لن أتعرض هنا لما حدث وقد يحدث فى مبارتى كرة القدم للتأهل لكأس العالم فمن حسن حظى أنى أحب كرة القدم ضمن باقة من الرياضات الراقية التى يشدنى إليها مستوى المهارات المطلوبة للتفوق فيها والتشويق والإثارة التى تحدثها فيمن يتابعون فنونها وقوة الإحتمال التى يتمتع بها لاعبوها وقدرتهم على الصراع والكسب تحت ضغوط نفسية رهيبة عرفتها حين كنت أمارس أحد تلك الألعاب الفردية العنيفة وقرر والدى يرحمه الله أن يحضر مباراة البطولة فكدت أخسر البطولة لأن تركيزى قد تشتت بين صوت المدرب وتعليماته واختلاسى النظر إلى الوالد بين الحين والآخر وأصوات المشجعين لى ولخصمى على الحلقة.
أريد هنا أن أهدى إلى شبابنا نموذجا لاقتناص الفرص يتعلمون منه كيف يبدأون عملا بسيطا يتطور ليصبح كبيرا لو نظروا حولهم ورصدوا مايحتاجه الناس وهو كثير وقاموا بتوفيره إما بتصنيعه أو التوسط لجلبه أو بيعه لحساب الغير .. لو فعلنا ذلك لما كان بيننا عاطل بالمعنى الحرفى للكلمة .. الصين أصبحت نموذجا للتسويق المقتحم الذى يراقب الأسواق بعينى الصقر وينقض على الفرص المتاحة بسرعة خاطفة يعجز أهل البلد أنفسهم عن الظفر بها .. وإليكم أمثلة نتعلم منها أسلوب الكوماندوز فى فنون التسويق والبيع:
• السعودية سوق عملاقة باعتبارها ملتقى العالم العربى والإسلامى يرتادها ملايين الناس طوال العام لزيارة الأماكن المقدسة وأداء شعائر الحج والعمرة .. وهؤلاء يحتاجون إلى ثلاثة أشياء أساسية يستكملون بها مشاويرهم الروحانية : ملابس إحرام وسجاجيد صلاة وسبح بأشكالها المختلفة .. ولايقتصر الأمر على الإستخدام الشخصى وإنما يتجاوز ذلك إلى إصطحاب تلك الأشياء معهم كهدايا لأحبائهم فى البلدان التى قدموا منها .. يدخل الصينيون منافسين شرسين يقدمون تلك السلع بأسعار رخيصة فى متناول كل الطبقات تكتسح أمامها كل ماعداها .. فرصة نادرة استغلها الصينيون واقتنصوها لسد حاجة ماسة إلى منتجات بأعداد ضخمة ومستوى أسعار منخفض وجودة معقولة تتناسب مع الأسعار.
• فى مصر لايزال الناس يقبلون الشراء من الباعة الجائلين الذين يدقون الأبواب يعرضون بضاعتهم ويفاوضون على السعر على الرغم من المحاذير الأمنية .. فرص كثيرة متاخة فى مجتمع الكثافة السكانية التى يتركز معظمها فى الأحياء الفقيرة التى يجاهد الناس فيها لكى يوفروا لأنفسهم وأسرهم سلعا ضرورية بأسعار تتناسب مع دخولهم الضعيفة .. يحمل الصينى أو الصينية شنطة ضعف حجمه ، يدخل العمائر ويدق أبواب الشقق يبيع بضاعته من الملابس والأجهزة المنزلية والإلكترونية والإكسسوارات الرخيصة المهربة دون كلل أو تعب .. جزء ليس بالقليل منهم إختاروا وسيلة أقل مخاطرة وهى مشاركة مصرى فى محل يعرضون فيه بضاعتهم يستهدفون المجمعات فى الأماكن الراقية ويظلون على اتصال دائم بالعملاء والأسواق يحددون احتياجاتها ويلبون تلك الإحتياجات بسرعة.. بل إن بعضهم أصبح ينافس الحرفيين فى أعمال الكهرباء والسباكة والنجارة بل وقص الشعر بالمنازل بأسعار تبلغ نصف مايدفع عادة فى مثل تلك الأمور .. اسواق موازية اصطنعوها مستفيدين من ضعف الرقابة واستهانة الأجهزة المعنية وسلبيتها.
• وأخيرا تنزل فرق من الصينين إلى مصر تحدد احتياجات مشجعى كرة القدم فى المباريات ذات الأهمية الخاصة مثل التأهل لكأس العالم فتغرق السوق بأعلام متقنة الصنع وبأحجام مختلفة تناسب كل الأغراض ومستويات الدخول .. ملايين الأعلام بيعت وسوف تباع يحملها الناس ويعلقونها ويزينون بها سياراتهم .. والذى يغيظ فى كل ذلك أن صناعة الأعلام بالذات لاتحتاج إلى تكنولوجيا متقدمة ولا ماكينات معقدة ولا تكلفة مرتفعة للإنتاج ، ولكن أحدا فى مصر لم يفكر فيما فكر فيه الصينيون ، فماذا حدث لنا لكى نفضل الإستهلاك على الإنتاج ، والراحة والكسل على السعى والتعب ، والوظيفة التى لاتجيئ على العمل الحر بكل مكاسبه ؟
حتى الأفكار الإبتكارية أصبحت وسيلة لاقتناص الفرص فنجد البليونير الأمريكى "وارن بافيت" يدعو ثمانية أشخاص كل عام لكى يتناولوا العشاء معه من خلال مزاد يشعل نار المنافسة بين من يريدون أن يحظوا بتلك الفرصة لحجز مقعد على مائدة رجل الأعمال الأسطورة .. ويفتح المزاد عادة بحد أدنى قدره 35 ألف دولار للمقعد الواحد وصلت هذا العام إلى أكثر من 860 ألف دولار.. ولما استغرب الإعلام من ضخامة المبالغ التى يتسابق أصحاب الملايين على دفعها والتى يخصصها بافيت كلها لأعمال الخير قال أحد المزايدين " لم يكن ممكنا لقاء بافيت بغير هذه الطريقة والحصول على استشارة من خبير مثله تزدهر بها أعمالى فأصبح مليارديرا مثله"
أريد هنا أن أهدى إلى شبابنا نموذجا لاقتناص الفرص يتعلمون منه كيف يبدأون عملا بسيطا يتطور ليصبح كبيرا لو نظروا حولهم ورصدوا مايحتاجه الناس وهو كثير وقاموا بتوفيره إما بتصنيعه أو التوسط لجلبه أو بيعه لحساب الغير .. لو فعلنا ذلك لما كان بيننا عاطل بالمعنى الحرفى للكلمة .. الصين أصبحت نموذجا للتسويق المقتحم الذى يراقب الأسواق بعينى الصقر وينقض على الفرص المتاحة بسرعة خاطفة يعجز أهل البلد أنفسهم عن الظفر بها .. وإليكم أمثلة نتعلم منها أسلوب الكوماندوز فى فنون التسويق والبيع:
• السعودية سوق عملاقة باعتبارها ملتقى العالم العربى والإسلامى يرتادها ملايين الناس طوال العام لزيارة الأماكن المقدسة وأداء شعائر الحج والعمرة .. وهؤلاء يحتاجون إلى ثلاثة أشياء أساسية يستكملون بها مشاويرهم الروحانية : ملابس إحرام وسجاجيد صلاة وسبح بأشكالها المختلفة .. ولايقتصر الأمر على الإستخدام الشخصى وإنما يتجاوز ذلك إلى إصطحاب تلك الأشياء معهم كهدايا لأحبائهم فى البلدان التى قدموا منها .. يدخل الصينيون منافسين شرسين يقدمون تلك السلع بأسعار رخيصة فى متناول كل الطبقات تكتسح أمامها كل ماعداها .. فرصة نادرة استغلها الصينيون واقتنصوها لسد حاجة ماسة إلى منتجات بأعداد ضخمة ومستوى أسعار منخفض وجودة معقولة تتناسب مع الأسعار.
• فى مصر لايزال الناس يقبلون الشراء من الباعة الجائلين الذين يدقون الأبواب يعرضون بضاعتهم ويفاوضون على السعر على الرغم من المحاذير الأمنية .. فرص كثيرة متاخة فى مجتمع الكثافة السكانية التى يتركز معظمها فى الأحياء الفقيرة التى يجاهد الناس فيها لكى يوفروا لأنفسهم وأسرهم سلعا ضرورية بأسعار تتناسب مع دخولهم الضعيفة .. يحمل الصينى أو الصينية شنطة ضعف حجمه ، يدخل العمائر ويدق أبواب الشقق يبيع بضاعته من الملابس والأجهزة المنزلية والإلكترونية والإكسسوارات الرخيصة المهربة دون كلل أو تعب .. جزء ليس بالقليل منهم إختاروا وسيلة أقل مخاطرة وهى مشاركة مصرى فى محل يعرضون فيه بضاعتهم يستهدفون المجمعات فى الأماكن الراقية ويظلون على اتصال دائم بالعملاء والأسواق يحددون احتياجاتها ويلبون تلك الإحتياجات بسرعة.. بل إن بعضهم أصبح ينافس الحرفيين فى أعمال الكهرباء والسباكة والنجارة بل وقص الشعر بالمنازل بأسعار تبلغ نصف مايدفع عادة فى مثل تلك الأمور .. اسواق موازية اصطنعوها مستفيدين من ضعف الرقابة واستهانة الأجهزة المعنية وسلبيتها.
• وأخيرا تنزل فرق من الصينين إلى مصر تحدد احتياجات مشجعى كرة القدم فى المباريات ذات الأهمية الخاصة مثل التأهل لكأس العالم فتغرق السوق بأعلام متقنة الصنع وبأحجام مختلفة تناسب كل الأغراض ومستويات الدخول .. ملايين الأعلام بيعت وسوف تباع يحملها الناس ويعلقونها ويزينون بها سياراتهم .. والذى يغيظ فى كل ذلك أن صناعة الأعلام بالذات لاتحتاج إلى تكنولوجيا متقدمة ولا ماكينات معقدة ولا تكلفة مرتفعة للإنتاج ، ولكن أحدا فى مصر لم يفكر فيما فكر فيه الصينيون ، فماذا حدث لنا لكى نفضل الإستهلاك على الإنتاج ، والراحة والكسل على السعى والتعب ، والوظيفة التى لاتجيئ على العمل الحر بكل مكاسبه ؟
حتى الأفكار الإبتكارية أصبحت وسيلة لاقتناص الفرص فنجد البليونير الأمريكى "وارن بافيت" يدعو ثمانية أشخاص كل عام لكى يتناولوا العشاء معه من خلال مزاد يشعل نار المنافسة بين من يريدون أن يحظوا بتلك الفرصة لحجز مقعد على مائدة رجل الأعمال الأسطورة .. ويفتح المزاد عادة بحد أدنى قدره 35 ألف دولار للمقعد الواحد وصلت هذا العام إلى أكثر من 860 ألف دولار.. ولما استغرب الإعلام من ضخامة المبالغ التى يتسابق أصحاب الملايين على دفعها والتى يخصصها بافيت كلها لأعمال الخير قال أحد المزايدين " لم يكن ممكنا لقاء بافيت بغير هذه الطريقة والحصول على استشارة من خبير مثله تزدهر بها أعمالى فأصبح مليارديرا مثله"