تتجاوز مساحة مصر الكلية المليون وخمسمائة كيلومتر مربع بقليل، ولكن المساحة الآهلة بالسكان لاتزيد عن 6% من تلك المساحة ، بمعنى أننا لو قسمنا تلك المساحة على عدد السكان الحاليين لكان نصيب الفرد يقترب بالكاد من المتر المربع. ولست هنا بصدد مناقشة لماذا لايزال شعب مصر محدد الإقامة فى هذا الشريط الضيق من الأرض على الرغم من الوعود البراقة الكاذبة التى أتحفتنا بها الحكومات المتعاقبة لأكثر من نصف قرن واستطاعت أن " تخدر" أحلام الناس فى وطن تنمو موارده الطبيعية من خلال مشاركة أبنائه وانتشارهم جغرافيا لاستصلاح الأرض، واستخراج مافى باطنها. سوف أركز هنا على الوسيلة التى تضمن فرض التغيير المجتمعى الذى نريده والإصلاح الذى نحلم به لنا ولأبنائنا من بعدنا. أتحدث هنا عن نقطة البداية لهذا الإصلاح الذى ننشده، وكيف يمكن لنا كمواطنين يدافعون عن ملكيتهم فى الوطن بتغيير الواقع الذى أصبح يهدد بسلب تلك الملكية وبيع متر الأرض الذى يملكه كل منا فى مزاد علنى لكل من يطمع فى شراء الوطن بالقطعة.
والمترفى متر الذى أعنيه هنا هو المساحة التى يمتلكها كل منا وتخضع لسيطرته الكاملة، ولاتحتاج قراراته فيما يتعلق بطرق الاستفادة منها والوسائل التى يتبعها فى ذلك لأى قرارات سيادية أو قوانين أو محددات تعوق تحويل المتر فى متر الذى يملكه كل منا إلى خلية تشع خيرا وتجلب المنفعة للمالك والمنتفعين من أهله وذويه ومعارفه على السواء. وطبيعى أن تتفاوت مساحة الملكية الخاصة لك منا طبقا لمركزه، وعمله وحيثيات القرارات التى يتخذها لاستغلال كامل المساحة المتاحة له، ولكن يظل معنى المساواه فى الملكية بيننا دون تفرقة موجودا. هنا يمكن أن تكبر مساحة المتر المربع لكل منا لكى تستوعب مساحة الوطن كله . وقد يبدو الأمر فلسفيا فى شكله، ولكن المضمون بالقطع ليس كذلك لو نظرنا إلى ماأدعو إليه بشيئ من التدبر. بصراحة أنا أدعو هنا إلى أن يستصلح كل منا المتر المربع خاصته دون انتظار لأحد يتولى عنه عملية الإصلاح. فى الحالة الأولى نملك أن نتجنب الخطأ أو نصححه إذا وقع، أما فى الحالة الثانية فلا نملك إلا أن نعترض وأن نرفع أصواتنا بالشكوى، وقد يستجيب لشكوانا أو لايستجيب صاحب الحق فى اتخاذ القرار نيابة عنا بموجب التفويض الذى منحناه له. فى الحالة الأولى نحن ساده أصحاب قرار، وفى الثانية نحن تابعين نستجدى قرارا بمنحة أو عطية أو رفع ظلم. فى الأولى نتأكد من سلامة السفينة ووجهتها، وفى الثانية نكتفى بأن نحجز مكانا على السطح نتلهى بالمناظر المتتابعة عن المخاطر التى قد تعترض سفينة تسير دون بوصلة.
إذا وضع كل منا أساسا متينا على المساحة التى يملكها لاستطاع أن يتوسع أفقيا ورأسيا فى البنيان الذى يترجم رسالته فى الحياه والتى يترجمها إلى مواقف وإنجازات وأفكار . يمكن لكل منا أن يحقق المعجزات فى مساحة الوطن التى يملكها بالكامل ويحولها إلى قاعدة لإطلاق صواريخ حلم التنمية والإصلاح الذى ننشده. خاصية النجاح فيما أدعو إليه هى " الإيجابية والمبادأة " فى التخطيط واتخاذ القرار وتحديد الأهداف واختيار الوسائل التى تحققها باستخدام الموارد المتاحة لكل منا . وكلما نجحنا فى زيادة تلك الموارد كلما كان باستطاعتنا أن نزيد – ليس فقط مساحة المتر المربع الذى نملكه – وإنما أيضا قيمته. حين يفعل كل منا ذلك وعينه على الوطن فلابد أن يتحد الملاك فى كيانات أكبر للدفاع عن مصالحهم من خلال " شبكة اتصالات " تتيح لهم مناقشة أمورهم ، واختيار أنسب الوسائل التى تجعل دفاعهم ومطالبهم مشروعة ومسموعة ومؤثرة. وكلما نجحنا فى توسيع دائرة أصحاب المصلحة فى وطن نسكنه ويسكننا كلما اتسعت رقعى المتر المربع لكل منا حتى تستوعب ملكياتنا الصغيرة فى الوطن مساحة الوطن كله . الأب الذى يحسن تربية أبنائه كمواطنين يعون حقوقهم وواجباتهم ، متحضرى السلوك، حبين للخير، ذوى ضمائر حية، يحسنون عملهم، واعيين لدورهم كمواطنين صالحين يسهمون فى تحسين جودة الحياه فى الوطن الذى يعيشون فيه، لاشك أنه يوسع من مساحة المتر المربع، ويوسع نطاق تأثيره ليشمل خلية متكاملة من المواطنين الواعين الفاعلين. والمدرس الذى يكتشف مواهب طلابه، ويحرص على أن يكون قدوة لهم، وحفزهم على التنافس الشريف والإبداع والابتكار، يفعل نفس الشيئ فيمتد تأثيره إلى وضع اللبنات الأولى للتطور العلمى لبلده. والعامل أو الحرفى الذى يراعى الله فى عمله، ويتقاضى أجره الحلال عن عمل يتسم بالجودة وعدم الاستغلال، ومثله التاجر الذى لاينتهز فرصة حاجات الناس إلى بضاعته فيغالى فى أسعاره أو يتلاعب فى الأصناف التى يبيعها، كلاهما يفشى قيم السلوك النبيل والمحبة والتعاطف بين أبناء الوطن الواحد. والنائب الذى يتعايش مع مشاكل الناخبين، ويسعى بإخلاص لحلها، ويستخدم نفوذه النيابى فى منع أذى الحكومة وقراراتها غير المدروسة على مقدرات الناس يتسع متره المربع ليشمل كل دائرته المؤيدين له والحريصين على استمراره نائبا لهم يعبر عن مطالبهم ويسعى لتحقيق طموحاتهم. وجمعيات المجتمع المدنى غير الحكومى التى تعمل فى مجالات التنمية المجتمعية وبناء القدرات الذاتية للناس للقضاء على الأمية ومساعدة المحتاجين تتسع رقعة ملكيتهم بمقدار اتساع نطاق خدماتهم للمجتمع ويصبح تأثيرهم طاغ على قطاعات عريضة من الناس الذين يثقون بهم وبقدارتهم. والمحامى الذى يتبنى قضايا وطنه ضمن مايتبناه من قضايا، فلايسكت على ظلم أو تجاوز فى حق مواطن ضعيف، ويقف فى وجه الظالم متسلحا بالقانون لايخشى فى الحق لومة لائم لايحتاج هو الآخر إلى توجيه أو أوامر من أحد لكى يفعل ذلك، بينما تتسع ملكيته فى الوطن بقدر القضايا التى خاضها دفاعا عن العدالة. والصحفى الذى يعتبر نفسه ترمومترا لحرارة الشارع ، ومرآة تعكس مشاكل الوطن كله، ويجيد التعبير عنها بقلمه، ويعرض قضايا المجتمع على الرأى العام، لايهاب تهديدا من صاحب نفوذ، ولايخضع لإغراء أو ابتزاز يكسب بدوره ملايين المؤيدين من قرائه تستوعبهم المساحة الضيقة التى يكتب فيها ولكن ملكيته فى الوطن تزيد إلى كيلومترات مربعة.
إذن يستطيع كل منا أن يستغل تأثيره على من حوله – فى حدود المتر المربع الذى يملكه – فى كسب عشرات الألوف من الأمتار المربعة التى يمتلكها من يتأثرون به ويقدمونها عن طيب خاطر أصواتا أو نشاطات أو تأييدا تحت الطلب لتحقيق مصلحة أو فائد مشرو ةعة يستفيدون منها جميعا. وحين يعى كل منا مقدار تأثيره فيما يملك، سوف نعى مقدار تأثيرنا – لو اتحدنا وتعاوننا – وإجماعنا بالأغلبية على مسار الوطن، وتوجهاته، ومقدراته ... التغيير يبدأ من هنا، فهل نعى الدرس ؟
والمترفى متر الذى أعنيه هنا هو المساحة التى يمتلكها كل منا وتخضع لسيطرته الكاملة، ولاتحتاج قراراته فيما يتعلق بطرق الاستفادة منها والوسائل التى يتبعها فى ذلك لأى قرارات سيادية أو قوانين أو محددات تعوق تحويل المتر فى متر الذى يملكه كل منا إلى خلية تشع خيرا وتجلب المنفعة للمالك والمنتفعين من أهله وذويه ومعارفه على السواء. وطبيعى أن تتفاوت مساحة الملكية الخاصة لك منا طبقا لمركزه، وعمله وحيثيات القرارات التى يتخذها لاستغلال كامل المساحة المتاحة له، ولكن يظل معنى المساواه فى الملكية بيننا دون تفرقة موجودا. هنا يمكن أن تكبر مساحة المتر المربع لكل منا لكى تستوعب مساحة الوطن كله . وقد يبدو الأمر فلسفيا فى شكله، ولكن المضمون بالقطع ليس كذلك لو نظرنا إلى ماأدعو إليه بشيئ من التدبر. بصراحة أنا أدعو هنا إلى أن يستصلح كل منا المتر المربع خاصته دون انتظار لأحد يتولى عنه عملية الإصلاح. فى الحالة الأولى نملك أن نتجنب الخطأ أو نصححه إذا وقع، أما فى الحالة الثانية فلا نملك إلا أن نعترض وأن نرفع أصواتنا بالشكوى، وقد يستجيب لشكوانا أو لايستجيب صاحب الحق فى اتخاذ القرار نيابة عنا بموجب التفويض الذى منحناه له. فى الحالة الأولى نحن ساده أصحاب قرار، وفى الثانية نحن تابعين نستجدى قرارا بمنحة أو عطية أو رفع ظلم. فى الأولى نتأكد من سلامة السفينة ووجهتها، وفى الثانية نكتفى بأن نحجز مكانا على السطح نتلهى بالمناظر المتتابعة عن المخاطر التى قد تعترض سفينة تسير دون بوصلة.
إذا وضع كل منا أساسا متينا على المساحة التى يملكها لاستطاع أن يتوسع أفقيا ورأسيا فى البنيان الذى يترجم رسالته فى الحياه والتى يترجمها إلى مواقف وإنجازات وأفكار . يمكن لكل منا أن يحقق المعجزات فى مساحة الوطن التى يملكها بالكامل ويحولها إلى قاعدة لإطلاق صواريخ حلم التنمية والإصلاح الذى ننشده. خاصية النجاح فيما أدعو إليه هى " الإيجابية والمبادأة " فى التخطيط واتخاذ القرار وتحديد الأهداف واختيار الوسائل التى تحققها باستخدام الموارد المتاحة لكل منا . وكلما نجحنا فى زيادة تلك الموارد كلما كان باستطاعتنا أن نزيد – ليس فقط مساحة المتر المربع الذى نملكه – وإنما أيضا قيمته. حين يفعل كل منا ذلك وعينه على الوطن فلابد أن يتحد الملاك فى كيانات أكبر للدفاع عن مصالحهم من خلال " شبكة اتصالات " تتيح لهم مناقشة أمورهم ، واختيار أنسب الوسائل التى تجعل دفاعهم ومطالبهم مشروعة ومسموعة ومؤثرة. وكلما نجحنا فى توسيع دائرة أصحاب المصلحة فى وطن نسكنه ويسكننا كلما اتسعت رقعى المتر المربع لكل منا حتى تستوعب ملكياتنا الصغيرة فى الوطن مساحة الوطن كله . الأب الذى يحسن تربية أبنائه كمواطنين يعون حقوقهم وواجباتهم ، متحضرى السلوك، حبين للخير، ذوى ضمائر حية، يحسنون عملهم، واعيين لدورهم كمواطنين صالحين يسهمون فى تحسين جودة الحياه فى الوطن الذى يعيشون فيه، لاشك أنه يوسع من مساحة المتر المربع، ويوسع نطاق تأثيره ليشمل خلية متكاملة من المواطنين الواعين الفاعلين. والمدرس الذى يكتشف مواهب طلابه، ويحرص على أن يكون قدوة لهم، وحفزهم على التنافس الشريف والإبداع والابتكار، يفعل نفس الشيئ فيمتد تأثيره إلى وضع اللبنات الأولى للتطور العلمى لبلده. والعامل أو الحرفى الذى يراعى الله فى عمله، ويتقاضى أجره الحلال عن عمل يتسم بالجودة وعدم الاستغلال، ومثله التاجر الذى لاينتهز فرصة حاجات الناس إلى بضاعته فيغالى فى أسعاره أو يتلاعب فى الأصناف التى يبيعها، كلاهما يفشى قيم السلوك النبيل والمحبة والتعاطف بين أبناء الوطن الواحد. والنائب الذى يتعايش مع مشاكل الناخبين، ويسعى بإخلاص لحلها، ويستخدم نفوذه النيابى فى منع أذى الحكومة وقراراتها غير المدروسة على مقدرات الناس يتسع متره المربع ليشمل كل دائرته المؤيدين له والحريصين على استمراره نائبا لهم يعبر عن مطالبهم ويسعى لتحقيق طموحاتهم. وجمعيات المجتمع المدنى غير الحكومى التى تعمل فى مجالات التنمية المجتمعية وبناء القدرات الذاتية للناس للقضاء على الأمية ومساعدة المحتاجين تتسع رقعة ملكيتهم بمقدار اتساع نطاق خدماتهم للمجتمع ويصبح تأثيرهم طاغ على قطاعات عريضة من الناس الذين يثقون بهم وبقدارتهم. والمحامى الذى يتبنى قضايا وطنه ضمن مايتبناه من قضايا، فلايسكت على ظلم أو تجاوز فى حق مواطن ضعيف، ويقف فى وجه الظالم متسلحا بالقانون لايخشى فى الحق لومة لائم لايحتاج هو الآخر إلى توجيه أو أوامر من أحد لكى يفعل ذلك، بينما تتسع ملكيته فى الوطن بقدر القضايا التى خاضها دفاعا عن العدالة. والصحفى الذى يعتبر نفسه ترمومترا لحرارة الشارع ، ومرآة تعكس مشاكل الوطن كله، ويجيد التعبير عنها بقلمه، ويعرض قضايا المجتمع على الرأى العام، لايهاب تهديدا من صاحب نفوذ، ولايخضع لإغراء أو ابتزاز يكسب بدوره ملايين المؤيدين من قرائه تستوعبهم المساحة الضيقة التى يكتب فيها ولكن ملكيته فى الوطن تزيد إلى كيلومترات مربعة.
إذن يستطيع كل منا أن يستغل تأثيره على من حوله – فى حدود المتر المربع الذى يملكه – فى كسب عشرات الألوف من الأمتار المربعة التى يمتلكها من يتأثرون به ويقدمونها عن طيب خاطر أصواتا أو نشاطات أو تأييدا تحت الطلب لتحقيق مصلحة أو فائد مشرو ةعة يستفيدون منها جميعا. وحين يعى كل منا مقدار تأثيره فيما يملك، سوف نعى مقدار تأثيرنا – لو اتحدنا وتعاوننا – وإجماعنا بالأغلبية على مسار الوطن، وتوجهاته، ومقدراته ... التغيير يبدأ من هنا، فهل نعى الدرس ؟
No comments:
Post a Comment