ثلاث دول قامت على التصفية العرقية للسكان الأصليين: أمريكا والهنود الحمر.. استراليا وقبائل الأبورجين .. وإسرائيل والفلسطينيون.. إثنان منهما كانت انجلترا ضالعة فى إنشائهما وهما أستراليا حين أقرت - فى القرن الثامن عشر - سياسة استيطان تعتمد على "توطين" المحكوم عليهم بعقوبات عن جرائم ارتكبوها وتصديرهم إلى استراليا لتعميرها بعد أن ضاقت السجون الإنجليزية بمن فيها فى القرن الثامن عشر، وحين صدر وعد بلفور بمنح اليهود وطنا على أرض فلسطين وغض النظر عن كل الجرائم التى ارتكبتها ...العصابات الصهيونية لطرد السكان والإستيلاء على أرضهم ومنازلهم ومنها القتل والإعتصاب وحرق المحاصيل والبيوت.
كل هذه جرائم سجلها التاريخ وسوف تظل وصمة فى جبين الإنسانية وجرائم لاتسقط بالتقادم مهما حاولوا طمس وتزوير حقائقها .
ولكن مايعنينى هنا هو درس لم نتعلمه مطلقا فى العالم العربى حتى الآن على الرغم من أننا كنا ولازلنا هدف تلك الدول وغيرها للتوسع والإستيلاء على الموارد والثروات .. الدرس يتلخص فى نقطتين هامتين هما:
1) نجحت تلك الدول فى وضع دساتير وقوانين مكملة تراجعها وتحدثها كل حين تطبق بكل حزم على كل مواطنيها مهما اختلفت جنسياتهم فأصبحت كل دولة منها "بوتقة" تنصهر فيها كل الأعراق لتخرج فى النهاية أناس يوحد بينهم المواطنة والإنتماء.
2) أنهم يلعبون على الفرقة التى تميزنا ويزكون نيرانها باستمرار ويستخدمونها كسلاح بتار يزيد من انقسامنا شيعا وأحزابا ويؤجج نار البغض والكراهية بيننا مما يستحيل معه توحدنا على هدف فيسهل بعد ذلك التهامنا جزءا جزءا كقطع البيتزا.
No comments:
Post a Comment