Thursday, February 12, 2015

حين يكون للفن رسالة


    من الأفلام القلائل التى شاهدته أكثر من مرة باستمتاع شديد فيلم The Terminalأو "صالة السفر" بطولة توم هانكس (لاأدرى لماذا لم يأخذ الأوسكار على أدائه العبقرى).الفيلم ينتقد المجتمع الأمريكى بكل نقائصه وبيروقراطيته وتمييزه العنصرى بأسلوب ناعم موجع، ولكنه في المقابل يعرض لشرائح من الضعف الإنسانى لفئات من الناس من جنسيات مختلفة وتأثير الصورة الذهنية النمطية التى تشكل سلوك كل منهم.
    يركز الفيلم على قوة الإرادة والإصرار على بلوغ الهدف والتكيف مع الأوضاع التى لايملك الإنسان أن يغيرها بع...د أن يسعى بلا كلل لتغييرها ثم تأثير السلوك الإيجابى على كل من يتعامل معهم الإنسان وتحويلهم إلى مؤيدين ومناصرين لقضيته .. كل ذلك في اسلوب كوميدى راقى يضحك المشاهد حتى على نفسه دون زغزغة.
    لو أن لدى الوقت لعرضت عليكم كل شخصية في الفيلم وكيف ابدعوا جميعا في تقمص تلك الشخصيات وإيصال المعنى للمشاهد كما رسمها السيناريست وأرادها المخرج .. وكل ذلك دون مشهد واحد خارج أو استعراض لجسد أو إثارة لغرائز .. فيلم تشاهده الأسرة بكل افرادها وأعمارها دون أن يشيح أحد بوجهه من حقارة مايرى ويسمع.
    استخدمت الفيلم كمقدمة لعرض عورات حزب الوفد منذ عامين أمام الهيئة العليا (قبل أن أطلب تجميد عضويتى) وفوجئت بأن واحد أو إثنين فقط فهموا المعنى.
    أنصحكم بمشاهدة الفيلم كلما أردتم أن تعبروا عن غضبكم من السوبكى وفصيله وباقى عصابات الفن في كل العصور.

No comments: