Sunday, March 20, 2011

إنكشارية النظام .. وبؤرة فساد بحجم مصر

صحيح "اللى اختشوا ماتوا" .. الحزب الوطنى يفصل من وردت إسماؤهم فى التحقيقات الجارية الآن بتهم القتل والتزوير وسرقة اراضى الدولة ونهب ثروات مصر ، ويقبل استقالة رؤوس الأفاعى من الدائرة التى أحاطت خططت ونفذت أكبر عملية اختطاف فى التاريخ يؤخذ فيها كل الشعب رهائن تستخدم فى ابتزاز دولة بأكملها لأكثر من ثلاثين عاما.. ومثلما ننبهر من دقة العمليات الإجرامية التى تحفل بها أفلام الغرب ونعجب أحيانا بالبطل اللص ، يريد منا الحزب الذى انفرط عقده إلى حين ، وتشتت قياداته تتوارى عن الأعين وتحاول أن تضيع فى الزحام أو تختفى فى مخابئ سرية انتظارا لفرصة ينقضون فيها ويعاودون نشاطهم الإجرامى – يريد منا أن نتخلى عن عقولنا وأن نكذب كل ماعشناه وماتكشفت عن الأحداث من فضائح وأسرار الأسرة الحاكمة والحاشية المحيطة بها ومؤامرات القصر وعصابات الخدم التى انتشرت فى كل مكان ، وأن نصدق أن الحزب يطهر نفسه ويبرئ ذمته من حفنة قليلة من الفاسدين وأنه سوف يبدأ عهدا جديدا برئيس جديد وبرنامج جديد يشارك به فى النهضة القومية التى تعيشها مصر بعد ثورة 25 يناير.. الحزب يقدم لنا وسيلة جديدة للتعذيب غفل عنها زبانيته فى سجون ومعتقلات عصر مبارك وهى الموت ضحكا بدلا من الموت صعقا بالكهرباء.


يريدنا الحزب أن نصدق أن كل ماحدث كان مفاجأة لكل شرفاء الحزب ، وكان يتم فى السر ولم يكن يدرى عنه أحد شيئا .. ملايين الأفدنة تم الإستيلاء عليها ، ومليارات الجنيهات نهبت ، ومئات الألوف من فرص العمل تم السطو عليها، وترسانة من القوانين المقيدة للحريات، وقانون طوارئ تحكم به البلاد، واستنزاف للثروات ، وآثار تنهب ، وتبرعات للدولة تجمع فى حسابات خاصة، وطائرات خاصة تستخدم فى التهريب وقصور ويخوت وضياع من أموال الشعب، وتعليم يعطل العقول بدلا من أن يشحنها بطاقات التفكير الخلاق، وإعلام يغسل عقول الناس النظيفة بالفطرة ليزرعها تسبيحا بحمد النظام ومآثره، وفقر حقق رقما قياسيا غير مسبوق لدولة لايملك أكثر من نصف سكانها ثمن رغيف العيش.. كل ذلك تم فى غفلة من الزمان وفى السر ولم يعلم عنه باقى أعضاء الحزب شيئا، ولو صح ذلك لوجب أن يكشف على عقول كل من يرددون اليوم شعارات حزب جديد ويبشرون بعهد جديد، وأن يقدموا مايثبت أنهم خلال الثلاثين عاما الماضية كانوا يعيشون فى مصر ولم يكونوا محتجزين فى مغارات تحت الأرض تعزلهم عما يدور فوقها أو أن أحدا لم يحقنهم بمخدر طويل المفعول لايفيقون منه يصور لهم الجحيم جنة والحرمان رغدا والظلم قمة العدل والإهانة والتعذيب والترويع "زغزة" وتدليل.

لو كان الأمر بيدى لقبضت على من يروج لإعادة بناء الحزب الوطنى وحاكمته بتهمة "ترويج إشاعات" تضر بأمن الوطن واستقراره وتثير البلبلة والفتنة .. أو ربما استصدرت قانونا يلزم من تبلد شعورهم وزاد سمك جلودهم بصورة تجعلهم لايحسون ولايستجيبون لأصوات الناس التى تطالب بزوال حزبهم من الوجود فى محاولة لتنظيف مصر وتطهيرها من بؤرة فساد بحجم الوطن تناثر قيحها على وجه معظم مؤسسات الدولة وهيئاتها التى لايزال يجلس على قمة السلطة فيها من أتى بهم الحزب من خدام النظام وشماشرجيته وجلساء أطفاله ومهرجى القصر وحملة المباخر والصاجات لزوم الترفيه عن "ولى النعم" وحاشيته المقربة نظير منصب أو إقطاعية تفتح الباب أمام الجباه والمحتسبين لكى يبيع المناصب ويحصد العطايا والمنح ويبادل منفعة بمنفعة له ولأسرته من بعده .. ولو كان الأمر بيدى لأنشأت محكمة للشعب يتولاها إلى جانب القضاة شخصيات عامة تمثل شرائح المجتمع كله تحاكم علنيا كل من اشترك فى الإساءة إلى مصر قولا أو فعلا أو فسادا أو تخريبا لكى يكونوا عبرة لمن يفكر – مجرد التفكير – فى أن ينهج نهجهم بعد أن حرر الرهائن أنفسهم وكسروا قيودهم وأطاحوا بالسجانين وأزالوا الغشاوة عن الأعين وحولوا الغضب إلى طاقة جبارة تضحى بالنفس لكى تعيش مصر وتخطط للمستقبل وتدوس بأقدامها على رؤوس الفساد وتغسل وجه مصر الجميل من طين الفساد الذى لطخ وجهها بفعل فاعل وتقف حارسا أمينا على أمنها ووحدتها وقيمها التى انتهكت بحزب يطل من الجحر بحذر الجبناء يتحين الفرصة لكى يعاود نشاطه ويحاول يائسا الحفاظ على مغارة على بابا حتى بعد أن قام الشعب بفك شفرتها ومعرفة كلمة السر لفتحها .. إنكشارية نظام مبارك يجمعون شراذمهم ويعيدون تنظيم صفوفهم ولابد أن ننام وعيوننا مفتوحة حتى نفرق شملهم ويتم تسريحهم برئيس ودستور جديدين وحياة نيابية نظيفة وممارسة ديموقراطية تليق بمصر الحرة.

No comments: