يتوقف نجاح أى مؤسسة على أمرين لاثالث لهما : قيادة مؤهلة مدربة تعى الظروف المؤثرة على عمل المؤسسة والتحديات التى تواجهها وتضع الخطط اللازمة لمواجهة تلك التحديات، وتوافر الموارد الضرورية لتحقيق خطط المؤسسة لأهدافها. وفى كل الأحوال يبقى الهدف الأساسى لأى إدارة هو حسن استغلال الموارد المتاحة وتفعيل قيمتها واستغلالها فى تحقيق الأهداف الواقعية للمؤسسة. وبالمثل فإن الوطن .. أى وطن لايعدو أن يكون مؤسسة عملاقة تحتاج إلى المقومات السابقة على نطاق أوسع وأكبر. لذلك تسمى مؤسسة الرئاسة بكاملها فى أمريكا "الإدارة الأمريكية". أقول ذلك وأنا أحاول جاهدا أن أغالب مزيج الإحباط والقرف الذى يصيبنى كلما اقترب تاريخ 5 يونيه من كل عام .. تاريخ الهزيمة المروعة التى منينا بها نتيجة لسوء إدارة الوطن وتبديد موارده. ماحدث فى يونيه 67 كان نتيجة طبيعية لسوء إدارة الوطن لما يقرب من خمسة عشر عاما، مقارنة بنصر أكتوبر العظيم الذى لايمكن أن يكون إلا نتيجة لحسن إدارة الوطن وموارده لمدة لاتزيد عن ست سنوات .. وهذا بالضبط هو الفرق بين السفه فى تبديد الموارد والحكمة والتدبر فى استغلال تلك الموارد لتحقيق نتائج مبهرة. الذين لم تتح لهم فرصة حقيقية للقتال فى 67 هو أنفسهم القيادات العسكرية الذين حققوا نصر أكتبر المعجز. فى 67 هزمنا فى ستة أيام، وفى 73 انتصرنا فى ست ساعات. هذا هو الفارق والأسباب التى ينبغى أن نلتفت إليها حين نتحدث عن هذين الحدثين الهامين فى تاريخ الأمة العربية كلها. الغريب أننا فى ذكرى الهزيمة كما هو الحال فى ذكرى النصر تكون الدموع عاملا مشتركا بين حزن الأمة وسعادتها. أخاديد الدموع التى حفرتها هزيمة يونيه على وجه الأمة، إزدادت عمقا باغتيال قائد نصر 73 الذى اتخذ أشجع قرار حرب فى التاريخ الحديث للأمة العربية ..قتله تحالف أصحاب المصلحة فى الداخل والخارج فى اختفائه من ساحة النضال الوطنى حين أحسوا أنه يمثل تهديدا لأطماعهم وخططهم فى أعداد المسرح لفوضى ممنهجة – أطلقوا عليها تمويها "الفوضى الخلاقة "- تشيع الاضطراب والقلاقل التى تغطى على قضية فلسطين، وتحرم المنطقة من قيادة تاريخية مؤثرة، وتزلزل الكراسى من تحت حكامها وتسهل لهم – تحت أى زعم – احتلال منابع البترول لتأمين صناعتهم واقتصادهم، وتحكم قبضتهم على المنطقة لصالح الحليف الاستراتيجى الدائم إسرائيل لكى يظل ميزان القوة باستمرار لصالحها.
وسوف أنتهز الفرصة التى يعجز فيها بهاليل الناصرية وحملة مباخرها عن الكلام حيث لايجدون مايقولون فى الهزيمة سوى تسمية مضحكة تثير الرثاء تخفيفا من وقعها والدمار الذى لحق بالأمة كلها من جرائها لكى أعطى بعض الأمثلة للتخريب الذى منى به الوطن ومهد لكارثة الهزيمة من وجهة نظر الإدارة:
· رئيس الدولة غلب عواطفه على مصلحة الوطن والأمة فجاء بصديقه وهو غير مؤهل بكل المقاييس وعينه قائدا أعلى للقوات المسلحة ومنحة أو ترقية فى التاريخ من رائد إلى مشير دفعة واحدة. نفس الفساد الذى يحدث فى بعض المؤسسات فيتم التعيين فى وظائفها الكبيرة بالواسطة . والقياس هنا مع الفارق فى حجم الضرر فى الحالتين. ولابد أن يتبع ذلك بداية تكوين طبقة أرستقراطية جديدة من العسكريين يتمتعون بكل الاستثناءات التى كان يتمتع بها النبلاء فى أوروبا فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر على حساب عامة الناس . وطبيعى أيضا أن تتكون مراكز قوى من أصحاب المصالح يدافعون عن مصالحهم وامتيازاتهم.
· لم يكتفى رئيس الدولة بذلك وإنما تراخى فى مراقبة أداء المؤسسة التى تحمى أمن الوطن، ولم يتخذ أية إجراءات تصحيحية تعيدها إلى وظيفتها الفعلية حين إندمج القيادات فى شئون الكرة وإدارة النقل العام وبدأ تقليد إسناد المناصب المدنية فى مؤسسات الدولة مكافآت نهاية خدمة للمرضى عنهم وسدنة النظام من غير المؤهلين لإدارة المؤسسات الاقتصادية، ومن ثم تتسع رقعة المحسوبية والفساد ويبدأ إنهيار الكيان الاقتصادى للدولة.
· غطت أحلام بناء إمبراطورية عربية بزعامة مصر ورئيسها على المصالح القومية العليا للدولة وسمح لقواتنا المسلحة أن تتورط فى حروب عربية إقليمية لاتمس مصالح مصر العليا ولا أمنها، وتسببت تداعياتها فى فقدان مصر لحلفاء استراتيجيين كانوا أول من وقف معنا وساندنا باستخدام سلاح البترول فى 73 حتى تحقق النصر. وطبيعى بعد أن تنهك القوات المسلحة فى حروب عصابات مضنية ألا تكون مستعدة لخوض حرب مع خصم متربص ومستعد تسانده أكبر دولة فى العالم حين يفاجئنا بالهجوم. وطبيعى أن يتسبب تضارب المصالح هنا فى تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة فتجيئ القرارات لخدمة صاحب المصلحة على حساب مصلحة الوطن.
· الاستقواء على جيران مصر وكلهم أصحاب مصلحة وكان يمكن بشيئ من الحكمة أن يكونوا حلفاء استراتيجيين يكونون جبهة تواجه إسرائيل بدلا من تزكية الخلافات بينهم ، وتصغير شأنهم، والتشفى فيهم، ونعتهم فى الخطب بأوصاف لاتليق. وقد ردوا جميعا الجميل بأحسن منه بعد الهزيمة حين سخرت أجهزة الإعلام لديهم كل إمكاناتها للسخرية من النمور الورقية التى حاولت إخافة إسرائيل فاكتسحتها وهددت باحتلال القاهرة فى أقل من ستة أيام.
· سوء تقدير الموقف العالمى والأقليمى والمحلى، والفشل فى قياس رد الفعل والاستعداد له فى قرار " مظاهر الحرب " التى قصد بها "تهويش" العدو ولم يكن جيش مصر مستعدا بأى حال من الأحوال لحرب حقيقية بعد حالة الترهل التى أصابته ، والإجهاد فى خوض الحروب "قومية" ضد عصابات الجبال وقبائل اليمن، خاصة بعد أن أقصى القادة الجادين عن مواقع اتخاذ القرار أو حتى التأثير فيه (وأؤكد أنهم نفس القادة العظام الذين ثأروا لشرف مصر والأمة العربية فى 73 بقيادة أنور السادات)
· حذف كلمة "ديموقراطية" من قاموس الحياة السياسية المصرى، وانفراد الرئيس باتخاذ كل القرارات، ووأد المعارضة وتشتيتها وكتم أنفاسها فلايسمع إلا صوت واحد لرئيس يفهم فى كل شيئ ، ويصدر توجيهاته التى تفسر دائما على أنها أوامر ويتم ترجمتها إلى قرارات عشوائية غير مدروسة حرصا على رغبات محمومة وسباق هستيرى للمسئولين فى إرضاء الحاكم بغية الحفاظ على مناصبهم التى هى فى الأساس "منحة" من الحاكم.
· تعليق جرس الهزيمة فى رقبة كبش فداء أظهره النظام على أنه المسئول وحده عن الهزيمة وعن اتخاذ القرارات التى أدت إليها ومنها قرار الانسحاب العشوائى للجيش المصرى من سيناء والذى ترتب عليه مذبحة للآلاف الذين لاتزال جرائم الحرب التى اتخذتها إسرائيل بحقهم والمقابر الجماعية لجثثهم تتكشف كل يوم مخالفة لألف باء الإدارة فى أن مسئولية القرار وتوابعة مسئولية تضامنية بين الرئيس ومرؤسيه ممن فوضهم بالسلطة . وحين اعترف رئيس الدولة بمسئوليته عن كل ماحدث – وهو أمر بديهى لم يكن يحتاج لتأكيد – تم ذلك فى إطار تمثيلية تلعب على أوتار عواطف الشعب المسكين الذى كان مغيبا بجاذبية الزعيم وقدراته.. تمثيلية صاغها بعناية شديدة وحرفية عالية قلم الأقلام القريب من الزعيم والحارس الأمين على فكره وعقله، ولو كان جوبلز – وزير دعاية هتلر- على قيد الحياة يوم " خطاب التنحى" لرفع القبعة إجلالا واحتراما لمن صاغ الخطاب، ولمن روج بعد ذلك لكليشيه "النكسه"، ولمن حرك الناس لكى يصروا على أن يبقى الزعيم قائدا أعلى فى موقعه بدلا من أن " يعود إلى صفوف الجماهير جنديا عاديا". قمة الدجل السياسى عل شعب طيب مسالم لم يتوقع الخيانة من الداخل .. شعب كان لايزال فى غيبوبة الصدمة من الهزيمة المفاجئة المرة التى أفقدته توازنه.
فعل السادات عكس كل ذلك. استلم اقتصادا خربا مفلسا بعد أن كانت مصر أغنى دولة عربية حتى عام 1956 فأدار الوطن بكفاءة وحكمة، وحشد كل الطاقات لخدمة الاستعداد للمعركة، " واستغفل " الأعداء بذكاء الفلاح المصرى الفصيح بخطة خداع انطلت على من يتباهون بقدراتهم الاستخباراتية وتكنولوجيتهم المتطورة، وحارب بالإيمان معتمدا على الروح المعنوية لرجاله أكثر من اعتماده على الأسلحة القديمة التى لم يكن يملك غيرها، وعلى التخطيط الجيد للمعركة والقيادة بالقدوة للقادة العظام فى حرب اكتوبر (استشهد البطل عبد المنعم رياض على الجبهة وسط جنوده) فانتصرت الأمة العربية واستردت كرامتها التى أهدرت فى 67 واسترد سيناء كاملة بأوراق اللعب المتاحة له بعد أن تخلى عنه العرب. مات السادات واقفا. رفض أن ينحنى لرصاصات الغدرالتى كانت تهدف إلى تركيع الأمة واغتيال روحها مع روح البطل فى ضربة واحدة. مات السادات بعد أن مسح دموع الأمة وطبع قبلة على جبينها، وترك خلفه رؤى تنبأ بها ورسائل أراد أن تصل لأطراف الصراع فى المنطقة، ولقد صدقت كل الرؤى ووصلت كل الرسائل ولكن أحدا لايريد أن يفهم بعد...!
وسوف أنتهز الفرصة التى يعجز فيها بهاليل الناصرية وحملة مباخرها عن الكلام حيث لايجدون مايقولون فى الهزيمة سوى تسمية مضحكة تثير الرثاء تخفيفا من وقعها والدمار الذى لحق بالأمة كلها من جرائها لكى أعطى بعض الأمثلة للتخريب الذى منى به الوطن ومهد لكارثة الهزيمة من وجهة نظر الإدارة:
· رئيس الدولة غلب عواطفه على مصلحة الوطن والأمة فجاء بصديقه وهو غير مؤهل بكل المقاييس وعينه قائدا أعلى للقوات المسلحة ومنحة أو ترقية فى التاريخ من رائد إلى مشير دفعة واحدة. نفس الفساد الذى يحدث فى بعض المؤسسات فيتم التعيين فى وظائفها الكبيرة بالواسطة . والقياس هنا مع الفارق فى حجم الضرر فى الحالتين. ولابد أن يتبع ذلك بداية تكوين طبقة أرستقراطية جديدة من العسكريين يتمتعون بكل الاستثناءات التى كان يتمتع بها النبلاء فى أوروبا فى القرنين الثامن عشر والتاسع عشر على حساب عامة الناس . وطبيعى أيضا أن تتكون مراكز قوى من أصحاب المصالح يدافعون عن مصالحهم وامتيازاتهم.
· لم يكتفى رئيس الدولة بذلك وإنما تراخى فى مراقبة أداء المؤسسة التى تحمى أمن الوطن، ولم يتخذ أية إجراءات تصحيحية تعيدها إلى وظيفتها الفعلية حين إندمج القيادات فى شئون الكرة وإدارة النقل العام وبدأ تقليد إسناد المناصب المدنية فى مؤسسات الدولة مكافآت نهاية خدمة للمرضى عنهم وسدنة النظام من غير المؤهلين لإدارة المؤسسات الاقتصادية، ومن ثم تتسع رقعة المحسوبية والفساد ويبدأ إنهيار الكيان الاقتصادى للدولة.
· غطت أحلام بناء إمبراطورية عربية بزعامة مصر ورئيسها على المصالح القومية العليا للدولة وسمح لقواتنا المسلحة أن تتورط فى حروب عربية إقليمية لاتمس مصالح مصر العليا ولا أمنها، وتسببت تداعياتها فى فقدان مصر لحلفاء استراتيجيين كانوا أول من وقف معنا وساندنا باستخدام سلاح البترول فى 73 حتى تحقق النصر. وطبيعى بعد أن تنهك القوات المسلحة فى حروب عصابات مضنية ألا تكون مستعدة لخوض حرب مع خصم متربص ومستعد تسانده أكبر دولة فى العالم حين يفاجئنا بالهجوم. وطبيعى أن يتسبب تضارب المصالح هنا فى تغليب المصلحة الشخصية على المصلحة العامة فتجيئ القرارات لخدمة صاحب المصلحة على حساب مصلحة الوطن.
· الاستقواء على جيران مصر وكلهم أصحاب مصلحة وكان يمكن بشيئ من الحكمة أن يكونوا حلفاء استراتيجيين يكونون جبهة تواجه إسرائيل بدلا من تزكية الخلافات بينهم ، وتصغير شأنهم، والتشفى فيهم، ونعتهم فى الخطب بأوصاف لاتليق. وقد ردوا جميعا الجميل بأحسن منه بعد الهزيمة حين سخرت أجهزة الإعلام لديهم كل إمكاناتها للسخرية من النمور الورقية التى حاولت إخافة إسرائيل فاكتسحتها وهددت باحتلال القاهرة فى أقل من ستة أيام.
· سوء تقدير الموقف العالمى والأقليمى والمحلى، والفشل فى قياس رد الفعل والاستعداد له فى قرار " مظاهر الحرب " التى قصد بها "تهويش" العدو ولم يكن جيش مصر مستعدا بأى حال من الأحوال لحرب حقيقية بعد حالة الترهل التى أصابته ، والإجهاد فى خوض الحروب "قومية" ضد عصابات الجبال وقبائل اليمن، خاصة بعد أن أقصى القادة الجادين عن مواقع اتخاذ القرار أو حتى التأثير فيه (وأؤكد أنهم نفس القادة العظام الذين ثأروا لشرف مصر والأمة العربية فى 73 بقيادة أنور السادات)
· حذف كلمة "ديموقراطية" من قاموس الحياة السياسية المصرى، وانفراد الرئيس باتخاذ كل القرارات، ووأد المعارضة وتشتيتها وكتم أنفاسها فلايسمع إلا صوت واحد لرئيس يفهم فى كل شيئ ، ويصدر توجيهاته التى تفسر دائما على أنها أوامر ويتم ترجمتها إلى قرارات عشوائية غير مدروسة حرصا على رغبات محمومة وسباق هستيرى للمسئولين فى إرضاء الحاكم بغية الحفاظ على مناصبهم التى هى فى الأساس "منحة" من الحاكم.
· تعليق جرس الهزيمة فى رقبة كبش فداء أظهره النظام على أنه المسئول وحده عن الهزيمة وعن اتخاذ القرارات التى أدت إليها ومنها قرار الانسحاب العشوائى للجيش المصرى من سيناء والذى ترتب عليه مذبحة للآلاف الذين لاتزال جرائم الحرب التى اتخذتها إسرائيل بحقهم والمقابر الجماعية لجثثهم تتكشف كل يوم مخالفة لألف باء الإدارة فى أن مسئولية القرار وتوابعة مسئولية تضامنية بين الرئيس ومرؤسيه ممن فوضهم بالسلطة . وحين اعترف رئيس الدولة بمسئوليته عن كل ماحدث – وهو أمر بديهى لم يكن يحتاج لتأكيد – تم ذلك فى إطار تمثيلية تلعب على أوتار عواطف الشعب المسكين الذى كان مغيبا بجاذبية الزعيم وقدراته.. تمثيلية صاغها بعناية شديدة وحرفية عالية قلم الأقلام القريب من الزعيم والحارس الأمين على فكره وعقله، ولو كان جوبلز – وزير دعاية هتلر- على قيد الحياة يوم " خطاب التنحى" لرفع القبعة إجلالا واحتراما لمن صاغ الخطاب، ولمن روج بعد ذلك لكليشيه "النكسه"، ولمن حرك الناس لكى يصروا على أن يبقى الزعيم قائدا أعلى فى موقعه بدلا من أن " يعود إلى صفوف الجماهير جنديا عاديا". قمة الدجل السياسى عل شعب طيب مسالم لم يتوقع الخيانة من الداخل .. شعب كان لايزال فى غيبوبة الصدمة من الهزيمة المفاجئة المرة التى أفقدته توازنه.
فعل السادات عكس كل ذلك. استلم اقتصادا خربا مفلسا بعد أن كانت مصر أغنى دولة عربية حتى عام 1956 فأدار الوطن بكفاءة وحكمة، وحشد كل الطاقات لخدمة الاستعداد للمعركة، " واستغفل " الأعداء بذكاء الفلاح المصرى الفصيح بخطة خداع انطلت على من يتباهون بقدراتهم الاستخباراتية وتكنولوجيتهم المتطورة، وحارب بالإيمان معتمدا على الروح المعنوية لرجاله أكثر من اعتماده على الأسلحة القديمة التى لم يكن يملك غيرها، وعلى التخطيط الجيد للمعركة والقيادة بالقدوة للقادة العظام فى حرب اكتوبر (استشهد البطل عبد المنعم رياض على الجبهة وسط جنوده) فانتصرت الأمة العربية واستردت كرامتها التى أهدرت فى 67 واسترد سيناء كاملة بأوراق اللعب المتاحة له بعد أن تخلى عنه العرب. مات السادات واقفا. رفض أن ينحنى لرصاصات الغدرالتى كانت تهدف إلى تركيع الأمة واغتيال روحها مع روح البطل فى ضربة واحدة. مات السادات بعد أن مسح دموع الأمة وطبع قبلة على جبينها، وترك خلفه رؤى تنبأ بها ورسائل أراد أن تصل لأطراف الصراع فى المنطقة، ولقد صدقت كل الرؤى ووصلت كل الرسائل ولكن أحدا لايريد أن يفهم بعد...!