مايعنينى فى حادث الإرهابى الإيرانى الذى احتجز الرهائن فى سيدنى والذى قتلته الشرطة وخلصت الرهائن بغض النظر عمن مات أو إصيب من الرهائن أو الشرطة، هو التصرف المتحضر للتعامل مع الحادث على أنه حادث فردى قام به منحرف شاذ لاجئ لبلد لم يحترم قوانينه ولا أعرافه.
رئيس الوزراء يلقى ببيان يطالب فيه الناس بالذهاب إلى اعمالهم وممارسة نشاطاتهم اليومية تاركين للشرطة التعامل مع الموقف .. مفوض الشرطة المسئول عن العملية (ضابطة سيده) تلقى بيان كل عدة ساعات تلخص فيه الموقف وتطمئن أهالى المحتجزين ..... مركز نفسى فى مكان الحادث يتعامل مع أهالى المحتجزين والرهائن بعد تحريرهم للتغلب على الصدمة التى أصابتهم.
ولكن الأهم هو رد فعل الشعب الأسترالى نفسه .. لم يظل الإعلام يعوى متهما الإسلام وكل المسلمين بأنهم إرهابيون، ولكن يضع الحادث فى حجمه الطبيعى دون مبالغة أو إثارة بأنه حادث فردى .. السلوك الحضارى للناس فى التعامل مع المسلمين: سيدة تشاهد محجبه فى المترو تخلع الحجاب وهى تبكى خوفا من اعتداء الناس عليها فتطلب منها ألا تفعل وتعرض أن تسير معها فى الشارع لكى تحميها، بل وتضع هاش تاج على تويتر تسميه "سوف أسير معك" تدعو فيه الآخرين أن يحذو حذوها (فى خلال 3 ساعات كما أخبرتنى ابنتى كان عدد من انضموا لحملتها 93 ألف مشترك).
عندنا التهم بالكوم والتخوين جماعى .. وهو هو الفرق بين التخلف والتقدم، والحضاره والبلطجة، والعلم والجهل.
No comments:
Post a Comment