Tuesday, January 13, 2015

مقومات نجاح التخطيط الإستراتيجى

التخطيط الإستراتيجى عملية مرنة غير جامدة تحتاج من الأطراف التى تتولاها قدرا عاليا من التفكير من استشراف المستقبل والتنبؤ بما سوف يحدث ، كما يتوقف نجاحها على عدة عناصر ينبغى توافرها على المستوى المؤسسى ، وهى :

أولا –  تفكير غير نمطى يساعد على صياغة لرؤية ورسالة المؤسسة وأهدافها الإستراتيجية واضحة
          وواقعية للمستقبل .
ثانيا – الإلتزام التام لقيادات المؤسسة بكل ماتحتويه الخطة بعد إقرارها .
ثالثا – مدى وضوح الرؤية ودرجة استيعابها من قبل قيادات المؤسسة والعاملين بها واستعدادهم
          بالمشاركة فى تنفيذها.
رابعا- حجم وعمق التحليل اللازم للعناصر المختلفة للخطة .
خامسا- تناسب الخطة مع الموارد المتاحة من ميزانية وموارد بشرية وبيئة وثقافة مؤسسية داعمة للخطة.
سادسا- مستوى الدقة فى تطوير الخطة وصياغة عناصرها ، وتطبيق عناصرها بعد ذلك .
سابعا – وجود خطة تنفيذية مفصلة لمراحل تنفيذ الخطة والأنشطة المصاحبة لكل هدف إستراتيجى وآليات
        القياس ومؤشرات النجاح وتوقيتات الإنجاز والميزانية التقديرية اللازمة .
ثامنا – توافر عنصر المرونة فى خطة التنفيذ بحيث يمكن تغيير المسار أو التدخل بقرارات تصحيحية
        عند اللزوم لو حدث تغير كبير فى البيئة المحيطة أو تأثيرات اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية
        تستدعى ذلك .
تاسعا – إلتزام القيادات بدوام المراجعة والتقييم والتحسين والتطوير للإرتفاع بسقف التوقعات ومستوى
         جودة الأداء .
والعناصر المذكورة تؤكد على أن عملية التخطيط الإستراتيجى هى فى واقع الأمر عملية تغيير كما قلنا يقصد بها تغيير وضع آنى بآخر مستقبلى بغرض التطوير والتحسين وتحقيق أهداف تتجاوز فى طموحها ماتحقق بالفعل . ولذلك كان ولابد لأى خطة استراتيجية جيدة أن تحدد سلفا المهارات والخبرات والجدارات الشخصية المطلوب توافرها لفرق العمل التى سيناط بها تنفيذ الخطة وتدريبهم على تلك المهارات قبل بدء تنفيذ الخطة لضمان الكفاءة والفعالية طوال مراحل التنفيذ.

ويؤكد بورتر  (Porter) أن عملية التخطيط الإستراتيجى الجيدة ينبغى ألا تتجاهل بعض العناصر، وأن تأخذ فى الحسبان العوامل التالية ذات التأثير القوى على وضع أى مؤسسة بغض النظر عن نوع الصناعة التى تمثلها. وهذه المؤثرات هى :

1.   تأثير المتنافسين الجدد الذين يغريهم سهولة دخول السوق الذى لايحتاج إلى استثمارات كبيرة أو تكنولوجيا عالية فيلجأون إلى المغامرة بالمنافسة دون أن يخشوا الخسارة.
2.   قوة التفاوض التى يتمتع بها العملاء حيث تحدد قوتهم الشرائية نوع السلع التى يقبلون عليها والشروط التى يقبلونها لشرائها.
3.   القوة التفاوضية للموردين وهؤلاء أهم حلقة فى سلسلة جودة المنتجات ، ويمكنهم إذا لم يشعروا بأنهم أصحاب مصلحة فى المؤسسة أن يشكلوا قوى ضغط أو احتكارات فردية Monopoly  أو جماعية Oligopoly يحددون بها اتجاه السوق ويسيطرون على حركته ، ولذا ينصح بورتر بالتنويع فى مصادر المواد الخام أو الخدمات من خارج المؤسسة.
4.   تاثير السلع البديلة والتى تهدد فى الواقع السلع الأصلية لأنها إما أن تكون تقليدا لتلك السلع أو تمثل بديلا رخيصا يغنى عنها وبالتالى قد تؤدى على بوار تلك السلع وكساد الأسواق مالم يعلم المستهلكون الفروق بين تلك السلع والسلع الأصلية ، ومالم تنجح المؤسسة فى كسب ولاء عملائها بحيث يصرون على استخدام سلعها أو منتجاتها ولايتحولون إلى البديل .

5.   وأخيرا هناك الصراع الفعلى والحرب الدائرة بين المتنافسين فى أى صناعة للإستحواز على أكبر قسط من السوق أو إغراء العملاء وتشجيعهم على تغيير ولاءهم والتحول عن المنتجات والخدمات والمؤسسات التى اعتادوا على التعامل معها.

دور التعليم فى التنمية المجتمعية

يلعب التعليم دورا بالغ الخطورة فى الدول النامية التى تعى أهمية التعليم فى إعداد أجيال من مواطنيها يتعايشون مع مشاكل أوطانهم ويعون خططها للتنمية واحتياجاتها من المواطنين المتعلمين المعدين إعدادا جيدا للمشاركة فى تلك الخطط . ومن هنا كان الإرتباط الوثيق بين البرامج التعليمية وخطط التنمية وحاجاتها من الخبرات والمهارات التى ينبغى توافرها فى الخريجين من المدارس والمعاهد والجامعات الذين يحتاجهم سوق العمل . ويؤكد ذلك على أهمية التخطيط الإستراتيجى طويل المدى للتعليم فى أى دولة ويمثل تحديا كبيرا للقائمين عليه حيث لايقتصر الأمر على إمداد سوق العمل بخريجين مؤهلين للإلتحاق بالوظائف المناسبة ولكن دور التعليم الجيد يمتد إلى بناء شخصية الطالب واكتشاف مواهبه وتحفيزه على التفكير الإبتكارى وتنمية قدراته الذاتية ثم استثمار تلك القدرات بعد ذلك بطرق منهجية مخططة تخطيطا جيدا على المستوى المحلى والإقليمى والدولى .

ولو حللنا العناصر التى تقوم عليها التنمية فى بلد ما لوجدنا أنها لاتخرج عما يلى :

1.  احترام حقوق الإنسان فى المواطنة والعيش الآمن وحرية التعبير والتنقل وعدم القهر واختيار التوجه السياسى والعقائدى .
2.  العدالة والإنصاف فى التعامل مع الناس دون تفرقة ولاتحيز ، وإتاحة فرص المشاركة فى القرار السياسى بالطرق الديموقراطية (20% من سكان العالم يستهلكون 86% من الإنتاج العالمى ، بينما يستهلك 80% منهم 14% فقط).
3.    الإستدامة فى التخطيط الإستراتيجى للتنمية للمواءمة بين المتطلبات الآنية للناس ومايفرضه المستقبل من احتياجات يفرضها واقع التغيير. ويتزامن ذلك مع خلق فرص عمل جديدة تستوعب الأعداد المتزايدة للخريجين .

وحين أجرى اختبار لقياس التفكير غير النمطى Creative Test  أى أقصى استخدام للعقل للتفكير الإبتكارى بين مجموعة من الدول جاءت اليابان على رأس القائمة بنسبة 5ر31% تليها أمريكا بنسبة 5ر29% وفرنسا 27% ثم إنجلترا 26% أما المنطقة العربية فلم تحقق أكثر من 5ر1% فقط وذلك يبين حجم الفجوة المعلوماتية والبحثية التى تفرض على كل العاملين بالتعليم فى العالم العربى تحديا بالغ الأهمية والقسوة لسد تلك الفجوة الواسعة.
ويذكر "التقرير العربى الأول للتنمية الثقافية فى العالم العربى" (2007) فى معرض تحليله لقضية جودة التعليم فى العالم العربى مقارنة مختلف عناصر العملية التعليمية في الجامعات العربية مقارنة مع الجامعات الأجنبية، حيث يكشف التقرير أن معدل الالتحاق بالتعليم في الدول العربية لا يتجاوز 21.8% بينما يصل في كوريا الجنوبية إلى 91% وأستراليا 72% إسرائيل 58%. ويبلغ أعلى معدل لالتحاق الإناث بالتعليم في الإمارات 76% والبحرين 68% ولبنان 62% بينما في مصر 45% والسعودية 49% اليمن 25%، واللافت أن متوسط معدل التحاق الإناث بالتعليم في الدول العربية 49% يزيد عن معدله في اليابان (45%)! وكوريا الجنوبية (37%) وتركيا (42%). وعلى مستوى كفاية عدد الأساتذة في التعليم العالي إلى عدد الطلاب، فإن متوسط النسبة في العالم العربي هي أستاذ جامعي لكل 24 طالباً، بينما في اليابان أستاذ جامعي لكل 8 طلاب فقط! وفي أمريكا أستاذ جامعي لكل 13 طالباً. كما يعالج التقرير أيضاً ظاهرة الإقبال الملحوظ من جانب الطلاب العرب على دراسة الإنسانيات والعلوم الاجتماعية مقارنة بدراسة العلوم التطبيقية والبحثية، ومدى انعكاسات هذا الخلل على عملية التنمية، حيث يكشف عن أن دراسة الإنسانيات والعلوم الاجتماعية في مصر تبلغ نسبتها 79% من مجموع الملتحقين بالتعليم الجامعي، وهي أعلى نسبة في العالم العربي".
أكثر من ذلك أننا نجد فى تقرير البنك الدولى عن حال التعليم فى العالم العربى تساؤلات هامة تشير إلى حجم المشكلة ، فمثلا :

ويحاول تقرير البنك الدولي الإجابة عن الأسئلة الثلاثة التالية:
1. هل أنتجت الاستثمارات في التعليم النتائج المتوقعة وأعدت البلدان المعنية لتلبية الطلبات المتوقعة الجديدة على قوة عمل متعلمة تتمتع بمهارات مختلفة؟
2. ما هي أنواع الاستراتيجيات والسياسات التي ينبغي بحثها لمعالجة أي فجوات في
الإنجاز والإعدادعلى نحو أفضل للمستقبل؟
3. بالنظر من جانب الطلب، هل تتيح أسواق العمل المحلية والدولية منافذ فعالة لجني المنافع التي تحققها قوة عمل أكثر تعليما؟
ويجيب التقرير عن هذه الأسئلة الثلاثة بالقول، وهي إجابات لا تخرج كثيراً عمّا قلناه آنفاً:
1.الحاجة إلى تغيير مناهج التدريس من أجل تحسين القدرة على التنافس دولياً، والقيود المالية التي تجعل من الصعب معالجة أي من هذين الاهتمامين.
2. أن تتطابق مخرجات التعليم مع احتياجات أسواق العمل في العالم العربي.
3. إعادة النظر في المناهج الدراسية بحيث يتم زيادة حصص العلوم والرياضيات واللغات والتخفيف من الحصص الأخرى.


التحول إلى مجتمع المعرفة


العلاقة بين تدنى التعليم والتنمية الإنسانية

ومنذ عام 2003 وتقارير التنمية الإنسانية فى العالم العربى تشدد على ضرورة سد الفجوة المعرفية بيننا وبين الغرب وأوروبا بل ودول جنوب شرق آسيا ومعها القارة الهندية تحتاج الفجوة المعرفية بالعالم العربي إلى الكثير من الوقت لتضيقها. على الرغم من أن العالم العربي يأتي في مرتبة أعلى من العديد من الدول منها الصين، الهند، فيتنام، ودول أوروبا الشرقية، وبعض دول أميركا اللاتينية، ما زالت هناك الكثير من المشكلات الضخمة التي تلوح في الأفق. ففي العالم العربي 35% من سكانه تحت 15 سنة، والذي يعني أنه بحلول 2020 سيحتاج إلى ما يقدر بـ 100 مليون فرصة عمل. فإذا لم يحقق العالم العربي التغييرات المطلوبة بصورة سريعة، سوف تكون هناك صعوبات جمة لمواجهة تلك المشكلات، التي تعوق من فرص النهوض ومواكبة الدول الأخرى. وفى الوقت الذي يتسم فيه التقدم العالمي في المجالات العلمية والتكنولوجية بالثبات، بدأ العالم العربي في الاستثمار، بشكل بطئ في تلك المجالات.
وعلى الرغم من أن الإنفاق العربي على البحث العلمي والتطوير قد حقق زيادة فى الإنفاق على مجالي العلوم والتكنولوجيا يتمثل فى بعض المبادرات التي تهدف إلى تحقيق بعض التقدم في هذين المجالين منها التعهد الجزائري بتخصيص 1.5 بليون دولار لزيادة ميزانية البحث العلمي والتقدم التكنولوجي. كما أنشأت دولة الإمارات العربية المتحدة مؤسسة محمد بن راشد المكتوم التي تهدف إلى بناء مجتمع يقوم على المعرفة. كذلك هناك مبادرة الملك عبد الله فى السعودية لإنشاء جامعة الثقافة والعلوم  ورعاية المتفوقين وتقديم المنح العلمية لهم ، ولكن هذه المبادرات سوف تحتاج إلى بعض الوقت لكي تُأتي ثمارها. ولقد نادى بعض العلماء بإنشاء مؤسسة علمية عربية رفيعة المستوى تعنى بالبحث العلمى مستغلة الإمكانات الهائلة المتوافرة لإنجاح ذلك المشروع الإقليمى العالمى  بل إن البعض ينادى منذ عام الثلاثينيات من القرن الماضى بأن يركز العرب فى بحوثهم وإنشاء قواعدهم العلمية على المهارات التى تميزهم تاريخيا عن باقى دول العالم مثل الأنشطة الإقتصادية والتجارية والشئون المالية والأعمال البنكية وأوجه النشاط الإنسانى والخدمة المجتمعية مثل فانيفار بوش أستاذ الهندسة الكهربية بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وأحد من شاركوا فى تطوير تطوير لغة التعرف الذكى على النصوص الذى أحدث ثورة فى استخدام شبكة المعلومات العنكبوتية www (Professor Vannevar Bush, MIT) وكذلك نادى العالم المصرى أحمد زويل بإنشاء جامعة للعلوم والتكنولوجيا فى مصر ، وكانت دولة قطر رائدة فى هذا المجال بإنشائها مدينة للعلوم واجتذابها لأشهر وأعرق الجامعات الغربية والأوروبية إلى أرضها لتقديم خدمة تعليمية لطلابها وطلاب العالم العربى كله على نفس المستوى الرفيع التى تقدمه تلك الجامعات فى بلادها.
 كذلك فأن الحكومات العربية تنفق تقريبا 5% من نتائجها الإجمالي على التعليم (70 مليون طالب فى مراحل التعليم المختلفة ، أى نصف عدد السكان تقريبا) بدون نتائج مرضية. فزيادة عدد الأطفال بالمدارس والمصادر التعليمية لم تنعكس في تدريب المدرسين وسياسات تعليمية. وفي الوقت الذي يُنفق فيه المال الكثير على التعليم العالي يتخرج الطلاب من الجامعات بقدرات لا تتناسب مع سوق العمل. فالجامعات وأصحاب العمل يخفقون في التواصل فيما بينهم حول احتياجات سوق العمل، والباحثين عن العمل في المستقبل سيواجهون مشكلات لإيجاد وظائف بالمنطقة التي تناسب قدراتهم. وهناك اتجاه بالدول الخليجية النفطية الغنية لأن تكون أكثر استثماراً في مجالات التكنولوجيا والعلوم والتعليم العالي، ولكن هناك تحديات جمة تُواجه تطوير تلك المجالات في الدول الغير نفطية لتناقص المال اللازم لإنفاقه على تطوير وتحديث تلك المجالات. وعلى الرغم من تلك التحديات فإن الدول النفطية وتلك الغير نفطية حققت تقدما حيث زادت عدد الدوريات العلمية، التي زادت بنسبة 18% من عام 2000 إلى عام 2004.
وتحتاج ثقافة المعرفة هي الأخرى إلى المزيد من الاهتمام. وثقافة المعرفة تعني توافر ثقافة تُقدر الابتكارات والإبداعات والاستكشافات العلمية ، ومن ثم لابد من وجود تعاون بين الحكومات ومنظمات المجتمع المدني والمؤسسات الثقافية ووسائل الإعلام والمثقفين والمواطنين لتحقيق مثل تلك الثقافة. وعلى الرغم من الجهود العربية في هذا المجال مثل مبادرة ترجمة الكتب الأجنبية إلى العربية مازالت تلك الخطوات لا تحقق ما هو مرجو منها لارتفاع نسبة الأمية بالعالم العربي. ويظهر ذلك جليا فى المعدل المتدنى لإصدارالكتب والقراءة والترجمة فى العالم العربى مقارنا مع الدول الأخرى طبقا لتقرير اليونسكو وتقرير التنمية البشرية حيث نجد أن اليابان تترجم مايوازى 30 مليون صفحة سنويا فى حين أن مايترجم فى العالم العربى كله لايزيد عن خمس مايترجم فى اليونان ، بل إن إجمالى ماتم ترجمته بالعالم العربى كله منذ عصر المأمون لايزيد عن 000ر10 كتاب وهو ماتترجمه أسبانيا وحدها فى عام. وطبيعى بعد ذلك ألا نقرأ بالقدر الكافى مثلما يقرأ الأوروبيون (متوسط مايقرأه الأوروبى 35 كتابا فى السنة ، بينما يقرأ كل 80 عربيا كتابا واحدا فى السنة). وحتى منتصف الثمانينات من القرن الماضى كان متوسط الكتب المترجمة لك مليون عربى على مدى خمس سنوات هو 4ر4 كتاب ، أى أقل من كتاب واحد لكل مليون عربى فى السنة بينما فى هنجاريا كان الرقم 519 وفى أسبانيا 920. ويفسر ذلك لماذا لايزيد عدد النسخ المطبوعة لأى كتاب عن ألف نسخة وفى بعض الحالات 5000 نسخة إذا كان المؤلف ذائع الصيت بينما يتجاوز أى إصدار فى الغرب 000ر50 نسخة  (تقارير التنمية الإنسانية فى العالم العربى 3003 - 2008).

لقد ساهمت الحضارة العربية والإسلامية مساهمات فعالة وبالغة القيمة فى تقدم الحضارة الإنسانية وعلوم الحياة فى الرياضيات والفلك والطب ، ويجمع المؤرخون على أنه حتى القرن الثانى عشر كان العلماء العرب والمسلمين يقودون نهضة التجريب والبحث العلمى فى العالم . ومن المؤسف أن يتدهور الوضع الآن بحيث لايزيد عدد البحوث العربية المنشورة فى مطبوعات علمية محكمة ومرموقة عن أقل من 1% ولايزيد عدد براءات الإختراع فى العالم العربى مابين عام 1980 وعام 2000 عن 370 بينما يبلغ عدد براءات الإختراع عن نفس المدة فى كوريا التى لايزيد عدد سكانها عن عشر سكان العالم العربى 000ر16(ibid) . ولابد هنا من أن نذكر أن واحدا من كل 20 طالب على مستوى العالم العربى يختارون التخصص العلمى فى الجامعات التى يدرسون بها لأن المستقبل الذى ينتظرهم بعد التخرج يتناقض تماما مع توقعاتهم ، ولكننا على الرغم من ذلك نجد أن بعض البلدان العربية مثل لبنان قد بلغ عدد خريجى الكليات العلمية من النساء بها مايقرب من 48% وهى نفس النسبة بالولايات المتحدة الأمريكية ، وتزيد تلك النسبة فى بلدان عربية أخرى مثل الإمارات العربية المتحدة والكويت وقطر وعمان على الرغم من أن فرص المساواة مع الرجل فى تقلد المناصب العلمية لايزال يحكمه قيم وعادات ثقافية تجذرت فى المجتمع وتحتاج إلى المراجعة (Edgar Choueiri, Princeton University,2008).

نحو تعريف عصرى للتخطيط الإستراتيجى

بعيدا عن التعريفات العلمية للإدارة والتى سوف نتعرض لها فى سياق الحديث عن التخطيط الإستراتيجى فإن "الإدارة" حالة يعيشها الإنسان الذى يؤمن بانتهاجها أسلوبا للحياة ، ولعل الفطرة السليمة تؤكد على ضرورة أن يحسن الناس إدارة حياتهم بالتخطيط الجيد لأهدافهم فى الحياة واستغلالهم للموارد المتوافرة لديهم لكى يحققوا تلك الأهداف .
وإذا انتقلنا إلى مكونات ووظائف الإدارة من تخطيط وتنظيم وحسن قيادة ورقابة ومتابعة فسوف نجد أنها تتسق جميعها مع هذا المفهوم . التخطيط إذن هو أول وأهم الأسس التى يقوم عليها علم الإدارة حيث أن كل مايأتى بعده يصبح بالضرورة تابعا لأهداف توضع وموارد تعد وقرارات تتخذ وأنشطة تؤدى إلى تحقيق للأهداف كما قلنا على مراحل طبقا لطبيعة الهدف الذى نسعى إلى تحقيقه . والتخطيط بهذا يصبح عملية تتكون من عناصر مختلفة تتكامل مع بعضها البعض داخل إطار علمى منضبط . ويرى البعض أن مايطلق عليه التخطيط الإستراتيجى نوع من أنواع التخطيط  للمدى الطويل تميزه عن التخطيط قصير المدى .

من وجهة نظرى أنه ليس هناك أنواع متعددة من التخطيط ، وإنما تخطيط ينبغى فى كل الأحوال أن يكون استراتيجيا طويل المدى تصاحبه خطة تنفيذية مفصلة لتحقيق الخطة يمكن تقسيمها إلى مراحل قصيرة ومتوسطة وطويلة .

وحين يتعلق الأمر بالتعليم الذى هو استثمار فى عقل الأمة وفى رأس مالها الفكرى من خلال تحسين جودة مواردها البشرية من المتعلمين ، فإن التخطيط لايمكن إلا أن يكون طويل المدى حيث العائد على الإستثمار لايتحقق بالسرعة التى تتم فى باقى مشروعات التنمية فى أى دولة . المهم هنا أن يكون واضحا أنه بلا أناس متعلمون مدربون قادرون وراغبون فى العمل فلا يمكن لأى خطة أو مشروع أن يتم بنجاح ، أى أن البداية فى نهضة الأمم تقوم على تعليم عالى الجودة يخطط له جيدا على المدى الطويل لكى ينتج خريجين يحتاجهم سوق العمل لخبراتهم ، وليس حاملوا شهادات لاتعنى بالضرورة أنهم قد أصبحوا مؤهلين للإنضمام إلى قوة العمل المؤثرة والمنتجة التى تحتاجها الدول لكى تعزز من قوتها وقدرتها على الإنطلاق والتطوير والتنمية وتحقيق الرفاهية للناس .


عن التخطيط الإستراتيجى والتنمية البشرية أتحدث


بينى وبين الإدارة قصة حب حقيقى من أول نظرة امتدت إلى مايزيد عن النصف قرن وامتزج فيها الحب بالعذاب .. ولعل السبب فى ذلك أنى حين التحقت بأول عمل بعد تخرجى فى الجامعة فى الستينيات من القرن الماضى وليس لدى أى فكرة حقيقية عن فنون التطبيق فى علم الإدارة ، شاء حظى أن أعمل مع مديرين محترفين فى أدين لهم بالفضل مرتين : مرة لأنهم قربونى منهم أنهل من علمهم وتجاربهم ، ومرة لأنهم استطاعوا بحسهم وخبرة السنين أن يتنبأوا لى بمستقبل واعد ومن ثم لم يبخلوا على بالتعليم وبإتاحة فرص المشاركة فى اتخاذ القرارات والإستثمار فى تحسين قدراتى وتقديم الدعم والمساندة اللازمين لكى تنمو تلك القدرات .. أتيح لى مبكرا أن أخوض معترك الحياة من الباب الملكى للإدارة إلى جانب عمالقة جمعوا بين العلم وفن التطبيق .. عمالقة كشافين للمواهب ، يؤمنون بالعمل الجماعى ، وبأن المدير صاحب رسالة يؤمن بها ويسعى لتحقيقها بشتى الوسائل مستغلا الموارد المتاحة لديه ،  وأنه لن يستطيع بحال أن يحقق رسالته فى الحياة مالم يكن قدوة لمرءوسيه يفعل مايطالبهم به ويتجنب كل ماينهاهم عنه.
ولعل ماساعدنى على أن أكتسب بسرعة ثقة رؤسائى أن نشأتى الأولى قد أتاحت لى فى مراحل التعليم المختلفة بيئة صالحة لأرض خصبة تستقبل البذور وتحتضنها لكى تنمو وتزدهر بالرعاية والحماية التى يقدمها قامات شامخة من الأساتذة العظام .. بيئة ليس بينها وبين " صوبات التعليم " التى نشاهدها حولنا اليوم أى علاقة .. كنا نقوم ببحوث بسيطة عن موضوعات تهم مجتماعتنا ، وكنا نحصد الدرجات حين نتطوع للعمل العام والخدمة المجتمعية ، وكنا ننظم ونشارك فى المناسبات العامة فى معاهدنا العلمية ، وكانت الأنشطة الرياضية والإجتماعية والثقافية  جزءا أصيلا من العملية التعليمية .. لم يكن المقرر الدراسى هو محور العلاقة بين الطالب والمدرسة أو الجامعة ، وإنما اللهفة على الإستزادة من خبرة السنين التى كان يمثلها رموز كنا نتسابق إلى التقرب منها بالإجتهاد والتميز العلمى ، ونتوق إلى تقليدها لعلنا نصل إلى بعض ماوصلوا إليه .
وحينما أراد الله أن تسير حياتى العملية جنبا إلى جنب مع حياتى الأكاديمية لم أكن أعرف أنه سبحانه وتعالى قد قدر لى أن أكون واحدا من الذين قدر لهم أن يحملوا رسالة تقريب العلم إلى الواقع العملى ويساعدون مريديه على أن يرفعوا رايات النصر على إنجازات يحققونها بدلا من مجرد الكلام عن نظريات ورؤى تظل أحلاما تدغدغ المشاعر وتحلق بصاحبها بعيدا عن أرض الواقع الذى خلق العلم أساسا لكى يخدمه .. لم أكن أعلم فى سنى حياتى المبكرة أن  ذلك سوف يكون " ميزة تنافسية " ترقى إلى مستوى المنهج الذى يمكن تبنيه لخدمة وطننا العربى ، ونظرية أسميها " الإدارة بالواقع " أعمل الآن على استكمالها ، أضع فيها خبرة السنين مع منهج العلم لرسم خارطة طريق تحدد احتياجات مجتمعاتنا للتغيير تلبية للإيقاع المتسارع حولنا والضغوط التى يمثلها متطلبات إحتلالنا للمكان المرموق الذى نستحقه فى المجتمع الدولى  .
ولأن مراحل التكوين الأولى لجيلى قد ارتبطت بالتعليم والقائمين عليه فقد تكون لدينا على مر السنين اعتقاد راسخ بأن نقطة البداية فى تقدم الدول هى الإهتمام بالتعليم وجودته وقدرته على تخريج مواطن " مشارك " يعى مشاكل وطنه وطموحاته الشخصية ، وليس " متفرجا " يتسم بالأنانية ، لايعنيه من أمر الوطن سوى الفرص  المتاحة لكى يحقق طموحاته الشخصية ، أو أن يكون مشاركا بالقدر الذى يتيح له مكاسبا ذاتية تعود عليه وحده بالنفع .. التعليم الجيد لابد وأن يفرز مواطنون لايجدون تضاربا بين طموحات أوطانهم وطموحاتهم الشخصية ، بل إنهم يشعرون دوما أن فى أعناقهم دينا لأوطانهم واجب السداد ويكيفون حياتهم على سداد هذا الدين فى كل مايفعلون يتسلحون بالمعرفة ويوظفونها لتعليم غيرهم ويخوضون معارك التنمية والتطوير والتقدم فى الصفوف الأولى ويفرحون بالإنجازات العلمية التى تحققها بلادهم ، ولايشبعون من تحقيق المزيد .

كانت تلك الدوافع وراء كتابى الأول  “Management Portraits”الذى نشرته بالخارج باللغة الإنجليزية ، وكان موجها بالدرجة الأولى إلى المهتمين بعلم الإدارة التطبيقى على مواقع العمل المختلفة ، واحتوى على خلاصة تجاربى فى تلك المرحلة فى العمل فى قارات ثلاثة فى شركات تختلف فى تخصصاتها وأحجامها وثقافاتها من خلال عرضى لمواقف واحتكاكات حقيقية عشتها ونماذج واقعية لشخصيات قابلتها أو عملت معها وتحليل تلك المواقف ودوافعها من وجهة نظر علم الإدارة .. نظرة رومانسية بأسلوب أردت ألا يكون تقليديا يفسره قصة الحب العنيفة التى تتملكنى والتى تحولت إلى أسلوب حياه وطبيعة ثانية تميز شخصية المحب المتيم الذى هو أنا ، وتكشف سر المحبوبة التى تفيض دلالا وتيها وهى الإدارة .. الدوافع التى دفعتنى لتأليف الكتاب الأول هى نفس الدوافع وراء هذا الكتاب والذى آثرت أن يتناول التخطيط الإستراتيجى للمؤسسات التعليمية بوجه عام والتعليم العالى بوجه خاص باعتباره المرحلة الأخيرة لطلاب يخرجون إلى معترك الحياة مسلحين بالحد الأدنى من المعارف وينوون استغلالها فى تلبية احتياجات مجتمعاتهم .. التعليم الجيد " حضانة " ترعى المواهب وتصقل العقل وتصنع الخبرة وتحفز على التفكير والإبداع ، وطبيعى أن أهتم بها مع غيرى ونعتبرها قاعدة لإطلاق الصواريخ " المعرفية " التى تستهدف العقول والتى – لو أحسن إعدادها – لفاقت فى تأثيرها أقوى الرؤوس النووية التى تحرص على اقتنائها الدول .. الفرق أن التعليم يبنى ولايهدم ، ويعمر ولايدمر، ويستثمر فى المستقبل لصالح كل البشرفى كل مكان بدلا من أن يدمر معظم البشر لصالح فئة من الناس .

التخطيط لايصلح فى بعض الحالات


    موقف طريف حدث لى، ودرس فى النمكية والحنتفة وشده التمسك بالنظام:
    فى إحدى رحلاتى للخارج ، وصلت الفندق فى ساعة متأخرة من الليل ودخلت غرفتى .. ولأنى لست أكولا وأردت أن أنام استعدادا لمؤتمر اليوم التالى فقد طلبت ساندويشا وبعض البطاطس المقلية التهمتا بسرعة.
    كان المفروض أن إغسل أسنانى ثم أنام، ولكن لأنى بالغ الدقة وأكره أن أنام وفى حجرتى بقايا طعام فقد قررت أن أخرج الصينية أمام الباب بدلا من أن أطلب خدمة الغرف لترسل أحدا يأخذها..كنت قد خلعت ملابسى ولم أرتدى بيجامتى بعد،... ولسبب ما خرجت فى الطرقة لأضع الصينية بشكل حضارى إلى جانب الباب الذى انغلق أتوماتيكيا ولم يكن معى المفتاح بالطبع 
    وقعت فى حيص بيص وأنا أقف فى الطرقة بملابسى الداخلية أضرب أخماسا فى أسداس من أن يرانى أحد من العاملين بالفندق أو الأمن أو النزلاء فيظن بى الظنون .. هدانى تفكيرى أن أطرق باب الغرفة المجاورة وأطلب ممن فيها أن يطلب خدمة الغرف لإرسال من يفتح باب غرفتى.
    فعلت ذلك .. وقبل أن أحادث من فى الغرفة شارحا الموقف وطالبا المساعدة غنفتح الباب على مصراعيه فإذا بجارتى التى يبدو أنها هى الأخرى كانت تتأهب للنوم .. ازعجت وكادت تصرخ طالبة النجدة لولا أنى لم اتحرك من مكانى وسارعت بمخاطبتها بالإنجليزية طالبا مساعدتها.
    طبعا لم تدعونى للدخول (كنت سأرفض على أية حال) وجاء أحدهم بالماستر كى ودخلت غرفتى وطار النوم من عينى حتى الصباح .. ولكنى افتتحت محاضرتى فى المؤتمر بتلك القصة فأشاعت جوا من البهجة بين الحاضرين .. وبعضهم طلب معاينة مسرح الحدث لكى يصدق القصة كما رويتها.. من حسن الحظ أن جارتى الحسناء كانت بين الحاضرين وكانت أكثرهم قهقهة وهى تحكى لهم مادار بذهنها وهى ترانى على حالتى أمام باب غرفتها.

صدف تغير مجرى الحياة


    فاكرين حكاية سمير غانم لما كان "حيموت ويعرف مين اللى زقه ف الحفرة " .. أحكيلكم حكاية مشابهة:
    عقب تخرجى عملت بالعلاقات العامة بأكبر وأحدث شركة قطاع عام فى مصر .. قرر وزير البترول والثروة المعدنية فى ذلك الوقت أن يزور الشركة وتلميعها إعلاميا .. دارت الإستعدادات على قدم وساق لاستقباله وتقرر أن يتحدث إلى كل العاملين (أكثر من 4000 فى ذلك الوقت - تضاعف العدد بعد ذلك) وأقيم مسرح كبير فى أكبر عنابر الشركة وإسند تنظيم الحفل إلى أحد قيادات الشركة وكان المفروض أن يقوم أيضا بتقديم الوزير... ورئيس الشركة.
    وصل الوزير وخلفة كل أجهزة الأعلام ووقفت فى كواليس المسرح إلى جانب هذا المسئول أتفرج كموظف صغير ليس له دور وللمساعدة فى استكمال أى نقص لو طلب منى ذلك.
    اتخذ الوزير ورئيس وأعضاء مجلس إدارة الشركة أماكنهم على المسرح وانتظرنا أن يتقدم المسئول عن التقديم إلى الميكروفون لكى يقدم رئيس الشركة ومن بعده الوزير .. لم يحدث وسادت فترة صمت كلها توتر .. فوجئت بعدها به يدفعنى إلى المسرح ويقوم "قدم".
    تثاقلت خطاى وأنا أتقدم إلى الميكروفون المعد لذلك وقد نسيت حتى إسمى .. 
    "هترست" بكلمات وعبارات غير مترابطة ولكنى قلتها بحماس شديد (تعبيرا عن فخرى واعتزازى بالعمل فى شركة يرأسها .... "رئيس المجلس") .. تصفيق حاد (لرئيس الشركة طبعا وليس لى)
    عقب انتهاء رئيس الشركة من كلمته كان المفروض أن يقدم هو الوزير ولكنه نظر إلى بما معناه "ياللا .. كمل".
    تكرر المشهد وكان ولابد أن آتى بكلمات أكثر فخامة (لم أكن أعرف معناها بالتحديد ولكنها كانت متداولة فى أجهزة الإعلام مقرونة دائما باسم الوزير) .. عاصفة من التصفيق ( للوزير المرة دى) .
    أثر هذا الحادث العارض على اختياراتى فى الحياة بعد أن أصبحت مشهورا بين العاملين فكدت أن أكون مذيعا بالإذاعة ثم أستاذا بالجامعة ومحاضرا ومدربا معتمدا بالتوازى.

    هناك صدف قد تغير مسار حياتك .. تكون سعيدة .. أحيانا .. مثل الزواج ... ههههههه

العبرة وراء الحدث


    مايعنينى فى حادث الإرهابى الإيرانى الذى احتجز الرهائن فى سيدنى والذى قتلته الشرطة وخلصت الرهائن بغض النظر عمن مات أو إصيب من الرهائن أو الشرطة، هو التصرف المتحضر للتعامل مع الحادث على أنه حادث فردى قام به منحرف شاذ لاجئ لبلد لم يحترم قوانينه ولا أعرافه.
    رئيس الوزراء يلقى ببيان يطالب فيه الناس بالذهاب إلى اعمالهم وممارسة نشاطاتهم اليومية تاركين للشرطة التعامل مع الموقف .. مفوض الشرطة المسئول عن العملية (ضابطة سيده) تلقى بيان كل عدة ساعات تلخص فيه الموقف وتطمئن أهالى المحتجزين ..... مركز نفسى فى مكان الحادث يتعامل مع أهالى المحتجزين والرهائن بعد تحريرهم للتغلب على الصدمة التى أصابتهم.
    ولكن الأهم هو رد فعل الشعب الأسترالى نفسه .. لم يظل الإعلام يعوى متهما الإسلام وكل المسلمين بأنهم إرهابيون، ولكن يضع الحادث فى حجمه الطبيعى دون مبالغة أو إثارة بأنه حادث فردى .. السلوك الحضارى للناس فى التعامل مع المسلمين: سيدة تشاهد محجبه فى المترو تخلع الحجاب وهى تبكى خوفا من اعتداء الناس عليها فتطلب منها ألا تفعل وتعرض أن تسير معها فى الشارع لكى تحميها، بل وتضع هاش تاج على تويتر تسميه "سوف أسير معك" تدعو فيه الآخرين أن يحذو حذوها (فى خلال 3 ساعات كما أخبرتنى ابنتى كان عدد من انضموا لحملتها 93 ألف مشترك).
    عندنا التهم بالكوم والتخوين جماعى .. وهو هو الفرق بين التخلف والتقدم، والحضاره والبلطجة، والعلم والجهل.

إستفت قلبك


    لم أصدق عينى وأنا أقرأ نقاشا بدأته متابعة على الصفحة (تقول عن نفسها أنها صحفية تقيم بالخارج) تقول فيه صراحة أن الشذوذ الجنسى حرية شخصية .. كان من السهل على أن أعمل بلوك ولكنى آثرت أن أسألها سؤالين (بعيدا عما هو معلوم من الدين بالضرورة فليس لها علاقة بذلك ولن تفهمه).
    سألت السيدة أو الآنسة التى كتبت ذلك بلا حياء: هل تقبلين أن تحضرى حفلة للشواذ وتستمتعى بما يفعلون دون أن تشمئز نفسك؟ وهى تقبلى أن يأتى إليك ابنك أو ابنتك معلنا أو معلنة شذوذها أو قائلا أنه سوف يبيت اليوم عند صاحبه ...أو تبيت عند صاحبتها مع علمك بالعلاقة التى تربط كلا منهما بالآخر أو أن أيا منهما سوف يستضيف صاحبه أو صاحبتها لكى يبيت عندها فى بيتك؟ وماذا لو حاول أو حاولت نصحك بأنى تكونى مثلهما لكى تفهميهما أكثر؟
    قلت لها إذا كانت الإجابة بلا فتلك فطرة الله السليمة التى خلقنا الله عليها والتى أدعو أن تفيق وتتمسك بها .. طبعا لو اصرت على رأيها فسوف أزيلها من صفحتى
    أعتذر لكل من سيؤذى هذا البوست مشاعره وقد أكون أخطأت فى نصحها ولكنه واجب أبتغيت به وجه الله.

سطور فى كتاب حياتى


      *أنت حر تماما فى اتخاذ أى قرار .. بشرط أن تعود عواقبه عليك وحدك.
      * إصنع المعروف فى غير أهله بنية التقرب إلى الله بصدقه تزكى نعمة العقل.
      * تربية الأبناء وتنشئتهم تنشئة صالحة أصعب تحدى يواجه أى إنسان .. لاتنجب إذا ساورك أدنى شك فى قدرتك على تحمل تلك المسئولية.
      * من يبحث عن تعريف دقيق لمعنى السعادة، عليه أن يسأل الستة مليار ونصف إنسان الذين يعمرون الأرض حاليا .. واحدا واحدا....
      * إذا كنت تملك أن تعلم غيرك ولم تفعل، تصبح كمن يكتنز ثروة وليس له ورثه.
      * حب الأوطان سلوك يتقاسم العقل والقلب تحديد ملامحه وليس للحواس دخل فيه شأن كبير

كيف يتقدمون ونتأخر نحن؟


    ثلاث دول قامت على التصفية العرقية للسكان الأصليين: أمريكا والهنود الحمر.. استراليا وقبائل الأبورجين .. وإسرائيل والفلسطينيون.. إثنان منهما كانت انجلترا ضالعة فى إنشائهما وهما أستراليا حين أقرت - فى القرن الثامن عشر - سياسة استيطان تعتمد على "توطين" المحكوم عليهم بعقوبات عن جرائم ارتكبوها وتصديرهم إلى استراليا لتعميرها بعد أن ضاقت السجون الإنجليزية بمن فيها فى القرن الثامن عشر، وحين صدر وعد بلفور بمنح اليهود وطنا على أرض فلسطين وغض النظر عن كل الجرائم التى ارتكبتها ...العصابات الصهيونية لطرد السكان والإستيلاء على أرضهم ومنازلهم ومنها القتل والإعتصاب وحرق المحاصيل والبيوت.
    كل هذه جرائم سجلها التاريخ وسوف تظل وصمة فى جبين الإنسانية وجرائم لاتسقط بالتقادم مهما حاولوا طمس وتزوير حقائقها .
    ولكن مايعنينى هنا هو درس لم نتعلمه مطلقا فى العالم العربى حتى الآن على الرغم من أننا كنا ولازلنا هدف تلك الدول وغيرها للتوسع والإستيلاء على الموارد والثروات .. الدرس يتلخص فى نقطتين هامتين هما:
    1) نجحت تلك الدول فى وضع دساتير وقوانين مكملة تراجعها وتحدثها كل حين تطبق بكل حزم على كل مواطنيها مهما اختلفت جنسياتهم فأصبحت كل دولة منها "بوتقة" تنصهر فيها كل الأعراق لتخرج فى النهاية أناس يوحد بينهم المواطنة والإنتماء.

    2) أنهم يلعبون على الفرقة التى تميزنا ويزكون نيرانها باستمرار ويستخدمونها كسلاح بتار يزيد من انقسامنا شيعا وأحزابا ويؤجج نار البغض والكراهية بيننا مما يستحيل معه توحدنا على هدف فيسهل بعد ذلك التهامنا جزءا جزءا كقطع البيتزا.