Sunday, August 19, 2012

المصلون رهائن ,, والمتسولون برخصة؟!


ظاهرتان أعتبرهما قمة التخلف فى مصر، يشينون حاضرها وينسفون أى إدعاء بتحسن الأحوال الإقتصادية والإجتماعية فيها .. الظاهرة الأولى موجودة وتتزايد وتنتشر إنتشارا سرطانيا أصبح يتطلب التدخل الجراحى بالبتر وتسهم فى زيادة تخلف الناس وجهلهم ويقوم بها مجموعات ذوى هدف واحد ومصلحة شخصية عليا وتستميت لكى تصبح الظاهرة أمرا واقعا يستحيل تغييره ويستغلون الفوضى الدينية التى نعيشها وغياب أى جهة مسئولة تنظم وتحاسب وتضبط رغم وجود وزارة للأوقاف المفوض أن تتبعها كل مساجد مصر وزواياها ولكنها يعمها الفساد والتناحر بين قياداتها الذين – لو صح مايتداول عنهم لوجب أن يحجز لهم عنبر كامل فى طره على غرار أمثالهم من المنحرفين والأفاقين ومدعى التدين - وانحسار دور الأزهر وكفاحه المجيد والشرس لكى يظل مجرد رمز وشعار يرفعه أهله للتباهى بتاريخه وعلمائه دون أن يكون له دور فعلى فى ضبط إيقاع ومسار الإسلام ومايمارس باسمه فى مصر على أرض الواقع ويكتفى بين الحين والحين بإصدار بيان أو إعلان موقف من قضية هامشية مطروحة، إلى جانب المجاملات التقليدية فى الأعياد والمناسبات الدينية وينتهى الأمر عند هذا الحد. 

المجموعات التى أتحدث عنها من "مختطفى المصلين" هم من الجهال وأنصاف المتعلمين وبعض موظفى المساجد من أئمة ومقيمى شعائر يحتلون المساجد والزوايا باتفاق ودى بينهم لاتعلم عنه وزارة الأوقاف شيئا، ويستغلون المناسبات الدينية مثل شهر رمضان ليكثفوا وجودهم بتنظيم وتقسيم للعمل بينهم ويمثلون إرهابا للمصلين الذين يؤخذون رهائن لاضطرارهم للذهاب إلى تلك المساجد لأداء شعائرهم .. أدواتهم فى الإرهاب الدينى أن يظلوا يصرخون هستيريا فى الميكروفونات المنتشرة على أسطح العمارات وفى الشوارع المحيطة بتلك المساجد والزوايا ليل نهار بكلام غث سطحى ساذج لايفيد الناس شيئا ويبتدعون أفعالا وأقوالا لاتمت للإسلام الصحيح بصلة مثل الخطبة التى يلقيها أحدهم بين ركعات التراويح والقصائد الدينية فى مدح الرسول .. كل همهم أن يبقوا المصلين "محتجزين" لايفرجون عنهم لأطول مدة ممكنة بينما يتبادلون الأدوار ويتفننون فى إجهادهم نظير مكافآت يحصلون عليها من صناديق الزكاة بتلك المساجد والجمعيات الخيرية التى من المفروض أن تصرف ماتجمعه من اموال على الفقراء والمساكين ومستحقى الزكاة .. لقد صعقت حين عرفت أن أحد هؤلاء يؤم المصلين نصف الوقت ويتقاضى 6000 جنيه من المسجد أى عن 30 ساعة عمل بافتراض أنه يؤم الناس ساعة كل يوم خلال شهر رمضان، أى أن ساعة سيادته بمائتى جنيه مثله مثل أى خبير عالمى فى أى فرع من فروع العلم .. واللافت للنظر أن أئمة المساجد المعينين من قبل وزارة الأوقاف يختفون أثناء رمضان ليظهروا فى مساجد أخرى نظير مكافأة ويتركون مساجدهم لغيرهم فى إطار خطة متفق عليها كما قلت لتبادل المنفعة ويقال أن ذلك يتم بالإتفاق مع مديرى الأوقاف الموزعين من قبل وزارة الأوقاف على الأحياء نظيرحصولهم على جزء من الكعكة ويقال أن بعضهم يتقاضى رواتب شهرية من الأئمة لكى يخصصوا لهم كبرى المساجد ذات الموارد المجزية حيث أن هؤلاء الأمة يتقاضون كذلك رواتب من تلك المساج إلى جانب رواتبهم من وزارة الأوقاف.. إلى هذا الحد بلغ الفساد فى الوزارة المسئولة عن الدين فى مصر والتى ينبغى أن يحيل النائب العام المسئولين فيها للتحقيق إذا لم يبادر الوزير الجديد بذلك من تلقاء نفسه.

الظاهرة الثانية هى جيوش جامعى القمامة اللذين يقطعون الطريق على كل رائح وغاد يحملون مقشات ويجرون عربات لايفعلون بها شيئا ويرتدون زيا عليه إسم الجهة التى يتبعونها وهى إما "هيئة نظافة القاهرة" أو أحد الشركات الخاصة التى تعاقدت معها الحكومة .. هؤلاء تحولوا إلى متسولين برخصة ويزداد عددهم ويتكاثرون دون أن يلفت ذلك نظر المسئولين عنهم فيتدخل ليمنع تلك المهزلة التى تسيئ إلى سمعة مصر واسمها وتنغض على الناس حياتها وتمثل إهمالا جسيما فى أداء الواجبات الوظيفية فى الإشراف على جيوش من العمال يتقاضون أجورا عن عمل لايؤدونه، ويفضلون عليه التسول والبلطجة وقطع الطريق .. أصبح رمضان والعيد مناسبات لابتزاز الناس والإساءة للإسلام ولشعب بأكمله تسبب فيه عدم أداء المسئولين عن انتشار تلك الظواهر المسيئة لعملهم وعدم تعرضهم لأى حساب أو جزاء واستمرارهم فى أعمالهم وتقاضيهم رواتبا لايستحقونها.

سوف أعتبر ذلك رسالة موجهة لرئيس وزراء مصر الذى يعلم صحة ماأقول من واقع معايشته للناس فى الشارع وذلك شيء يحسب له، وبلاغ للنائب العام للتحقيق مع المسئولين فى الجهتين: مديريات الأوقاف التابعة لوزارة الأوقاف والذين تتبعهم المساجد فى الأسس التى يتم على أساسها تعيين الدعاة أو "تدويرهم" بين المساجد والمؤهلات المطلوب توافرها فيهم، وعما إذا كانوا جميعا موظفون يتبعون وزارة الأوقاف ونظام الأجور والمكافآت التى تصرف لهم نظير عملهم ونوع الرقابة التى تمارسه تلك المديريات على أداء تلك المساجد، ثم المسئولين بهيئة نظافة القاهرة وهى الجهة المسئولة عن جامعى القمامة الذين تحولوا إلى متسولين يلبسون زى الهيئة ويستغلون الأدوات التى تصرفها لهم لقطع الطريق على المارة للتسول وليس لأداء عملهم ، وعما إذا كان هؤلاء معينون بالهيئة على كوادر وظيفية ونوع الرقابة المفروضة على أدائهم لعملهم والوسائل المتبعة لتوقيع الجزاء على المخالفين وذلك حتى لاتتحول مصر تدريجيا إلى "مشحتة" كبيرة تسيء إلى شعب بأكمله.

No comments: