فكرت كيف يمكن أن يكون لكلامى
عنها معنى يصل للقارئ ويخرج به عن كونه حزنا على فراقها إلى دروس عملية فى الحب
وحسن العشرة والتفكير الإبتكارى فى حل المشكلات ومواجهة الحياة بصلابة وعزم يتخطى
كل الصعاب ويضمن استمرار الحياة بحلوها ومرها .. لماذا لاأحول لوعتى عليها إلى
ذكريات جميلة تتناول حياتنا معا من خلال مواقف مختلفة أصفها وأتناولها بالتحليل
وأخرج منها بعبر تفيد من يقرأها وتدعوه إلى تأملها والاستفادة منها وبذلك تكون
مقالاتى موجهة لكل قراء "حريتى" وليست خاصة تفرض على القارئ موضوع شديد
الخصوصية يهمنى وحدى:
§ فى زماننا لم نكن نتمتع
بحرية العلاقات التى يتمتع بها أبناؤنا .. وكنا نتحايل حتى نتقابل لكى نتبادل كلمات
قليلة، ونخطط لكسر الحصار المفروض عليها من أسرتها المحافظة بتهريب الرسائل التى تتحدث
عن حياتنا معا فى المستقبل فى قالب رومانسى .. وحين ذهبنا إلى الجامعة سويا صار لدينا
مساحة أكبر من الحرية وصرنا نرتاد الأماكن معا ونحتك بالحياة ونناقش مستقبلنا بواقعية.
§ كنا مختلفين فى التربية
والثقافة وإيقاع السلوك ولكن كان يجمعنا القيم والمبادئ التى تربينا عليها فمثلا كانت
تأخذ وقتها قبل أن تقرر، وتسمع أكثر مما تتكلم وكان بذلك تخرج بتفسيرات ومواقف لم أكن
ألحظها بإيقاعى الأسرع فى ردود الأفعال واتخاذ القرارات .. تعلمنا بالتجربة كيف نحول
الإختلاف إلى "تكامل" يجعلنا معا واحد صحيح فما ينقص أحدنا يكمله الآخر.
§ كانت إبنة بارة .. ليس فقط
لوالديها وإنما لوالدى بنفس المقدار وأكثر تكرم وفادتهم وتحنو عليهم، وكسبت بذلك اجماع
الأسرتين على حبها يرحم الله الجميع .. كنا حين يحتدم الخلاف بيننا وفى المرات القليلة
التى تصادف أن كان يزورنا أحد أن يأخذ والدى صفها ويدافعوا عنها فأتوقف عن الشكوى وأتمنى
لو يتوقفوا عن لومها، ويأخذ والديها صفى ويعددون مناقبى فتتوقف هى الأخرى عن الشكوى
.. وبهذا ينتهى الخلاف ويموت موتا طبيعيا.
§ عينيها كانت المرآة الحقيقية
التى أنظر فيها قبل أن أخرج لموعد هام .. أقرأ فيهما كيف ترانى فإذا ابتسمت زادتنى
اطمئنانا وإذا لم تفعل سألتها فترد برقة: كان عندك كرافته منقطة ب ... شكلها بيبقى
حلو عليك" .. أفهم أنها لاتريد انتقادى وإنما تعبر عن حرصها في أن أكون دائما
كما تحب أن ترانى.. رقة في النقد‘ ومرونة في الإستجابة تنزع فتيل الخلاف وتزيد من مساحة
الفهم لما يحبه الطرف الآخر .. أو هكذا أظن.
§
"ياعينى عليك يا ..." (وتقول إسمى كاملا) .. كانت عبارتها
المأثورة كلما فضفضت أمامها باعتراض على وضع أو شكوى من موقف أو خطر داهم أراه قادما
.. تقولها وتبتسم ابتسامه من يفهم مايعتمل فى نفسى ويتعاطف مع مشاعرى ويدعو الله لى
أن يساندنى ويشد من أزرى.. أشعر بعدها أنى لست وحدى، وأن هناك من يفهمنى ويقدر
مشاعرى ومستعد لمساعدتى على تجاوز أزمتى والتغلب على مشاعرى السلبية وأننى أقوى
مما أتصور مادمت أحمل على كتفى كل هذا الهم واستمر فى مسيرة الحياة.
No comments:
Post a Comment