Tuesday, December 01, 2015

الحضارة تبدأ من دورات المياه


    تجربة شخصية مريرة كان ممكن احتفظ بيها لنفسى:
    خرجت من بيتى متوجها للمطار لاستقبال إبنتى العائدة من الخارج .. ساعة ونصف من المعادى للمطار .. كتلة واحدة من الحديد على اسفلت الشارع تتحرك ببطء السلحفاة.
    ركنت سيارتى في المكان المخصص وسرت حتى بوابة الخروج:
    أمين الشرطة: على فين ياحاج (اللقب الرسمي لكبار السن لفرض المساواة في الفقر والجهل بين المتسول وأستاذ الجامعة)
    أنا: جاى استقبل بنتى...
    هو: ممنوع .. مفيش دخول المطار (وهو يحدثنى أشار له واحد من داخل المطار فسمح لواحدة ست بالدخول .. طبعا لو كنت في بلد محترم كنت أقمت الدنيا ولم أقعدها ولكن مع بلطجة رسمي حيدعى أنى أهنته وحيلاقى اللى يصدقه)
    سألته إذا كان هناك دورة مياة خارج المطار .. أجاب من طرف مناخيره أنها في آخر المطار .. ذهبت مضطرا (أتجنب دائما فعل ذلك كلما استطعت) .. بعد سؤال واحد واثنين عن دورة المياه السرية التي يعلنون عنها بالخارج بلافتة يراها كل الناس وصلت)
    لم تخيب ظنى .. مستوى الوساخة المصرى لم يتغير وأظنه لن يتغير .. دورة مياه لفرد واحد تغرقها المياه ولم ينظفها أحد ربما منذ إنشاء المطار (الحمد لله دائما أحضر معى مناديل ورق وفوط صغيرة معطرة لتطهير يدى وأنا خارج المنزل)
    التحضر يبدا من دورات المياه في مصر .. ولسه فيه ناس بتتكلم عن الحضارة والتقدم وأن مصر أم وعمة وخالة كل الدنيا.
    لو مسكت البلد وقالولى إيه المشروع العملاق اللى نفسك تعمله قبل ماتموت لقلت بلا تردد "إنشاء دورات مياه على أعلى مستوى تنظف نفسها ذاتيا في كل مكان بدلا من المصالح الحكومية"

No comments: