هامان كان كبير مستشارى فرعون موسى .. أقنعه أنه يملك الأرض ومن عليها ويحيى ويميت ويمنح ويمنع وأنه على كل شيئ قدير إلى الدرجة التى جعلت الفرعون يطلب من أمين شئونه ومستودع أسراره أن يبنى له صرحا يصل إلى عنان السماء لعله يطلع على آله موسى .. إلى هذه الدرجة يمكن أن يتغلل مستشارو السوء فى حياة اسيادهم يسمعونهم مايحبون، ويبيعون لهم الوهم، ويزينون لهم الباطل، ويجعلون المستحيل ممكنا والشاذ وغير المألوف طبيعيا، وظلم الناس عدلا خالصا، والمطالبة بالحق تمردا وبطرا على النعمة فيتحول السيد بالتدريج إلى صورة سيد ومسخا مشوها لرئيس مؤسسة أو رئيس دولة، ويصبح فى الحقيقة خادما لأغراض هؤلاء المستشارين من محترفى البغاء السياسى والعهر المؤسسى يحكمون باسمه، ويستمدون جبروتهم من سلطاته وينفذون خططهم للإثراء غير المشروع ويتاجرون فى كل شيئ لحسابهم وحساب المجموعات الأخرى من مراكز القوى التى يشكلونها صفا ثانيا وثالثا تحمى مكاسبهم التى ينالهم نصيب منها حتى لو كان الفتات والذى يصل أحيانا إلى الملايين.
مصر نموذج واقعى لنظام قامت مؤسساته على الفساد، وتعددت شبكات الفساد فيه تنسج حول الوطن شرنقة من الأسلاك الشائكة تغلفها خيوط حريرية تجمل شكلها وتخدع الناظرين وتلهيهم عما يدور داخل الشرنقة ..تدابير محكمة تعزل من يظن أنه الحاكم الفعلى فى عالم رومانسى خيالى اقتراضى لاوجود له فى الواقع من صنع العصابات التى تحيط به .. هامان يسكن إلى جوار الحاكم ويجلس على بابه ويتحكم فيمن يراهم ويعرف مسبقا نواياهم ويسمح لهم بالدخول بعد أن يوافق على ماسيقولون ويتأكد أنه لن يفسد أى خطط شارك فى صنعها مع سدنة النظام وكهنته والمسبحين بحمده ليل نهار.. يعرف أسرار الفرعون ويحتفظ لنفسه بما يدينه "ويجرسه" لابتزازه وإخضاعه لرغباته، ويقصى أى صوت يريد أن يرتفع بكلمة الحق ويعتبر ذلك تهديدا صريحا لأمن "مؤسسة الفرعون" ورؤوس النظام ، بل ويلقنه فنون الإبتزاز وأساليب الوقيعة وإشعال الفتن ويجند فرقا من البلطحية والفتوات والمجرمين والخارجين على القانون لحمايته بعد تعطيل كافة القوانين ماعدا ماتم تفصيله "وترقيعه" ليقنن السرقة والنهب والفساد .. يصبح رأس النظام أبا روحيا وعرابا "لأسر" من المافيا تسكن مؤسسات الدولة باعتبارها دورا للإيواء لمن هم على شاكلتهم بدءا بأقاربهم وانتهاء بخدام يتمسحون على أعتابهم ويلعقون أحذيتهم ومرورا بالمعارف ومن تربطهم بهم مصالح مشتركة داخل إطار منظومة الفساد التى تسمى الدولة.
تصوروا رئيس دولة سابق يهدد "بفضح" بعض قيادات الدولة ، ويصرح بأن لديه مستندات تدينهم وأنهم سوف يكشف عنها فى الوقت المناسب .. يساوم على عدم محاكمته وترحيله إلى السجن أو مستشفى عسكرى بعد أن أعيته حيل المبالغة فى التمارض وكسب الوقت والمناورات التى ضاق بها الشعب ذرعا وأصبح سرعة محاكمته مثلما يحاكم كل رموز نظامه مطلبا شعبيا ملحا .. رئيس نظام المافيا التى كانت تحكم مصر باسمه "وبمباركته" يطبق أساليب مستشارى السوء ممن كانوا يحيطون به ، وعى الدرس جيدا ويريد الآن أن يجرب تطبيقه بعد أن جرب من قبل العديد من الأساليب للوقيعة بين الشعب والجيش وبين الشعب والشرطة وبين الشعب والشعب ممثلا فى فئاته المختلفة ، ولم تتوانى فلول النظام عن استخدام الفتنة الطائفية والمطالب الفئوية لإشعال النيران فى الوطن كله حتى يهنأ الفرعون بمنظر مصر تحترق من شرفة غرفته فى شرم الشيخ .. تعلم الدرس ووعاه من أساتذة ومستشارين تخصصوا فى هذا النوع من الممارسات "الغير شريفة" يساندهم جيوش من "صرماتية القوانين " تحميهم وتقنن أفعالهم ..رئيس يشعر أنه فوق القانون ويرفض أن يتصور أن نهب مصر وإشاعة الفساد بين ربوعها وقتل شباب الثورة ومن قبلهم الآلاف فى المعتقلات والسجون وأقسام الشرطة على يد زبانيته جرائم عظمى تستحق الحساب ، تورمت ذاته فأصبح يشعر أنه أكبر من أى مساءلة وذاته مصونة لاتمس.
منتهى العدالة أن يطالب الشعب بمحاكمة مبارك وأسرته ومستشاريه ورؤوس النظام وأذنابهم ممن لايزالون يحتلون مناصبهم التى كانوا يشغلونها فى عهده، بل إن بعضهم استطاع أن يتسلل إلى مناصب أعلى فى أعقاب الثورة .. عدالة حرم منها شعب بأكمله ظل حبيس الوطن أسيرا حكم عليه بالسجن المشدد ولم يفكر أحد – حتى قامت الثورة – أن يفرج عنه لحسن السير والسلوك أو حتى بثلاثة أرباع المدة .. الرئيس الذى خرج على الناس بمنتهى الجرأة يهدد "بمقاضاة" من اجترأوا باتهامه وأسرته أنه هرب المليارات للخارج هونفسه الذى يطلب اليوم العفو والرحمة وعدم المحاكمة على جرائم ضد الإنسانية وخيانة الأمانة والقتل العمد بل والخيانة العظمى فى حق مصر.. سوف تتكرر زيارات مبارك ومن كانوا حوله لقصر العدالة متهمين ينتظرون حكم القضاء فيهم قصاصا لشعب مصر، وسوف يوقنون أن قصر العدالة يختلف شكلا وموضوعا عن قصر الرئاسة الذى كان وكرا لعصابات الفساد التى كانت تحكم مصر.. سوف يجلسون فى قفص الإتهام يسمعون لائحة الإتهامات المشينة والأحكام العادلة التى سيرحلون بعدها إلى السجون لكى ينضموا لطوابير أخرى من نوعيتهم أساءت إلى الوطن وأضاعت حرمته وروعت شعبه.
مصر نموذج واقعى لنظام قامت مؤسساته على الفساد، وتعددت شبكات الفساد فيه تنسج حول الوطن شرنقة من الأسلاك الشائكة تغلفها خيوط حريرية تجمل شكلها وتخدع الناظرين وتلهيهم عما يدور داخل الشرنقة ..تدابير محكمة تعزل من يظن أنه الحاكم الفعلى فى عالم رومانسى خيالى اقتراضى لاوجود له فى الواقع من صنع العصابات التى تحيط به .. هامان يسكن إلى جوار الحاكم ويجلس على بابه ويتحكم فيمن يراهم ويعرف مسبقا نواياهم ويسمح لهم بالدخول بعد أن يوافق على ماسيقولون ويتأكد أنه لن يفسد أى خطط شارك فى صنعها مع سدنة النظام وكهنته والمسبحين بحمده ليل نهار.. يعرف أسرار الفرعون ويحتفظ لنفسه بما يدينه "ويجرسه" لابتزازه وإخضاعه لرغباته، ويقصى أى صوت يريد أن يرتفع بكلمة الحق ويعتبر ذلك تهديدا صريحا لأمن "مؤسسة الفرعون" ورؤوس النظام ، بل ويلقنه فنون الإبتزاز وأساليب الوقيعة وإشعال الفتن ويجند فرقا من البلطحية والفتوات والمجرمين والخارجين على القانون لحمايته بعد تعطيل كافة القوانين ماعدا ماتم تفصيله "وترقيعه" ليقنن السرقة والنهب والفساد .. يصبح رأس النظام أبا روحيا وعرابا "لأسر" من المافيا تسكن مؤسسات الدولة باعتبارها دورا للإيواء لمن هم على شاكلتهم بدءا بأقاربهم وانتهاء بخدام يتمسحون على أعتابهم ويلعقون أحذيتهم ومرورا بالمعارف ومن تربطهم بهم مصالح مشتركة داخل إطار منظومة الفساد التى تسمى الدولة.
تصوروا رئيس دولة سابق يهدد "بفضح" بعض قيادات الدولة ، ويصرح بأن لديه مستندات تدينهم وأنهم سوف يكشف عنها فى الوقت المناسب .. يساوم على عدم محاكمته وترحيله إلى السجن أو مستشفى عسكرى بعد أن أعيته حيل المبالغة فى التمارض وكسب الوقت والمناورات التى ضاق بها الشعب ذرعا وأصبح سرعة محاكمته مثلما يحاكم كل رموز نظامه مطلبا شعبيا ملحا .. رئيس نظام المافيا التى كانت تحكم مصر باسمه "وبمباركته" يطبق أساليب مستشارى السوء ممن كانوا يحيطون به ، وعى الدرس جيدا ويريد الآن أن يجرب تطبيقه بعد أن جرب من قبل العديد من الأساليب للوقيعة بين الشعب والجيش وبين الشعب والشرطة وبين الشعب والشعب ممثلا فى فئاته المختلفة ، ولم تتوانى فلول النظام عن استخدام الفتنة الطائفية والمطالب الفئوية لإشعال النيران فى الوطن كله حتى يهنأ الفرعون بمنظر مصر تحترق من شرفة غرفته فى شرم الشيخ .. تعلم الدرس ووعاه من أساتذة ومستشارين تخصصوا فى هذا النوع من الممارسات "الغير شريفة" يساندهم جيوش من "صرماتية القوانين " تحميهم وتقنن أفعالهم ..رئيس يشعر أنه فوق القانون ويرفض أن يتصور أن نهب مصر وإشاعة الفساد بين ربوعها وقتل شباب الثورة ومن قبلهم الآلاف فى المعتقلات والسجون وأقسام الشرطة على يد زبانيته جرائم عظمى تستحق الحساب ، تورمت ذاته فأصبح يشعر أنه أكبر من أى مساءلة وذاته مصونة لاتمس.
منتهى العدالة أن يطالب الشعب بمحاكمة مبارك وأسرته ومستشاريه ورؤوس النظام وأذنابهم ممن لايزالون يحتلون مناصبهم التى كانوا يشغلونها فى عهده، بل إن بعضهم استطاع أن يتسلل إلى مناصب أعلى فى أعقاب الثورة .. عدالة حرم منها شعب بأكمله ظل حبيس الوطن أسيرا حكم عليه بالسجن المشدد ولم يفكر أحد – حتى قامت الثورة – أن يفرج عنه لحسن السير والسلوك أو حتى بثلاثة أرباع المدة .. الرئيس الذى خرج على الناس بمنتهى الجرأة يهدد "بمقاضاة" من اجترأوا باتهامه وأسرته أنه هرب المليارات للخارج هونفسه الذى يطلب اليوم العفو والرحمة وعدم المحاكمة على جرائم ضد الإنسانية وخيانة الأمانة والقتل العمد بل والخيانة العظمى فى حق مصر.. سوف تتكرر زيارات مبارك ومن كانوا حوله لقصر العدالة متهمين ينتظرون حكم القضاء فيهم قصاصا لشعب مصر، وسوف يوقنون أن قصر العدالة يختلف شكلا وموضوعا عن قصر الرئاسة الذى كان وكرا لعصابات الفساد التى كانت تحكم مصر.. سوف يجلسون فى قفص الإتهام يسمعون لائحة الإتهامات المشينة والأحكام العادلة التى سيرحلون بعدها إلى السجون لكى ينضموا لطوابير أخرى من نوعيتهم أساءت إلى الوطن وأضاعت حرمته وروعت شعبه.
No comments:
Post a Comment