بعيدا عن التعريفات العلمية
للإدارة والتى سوف نتعرض لها فى سياق الحديث عن التخطيط الإستراتيجى فإن
"الإدارة" حالة يعيشها الإنسان الذى يؤمن بانتهاجها أسلوبا للحياة ،
ولعل الفطرة السليمة تؤكد على ضرورة أن يحسن الناس إدارة حياتهم بالتخطيط الجيد
لأهدافهم فى الحياة واستغلالهم للموارد المتوافرة لديهم لكى يحققوا تلك الأهداف .
وإذا انتقلنا إلى مكونات ووظائف
الإدارة من تخطيط وتنظيم وحسن قيادة ورقابة ومتابعة فسوف نجد أنها تتسق جميعها مع
هذا المفهوم . التخطيط إذن هو أول وأهم الأسس التى يقوم عليها علم الإدارة حيث أن
كل مايأتى بعده يصبح بالضرورة تابعا لأهداف توضع وموارد تعد وقرارات تتخذ وأنشطة
تؤدى إلى تحقيق للأهداف كما قلنا على مراحل طبقا لطبيعة الهدف الذى نسعى إلى
تحقيقه . والتخطيط بهذا يصبح عملية تتكون من عناصر مختلفة تتكامل مع بعضها البعض
داخل إطار علمى منضبط . ويرى البعض أن مايطلق عليه التخطيط الإستراتيجى نوع من
أنواع التخطيط للمدى الطويل تميزه عن
التخطيط قصير المدى .
من وجهة نظرى أنه ليس هناك
أنواع متعددة من التخطيط ، وإنما تخطيط ينبغى فى كل الأحوال أن يكون استراتيجيا طويل
المدى تصاحبه خطة تنفيذية مفصلة لتحقيق الخطة يمكن تقسيمها إلى مراحل قصيرة
ومتوسطة وطويلة .
وحين يتعلق الأمر بالتعليم الذى
هو استثمار فى عقل الأمة وفى رأس مالها الفكرى من خلال تحسين جودة مواردها البشرية
من المتعلمين ، فإن التخطيط لايمكن إلا أن يكون طويل المدى حيث العائد على
الإستثمار لايتحقق بالسرعة التى تتم فى باقى مشروعات التنمية فى أى دولة . المهم
هنا أن يكون واضحا أنه بلا أناس متعلمون مدربون قادرون وراغبون فى العمل فلا يمكن
لأى خطة أو مشروع أن يتم بنجاح ، أى أن البداية فى نهضة الأمم تقوم على تعليم عالى
الجودة يخطط له جيدا على المدى الطويل لكى ينتج خريجين يحتاجهم سوق العمل لخبراتهم
، وليس حاملوا شهادات لاتعنى بالضرورة أنهم قد أصبحوا مؤهلين للإنضمام إلى قوة
العمل المؤثرة والمنتجة التى تحتاجها الدول لكى تعزز من قوتها وقدرتها على
الإنطلاق والتطوير والتنمية وتحقيق الرفاهية للناس .
No comments:
Post a Comment