أكره أن أقرر أن غالبية الناس فى مصر أصابهم نوع من التبلد تجاه أى مشروع إصلاحى يهدف إلى التطوير الذى هو فى جوهره تغيير لوضع راهن ثبت تقصيره فى كثير من الأمور التى لاتحقق طموحات الناس ولاتضمن العدالة فى التعامل معهم .. تصلبت شرايين الوطن فأقعدته عن الحركة وأصبح الدم الذى يصل إلى القلب يكفى بالكاد لكى يقضى الناس حاجاتهم الضرورية ويعتبرون ذلك إنجازا كبيرا يستحق التوقف عنده لالتقاط الأنفاس قبل بدء رحلة جديدة تحقق نفس الحد الأدنى من المطالب الأساسية التى يقف عندها حد الطموح لدى الناس .. الخوف ليس على هذه المرحلة من التيبس الذى يزحف على كيان الوطن ، وإنما فى أن يصل المرض إلى المخ فيصاب الوطن – ممثلا فى مؤسساته – بالعجز الكامل عن ملاحقة التغيير الذى يفرضه التطوير المستمر والمتسارع حولنا لكى يعلى من قدر دول كثيرة حولنا واجهت التغيير بشجاعة بينما نبحث نحن على وظيفة آمنة تدر دخلا ثابتا مهما كان قليلا ، وعمل لايتطلب مجهودا ذهنيا يضطرنا إلى التفكير .. أخاف أن "يتحور" فيروس العجز الذى أصابنا إلى نوع من " تعب المحارب " الذى يبحث عن ظل شجرة يتمدد تحتها بعد أن يلقى سلاحه ثم يستغرق فى حلم طويل يجد فيه حلولا جاهزة لمشاكله دون أن يبذل فيها جهدا حتى ولو بمساعدة من الغير.. هنا يصبح إيجاد الدواء صعبا إن لم يكن مستحيلا.. جوقات العزف على أوتار المستحيل جاهزة فى كل مكان ولها أساليبها التى لاتتغير فى محاولة إجهاض أى محاولة لتغيير الأمر الواقع الذى تأقلم عليه الناس وتأخذ شكل فرق مختلفة ، مثل :
· شهداء التغيير .. وهؤلاء يمثلون بإتقان وأحيانا ببله دور ضحايا التغيير المنتظر ، وأنه يستهدفهم بالدرجة الأولى وأن المؤسسة التى يعملون بها لم تكن لتفكر فى أى تطوير مالم تكن قد بيتت النية على التخلص منهم أو دفعهم دفعا لكى يستقيلوا أو يقبلوا أى أعمال تسند أليهم .. ويحاول هؤلاء بشتى الطرق كسب تأييد غيرهم من غير المنتجين أو الرافضين للتعلم محدودى القدرات الذين يتمسكون بالبقاء بالمؤسسة بأى ثمن لأنهم غير مطلوبين فى سوق العمل ومن ثم لم تم فعلا التخلص منهم فإنهم سوف لايجدون عملا وإن وجدوا فأعمال لايمكن مقارنتها بما هم فيه .
· فريق المتشككين .. ووسيلة هؤلاء فى مقاومة التغيير أنهم يأخذون جزءا من الحقيقة ويبنون عليه هيكلا سلبيا من الأكاذيب التى يصدقونها من كثرة ترديدها .. يدعون أنهم يعرفون وأن "الناس كلها" تقول كذا وكيت ، أو أنهم قد اطلعوا صدفة على تقرير سرى به الحقائق التى لاتعلن على الناس .. ويجمع بين هؤلاء والفئة الأولى الدفاع عن مصالح شخصية خاصة يدافعون عنها باستماته ولتذهب مصلحة المؤسسة وباقى العاملين بها إلى الجحيم .. وقد يستهدف التشكيك شخص المسئول عن قيادة التغيير حتى ينفر منه الناس وتشككوا فى نواياه .
· فريق "كان غيرك أشطر" .. وهم ممن عاصروا تجارب سابقة فاشلة عاشتها المؤسسة فأصبحوا لايثقون فى أى تجارب أخرى تعد نفس الوعود التى سمعوها من قبل .. نوع من "تجميد الزمن" عند نقطة معينة وتعميم لنمط عانوا منه .. وهؤلاء لايكلفون أنفسهم عناء المقارنة بين قدرات من يتولون التغيير ولاخبراتهم السابقة ولا طريقتهم فى إحداث التغيير ولا إمكانية تنفيذ مايعدون به ولا التزامهم بنتائج محددة ولا اعتمادهم على الموارد المتاحة التى هى ضمان لتنفيذ أى خطة تطوير ولا على التزام قيادة المؤسسة بالوقوف وراء جهود التطوير إلى الأحسن فى المؤسسة .. هذا الفريق يفضل أن بمارس خبرات تعلمها من قديم واساليب اعتاد عليها بدلا من المغامرة غير المحسوبة بارتياد مجالات جديدة قد لايقدروا على تحمل أعبائها.
· فريق "يبقى الحال على ماهو عليه" .. وذلك دفاعا عن مكاسب تراكمت على مر السنين ويخشى فقدانها .. وخطورة هؤلاء أنهم يجدون كثيرا من المتعاطفين معهم .. يجمعهم كفريق أنانية مفرطة وإحساس عال جدا بالذات التى قد تنتفخ إلى درجة لم يعد العالم كله يسعها، ومبالغات فجة فى قيمتهم للمؤسسة وما قدموه لها خلال السنوات الماضية .. لديهم إحساس جارف بأنهم قد اصبحوا فوق النقد وأن عملهم لايخضع للتقييم وأن المؤسسة لايمكن أن تستغنى عنهم .. تتوحد شخصياتهم مع شخصية المؤسسة كما لو كانا كيانا واحدا .. المديرين من هؤلاء يحكمون مرءوسيهم بالقهر ولايسمحون لهم بإبداء الآراء ولابالمشاركة فى القرار .. يفرضون مايريدون ولايتوقعون غير الطاعة العمياء التى يقيمون اداء مرءوسيهم على أساسها وليس على أساس كفاءتهم فى العمل.
· وأخيرا ، من أسميهم "فريق الرومان" الذين يخشون ظهور "سبارتاكوس" جديد يقود ثورة العبيد فيثورون على أشكال وأنماط وقوالب قديمة بالية لاتساير الزمن ولاتواكب التقدم ، خاصة لو كان المرءوسين أكثر منهم علما وخبرة .. يفضلون العمل مع "قطط معمضة" بدلا من مرءوسين يعرفون حقوقهم وواجباتهم ويتطلعون على تحسين أحوالهم والتمتع بعوائد أعمالهم وإصرارهم عل العدالة فى المعاملة وإتاحة فرص النمو والتعلم لهم باعتبارهم "شركاء" وليسوا متفرجين .
التغيير فى كل دول العالم المتقدم ضرورة حياه ، وواقع لابد من الإستعداد له والتعايش معه، وعندنا حرب ضروس يضيع فيها الضحايا وينقسم الناس فيها شيعا وأحزابا كل يحمل بيرقا يريد أن يضعه أعلى الجبل بعد أن يقضى على باقى قوات "الأعدقاء" حين يضيع الخط الفاصل بين المتحالفين على الخير والمتحالفين على الشر .. ويضيع مع الضحايا إيقاع التغيير وفرص اللحاق بالتطور حولنا .. ويصعد الناس إلى القمر ويكتشفوا كواكب أخرى يمكن الإنتقال للعيش عليها بينما نتقاتل نحن على شبر أرض نبنى عليه فى النهاية قبرا يحتوينا بعد أن تصيبنا الطعنات فى مقتل .
· شهداء التغيير .. وهؤلاء يمثلون بإتقان وأحيانا ببله دور ضحايا التغيير المنتظر ، وأنه يستهدفهم بالدرجة الأولى وأن المؤسسة التى يعملون بها لم تكن لتفكر فى أى تطوير مالم تكن قد بيتت النية على التخلص منهم أو دفعهم دفعا لكى يستقيلوا أو يقبلوا أى أعمال تسند أليهم .. ويحاول هؤلاء بشتى الطرق كسب تأييد غيرهم من غير المنتجين أو الرافضين للتعلم محدودى القدرات الذين يتمسكون بالبقاء بالمؤسسة بأى ثمن لأنهم غير مطلوبين فى سوق العمل ومن ثم لم تم فعلا التخلص منهم فإنهم سوف لايجدون عملا وإن وجدوا فأعمال لايمكن مقارنتها بما هم فيه .
· فريق المتشككين .. ووسيلة هؤلاء فى مقاومة التغيير أنهم يأخذون جزءا من الحقيقة ويبنون عليه هيكلا سلبيا من الأكاذيب التى يصدقونها من كثرة ترديدها .. يدعون أنهم يعرفون وأن "الناس كلها" تقول كذا وكيت ، أو أنهم قد اطلعوا صدفة على تقرير سرى به الحقائق التى لاتعلن على الناس .. ويجمع بين هؤلاء والفئة الأولى الدفاع عن مصالح شخصية خاصة يدافعون عنها باستماته ولتذهب مصلحة المؤسسة وباقى العاملين بها إلى الجحيم .. وقد يستهدف التشكيك شخص المسئول عن قيادة التغيير حتى ينفر منه الناس وتشككوا فى نواياه .
· فريق "كان غيرك أشطر" .. وهم ممن عاصروا تجارب سابقة فاشلة عاشتها المؤسسة فأصبحوا لايثقون فى أى تجارب أخرى تعد نفس الوعود التى سمعوها من قبل .. نوع من "تجميد الزمن" عند نقطة معينة وتعميم لنمط عانوا منه .. وهؤلاء لايكلفون أنفسهم عناء المقارنة بين قدرات من يتولون التغيير ولاخبراتهم السابقة ولا طريقتهم فى إحداث التغيير ولا إمكانية تنفيذ مايعدون به ولا التزامهم بنتائج محددة ولا اعتمادهم على الموارد المتاحة التى هى ضمان لتنفيذ أى خطة تطوير ولا على التزام قيادة المؤسسة بالوقوف وراء جهود التطوير إلى الأحسن فى المؤسسة .. هذا الفريق يفضل أن بمارس خبرات تعلمها من قديم واساليب اعتاد عليها بدلا من المغامرة غير المحسوبة بارتياد مجالات جديدة قد لايقدروا على تحمل أعبائها.
· فريق "يبقى الحال على ماهو عليه" .. وذلك دفاعا عن مكاسب تراكمت على مر السنين ويخشى فقدانها .. وخطورة هؤلاء أنهم يجدون كثيرا من المتعاطفين معهم .. يجمعهم كفريق أنانية مفرطة وإحساس عال جدا بالذات التى قد تنتفخ إلى درجة لم يعد العالم كله يسعها، ومبالغات فجة فى قيمتهم للمؤسسة وما قدموه لها خلال السنوات الماضية .. لديهم إحساس جارف بأنهم قد اصبحوا فوق النقد وأن عملهم لايخضع للتقييم وأن المؤسسة لايمكن أن تستغنى عنهم .. تتوحد شخصياتهم مع شخصية المؤسسة كما لو كانا كيانا واحدا .. المديرين من هؤلاء يحكمون مرءوسيهم بالقهر ولايسمحون لهم بإبداء الآراء ولابالمشاركة فى القرار .. يفرضون مايريدون ولايتوقعون غير الطاعة العمياء التى يقيمون اداء مرءوسيهم على أساسها وليس على أساس كفاءتهم فى العمل.
· وأخيرا ، من أسميهم "فريق الرومان" الذين يخشون ظهور "سبارتاكوس" جديد يقود ثورة العبيد فيثورون على أشكال وأنماط وقوالب قديمة بالية لاتساير الزمن ولاتواكب التقدم ، خاصة لو كان المرءوسين أكثر منهم علما وخبرة .. يفضلون العمل مع "قطط معمضة" بدلا من مرءوسين يعرفون حقوقهم وواجباتهم ويتطلعون على تحسين أحوالهم والتمتع بعوائد أعمالهم وإصرارهم عل العدالة فى المعاملة وإتاحة فرص النمو والتعلم لهم باعتبارهم "شركاء" وليسوا متفرجين .
التغيير فى كل دول العالم المتقدم ضرورة حياه ، وواقع لابد من الإستعداد له والتعايش معه، وعندنا حرب ضروس يضيع فيها الضحايا وينقسم الناس فيها شيعا وأحزابا كل يحمل بيرقا يريد أن يضعه أعلى الجبل بعد أن يقضى على باقى قوات "الأعدقاء" حين يضيع الخط الفاصل بين المتحالفين على الخير والمتحالفين على الشر .. ويضيع مع الضحايا إيقاع التغيير وفرص اللحاق بالتطور حولنا .. ويصعد الناس إلى القمر ويكتشفوا كواكب أخرى يمكن الإنتقال للعيش عليها بينما نتقاتل نحن على شبر أرض نبنى عليه فى النهاية قبرا يحتوينا بعد أن تصيبنا الطعنات فى مقتل .
1 comment:
تحليل عن واقع معاش ووضع سائد، وإن كنت أود أن أضيف صنف أخر من "جوقات العزف على أوتار المستحيل" وهم "فرسان اللعب على الحبلين" أصحاب اللا مبدأ الذين دفعوا برهانهم على كل الجياد في الحلبة وألقوا شباكهم في كل الساحات وأراهم اليوم يضحكون ضحكة خبيثة أن شباكهم حتما ستعود اليهم عامرة ورهانهم كسبان كسبان.
Post a Comment