ألف باء السلوك الحسن ، والإحساس بالآخرين ، وبروح التعاون والتواد والتراحم ، وتحول الشارع إلى غابة يتصارع سكانها على إثبات الوجود وعلى إنتشار الفوضى .. لذلك نحن بحاجة إلى أن نضمن مقرراتنا الدراسية شيئا عن "الذكاء الإجتماعى" نتدارك به تقصير المنزل فى حسن التربية ، ونحاول أن نعيد تأهيل الطبقة المتعلمة على الأقل فى مصر حتى لاتنجرف على مستنقع التدهور الحادث فى القيم والذى ينعكس على الأنانية والإنغلاق على الذات وسفه القول وفحشه فى معظم الأحيان التى أصبحت سمات غالبة على السلوك المصرى العام هذه الأيام.
وعلى الرغم من أنهم فى الغرب لايعانون من مشاكل السلوك العام المنفلت والإعتداء المتكرر على حقوق الآخرين إلا أنهم يولون مسألة السلوك الجمعى أهمية كبيرة تعتمد على الناس أنفسهم فى الإلتزام بها أكثر مما تعتمد على القوانين فنجد كتبا عديدة تتحدث عن الذكاء العاطفى والإجتماعى ويدرسونهما فى المدارس لرفع درجة الإحساس بالآخرين ويضمنوهما البرامج التدريبية التى تنظمها المؤسسات لموظفيها لنفس الغرض وباعتبارهما من لوازم النجاح فى الحياة وضمانات للسلام الإجتماعى بين فئات الشعب المختلفة .. وتركز تلك البرامج على عنصرين أساسيين فى هذا الشأن هما :
· " التعاطف مع الآخر " أى أن يضع المرء نفسه مكان الآخر وأن يلتمس له العذر وألا يسرع فى الحكم عليه .. وأن يحترم مشاعر الناس ويتفهم حاجاتهم واهتماماتهم وأسباب قلقهم وتوترهم .. مهارة التعاطف تكسب صاحبها قبولا لدى الآخرين وتحييدا لإحساس الرفض والكراهية وتجعل صاحبها أنجح فى كسب الصداقات والإندماج مع الآخرين وتقلل من إحساسه بالغضب والإنفعال فى كثير من احتكاكته بالآخرين فى التعامل اليومى وتحقق " سيولة فى حركة الحياة " دون " اختناقات اجتماعية " لايفيد فيها تعليمات المرور ولا يحمى من تبعاتها " حزام الأمان ".
· المهارات الإجتماعية ، وتتلخص فى تعلم القدرة فى التأثير على الآخرين ، وبناء علاقات اجتماعية صحية وبناءة ، والقدرة على حل الصراعات ‘ وقوة الإقناع ، ومهارات القيادة والنجاح فى تحقيق التعاون والإنسجام فى أى عمل جماعى وسهولة الإندماح فى العمل مع أى فريق عمل حتى لو اختلفت شخصيات وقدرات أعضائه .. تلك المهارات تزيد من وعى وأحساس الناس بأنهم يعيشون ضمن "مجتمع" يتضامن أفراده فى الإلتزام بقواعد أخلاقية وسلوكية تضمن لهم المساواة فى التعامل والأمن والطمأنينة فى حياتهم اليومية والقدرة على التغلب على الصعاب بمساعدة الآخرين .
كنت قد طالبت من قبل بإدخال " علوم الإدارة " ضمن المقررات الدراسية فى مصر حتى يحسن الناس إدارة الموارد المتاحة لهم فى تحقيق طموحاتهم ، وأنادى اليوم بتدريس الأخلاق والسلوك الإجتماعى المتحضر حتى لانضيف إلى تأخرنا الإقتصادى والعلمى تأخرا اجتماعيا يلتهم الروابط الإجتماعية ويلغى العقل من حياتنا فننقلب إلى كائنات تم تطبيع سلوكها على الفوضى وبرمجتها على انعدام المشاعر وموات الضمير وتبلد الأحاسيس .
يحدث هذا حولنا فى الوقت الذى نستهلك طاقاتنا فى الشارع المصرى فى فوضى عارمة يحكمها قانون الغاب بلا ضابط ولارابط .. سلوك جماعى منفلت وعنيف وصارخ يصل إلى حد القتل العمد لمن يحاول أن يضبط إيقاعه أو يهذبه ناهيك عن فرض القانون أو الإختصام إلى جهات الإختصاص .. السلوك القومى العام للمصريين أصبح يتسم بالأنانية المفرطة ، وبركان من الغضب والسخط من كل شيئ وعلى كل شيئ ينفجر ويرمى بحممه ونيرانه الحارقة فى كل إتجاه فيدمر القيم والأخلاق والسلوك المتحضر الراقى الذى كان يميز شعبا عريقا ذو حضارة مثل شعب مصر.. نوع من "البلطجة القومية" تستخدم أساليبا همجية فى فرض السطوة والهيمنة والتحكم على مقدرات الشارع المصرى بكل تناقضاته .. شارع يسير فيه الناس جزرا منعزلة تفكر فقط فى الحيز الضيق الذى لايسع إلا صاحبه ، يستخدمه برجا للمراقبة ينقض منه على أقرب فرصة متاحة لكسب أرض أو إزاحة منافس أو استعراض عضلات جسمانية أو "التلسين" بلغة دخيلة تنطلق بفيروسات إجتماعية قاتلة تصيب كل من يتعرض لها.
مايحدث حولنا نوع من " الغباء الإجتماعى " يوسع دائرة وضع اليد والعشوائية فى التعامل وفى فرض السطوة وفى القهر الذى لاتمارسه سلطة رسمية وإنما يمارسه الناس ضد بعضهم البعض.. إحساس بعدم الأمان والتمركز حول الذات يجعل صاحبه لايفكر إلا فى نفسه ، ولايعبأ برأى الآخرين فيه ولايعترف بحقوقهم .. افتقدنا ألف باء السلوك الحسن ، والإحساس بالآخرين ، وبروح التعاون والتواد والتراحم ، وتحول الشارع إلى غابة يتصارع سكانها على إثبات الوجود وعلى إنتشار الفوضى .. لذلك نحن بحاجة إلى أن نضمن مقرراتنا الدراسية شيئا عن "الذكاء الإجتماعى" نتدارك به تقصير المنزل فى حسن التربية ، ونحاول أن نعيد تأهيل الطبقة المتعلمة على الأقل فى مصر حتى لاتنجرف على مستنقع التدهور الحادث فى القيم والذى ينعكس على الأنانية والإنغلاق على الذات وسفه القول وفحشه فى معظم الأحيان التى أصبحت سمات غالبة على السلوك المصرى العام هذه الأيام.
وعلى الرغم من أنهم فى الغرب لايعانون من مشاكل السلوك العام المنفلت والإعتداء المتكرر على حقوق الآخرين إلا أنهم يولون مسألة السلوك الجمعى أهمية كبيرة تعتمد على الناس أنفسهم فى الإلتزام بها أكثر مما تعتمد على القوانين فنجد كتبا عديدة تتحدث عن الذكاء العاطفى والإجتماعى ويدرسونهما فى المدارس لرفع درجة الإحساس بالآخرين ويضمنوهما البرامج التدريبية التى تنظمها المؤسسات لموظفيها لنفس الغرض وباعتبارهما من لوازم النجاح فى الحياة وضمانات للسلام الإجتماعى بين فئات الشعب المختلفة .. وتركز تلك البرامج على عنصرين أساسيين فى هذا الشأن هما :
· " التعاطف مع الآخر " أى أن يضع المرء نفسه مكان الآخر وأن يلتمس له العذر وألا يسرع فى الحكم عليه .. وأن يحترم مشاعر الناس ويتفهم حاجاتهم واهتماماتهم وأسباب قلقهم وتوترهم .. مهارة التعاطف تكسب صاحبها قبولا لدى الآخرين وتحييدا لإحساس الرفض والكراهية وتجعل صاحبها أنجح فى كسب الصداقات والإندماج مع الآخرين وتقلل من إحساسه بالغضب والإنفعال فى كثير من احتكاكته بالآخرين فى التعامل اليومى وتحقق " سيولة فى حركة الحياة " دون " اختناقات اجتماعية " لايفيد فيها تعليمات المرور ولا يحمى من تبعاتها " حزام الأمان ".
· المهارات الإجتماعية ، وتتلخص فى تعلم القدرة فى التأثير على الآخرين ، وبناء علاقات اجتماعية صحية وبناءة ، والقدرة على حل الصراعات ‘ وقوة الإقناع ، ومهارات القيادة والنجاح فى تحقيق التعاون والإنسجام فى أى عمل جماعى وسهولة الإندماح فى العمل مع أى فريق عمل حتى لو اختلفت شخصيات وقدرات أعضائه .. تلك المهارات تزيد من وعى وأحساس الناس بأنهم يعيشون ضمن "مجتمع" يتضامن أفراده فى الإلتزام بقواعد أخلاقية وسلوكية تضمن لهم المساواة فى التعامل والأمن والطمأنينة فى حياتهم اليومية والقدرة على التغلب على الصعاب بمساعدة الآخرين .
كنت قد طالبت من قبل بإدخال " علوم الإدارة " ضمن المقررات الدراسية فى مصر حتى يحسن الناس إدارة الموارد المتاحة لهم فى تحقيق طموحاتهم ، وأنادى اليوم بتدريس الأخلاق والسلوك الإجتماعى المتحضر حتى لانضيف إلى تأخرنا الإقتصادى والعلمى تأخرا اجتماعيا يلتهم الروابط الإجتماعية ويلغى العقل من حياتنا فننقلب إلى كائنات تم تطبيع سلوكها على الفوضى وبرمجتها على انعدام المشاعر وموات الضمير وتبلد الأحاسيس .
No comments:
Post a Comment