أطرح فى العنوان تسمية جديدة لإدارة البشر أوالناس ، سمها ماشئت فالمعنى فى النهاية لن يخرج عن كونه واحد من إثنين : إما أن تشعر الدولة أن الناس عبء يفوق قدرتها على إدارتهم واستغلال الموارد المتاحة للدولة وتنميتها بما يحقق رفاهيتهم ومن ثم ترتدى مسوح الحكمة وتخطط بمعزل عنهم باعتبارأنهم فاقدوا الأهلية للمشاركة فى شئون حياتهم، وإما حسن إدارة طاقات هؤلاء الناس بما يجعلهم شركاء حقيقيين فى تحقيق خطط تنمية مستدامة تزيد قدرات الوطن على استيعاب طموحاتهم وآمالهم. وطبيعى أن تكون نقطة البداية فى إدارة هذه "الطاقة" البشرية أن نركز على الشباب، وأن نوجه كل الإمكانات المتاحة لكى ننهض بمستواه التعليمى والفكرى والصحى ثم نراهن بعد ذلك على ترسيخ قيم الولاء والانتماء والإلتزام ، وهى الأعمدة الخرسانية اللازمة لإقامة وطن قوى عملاق. وأنا أعتبر التنظيم المبهر لأولمبياد بكين "صفعة" حادة على وجه كل الدول التى تئن وتتوجع من أى زيادة فى عدد سكانها كما لو كان أمرا غير طبيعيا، أو شيئا لايمكن التنبؤ به والاستعداد له. لقد فكروا فى كل شيئ من أول تشتيت السحب حتى لايسقط المطر، إلى السيطرة على نسب التلوث ، إلى "الحفاضات " الخاصة للحرس المنوط بهم حراسة الاستاد طوال يوم الافتتاح . وقريبا يبلغ تعداد الصينيين مليارا ونصف المليار، ولقد تجنبت أن أقول " سكان " بدلا من "تعداد" قاصدا التنبيه إلى أن الصين نجحت فى تصدير مواطنيها خارج حدودها ليضيفوا إلى دخلها القومى مزيدا من الدولارات يضاف إلى الجهد المحلى لكل الصينيين الذين يعملون "بكامل طاقتهم" داخل الصين نفسها حيث لايوجد صينى يعيش على جهد صينى آخر . وهذا هو مربط الفرس فى بلوانا فى هذا الوطن الذى يبدو أنه بسبيله إلى أن يفقد مقومات الوطن الذى يفخر أبناؤه بالانتماء إليه ويتمسكون بالعيش فيه والعمل على تطوره وتقدمه. يكاد وطننا أن يتحول إلى معسكر "بلاعمل" ومحطة مؤقتة لحين وجود البديل . الخلاصة أن شبابنا يفتقد إلى "القيادة بالقدوة" . وحتى لايساء فهم مقصدى بأنى أحمل الشباب وحدهم مسئولية ماآل إليه حالهم ، تعالوا نضرب أمثلة واقعية مما آل إليه حال النظام والقيادات التى اختارها لتمثله والأسباب التى ساهمت فى أن يكفر الشباب بالوعود ويفقد الأمل فى المستقبل :
· تتحول المدارس والجامعات التى تعلمنا فيها – وهى حكومية ومجانية - من مصانع للرجال تعدهم تربويا وفكريا وبدنيا من خلال برامج تعليمية جيدة ومشاركات حقيقية فى الأنشطة إلى "خرابات" تكتظ بالطلاب ، ويتحول المدرس إلى "مندوب مبيعات" يسوق لكتب الغير نظير عمولة أو يصطاد زبائن محتملين للدروس الخاصة التى يعقدها فى مجموعات أو فصول ولكن لحسابه الخاص خارج النظام. وتنفصل وظيفة التربية عن التعليم فيتخرج طلاب بلا تربية ولاتعليم وتفقد الدولة مليارات كل عام من أموال دافعى الضرائب ، استثمار بلا عائد اللهم عائدا سلبيا مدمرا بتخريج مهندسين ومحامين ومدرسين وأطباء فاسدون يستنزفون موارد الوطن لحسابهم الخاص ولايفهمون معنى "أخلاقيات المهنة"، ويبدو المسئولين كالبلهاء حين تقع العمارات أو يتاجر فى الأعضاء أو يرتشى بعض رجال القضاء أويسرق بعض المحامون والضباط أو يتبنى بعض رجال الأعمال الفساد فيفسدون غيرهم لكى لاتتعطل مصالحهم.
· يباع لنا الوهم بأن الدولة تعنى بالشباب ، وتحتار كيف تقنن ذلك ، وتتغير الوزارات والوزراء والمجالس العليا لرعايتهم. ويخرج علينا من يبشر تبشير الواثق من أن مصر سوف تستضيف المونديال بعد أن أتمت استعداداتها، وأن فرصتنا فى النجاح لايشوبها أدنى شك . ونفاجأ بحصولنا على صفر فى تقييم اللجنة التى حضرت لتقييم الاستعدادات. ولم نسمع ولا صوت رسمى ينادى بمحاسبة المسئولين الذين أهدروا الملايين على سفريات للتسوق والفرجة، وباعوا الوهم ، وخدعوا أصحاب القرار الذى ماكان يجب أن ينخدعوا لسذاجة الإدعاءات وعدم كفاءة المسئولين. ولايزال الذين قاموا بعملية النصب فى مواقعهم يرتعون فى نعيم الوطن بمرتبات ومخصصات وحراسات يدفعها المجنى عليهم غصبا ولايسامحون فيها انتظارا ليوم الحساب .
· ثم نحظى بشرف الحصول على صفر آخر فى دورة الألعاب الأولمبية فى بكين هذا العام والذى صرف على من اشتركوا فيه أكثر من 40 مليونا . سافرت البعثات وأكلت وشربت وحصلت على بدلات ، وعادت وفى يدها ميدالية برونزية يتيمة تستحق أن تدرج فى موسوعة جينيس للأرقام القياسية باعتبارها أغلى مسبوكة برونزية فى التاريخ . ثم نعرف بعد ذلك أن الاستعداد الحقيقى للاعبين لم يبدأ إلا قبل الدورة بعدة أسابيع فى الوقت الذى تبدأ كل الدول فى الاستعداد لكل دورة بمجرد انتهاء الدورة التى تسبقها . عاد فطاحل المسئولين عن الدورة بعد أن " فرشوا الملاية " لبعضهم البعض وتوعدوا بعضهم البعض سوء العاقبة عند عودتهم إلى مصر. وياليتهم فعلوا ذلك غيرة على الهزائم المتتالية أو على الشرف والكبرياء الوطنى وإنما على مسائل شخصية تتعلق بأماكن الجلوس، ومن منهم رئيس من . وتشكل لجان للاستماع والتحقيق ، وتصرف مئات الألوف للوصول إلى حقيقة ماحدث والذى كان متوقعا لرجل الشارع البسيط بدون حاجة إلى لجان ولا إلى تحقيق .
· يحترق مجلس الشورى بالكامل ونتبين عدم تأمين المجلس بأى نظام إطفاء ذاتى ينبه ويطفئ مثلما هو الحال فى كل الدنيا، بل يصدمنا أداء الأجهزة المسئولة وبطئ ردود أفعالها وتضارب اختصاصاتها، ونفقد أثرا جميلا كان قصرا أحسن تصميمه واستغلاله فى عهد قالت الثورة عنه أنه فاسد وفاشل . ويخرج علينا المسئولون يقفون على خلفية ألسنة اللهب تلتهم المبنى، والمحاولات البائسة اليائسة لانقاذه لكى يؤكدوا – حتى قبل أن تبدأ التحقيقات ويعرف سبب الحريق – أنه لاإهمال وراء ماحدث ، وأن شيئا من مستندات ومحفوظات المجلس (طبعا يقصدون أكوام المضابط والتقارير) لم تمسها النار، بينما يقف الناس على الرصيف المواجة لمكان الكارثة يصورون الحدث ويتهكمون ويتبادلون النكات دون أن يعرض أحد المساعدة . الناس يتشفون فى حريق يكاد يقضى على بنايتى المجلسين التشريعيين اللذين أصبح المصريون يعتبرونهما رمزين للظلم والقوانين المقيدة للحريات والتى تثقل كاهلهم وتجعل حياتهم أكثر بؤسا، ويعرفون بفطرتهم أن احتمال التخريب لإخفاء أدلة الفساد فى جرائم كثيرة محل مساءلة واستجواب وارد. صورة هزلية لكارثة حقيقية حصلت فيه القيادات كلها على صفر أكبر بكثير من صفر المونديال فى إدارة الأزمة. وكما هو الحال دائما يطلب رئيس الدولة التحقيق، ويتكرر سيناريو الدهشة من حدوث الكارثة التى توافرت لها كل أسباب الإهمال وسوء الإدارة ، وتعلن النتائج ، ولايتغير الحال ، وتظل القيادات فى مواقعها، مثلما أن غيرهم ممن سمموا شعب مصر أو أغرقوه فى البحر أو حرقوا أبناءه فى مسارح الدولة فى مواقعهم لايجرؤ على الاقتراب منهم أحد.
· وأخيرا ذلك الهوس بمسلسل تركى وأبطاله إلى الحد الذى تزيد بسببه حالات الطلاق فى بعض البلدان العربية، وإقامة حفلات الزواج – وياللمهزلة والجهل – فى البلد التى أكرمها الله بأشرف المقدسات على موسيقى مقدمة المسلسل وإسمه "سنوات الضياع". أما فى مصر فقد قامت المظاهرات على شاطئ الصفوة يحمل أبناؤهم اللافتات ويرتدون القمصان التى تحمل صور بطل المسلسل وبطلته اعتراضا على تجرؤ إمام مسجد انتقد المسلسل وتأثيره على الشباب. هل هناك تفاهة أكثر من ذلك ؟ وهل هناك دليل أبلغ على فراغ العقل والوقت والقلب لأكثر من 34% من تعداد السكان فى مصر ؟ من الذى يتحمل وزر مايحدث فى الدنيا والآخرة ؟
لقد استغلت السعودية الأولمبياد وأرسلت بعثة تدرس الاستفادة من خبرة الصين فى التعامل مع المجاميع الكبيرة بما يساعدهم على حسن إدارة مواسم الحج . وأنا هنا أدعو إلى استيراد الخبراء – مادامت الدولة لاتعترف بخبرائها وتصر على أن تضع فى مواقع المسئولية أهل الثقة من المعوقين إداريا– لكى يدربوا المسئولين الذين تختارهم الدولة لشغل مناصبها على نظم الإدارة الحديثة بكل عناصرها من موارد بشرية إلى بناء القدرات الذاتية إلى إدارة الأزمات ، وأهم من هذا وذاك "إدارة الطاقة البشرية" وهو الإسم الجديد الذى أقترحه لإدارة وطن يتوافر به الكفاءات والموارد ولاينقصه سوى حسن الإدارة .
· تتحول المدارس والجامعات التى تعلمنا فيها – وهى حكومية ومجانية - من مصانع للرجال تعدهم تربويا وفكريا وبدنيا من خلال برامج تعليمية جيدة ومشاركات حقيقية فى الأنشطة إلى "خرابات" تكتظ بالطلاب ، ويتحول المدرس إلى "مندوب مبيعات" يسوق لكتب الغير نظير عمولة أو يصطاد زبائن محتملين للدروس الخاصة التى يعقدها فى مجموعات أو فصول ولكن لحسابه الخاص خارج النظام. وتنفصل وظيفة التربية عن التعليم فيتخرج طلاب بلا تربية ولاتعليم وتفقد الدولة مليارات كل عام من أموال دافعى الضرائب ، استثمار بلا عائد اللهم عائدا سلبيا مدمرا بتخريج مهندسين ومحامين ومدرسين وأطباء فاسدون يستنزفون موارد الوطن لحسابهم الخاص ولايفهمون معنى "أخلاقيات المهنة"، ويبدو المسئولين كالبلهاء حين تقع العمارات أو يتاجر فى الأعضاء أو يرتشى بعض رجال القضاء أويسرق بعض المحامون والضباط أو يتبنى بعض رجال الأعمال الفساد فيفسدون غيرهم لكى لاتتعطل مصالحهم.
· يباع لنا الوهم بأن الدولة تعنى بالشباب ، وتحتار كيف تقنن ذلك ، وتتغير الوزارات والوزراء والمجالس العليا لرعايتهم. ويخرج علينا من يبشر تبشير الواثق من أن مصر سوف تستضيف المونديال بعد أن أتمت استعداداتها، وأن فرصتنا فى النجاح لايشوبها أدنى شك . ونفاجأ بحصولنا على صفر فى تقييم اللجنة التى حضرت لتقييم الاستعدادات. ولم نسمع ولا صوت رسمى ينادى بمحاسبة المسئولين الذين أهدروا الملايين على سفريات للتسوق والفرجة، وباعوا الوهم ، وخدعوا أصحاب القرار الذى ماكان يجب أن ينخدعوا لسذاجة الإدعاءات وعدم كفاءة المسئولين. ولايزال الذين قاموا بعملية النصب فى مواقعهم يرتعون فى نعيم الوطن بمرتبات ومخصصات وحراسات يدفعها المجنى عليهم غصبا ولايسامحون فيها انتظارا ليوم الحساب .
· ثم نحظى بشرف الحصول على صفر آخر فى دورة الألعاب الأولمبية فى بكين هذا العام والذى صرف على من اشتركوا فيه أكثر من 40 مليونا . سافرت البعثات وأكلت وشربت وحصلت على بدلات ، وعادت وفى يدها ميدالية برونزية يتيمة تستحق أن تدرج فى موسوعة جينيس للأرقام القياسية باعتبارها أغلى مسبوكة برونزية فى التاريخ . ثم نعرف بعد ذلك أن الاستعداد الحقيقى للاعبين لم يبدأ إلا قبل الدورة بعدة أسابيع فى الوقت الذى تبدأ كل الدول فى الاستعداد لكل دورة بمجرد انتهاء الدورة التى تسبقها . عاد فطاحل المسئولين عن الدورة بعد أن " فرشوا الملاية " لبعضهم البعض وتوعدوا بعضهم البعض سوء العاقبة عند عودتهم إلى مصر. وياليتهم فعلوا ذلك غيرة على الهزائم المتتالية أو على الشرف والكبرياء الوطنى وإنما على مسائل شخصية تتعلق بأماكن الجلوس، ومن منهم رئيس من . وتشكل لجان للاستماع والتحقيق ، وتصرف مئات الألوف للوصول إلى حقيقة ماحدث والذى كان متوقعا لرجل الشارع البسيط بدون حاجة إلى لجان ولا إلى تحقيق .
· يحترق مجلس الشورى بالكامل ونتبين عدم تأمين المجلس بأى نظام إطفاء ذاتى ينبه ويطفئ مثلما هو الحال فى كل الدنيا، بل يصدمنا أداء الأجهزة المسئولة وبطئ ردود أفعالها وتضارب اختصاصاتها، ونفقد أثرا جميلا كان قصرا أحسن تصميمه واستغلاله فى عهد قالت الثورة عنه أنه فاسد وفاشل . ويخرج علينا المسئولون يقفون على خلفية ألسنة اللهب تلتهم المبنى، والمحاولات البائسة اليائسة لانقاذه لكى يؤكدوا – حتى قبل أن تبدأ التحقيقات ويعرف سبب الحريق – أنه لاإهمال وراء ماحدث ، وأن شيئا من مستندات ومحفوظات المجلس (طبعا يقصدون أكوام المضابط والتقارير) لم تمسها النار، بينما يقف الناس على الرصيف المواجة لمكان الكارثة يصورون الحدث ويتهكمون ويتبادلون النكات دون أن يعرض أحد المساعدة . الناس يتشفون فى حريق يكاد يقضى على بنايتى المجلسين التشريعيين اللذين أصبح المصريون يعتبرونهما رمزين للظلم والقوانين المقيدة للحريات والتى تثقل كاهلهم وتجعل حياتهم أكثر بؤسا، ويعرفون بفطرتهم أن احتمال التخريب لإخفاء أدلة الفساد فى جرائم كثيرة محل مساءلة واستجواب وارد. صورة هزلية لكارثة حقيقية حصلت فيه القيادات كلها على صفر أكبر بكثير من صفر المونديال فى إدارة الأزمة. وكما هو الحال دائما يطلب رئيس الدولة التحقيق، ويتكرر سيناريو الدهشة من حدوث الكارثة التى توافرت لها كل أسباب الإهمال وسوء الإدارة ، وتعلن النتائج ، ولايتغير الحال ، وتظل القيادات فى مواقعها، مثلما أن غيرهم ممن سمموا شعب مصر أو أغرقوه فى البحر أو حرقوا أبناءه فى مسارح الدولة فى مواقعهم لايجرؤ على الاقتراب منهم أحد.
· وأخيرا ذلك الهوس بمسلسل تركى وأبطاله إلى الحد الذى تزيد بسببه حالات الطلاق فى بعض البلدان العربية، وإقامة حفلات الزواج – وياللمهزلة والجهل – فى البلد التى أكرمها الله بأشرف المقدسات على موسيقى مقدمة المسلسل وإسمه "سنوات الضياع". أما فى مصر فقد قامت المظاهرات على شاطئ الصفوة يحمل أبناؤهم اللافتات ويرتدون القمصان التى تحمل صور بطل المسلسل وبطلته اعتراضا على تجرؤ إمام مسجد انتقد المسلسل وتأثيره على الشباب. هل هناك تفاهة أكثر من ذلك ؟ وهل هناك دليل أبلغ على فراغ العقل والوقت والقلب لأكثر من 34% من تعداد السكان فى مصر ؟ من الذى يتحمل وزر مايحدث فى الدنيا والآخرة ؟
لقد استغلت السعودية الأولمبياد وأرسلت بعثة تدرس الاستفادة من خبرة الصين فى التعامل مع المجاميع الكبيرة بما يساعدهم على حسن إدارة مواسم الحج . وأنا هنا أدعو إلى استيراد الخبراء – مادامت الدولة لاتعترف بخبرائها وتصر على أن تضع فى مواقع المسئولية أهل الثقة من المعوقين إداريا– لكى يدربوا المسئولين الذين تختارهم الدولة لشغل مناصبها على نظم الإدارة الحديثة بكل عناصرها من موارد بشرية إلى بناء القدرات الذاتية إلى إدارة الأزمات ، وأهم من هذا وذاك "إدارة الطاقة البشرية" وهو الإسم الجديد الذى أقترحه لإدارة وطن يتوافر به الكفاءات والموارد ولاينقصه سوى حسن الإدارة .
No comments:
Post a Comment